تغريد
<بسملة1>
المنتدى حديث الإنشاء مثل الورق الأبيض الجديد فما قيمته بالنسبة لما ملئ علما (بتعليق الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله)
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
ففي هذه الأيام نلمس خصومة في الساحة الدعوية عبر الشبكة العنكبوتية - الإنترنت - فأحببت أن أوضح أمورا قد تخفى على البعض، وقد تشكل على البعض.
وهذه الواقعة حول منتديات التصفية والتربية.
المنتديات الجديدة لها قيمة التكلفة، كقيمة تكلفة الورق الجديد، وإن كان هناك فرق كبير بين القيمتين.
فإذا جاء من يسطر في هذا الورق بحوثا علمية ومقالات أثرية وفوائد متنوعة مفيدة، أصبح للورق قيمة أخرى وهي قيمة ما ألف فيه، زائدة على قيمة الورق، بل قد تصير نسبة قيمة الورق إلى قيمة ذاك المؤلف ضئيلة لا تُذكر، وخاصة إذا تزين هذا المؤلف بتقديم شيخ من شيوخ السنة، فكيف إذا كان بتقديم شيخين؟ فهو نور على نور، فكيف إذا زادا فيه وعلقا عليه وحذفا منه مما لا يتناسب مع هذا المؤلف؟ فهنا تزداد قيمة الورق في النقصان مقابل ما سطر وكتب فيه.
فالمواقع الدعوية والمنتديات الدينية في هذه الشبكة كثيرة فيها الغث والسمين، والبخيس والثمين، والتي يشار إليها بالبنان قليل بل قليلة جدا.
وعلى رأس هذه المنتديات والمواقع والله أعلم شبكة سحاب لأن لها قدم السبق ولأنها برعاية ربيع عصرنا العلامة والمحدث الإمام والشيخ الهمام ربيع المدخلي حفظه الله ورعاه وعلى رأس أعضائها العلامة الأصولي الفقيه الشيخ عبيد الجابري حفظه الله ورعاه.
ثم يأتي بعض المنتديات السلفية ومن أهمها وأبرزها منتديات التصفية والتربية، فهي من السابقين في نشر الخير والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن للتي هي أقوم، يكتب فيها ثلة من مشايخ وطلاب علم وإخوة أفاضل بحوث قيمة ومقالات مسددة في الغالب، والخطأ الذي بها ينغمر في بحر حسناتها، على غرار إخوانها من المنتديات والمواقع السلفية، وتتميز كما يتميز البعض بإشراف عام لشيخ فاضل، بل تزيد على غيرها بأن نائب المشرف العام أستاذ دكتور في الجامعة وشيخ من شيوخ السنة السلفيين.
فالسؤال الذي يطرح نفسه ما قيمة هذه المنتديات التي تزينت بألوان زاهية وجواهر مرصعة باللؤلؤ والياقوت وتعطرت بالعود والعنبر والمسك وزفت لمحبيها بأبهى حلة مقارنة بقيمتها يوم ولدتها؟
والجواب باختصار كقيمة الورق الأبيض الجديد الذي هو بضع من النقود مقابل ذلك المؤلف الذي قدم له شيخين من مشايخ السنة الذي قد تصل حقوقه الأدبية إلى المئات بل الألاف.
فهذا مثل المنتدى الخاوي على عروشه مع المنتدى الذي صف فيه بحوث ومقالات بالإضافة للإشراف ؛ كمثل الورق الأبيض الجديد مع المؤلف الذي علا كعبه وارتفع نجمه وسارت به الركبان وتنافس في اللحاق به الفرسان.
فهل بعد هذه السيرة العطرة لهذا الكتاب الذي سهر في تسطيره المسطرون وتعب في كتابته الكاتبون خلطوا الليل بالنهار وواصل الصباح بالمساء من زمن بعيد وعمر مديد.
ثم يأتي صاحب الأوراق البيضاء – التي سلمها للكتاب بإرادته - في ليلة بلا قمر فيسطوا على الكتب، ويقول هذا حقي المغصوب ومالي المسلوب أنا دفعت ثمن أوراقه من حر مالي الذي هو من كدي وتعبي وعرق جبيني.
فهذه صورة ما حدث قربتها في أوضح بيان وأيسر عبارة، لك غنمها وعلي غرمها، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الاربعاء 26 ذي القعدة سنة 1439 هـ
الموافق 8 أغسطس 2018 ف
قال الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله: بارك الله فيك كلام متزن وصاحب المنتدى الذي سطا على موقع الشيخ لزهر لا يجوز له هذا التصرف وهي شبيهة بمسألة (الضفر) فيحرم على هذا الشخص أن يأخذ ماله بنفسه بل لابد من حكم قضائي أو صلحا بينهما فهو وإن كان يستطيع تغيير وتبديل ما في الموقع فإن أهل العلم حرموا على القاضي أن يحكم بعلمه أو أن يظفر الشخص بحقه أن يأخذه إلا بطريقة مرضية .
تعليق