إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بحث في آداب الدعاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث في آداب الدعاء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بحث في: آداب الدعاء

    مقدمة

    الحمد لله مجيب الدعوات، قابل التوب وغافر الذنب شديد العقاب، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
    إن الدعاء عبادة عظيمة في ديننا وهو مخ العبادة وروحها لقوله - صلى الله عليه وسلّم -: «الدعاء هو العبادة»([1])، وقد أمرنا به ربنا عز وجل في قوله: ﴿ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ٥٥[سورة الأعراف:55]، ولهذا كان لزاما على المسلم أن يعرف آداب هذه العبادة حتى يكون عمله فيها موافقا لهدي نبينا - صلى الله عليه وسلّم –.
    في بحثنا هذا سنحاول جمع آداب الدعاء من كتب متفرقة لأهل العلم، مع محاولة البحث عن أدلة كل أدب سواء من الكتاب أو السنة أو من كلام لأهل العلم نعرف به كيفية استنباطهم لهذا الأدب، وقد قسمت هذا البحث إلى ثلاثة فصول وهي:
    الفصل الأول: تفسير «آداب الدعاء».
    الفصل الثاني: أقوال أهل العلم المجملة في آداب الدعاء.
    الفصل الثالث: آداب الدعاء بالتفصيل.

    الفصل الأول: تفسير آداب الدعاء:

    لكي يظهر لنا معنى آداب الدعاء جليا، يجب أن نفسر معنى الآداب لوحده ومعنى الدعاء لوحده.
    فالآداب: جمع أدب، وهو «الذي يتأدب به الأديب من الناس سمي أدبا لأنه يأدِبُ الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح»([2]) .
    وأما الدعاء فهو على ثلاثة أضرب:
    « - فضرب منها توحيده والثناءُ عليه كقولك يا الله لا إله إلا أنت، وقَولك: رَبَّنَا لَك الحَمْدُ، فقد دعوتَه بقولك ربنا، ثم أتيت بالثناءِ والتوحيد ومثله: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)﴾. أي يستكبرون عن توحيدي والثناءِ عليَّ، فهذا ضرب من الدعاءِ.
    - وضرب ثانٍ هو مَسْألة الله العفوَ والرحمة، وما يقرب منه كقولك اللهم اغفر لنا.
    - وضرب ثالث هو مسألته من الدنيا كقولك: اللهم ارزقني مالًا وولداً وما أشبه ذلك.
    وإنما سمي هذا أجمعُ دعاء لأن الِإنسان يصدر في هذه الأشياءِ بقوله يا اللَّه، ويا رب، ويَا حَي. فكذلك سمي دعاءُ»([3]).
    ومعناه: «استدعَاء العَبْدِ رَبهُ -عز وجل- العِنَايَةَ واستمداده إياه المَعُوْنَةَ.
    وَحَقِيْقَته: إظْهَارُ الافْتِقَارِ إلَيهِ، والتبَرُّؤ مِنَ الحَوْلِ وَالقُوة، وَهوَ سِمَةُ العبودية، واسْتِشْعَارُ الذِّلةِ البَشَرِيةِ، وَفيهِ مَعْنَى الثنَاءِ عَلى الله -عزَ وجلَ-، وإضَافَةُ الجود، وَالكَرَمِ إليه؛ وَلذَلِكَ قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدعَاءُ هُوَ العِبادة»»([4]) ا.ه.
    وبهذا يكون معنى (آداب الدعاء): (هو ما يتأدب به العبد عند استدعاء ومناجاة ربه عز وجل).

    الفصل الثاني: أقوال أهل العلم المجملة في آداب الدعاء:

    تكلم الكثير من أهل العلم عن آداب الدعاء في عدة مواضع، فمنهم من ذكرها في نصائحه لإخوانه، ومنهم من ذكرها في معرض الكلام عن أحكام الدعاء، ومنهم من ذكرها في التفسير، وغيرها من المواطن الكثيرة، فحاولت في هذا الفصل أن أنقل كلام أهل العلم الجامع المجمل في آداب الدعاء، فهو كلام وجيز وقد ذكر فيه جملة من الآداب.
    ` قال شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية: «وإذا جمع الدعاءُ حضورَ القلب وجمعيتَه بكلّيته على المطلوب، وصادف وقتًا من أوقات الإجابة الستة وهي: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإِمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم ؛ وصادف خشوعًا في القلب، وانكسارًا بين يدي الربّ، وذلاًّ له، وتضرّعًا ورِقّةً؛ واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله تعالى، وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنّى بالصلاة على محمَّد عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قدّم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار، ثم دخل على الله، وألحّ عليه في المسألة، وتملّقه، ودعاه رغبة ورهبة، وتوسّل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدّم بين يدي دعائه صدقة فإنّ هذا الدعاء لا يكاد يُرَدّ أبدًا، ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها مظنة الإجابة، أو أنها متضمنة للاسم الأعظم»([5]) .
    ` ونظم ابن العماد([6]) في كتابه «آداب الأكل»([7]) جملة من آداب الدعاء فقال:
    «واجلس إلى قبلة بالحمد مبتدئا ... وبالصلاة على المختار والرسل
    وامدد يديك وسل فالله ذو كرم ... واطلب كثيرا وقل يا منجح الأسل
    ببسط كف خذ الأقوال ثالثها ... عند البلاء بظهر الكف فابتهل
    برفع كف أم الأطراف قد ذكروا ... قولين أقواهما رفع فلا تحل
    إن السماء قبلة الداعين فادع لها ... كما دعى سادة فاختره وانتحل
    وابدأ بنفسك ثم الآل فادع لهم ... وخص صحب رسول الله وامتثل
    سب الروافض واذكر فضل سابقنا ... واطلب لهم رحمة تسلم من الدغل
    واخصص أباك وبر الأم وادع كما ... قد ربياك صغيرا بارح العلل
    وعم كل أخ والمسلمين تجب ... فالله ذو سعة يعطي بلا ملل
    ولا تكن ذا اعتداء في الدعاء تنل ... بغض الإله وراعي العدل إذ تسل
    المعتدي في الدعاء شخص يصح به ... وطالب منزلا كالمرسلين على
    أو طالب فوق حق في ظلامته ... الجور ظلم فلا تطلب سوى المثل
    وما سألت تمهل في طلابك هو ... ولا تعجل وكن في النجح ذا مهل
    كرر دعاك لا تتركه من ضجر ... قد يفتح القرع بابا سد بالقفل
    هذا وباب الذي تدعوه منفتح ... على الدوام فطب يا واسع الأمل
    الإسم الأعظم قيل الله قد نسبوا ... لقطب جيلانهم فاطلب به تنل
    أو اسمه الحي والقيوم سله ... تجب بالله والحي وامتثل
    وقيل أخفاه رب العرش خالقنا ... بكل أسمائه فاطلب بها وسل».
    ولعل هذا من أجمع ما نظم في آداب الدعاء، فقد حوى معظم الآداب وقد ذكر بعد هذه الأبيات استجابة الدعاء: شروطها وأوقاتها، وبعض أحكام الدعاء، واقتصرت على المقصود من البحث فمن أراد الاستزادة فليرجع للأصل.
    ومما ينغي التنبيه عليه أنه يجب على طلبة العلم أن يعتنوا بحفظ مثل هذه الأشعار فهي تعين في الاستدلال وأسهل للحفظ والاستحضار.
    ` ومن المعاصرين الذين تكلموا بكلام جامع في آداب الدعاء الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - وقد سئل الشيخ - رحمه الله – عن آداب الدعاء في الإسلام فأجاب: «الدعاء له آداب في الإسلام، آداب عظيمة، وهي الإقبال على الله وحضور القلب في الدعاء، أن تحضر قلبك في الدعاء، وأن تستقبل القبلة، وأن ترفع يديك، تلح في الدعاء، وتكرر الدعاء تبدأ بحمد الله والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلّم – ثم تدعو، كل هذا من آدابه، وإذا كنت على طهارة فهو أكمل، ومن آدابه الحذر من أكل الحرام، تكون حريصا على أن يكون طعامك طيبا، وملبسك طيبا، وأكسابك طيبة، فإن أكل الحرام من أسباب حرمان الإجابة، والمعاصي من أسباب حرمان الإجابة، فالعناية بطاعة الله، والاستقامة على طاعة الله والحذر من المعاصي، والحذر من أكل الحرام كل هذا من أسباب الإجابة، والتساهل بالمعاصي، أو بالكسب المحرم من أسباب المنع في الإجابة، ولا حول ولا قوة إلا بالله».

    الفصل الثالث آداب الدعاء:

    فبعدما ذكرنا أقوال أهل العلم المجملة في آداب الدعاء نذكرها مفصلة بأدلتها في هذا الفصل.

    1/الإقبال على الله وحضور القلب:
    ويكون ذلك بالاستكانة والتذلل لله عز وجل دون ما سواه مع خشوع القلب وصحة اليقين بربوبية الله عز وجل وبأسمائه وصفاته. وهذا الأدب «هو روح الدعاء ولبه ومقصوده، فإن الخاشع الذليل إنما يسأل مسألة مسكين ذليل قد انكسر قلبه وذلت جوارحه وخشع صوته»([8]).
    ودليل ذلك:
    - قول الله تعالى: ﴿ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ٥٥ [سورة الأعراف:55]. قال ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه الآية([9]): «قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ادعوا، أيها الناس، ربكم وحده، فأخلصوا له الدعاء، دون ما تدعون من دونه من الآلهة والأصنام «تضرعا»، يقول: تذللا واستكانة لطاعته «وخفية»، يقول بخشوع قلوبكم، وصحة اليقين منكم بوحدانيته فيما بينكم وبينه، لا جهارا ومراءاة، وقلوبكم غير موقنة بوحدانيته وربوبيته، فعل أهل النفاق والخداع لله ولرسوله».
    - وقوله عز وجل: ﴿قُلۡ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ تَدۡعُونَهُۥ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةٗ لَّئِنۡ أَنجَىٰنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ٦٣ [سورة الأنعام:63].
    - وقوله عز وجل: ﴿ وَٱدۡعُوهُ خَوۡفٗا وَطَمَعًاۚ [سورة الأعراف:56]. قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله-: «أي: خوفا من عقابه، وطمعا في ثوابه، طمعا في قبولها، وخوفا من ردها، لا دعاء عبد مدل على ربه قد أعجبته نفسه، ونزل نفسه فوق منزلته، أو دعاء من هو غافل لاهٍ. وحاصل ما ذكر الله من آداب الدعاء: الإخلاص فيه لله وحده، لأن ذلك يتضمنه الخفية، وإخفاؤه وإسراره، وأن يكون القلب خائفا طامعا لا غافلا ولا آمنا ولا غير مبال بالإجابة، وهذا من إحسان الدعاء، فإن الإحسان في كل عبادة بذل الجهد فيها، وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه»([10]).
    -وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلّم – قال: «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ».
    قال الشيخ العلامة الفقيه المفسر محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: «أما أن تدعو الله وأنت غافل لاهٍ، أو تفعل الأسباب وأنت معتمد على قوتك لا على ربك؛ فإنك قد تكون مخذولاً، والعياذ بالله، لكن استطعم الله وحده وأخلص له وحده في ذلك»([11]).

    2/تحري أوقات الإجابة:
    وقد جمعها ابن القيم كما سبق في قوله: «وصادف -أي الدعاء- وقتًا من أوقات الإجابة الستة وهي:
    1- الثلث الأخير من الليل.
    2- وعند الأذان.
    3- وبين الأذان والإقامة.
    4- وأدبار الصلوات المكتوبات.
    5- وعند صعود الإِمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة.
    6- وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم».
    وزاد بعض أهل العلم:
    7- ليلة القدر.
    8- يوم عرفة.
    1- الثلث الأخير من الليل:
    قال الله تعالى: ﴿وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ ١٧ [سورة آل عمران:17]. وقال أيضا: ﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨[سورة الذاريات:17-18].
    قال ابن سعدي - رحمه الله -: «وللاستغفار بالأسحار فضيلة وخصيصة ليست لغيره»([12]).
    وثبت هذا عنه - صلى الله عليه وسلّم – في حديثه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: «ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حتى يبقَى ثُلثُ الليلِ الآخرِ، فيقول: مَن يدعونى فأَستجيبَ له؟ من يسألُنى فأعطيَه؟ من يستغفِرُنى فأغفرَ له»([13]).
    وعن أبي أمامة الباهلي قيلَ: يا رسولَ اللهِ: أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ قال: «جوفَ اللَّيلِ الآخرِ ودُبُرَ الصَّلواتِ المكتوباتِ»([14]).
    2- عند الأذان:
    ويقصد من هذا ما ثبت من حث النبي - صلى الله عليه وسلّم - على الدعاء له بالوسيلة، فقد ترجم الإمام البخاري - رحمه الله – في صحيحه بـ: «باب الدعاء عند النداء» وذكر قوله - صلى الله عليه وسلّم – عن جابر بن عبد الله: «من قال حين يسمعُ النداءَ: اللهم ربِّ هذه الدعوةِ التامةِ والصلاةِ القائمةِ آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدتَه، إلا حلَّت له الشفاعةُ يومَ القيامةِ»([15]).
    3- بين الأذان والإقامة:
    قال - صلى الله عليه وسلّم -: «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة»([16]).
    4- أدبار الصلوات المكتوبات:
    ودليله ما ذكرناه سابقا من حديث أبي أمامة الباهلي: قيلَ: يا رسولَ اللهِ: أيُّ الدُّعاءِ أسمَعُ قال: «جوفَ اللَّيلِ الآخرِ ودُبُرَ الصَّلواتِ المكتوباتِ»([17]).
    5- عند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة:
    وهي أحد الأقوال الراجحة([18]) في تحديد ساعة الإجابة التي في يوم الجمعة وهذا لحديث أبي بردة بن أبي موسى الأشعري: أن عبد الله بن عمر قال له: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – في شأن ساعة الجمعة شيئا؟ قال: نعم، سمعته يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – يقول: «هي بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة»([19]).
    6-آخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة:
    وهذا هو القول الثاني من الأقوال التي رجحها أهل العلم في ساعة الإجابة يوم الجمعة، واستندوا في ذلك بحديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – قال: «إنَّ في الجمُعَةِ ساعةً لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ يسألٌ اللهَ عزَّ وجلَّ فيها إلا أعطاهُ إياهُ وهي بعدَ العصرِ»([20]).
    وحديث عبد الله بن سلام قال: قلت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – جالس: إنا لنجد في كتاب الله (يعني التوراة) في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله عز وجل شيئا إلَّا قضى الله له حاجته، قال عبد الله: فأشار إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – أو بعض ساعة، قلت: صدقت يا رسول الله أو بعض ساعة، قلت: أي ساعة هي؟ قال: « هي آخر ساعة من ساعات النهار»، قلت: إنها ليست ساعة صلاة، قال: «بلى، إن العبد المؤمن إذا صلى ثم جلس لا يجلسه إلا الصلاة فهو في صلاة»([21]).
    7- ليلة القدر:
    قالت أمنا عائشة - رضي الله عنها – قلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علِمتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: «قُولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي»([22]).
    8-يوم عرفة:
    فمن الأوقات الفاضلة كذلك التي يستجاب فيها الدعاء يوم عرفة فقد روى طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – قال: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له»([23]).

    3/اغتنام الأحوال التي يستجاب فيها الدعاء:
    كما أنَّ هناك أوقاتا تفضل على الأخرى في استجابة الدعاء، فهناك أحوال أيضا تفضل على الأحوال الأخرى في استجابة الدعاء ونذكر منها:
    1- السجود:
    عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – قال: «أقربُ ما يَكونُ العبدُ من ربِّهِ عزَّ وجلَّ وَهوَ ساجدٌ فأَكثروا الدُّعاءَ»([24]).
    قال الإمام النووي - رحمه الله -: « مَعْنَاهُ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ وَفَضْلِهِ وَفِيهِ الْحَثُّ عَلَى الدُّعَاءِ فِي السُّجُودِ»([25]).
    وعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال: كشف رسولُ اللهِ الستارةَ، والناسُ صفوفٌ خلف أبي بكرٍ، فقال: «أيها الناسُ إنه لم يبقَ من مبشراتِ النبوةِ إلا الرؤيا الصالحةُ يراها المسلمُ أو تُرى له، ألا وإني نُهيتُ أن أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوعُ فعظموا فيه الربَّ عز وجل وأما السجودُ فاجتهدوا في الدعاءِ فقَمِنٌ أن يستجابَ لكم»([26]).
    2- في آخر الصلاة قبل السلام:
    عن فضالة بن عبيد الله قال: سمعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ رجلًا يدعو في صلاتِهِ فلم يصلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: «عجِلَ هذا»، ثمَّ دعاهُ فقالَ لَهُ أو لغيرِه: «إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ اللَّهِ والثَّناءِ عليهِ، ثمَّ ليصلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم، ثمَّ ليدعُ بعدُ ما شاءَ»([27]). وورد في رواية أخرى أنه - صلى الله عليه وسلّم – قال: «ادعُ تجب، وسل تعط».
    3- الصيام:
    عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – مرفوعا: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر»([28]). وذكر في رواية أخرى عند الترمذي: «ثلاث لا ترد دعوتهم» وذكر منهم «الصائم حين يفطر»([29])، وفي هذه الرواية خصص حال الإفطار على بقية أحوال الصائم.
    4-المتلبس بإحرامه القاصد بيت ربه:
    عن عبد الله بن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلّم – قال: «الغازي في سبيلِ اللَّهِ، والحاجُّ والمعتمِرُ، وفْدُ اللَّهِ، دعاهُم فأجابوهُ، وسألوهُ فأعطاهُم»([30]).
    5- عند نزول الغيث:
    عن سهل بن معاذ - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلّم – قال: «ثِنتانِ ما تُرَدّانِ: الدُّعاءُ عند النِّداءِ، وتحْتَ المَطَرِ»([31]).
    6- الغازي في سبيل الله:
    لما تقدم من حديث عبد الله بن عمر.
    7- المظلوم:
    عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – قال: « ثلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَاباتٌ لهُنَّ، لا شَكَّ فيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلومِ، ودَعْوَةُ المُسافِرِ، ودَعْوَةُ الوالدينِ على ولدِهِما»([32]).
    وورد في ذلك أيضا ما روى أسلم مولى عمر بن الخطاب أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - استَعْمَلَ مَوْلًى لهُ يُدْعَى هُنَيًّا علَى الحِمَى، فقال: «يا هُنَيُّ اضْمُمْ جَناحَكَ عَن المسلِمينَ، واتَّقِ دعْوَةَ المظلُومِ، فإنَّ دعْوَةَ المظْلومِ مُستَجابَةٌ»([33]).
    8- المسافر:
    لما سبق من حديث أنس بن مالك: «ثلاث دعوات لا ترد» وحديث أبي هريرة: «ثلاث دعوات مستجابات لهن».

    4/التوبة والاستقامة على طاعة الله:
    التوبة إلى الله والاستقامة على طاعته من علامات قبول الأعمال، ومن علامات صلاح العبد وفلاحه، وجعلها أهل العلم أيضا من علامات استجابة الدعوات، واستدلوا في ذلك بما ورد من قصص الأنبياء مع قومهم في كتاب الله عز وجل:
    1- قصة نوح عليه السلام: قال الله تعالى: ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ [سورة نوح:10 -11].
    أي «سلوا ربكم غفران ذنوبكم، وتوبوا إليه من كفركم، وعبادة ما سواه من الآلهة ووحدوه، وأخلصوا له العبادة، يغفر لكم، إنه كان غفارا لذنوب من أناب إليه، وتاب إليه من ذنوبه...، يسقيكم ربكم إن تبتم ووحدتموه وأخلصتم له العبادة الغيث، فيرسل به السماء عليكم مدرارا متتابعا.»([34]) .
    2- قصة هود عليه السلام: وقوله تعالى: ﴿وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ كَبِيرٍ ٣ [سورة هود:3].
    وقوله: ﴿وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ ٥٢ [سورة هود:52].
    «خرج عمر بن الخطاب يستسقي، فما زاد على الاستغفار، ثم رجع فقالوا: يا أمير المؤمنين ما رأيناك استسقيت، فقال: لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر، ثم قرأ (استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا) وقرأ الآية التي في سورة هود حتى بلغ: (ويزدكم قوة إلى قوتكم)»([35]).
    وبهذا تكون التوبة والاستقامة بمثابة الطهارة القلبية قبل الدعاء، كما أن من آدابه أيضا التي ذكرها أهل العلم الطهارة الحسية:

    5/الطهارة قبل الدعاء:
    جعل أهل العلم الطهارة لمن أراد دعاء الله عز وجل والتضرع إليه من آداب الدعاء لعموم الأدلة التي تحث المؤمن أن يبقى على طهارة في جميع أحواله ومنها قوله - صلى الله عليه وسلّم -: «استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»([36])، وقد ورد أيضا في صحيح البخاري([37]) حديثا طويلا يحكي فيه قصة وفاة أبي عامر - رضي الله عنه – والشاهد من الحديث قول أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -: «فدعا النبيُّ بماءٍ فتوضَّأَ به، ثم رفَع يدَيهِ فقال: «اللهم اغفِرْ لعُبَيدٍ أبي عامرٍ» . ورأيتُ بَياضَ إبْطَيهِ، فقال: «اللهم اجعلْه يومَ القيامةِ فوقَ كثيرٍ من خلقِكَ منَ الناسِ».
    قال ابن حجر -رحمه الله-: «قوله: (فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه) يستفاد منه استحباب التطهير لإرادة الدعاء»([38]) .

    6/استقبال القبلة:
    «فإذا كان الدعاء من أعظم العبادة فكيف يتوجه به إلى غير الجهة التي أمر باستقبالها في الصلاة، ولذلك كان من المقرر عند العلماء المحققين أنه (لا يستقبل بالدعاء إلا ما يستقبل بالصلاة)»([39]) .
    قال ابن حجر - رحمه الله -: «وَقَدْ وَرَدَ فِي اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ فِي الدُّعَاءِ مِنْ فِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَّةُ أَحَادِيثَ مِنْهَا:
    - حَدِيثُ عُمَرَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَقَدْ قَدَّمْتُهُ فِي بَابِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء وَلمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرُ: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجعل يَهْتِف بربه» الحَدِيث.
    - وَفِي حَدِيث بن مَسْعُودٍ: «اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ» الْحَدِيثُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
    - وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَازَ مَكَانًا مِنْ دَارِ يَعْلَى اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَا»، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ.
    - وَفِي حَدِيثِ بن مَسْعُودٍ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَبْرِ عَبْدِ اللَّهِ ذِي النِّجَادَيْنِ» الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: «فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ دَفْنِهِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ رَافِعًا يَدَيْهِ»، أَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحه»([40]).

    7/رفع اليدين:
    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
    «...رفع الأيدي حال الدعاء من آداب الدعاء، وأسباب إجابته للأحاديث الواردة في ذلك من قول النبي - صلى الله عليه وسلّم – وفعله، هذا هو الأصل.
    وقد تأملت في ذلك فظهر لي أن ذلك على أربعة أقسام:
    الأول: ما ثبت فيه رفع اليدين بخصوصه كرفع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه في خطبة الجمعة حين قال: «اللهم أغثنا»، وحين قال: «اللهم حوالينا ولا علينا».
    الثاني: ما ثبت فيه عدم الرفع كالدعاء حال خطبة الجمعة بغير الاستسقاء، والاستصحاء، كما دل على ذلك ما رواه مسلم (2/595) عن حصين بن عبد الرحمن عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: «قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة»، وفي رواية: «رأيت بشر بن مروان يوم جمعة يرفع يديه فقال عمارة» فذكر نحوه.
    الثالث: ما كان ظاهر السنة فيه عدم الرفع، كالدعاء بين السجدتين، وفي آخر التشهد، فإن الظاهر فيهما عدم رفع اليدين وكذلك دعاء الاستفتاح كما في حديث أبي هريرة، وكذلك الاستغفار بعد السلام.
    وهذه الأقسام الثلاثة حكمها ظاهر؛ لأن الأدلة فيها خاصة.
    الرابع: ما سوى ذلك فالأصل فيه استحباب رفع اليدين؛ لأن رفعهما من آداب الدعاء، وأسباب أجابته لما فيه من إظهار اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه، كما يشير إليه حديث أبي هريرة عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا» وفيه «ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب». الحديث.
    وكذلك حديث سلمان المرفوع: «إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً».
    هذا ما تبين لي من السنة»([41]) .

    8/البدء بحمد الله والصلاة والسلام على النبي :
    «وهذا الأدب من حق المسؤول على السائل وذلك بأن يتقرب إليه ويمجده ويثني عليه، ويتوسل بشفيع له بين يديه، ليكون أطمع في الإسعاف، وأحق بالإجابة فمن عرض السؤال قبل تقديم الوسيلة فقد استعجل»([42]).
    وقد علمه نبينا - صلى الله عليه وسلّم – أصحابه - رضي الله عنهم – كما جاء في حديث فضالة بن عبيد أنه قال: «سمِع صلَّى اللهُ عليه وسلم رجلًا يدعو في صلاتهِ لَم يمجِّدِ اللهَ تعالَى، ولم يصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، فقال: عجِلَ هذا، ثمَّ دعاهُ فقال له أو لغيرِه: إذا صلَّى أحدُكم، فليبدأْ، بتحميدِ ربِّه جلَّ وعزَّ، والثناءِ عليه، ثمَّ يصلِّي، وفي روايةٍ: ليصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاء . وسمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم رجلًا يصلِّي، فمجَّد اللهَ، وحمِدَه، وصلَّى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ادعُ، تُجَبْ، وسَلْ، تُعطَ»([43]).
    وورد أيضا عن علي - رضي الله عنه – موقوفا قال: « كلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حتى يُصلَّى على النبيِّ - صلى الله عليه وسلّم -»([44]).
    «فتقديم التمجيد والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلّم – من أسباب قبول الدعاء، فينبغي للداعي أن يقدم ذلك أمام طلب حاجته من الله سبحانه وتعالى»([45]) .

    9/العزم في المسألة:
    فإن مما يخالف آداب الدعاء الاستثناء فيه وترك الجزم به، «قَالَ الْعُلَمَاءُ سَبَبُ كَرَاهَتِهِ أَنَّهُ لَا يَتَحَقَّقُ اسْتِعْمَالُ الْمَشِيئَةِ إِلَّا فِي حَقِّ مَنْ يَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ الْإِكْرَاهُ وَاَللَّهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ»([46]) ، فينبغي للإنسان أن يدعو الله عز وجل وهو موقن بالإجابة، فقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلّم – من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – وأنس بن مالك وأبي سعيد الخذري: «إذا دعا أحدُكم فلْيعزمِ المسألةَ، ولا يقلْ: اللهمَّ إن شئتَ فأعطني؛ فإنَّ اللهَ لا مستكْرِهَ له»([47]).
    «قَالَ الْعُلَمَاءُ عَزْمُ الْمَسْأَلَةِ الشِّدَّةُ فى طلبها والحزم مِنْ غَيْرِ ضَعْفٍ فِي الطَّلَبِ وَلَا تَعْلِيقَ عَلَى مَشِيئَةٍ وَنَحْوِهَا وَقِيلَ هُوَ حُسْنُ الظَّنِّ بِاَللَّهِ تَعَالَى فِي الْإِجَابَةِ»([48]).
    «ومن ذلك أيضا -أي من الاستثناء في الدعاء- ما يقوله بعض الناس وأظنهم من الصوفية: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه)، فإن هذا حرام كيف لا تسأل الله ردَّ القضاء وهل يرد القضاء إلا الدعاء»([49]).

    10/اختيار جوامع الدعاء:
    إن استعمال جوامع الألفاظ مما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلّم – في سنته أو مما ذكره الله عز وجل في كتابه أولى من الدعاء وأرجى في الإجابة من غيره وأفضل من حيث الصياغة وسالم من عدة مناهٍ قد يقع فيها الداعي إلى الله عز وجل كـ:
    - السجع في الدعاء والتكلف فيه.
    - الاعتداء في الدعاء بما لا يرضي الله عز وجل.
    - سؤاله عز وجل الموت لضر نزل به.
    وغيرها من المناهي في الدعاء.
    فسلامة الألفاظ وجمعها لمعاني عدة يعد من توفيق الله عز وجل لعبده، وقد قال - صلى الله عليه وسلّم – فيما روته عائشة - رضي الله عنها –: « كان رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك»([50]).
    وجوامع الدعاء هي : «التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة، أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة»([51]).
    وهذا الأدب يجعل المؤمن في حفظ من الوقوع في الشرك أو فيما هو ذريعة إليه، كما قال الشيخ المبارك الميلي - رحمه الله -: «وإذا كان الدعاء عبادة وجب أن يختص بالله، وأن يحترز فيه من الوقوع في الشرك أو فيما هو ذريعة إليه، ولهذا نصح العلماء للداعين أن يدعوا بالمأثور: ففي «شرح ابن علان للأذكار النووية»([52]) عن عياض أنه قال: «أذن الله في دعائه، وعلم الدعاء في كتابه لخليقته، وعلم النبي - صلى الله عليه وسلّم – الدعاء لأمته، واجتمع فيه ثلاثة أشياء:
    -العلم بالتوحيد.
    -والعلم باللغة.
    -والنصيحة للأمة.
    فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه - صلى الله عليه وسلّم -، وقد احتال الشيطان للناس من هذا المقام، فقيض لهم قوم سوء يخترعون لهم أدعية يشغلون بها عن الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلّم - ، وأشد ما في الحال أنهم ينسبونها إلى الأنبياء والصالحين، فيقولون: دعاء نوح! دعاء يونس! دعاء أبي بكر الصديق! فاتقوا الله في أنفسكم، لا تشتغلوا من الحديث إلا بالصحيح»»([53]).

    11/دعاء الله عز وجل بأسمائه وصفاته ومحاولة تحري الاسم الأعظم:
    قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ[الأعراف: ١٨٠]، «فيدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب، فيقول الداعي مثلا اللهم اغفر لي وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم، وتب عَلَيَّ يا تواب، وارزقني يا رزاق، والطف بي يا لطيف ونحو ذلك»([54])، وأما بالنسبة لصفاته فيجوز الدعاء بها، «وهو من قبيل التوسل المشروع ، وقد ثبت من مأثور الأدعية ما يدل على جواز التوسل إلى الله تعالى بصفة الرحمة: كما في الحديثُ: «بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ»، ومعناه: «أسألك ـ يا اللهُ ـ برحمتِك»، وكذلك الاستعاذةُ بالصفة مِثْلَ قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ»، أو قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ»، أو قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ»، أو الاستخارةُ بالصِّفةِ مِثْلَ قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «اللهم، إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ»»([55]).
    وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلّم أنه سمع رجلا يدعو وَهوَ يقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنِّي أشهدُ أنَّكَ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الأحدُ الصَّمدُ، الَّذي لم يلِدْ ولم يولَدْ ولم يَكُن لَهُ كفوًا أحدٌ، قالَ: فقالَ: «والَّذي نَفسي بيدِهِ لقد سألَ اللَّهَ باسمِهِ الأعظمِ الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى». وفي هذا الحديث دلالة على تحري الصحابة رضوان الله عليهم للدعاء باسم الله الأعظم، وقد اختلف فيه أهل العلم كثيرا وأذكر هنا ما رجحه الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - :
    « فالصواب أن الأسماء الحسنى كلها حسنى، وكل واحد منها عظيم، ولكن الاسم الأعظم منها: كل اسم مفرد أو مقرون مع غيره إذا دل على جميع صفاته الذاتية والفعلية، أو دل على معاني جميع الصفات؛ مثل:الله؛ فإنه الاسم الجامع لمعاني الألوهية كلها، وهي جميع أوصاف الكمال.
    ومثل: الحميد المجيد؛ فإن الحميد الاسم الذي دل على جميع المحامد والكمالات لله تعالى. والمجيد الذي دل على أوصاف العظمة والجلال، ويقرب من ذلك الجليل الجميل الغني الكريم.
    ومثل: الحي القيوم؛ فإن الحي من له الحياة الكاملة العظيمة الجامعة لجميع معاني الذات. والقيوم الذي قام بنفسه واستغنى عن جميع خلقه وقام بجميع الموجودات؛ فهو الاسم الذي تدخل فيه صفات الأفعال كلها.
    ومثل: اسمه العظيم الكبير الذي له جميع معاني العظمة والكبرياء في ذاته وأسمائه وصفاته، وله جميع معاني التعظيم من خواص خلقه.
    ومثل: قولك: يا ذا الجلال والإكرام؛ فإن الجلال صفات العظمة والكبرياء والكمالات المتنوعة. والإكرام استحقاقه على عباده غاية الحب وغاية الذل وما أشبه ذلك.
    فعلم بذلك أن الاسم الأعظم اسم جنس، وهذا هو الذي تدل عليه الأدلة الشرعية والاشتقاق»([56]).

    12/الإلحاح في الدعاء وتكراره:
    الإلحاح وتكرار الدعاء من التضرع لله عز وجل والتذلل له، وهذا فيه حسن ظن بالله عز وجل، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – يكرر الدعاء ويلح فيه كثيرا، كما جاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه – قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان، فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه، فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه، قال: فاستضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر، لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة، فجاءت وهي جويرية، فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تشتمهم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، رفع صوته، ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا، ثم قال: «اللهم، عليك بقريش» ثلاث مرات، فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال: «اللهم، عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عقبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط» - وذكر السابع ولم أحفظه - فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب - قليب بدر -([57]) .
    فالشاهد قول ابن مسعود : «وكان إذا دعا دعا ثلاثا»، وهذا من الإلحاح والتكرار، وخير الهدي هدي النبي - صلى الله عليه وسلّم -، وخير الطرق طريقه.
    وكما جاء أيضا في حديث «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا»، في ذكر صفات إجابة دعوة الرجل أنه كان: «أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب، يا رب»، وهذا أيضا من الإلحاح في الدعاء.
    وقوله - صلى الله عليه وسلّم – من حديث أنس بن مالك: «ألِظُّوا بيا ذا الجلالِ والإكرامِ»([58])، ومعنى ألظوا هنا: «الْزَمُوه واثْبُتُوا عَلَيْهِ وأكْثِرُوا مِنْ قَوْلِهِ والتَّلَفُّظِ بِهِ فِي دُعائِكم»([59]) .
    والذي لم يُلِحَّ فقد استبطأ الإجابة، قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- : « فأكثر من الدعاء بما شئت من سؤال الجنة، والتعوذ من النار، وسؤال علم نافع، وعمل صالح، وإيمان راسخ وهكذا، وما شئت من خير الدين والدنيا، لأن الدعاء عبادة ولو في أمور الدنيا قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم﴾ ، وقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ .
    وعلى الإنسان أن لا يستبطئ الإجابة؛ لأن الله حكيم قد لا يجيب الدعوة بأول مرة، أو ثانية، أو ثالثة من أجل أن يعرف الناس شدة افتقارهم إلى الله، فيزدادوا دعاء، والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين، حكمته بالغة لا نستطيع أن نصل إلى معرفتها، ولكن علينا أن نفعل ما أمرنا به من كثرة الدعاء»([60]).

    خاتمة:
    وفي الختام أحث كل من قرأ هذا البحث أن يجتهد في الدعاء وأن لا يفتر على ذلك، ففيه الخير والصلاح للعباد وهو من أجل العبادات وهو روحها فلا تخلو عبادة من دعاء الله عز وجل ومن ذكر وثناء له، وقد حاولت جمع ما يسر الله لي من آداب، وهذا ليس على سبيل الحصر فقد يكون هناك آداب أخرى ولكن لقلة الزاد والباع لم يتيسر لي ذكرها.
    فأسأل الله أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح.
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

    كتبه الفقير إلى عفو ربه: وسيم بن أحمد قاسيمي





    ([1]) أبو داود (١٤٧٩ )، والنسائي في «السنن الكبرى» (١١٤٠٠ )،والترمذي(٢٩٦٩ ).

    ([2]) لسان العرب [1/206].

    ([3]) معاني القرآن للزجاج [1/254].

    ([4]) «شأن الدعاء» للخطابي ص4.

    ([5]) الداء والدواء [16-17].

    ([6]) هو: «أحمد بن عماد بن يوسف بن عبد النبي، أبو العباس، شهاب الدين الأقفهسي ثم القاهري: فقيه شافعيّ، كثير الاطلاع، في لسانه بعض حبسة»[انظر: الأعلام للزركلي (1/184)].

    ([7]) [69-78].

    ([8]) مجموع الفتاوى [15/16].

    ([9]) [12/485].

    ([10]) تيسير الكريم الرحمن ص291.

    ([11]) شرح رياض الصالحين [2/128].

    ([12]) تيسير الكريم الرحمن ص808.

    ([13]) أخرجه البخاري (١١٤٥)، ومسلم (٧٥٨) باختلاف يسير.

    ([14]) أخرجه الترمذي (٣٤٩٩)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٩٩٣٦) باختلاف يسير، وصححه الألباني في «صحيح الترغيب» (1648).

    ([15]) صحيح البخاري (٦١٤).

    ([16]) أخرجه أبو داود في سننه (521)، وصححه الألباني.

    ([17]) سبق تخريجه.

    ([18]) وذكر هذا الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله- في «فقه الأدعية والأذكار» ص352.

    ([19]) رواه مسلم (853).

    ([20]) المسند (7674)، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.

    ([21]) المسند (5/451)، وسنن بن ماجة (1139)، وقال الألباني: حسن صحيح في «صحيح الترغيب والترهيب» (1 / 251).

    ([22]) أخرجه الترمذي (٣٥١٣)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٧٧١٢)، وابن ماجه (٣٨٥٠)، وأحمد (٢٥٣٨٤) باختلاف يسير.

    ([23]) أخرجه مالك في «الموطأ» (١/٢١٤)، والبيهقي (٨٦٥١) وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (1102).

    ([24]) رواه مسلم (482).

    ([25]) شرح صحيح مسلم [4/200].

    ([26]) رواه مسلم (479).

    ([27]) أخرجه أبو داود (١٤٨١)، وأحمد (٢٣٩٣٧) باختلاف يسير، والترمذي (٣٤٧٧) واللفظ له، والنسائي (١٢٨٤) بنحوه، وصححه الألباني في «صحيح الترمذي» (3477).

    ([28]) أخرجه البيهقي (٦٦١٩)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1797).

    ([29]) أخرجه الترمذي (٢٥٢٦) وصححه الألباني في «صحيح الترمذي» (2526).

    ([30]) أخرجه ابن ماجة (٢٨٩٣ )، وابن حبان (٤٦١٣ )، والطبراني في «المعجم الكبير» (١٢/ ٤٢٢) (١٣٥٥٦ ) وحسنه الألباني في «صحيح ابن ماجة» (2357).

    ([31]) أخرجه ابن أبي عاصم في «الجهاد» (١٩)، والطبراني (٦/١٣٥) (٥٧٥٦)، وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» (3078).

    ([32]) أخرجه أبو داود (١٥٣٦)، والترمذي (١٩٠٥)، وابن ماجه (٣٨٦٢)،والبخاري في «الأدب المفرد» (٣٢) واللفظ له، وحسنه الألباني في «صحيح الأدب المفرد» (24).

    ([33]) رواه البخاري (3059).

    ([34]) جامع البيان للطبري [23/633].

    ([35]) المصدر السابق.

    ([36]) أخرجه ابن ماجه (٢٧٨) واللفظ له، والبزار (٢٣٦٧)، والطبراني (١٣/٤٤٣) (١٤٢٩٥)، وصححه الألباني في «صحيح ابن ماجة» (227).

    ([37]) (6383) ومسلم (2498).

    ([38]) فتح الباري [8/43].

    ([39]) أحكام الجنائز للشيخ الألباني ص195.

    ([40]) فتح الباري [11/144].

    ([41]) مجموع الفتاوى والرسائل [13/264].

    ([42]) بتصرف من ذخيرة العقبى في شرح المجتبى للشيخ محمد آدم الإتيوبي-حفظه الله- [15/103].

    ([43]) أخرجه أبو داود (١٤٨١)، والترمذي (٣٤٧٧)، وأحمد (٢٣٩٣٧) باختلاف يسير، والنسائي (١٢٨٤) بنحوه، وصححه الألباني في «صحيح النسائي».

    ([44]) حسنه الشيخ الألباني بمجموع شواهده في «الصحيحة» (2035).

    ([45]) ذخيرة العقبى في شرح المجتبى للشيخ محمد آدم الإثيوبي-حفظه الله- [15/103].

    ([46]) شرح النووي على مسلم [17/7].

    ([47]) أخرجه البخاري (٦٣٣٨)، ومسلم (٢٦٧٨) باختلاف يسير.

    ([48]) شرح النووي على مسلم [17/7].

    ([49]) شرح رياض الصالحين للشيخ العثيمين [6/492].

    ([50]) أخرجه أبو داود (١٤٨٢) واللفظ له، وأحمد (٢٥١٥١)، وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (1482).

    ([51]) النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير [1/295].

    ([52]) [1/17]

    ([53]) «الشرك ومظاهره» ص276.

    ([54]) من تفسير الإمام السعدي لهذه الآية.

    ([55]) الفتوى الموسومة: «في التفريق بين دعاء الصفة والدعاء بالصفة» من فتاوى الشيخ فركوس -حفظه الله- مع تصرف يسير.
    رابط الفتوى: https://ferkous.com/home/?q=fatwa-21

    ([56]) مجموع الفوائد واقتناص الأوابد فائدة 143 ص250.

    ([57]) رواه مسلم (1794).

    ([58]) أخرجه الترمذي (3525) وصححه الألباني.

    ([59]) النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير [4/252].

    ([60]) مجموع الفتاوى والرسائل [13/356].
    التعديل الأخير تم بواسطة وسيم قاسيمي; الساعة 2021-04-28, 10:19 AM.
    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
    وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي وسيم على هذا المقال النافع، الذي يتزامن مع هذه الأيام المباركة -أيام الخير والعبادة والذكر والدعاء-.
    غفر الله له

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا أخي وسيم على هذا البحث المفيد، أسأل الله تعالى أن يجعله من أعمالك الصالحة في هذه الأيام . نفع الله به.

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أخي وسيم على هذا البحث الطيب.

        تعليق


        • #5
          أحسن الله إليكم، وأسأل الله أن يوفقني وإياكم للعمل بما فيه
          اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
          وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا اخي على هذا المقال الذي اسال الله ان ينفع به

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيكم إخواني على هذا المرور الطيب، ويرفع المقال للتذكير.
              اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
              وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

              تعليق


              • #8
                يرفع للتذكير
                اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
                وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيك أخي وسيم، نفعتنا بمقالك هذا، نفعك الله

                  تعليق


                  • #10
                    ما شاء الله موفق أخي وسيم بارك الله فيك

                    تعليق


                    • #11
                      بارك الله فيك أخي وسيم، نفعتنا بمقالك هذا، نفعك الله
                      وفيك بارك الله أخي، وأسأل الله أن يوفقنا لما فيه خير وصلاح.
                      المشاركة الأصلية بواسطة أبو عائشة محمد عواد مشاهدة المشاركة
                      ما شاء الله موفق أخي وسيم بارك الله فيك
                      وفيك بارك الله أخي محمد


                      ويرفع لاحتياجنا لمثل هذه الآداب ليستجاب دعاؤنا، وأسأل الله أن يكشف عنا الكرب، وأن يوفقنا لصالح الأعمال.
                      اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
                      وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

                      تعليق


                      • #12
                        جزاك الله خيرا

                        تعليق


                        • #13
                          آمين وإياك
                          اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
                          وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

                          تعليق

                          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                          يعمل...
                          X