بسم الله الرحمن الرحيم
تقدّمت نحو الباب أعرف عتَبَته وأُنكر مناره، واتهمت بصري وخالفت فراستي، ثم دخلتُ النادي فإذا هو على غير العهد به - والعهد به غير بعيد - حيطان سوداء، وقيعان جرداء. وأهلٌ غير أهله، وما هم لي بأهل، فلست بالأهل ولست بالسّهل. وإذا بأمير الدار غيرُ أميرها ولا بوزيرِها وزيرُها...
وإذا بعصابة قد تسورت الدّار، وأخرى نقبت الجدار، وابتدروا باب الحصن فأشرعوه، لأهل العار والشنار والضّرار. ونصبوا عليها أميرا من أنفسهم، فغيّر المعالم وسلّط المظالم. وأبعد العالم وقرّب المتعالم.
فهالني ما رأيت، وأرعبني ما ارتقيت. فجالت في الخاطر فعلة ابن العلقمي مع المستعصم بالله الخليفة السني،وخيانته له، وما كان ذلك إلا لفرط ثقة الخليفة فيه. [أُشبه الفعل بالفعل، لا الفاعل بالفاعل]
وتمثلت بقول أبي الحسن الفالي - رحمه الله -:
لما تبدلت المجالس أوجها ... غير الذين عهدت من جلسائها
ورأيتها محفوفة بسوى الألى ... كانوا حماة صدورها وبنائها
أنشدت بيتا سائرا متقدما ... والعين قد شرقت بجاري مائها
أما الخيام فإنها كخيامهم ... وأرى رجال الحي غير رجالها
ورأيتها محفوفة بسوى الألى ... كانوا حماة صدورها وبنائها
أنشدت بيتا سائرا متقدما ... والعين قد شرقت بجاري مائها
أما الخيام فإنها كخيامهم ... وأرى رجال الحي غير رجالها
في الأصل: وأرى نساء الحي غير نساءها. وما أثبتُّه ها هنا مقصود.
فنفضت ثوبي وخرجت أشتدّ لا ألوي على شيء. حتى إذا كنت ببعض الطريق، فإذا أعلام دارنا وأميرها ووزيرها، وأهلها - وهم أهلي - فحمدت الله على السّلامة، وتعوذت به من سبل أهل الخيانة والندّامة.
... وبعد فهذه برآءة أدبية، استبرئ بها لديني ومنهجي، واحفظ بها قدر مشايخي. من ذاك المنتدى المغصوب. وأطلب إيقاف عضويتي فيه، وحذف حسابي منه. وأنا أطلقه طلاق بتّ لا رجعة فيه. وقد أبدلنا الله خيرا منه. والحمد لله.
وأسأل الله تعالى أن يلهمهم الصواب ويوفقهم إلى اتباعه
ونعوذ بالله من الحور بعد الكور
حفظ الله مشايخنا الكرام
ونعوذ بالله من الحور بعد الكور
حفظ الله مشايخنا الكرام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
أقصد بأمير الدار ووزيرها، المشرف على منتديات التصفية والتربية شيخنا أبو عبد الله لزهر، ونائبه في الإشراف الشيخ عبد المجيد جمعة - حفظهما الله عز وجل -
أبو عاصم مصطفى بن محمد
السُّلمي البلبالي
من البويرة العامرة يوم الأربعاء 19 ذو القعدة 1439 هـ
السُّلمي البلبالي
من البويرة العامرة يوم الأربعاء 19 ذو القعدة 1439 هـ
تعليق