بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«تنبيهات هامة في كتابات الدكتور بوشامة».
«الحلقة الثامنة».
تمهيد:
اتهم أحد العيابين الشيخ الفاضل«أبا عبد الرحمن عبد المجيد جمعة-حفظه الله تعالى-» بأنه يحقق المخطوطات من أجل الشهرة والمال، فقال: « الرجل يريد أن يقحم نفسه قسرا في زمرة المحققين...والعائد المادي أيضا... من جل الدريهمات... ».
أقول: أولا: أإطلعت الغيب أم اتخذت عند الرحمن عهدا !؟ ستكتب شهادتك، وستسأل عنها بين يدي الله تعالى، فأعد للسؤال جوابا.
ثانيا: الشيخ الفاضل « عبد المجيد جمعة-حفظه الله تعالى-» لم يسطو على عمل غيره فينسبه إلى نفسه، بخلاف غيره فقد سطو على كلام غيرهم ونسبوه لأنفسهم! بل باعوه بأثمان باهضه! فلماذا لم نر إنكارا عليهم، وبيانا لخطئهم، وتبرئة من صنيعهم! أم أنه الهوى؟!
نسأل الله السلامة والعافية.
وأزيدكم-كما يقال- من الشعر بيتا : -وهذا الخطاب ليس للعياب وحده، ولكن لكل من يقرأ كلامي، ولمن كان له عقل وتمييز- هل تدرون أن الشيخ الفاضل « عبد المجيد جمعة-حفظه الله تعالى-» لم يستوف حقوقه كاملة وقد مضى على ذلك سنوات !؟ ومن أراد أن يقطع الشك باليقين فليسأل وليستفسر!
وفي المقابل اسألوا العياب هل أخذ حقوق رسائله أم لا ؟! عندئذ ستعلمون من يكتب من أجل الشهرة والدريهمات ومن يقضي حياته في سبيل أمته! وستجدون أن المقارنة بين الشيخ الفاضل « عبد المجيد جمعة-حفظه الله تعالى-» والرجل العياب كالمقارنة بين الحي والميت!
نسأل الله سبحانه أن يجزي شيوخنا أوفر الجزاء وأوفاه، والله حسبنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم.
الموضع الثاني والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها، وهذا شأن أسمائه الحسنى: أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها، وأبغضهم إليه من اتصف بأضدادها، ولهذا يبغض الكفور الظالم، والجاهل والقاسي القلب، والبخيل والجبان، والمهين واللئيم، وهو سبحانه جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين، محسن يحب المحسنين، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، جواد يحب أهل الجود، ستير يحب أهل الستر، قادر يلوم على العجز، والمؤمن القوى أحب إليه من المؤمن الضعيف، عفو يحب العفو، وتر يحب الوتر، وكل ما يحبه فهو من آثار أسمائه وصفاته وموجبها، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ».
«الخطب 1/193-194».
قلت: هذا من كلام ابن القيم-رحمه الله- كما في كتابه الجميل «عدة الصابرين».
فقد جاء فيه: « ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها، وهذا شأن أسمائه الحسنى: أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها، وأبغضهم إليه من اتصف بأضدادها، ولهذا يبغض الكفور الظالم، والجاهل والقاسي القلب، والبخيل والجبان، والمهين واللئيم، وهو سبحانه جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين، محسن يحب المحسنين، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، جواد يحب أهل الجود، ستار يحب أهل الستر، قادر يلوم على العجز، والمؤمن القوى أحب إليه من المؤمن الضعيف، عفو يحب العفو، وتر يحب الوتر، وكل ما يحبه فهو من آثار أسمائه وصفاته وموجبها، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ».
«عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين 240 ».
الموضع الثالث والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ...أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم مِن حين بعثه، قال تعالى: { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}، وهي آية من سورة الفرقان نزلت بمكة قبل أن يهاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأمره ربه بجهاد الكفار بالحُجة والبيان وتبليغِ القرآن ».
«الخطب 195/1».
قلت: غير الدكتور وبدل وأضاف بعض الكلمات ربما ليوهم القراء أنه من كلامه والحقيقة أنه منقول عن ابن القيم –رحمه الله-.
قال ابن القيم –رحمه الله-: «وأمره الله تعالى بالجِهاد مِن حينَ بعثه، وقال: { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}، فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار، بالحُجة، والبيان، وتبليغِ القرآن».
«زاد المعاد 5/3».
الموضع الرابع والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « وجهاد النفس يقوم على مقامات كثيرة منها:
الأولى: أَنْ يُجاهِدَها على تعلُّم الدين الذى لا فلاح لها، ولا سعادة فى معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها عِلمُه، شقيت فى الدنيا والآخرة.
الثانية : أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه، فالعلم دون العمل لا ينفع صاحبه بل يضره.
الثالثة: أن يُجاهدها على الدعوة إلى الله وتعليمِ الناس.
الرابعة : أن يُجاهِدَها على الصبر على المشاقِّ ، وما يصيبه من إيذاء الناس له في ذاته سبحانه».
«الخطب 197/1».
قلت: هذا الكلام النفيس لشيخ الاسلام ابن القيم-رحمه الله-
قال –رحمه الله-: « فجهاد النفس أربعُ مراتب أيضاً:
إحداها: أَنْ يُجاهِدَها على تعلُّم الهُدى، ودين الحق الذى لا فلاح لها، ولا سعادة فى معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها عِلمُه، شقيت فى الدَّارين.
الثانية : أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرَّدُ العلم بلا عمل إن لم يَضُرَّها لم ينفعْها.
الثالثة: أن يُجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمِهِ مَنْ لا يعلمهُ، وإلا كان مِن الذين يكتُمون ما أنزل الله مِن الهُدى والبينات، ولا ينفعُهُ علمُهُ، ولا يُنجِيه مِن عذاب الله.
الرابعة : أن يُجاهِدَها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمَّل ذلك كله لله ».
«زاد المعاد 10/1».
الموضع الخامس والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « غير خاف-عباد الله- أنَّ الذنوب والخطايا سبب العقوبات العاجلة والآجلة للكفَّار انتقاما منهم، وللمسلمين امتحانا واختبارا لهم لعلهم يرجعون... فقال عن قوم نوح: ï´؟مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًاï´¾، وقال تعالى: ï´؟فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَï´¾، وقال تعالى: ï´؟وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَï´¾، وقال تعالى: ï´؟وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍï´¾
والله جلَّ وعلا له ملك السموات والأرض، وهو على كلِّ شيء قدير...كاسر الأكاسرة، وقاصم القياصرة، ومُذِلُّ الجبابرة، ومُهلِك الفراعنة، فهو أكبر من كلِّ كبير، وأعظم من كلِّ عظيم، قدرته فوق كلِّ قدرة، وبطشه أشدُّ من كلِّ بطش، ï´؟أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِï´¾، فالله تعالى قد عذب هؤلاء الأقوام بأنواع من العقوبات العاجلة، كالصواعق المحرقة والفياضانات، والرياح العاتية، والزلازل المدمِّرة، والأمراض المزمنة، وسيلاقون يوم القيامة العذاب الأليم، وما ربك بظلام للعبيد ï´؟وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌï´¾، وقال: ï´؟لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرï´¾ ».
« الخطب 201،200/1».
قلت: هذا الكلام الطويل نقله من مقالة لمحدث المدينة عبد المحسن العباد.
قال -حفظه الله-: « وغير خاف أنَّ الذنوب والخطايا سبب العقوبات العاجلة والآجلة للكفَّار والمسلمين، قال الله عزَّ وجلَّ عن قوم نوح: ï´؟مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًاï´¾، وقال تعالى: ï´؟فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَï´¾، وقال تعالى: ï´؟وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَï´¾، وقال تعالى: ï´؟إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْï´¾، وقال: ï´؟وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍï´¾...
والله جلَّ وعلا له ملك السموات والأرض، وهو على كلِّ شيء قدير، هو كاسر الأكاسرة، وقاصم القياصرة، ومُذِلُّ الجبابرة، ومُهلِك الفراعنة، وفي ألفاظ الأذان (الله أكبر) ست مرات، وفي كلِّ ركعة من ركعات الصلاة (الله أكبر) ست مرات، والله أكبر من كلِّ كبير، وأعظم من كلِّ عظيم، قدرته فوق كلِّ قدرة، وبطشه أشدُّ من كلِّ بطش، ï´؟أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِï´¾، ï´؟وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍï´¾، وعند الله من أنواع العقوبات العاجلة، ما لا يخطر ببال متكبِّر، كالصواعق المحرقة والفياضانات الكاسحة والرياح العاتية والزلازل المدمِّرة والأمراض المزمنة، قال الله تعالى: ï´؟وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍï´¾، وقال: ï´؟وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌï´¾، وقال: ï´؟وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَï´¾، وقال: ï´؟لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرï´¾.».
في مقالته: « بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير».
الموضع السادس والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ...لم يكن له بد من تعلم آداب هذه المخالطة، وكل مخالط ففي مخالطته أدب و الأدب على قدر حقه ».
«الخطب 205/1».
قلت: هذه الكلمات على قلتها لم يستطع الدكتور أن يأتي بمثلها، أو ينسبها لقائلها.
قال الغزالي: « لم يكن له بد من تعلم آداب المخالطة وكل مخالط ففي مخالطته أدب و الأدب على قدر حقه ».
«إحياء علوم الدين 193/1».
الموضع السابع والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « فالجار ذو الجنابة: هو الجار البعيد، فيكون ذلك وصية بجميع أصناف الجيران، قريبهم وبعيدهم».
«الخطب 206،205/1».
قلت: هذا من بديع كلام شيخ المفسرين في تفسيره.
قال الطبري-رحمه الله-: « والواجب أن يكون الجار ذو الجنابة الجار البعيد , ليكون ذلك وصية بجميع أصناف الجيران , قريبهم وبعيدهم».
«تفسير الطبري 10/7».
الموضع الثامن والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « فمَنْ كان - مع هذا التأكيد الشديد - مُضِرًّا لجاره ، كاشفًا لعوراته ، حريصًا على إنزالِ البوائِقِ به : كان ذلك منه دليلاً على فسادِ دينه ورقته وبعده من الله وعبادنه ».
«الخطب 215/1».
قلت: هذه مأخوذة من القرطبي مع تغيير قليل في بعض الكلمات.
قال –رحمه الله-: « فمَنْ كان - مع هذا التأكيد الشديد - مُضِرًّا بجاره، كاشفًا لعوراته ، حريصًا على إنزالِ البوائِقِ به : كان ذلك منه دليلاً وإمَّا على فسادِ اعتقادٍ ونفاق ، ».
«المفهم 144/1».
الموضع التاسع والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « فهم سادات الأمة ، وقدوة الأئمة ، وأعلم الناس بكتاب ربهم تعالى، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وقد شاهدوا التنزيل ، وعرفوا التأويل».
«الخطب 228/1».
قلت: هذا الموضع أخذه من كتاب لوامع الأنوار البهية، فقد جاء فيه:
« الذين هم سادات الأمة، وقدوة الأئمة ، وأعلم الناس بكتاب ربهم ، وسنة نبيهم ، وقد شاهدوا التنزيل ، وعرفوا التأويل».
«لوامع الأنوار 382/3».
الموضع الثمانون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا "
... فيدخل في ذلك جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، من حقوق الله-عز وجل- عليه، كالصلاة والزكاة، والصيام والكفارات وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع والعهود والمواثيق وغير ذلك .
فأمر الله، عز وجل، بأدائها إلى أصحابها، وعدم جحدها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة ».
«الخطب 236،235/1».
قلت: هذا التأصيل والكلام الجميل من نفائس كلام ابن كثير –عليه رحمة الله-.
قال: « "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا "
... وهذا يعم جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، من حقوق الله، عز وجل، على عباده، من الصلوات والزكوات، والكفارات والنذور والصيام، وغير ذلك، مما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه العباد، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع بينة على ذلك. فأمر الله، عز وجل، بأدائها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة، كما ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها، حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء"».
«تفسير ابن كثير 338/2».
الموضع الواحد والثمانون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ...فهي من أربح بضائع جاهه، وأقوى شفعاء تقدمه، مع ما يجده في نفسه من العز، ويقابل عليه من الإعظام والإجلال».
«الخطب 237/1».
قلت: أصل هذا الكلام في كتاب أدب الدينا والدين وهذا نصه:
«...لعلم أن ذلك من أربح بضائع جاهه وأقوى شفعاء تقدمه مع ما يجده في نفسه من العز ويقابل عليه من الإعظام».
«أدب الدنيا والدين 325».
الموضع الثاني والثمانون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: «ولو لم يكن من ذم الخيانة إلا ما يجده الخائن في نفسه من المذلة، لكفاه زاجرًا».
«الخطب 241/1».
قلت: بعد هذا الكلام مباشرة أورد الدكتور مثلا، وليته تأمله وتدبره فقال: « من يخن يهن»، صدق القائل « من يخن يهن»، لا تظن يا دكتور –الحديث- أن الخيانة تدخل فقط فيما ذكرت، بل تدخل أيضا في عدم الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم، ونسبة الأقوال إليهم، وشكرهم على صنيعهم.
وإليكم أصل الكلام ومصدره: « ولو لم يكن من ذم الخيانة إلا ما يجده الخائن في نفسه من المذلة، لكفاه زاجرًا».
«أدب الدنيا والدين 325».
الموضع الثالث والثمانون
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: «فمن استهان بالامانة ، وقع في الخيانة ، ومن لم ينزه نفسه ودينه عنها ، فقد أحل بنفسه في الدنيا المقت والمذلة، وهو في الاخرة أذل وأخزى ، وإن من أعظم الخيانة خيانة الامة ، وأفظع الغش غش الائمة ».
«الخطب 242/1».
قلت: إياك يا دكتور أن تستهين بالأمانة، أو أن تكون طبيبا تداوي الناس وأنت عليل.
جاء في نهج البلاغة: «ومن استهان بالأمانة ، ورتع في الخيانة ، ولم ينزه نفسه ودينه عنها ، فقد أحل بنفسه الذل والخزي في الدنيا ، وهو في الاخرة أذل وأخزى ، وإن أعظم الخيانة خيانة الامة ، وأفظع الغش غش الائمة .».
«نهج البلاغة 383».
...يتبع
«تنبيهات هامة في كتابات الدكتور بوشامة».
«الحلقة الثامنة».
تمهيد:
اتهم أحد العيابين الشيخ الفاضل«أبا عبد الرحمن عبد المجيد جمعة-حفظه الله تعالى-» بأنه يحقق المخطوطات من أجل الشهرة والمال، فقال: « الرجل يريد أن يقحم نفسه قسرا في زمرة المحققين...والعائد المادي أيضا... من جل الدريهمات... ».
أقول: أولا: أإطلعت الغيب أم اتخذت عند الرحمن عهدا !؟ ستكتب شهادتك، وستسأل عنها بين يدي الله تعالى، فأعد للسؤال جوابا.
ثانيا: الشيخ الفاضل « عبد المجيد جمعة-حفظه الله تعالى-» لم يسطو على عمل غيره فينسبه إلى نفسه، بخلاف غيره فقد سطو على كلام غيرهم ونسبوه لأنفسهم! بل باعوه بأثمان باهضه! فلماذا لم نر إنكارا عليهم، وبيانا لخطئهم، وتبرئة من صنيعهم! أم أنه الهوى؟!
نسأل الله السلامة والعافية.
وأزيدكم-كما يقال- من الشعر بيتا : -وهذا الخطاب ليس للعياب وحده، ولكن لكل من يقرأ كلامي، ولمن كان له عقل وتمييز- هل تدرون أن الشيخ الفاضل « عبد المجيد جمعة-حفظه الله تعالى-» لم يستوف حقوقه كاملة وقد مضى على ذلك سنوات !؟ ومن أراد أن يقطع الشك باليقين فليسأل وليستفسر!
وفي المقابل اسألوا العياب هل أخذ حقوق رسائله أم لا ؟! عندئذ ستعلمون من يكتب من أجل الشهرة والدريهمات ومن يقضي حياته في سبيل أمته! وستجدون أن المقارنة بين الشيخ الفاضل « عبد المجيد جمعة-حفظه الله تعالى-» والرجل العياب كالمقارنة بين الحي والميت!
نسأل الله سبحانه أن يجزي شيوخنا أوفر الجزاء وأوفاه، والله حسبنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم.
الموضع الثاني والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها، وهذا شأن أسمائه الحسنى: أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها، وأبغضهم إليه من اتصف بأضدادها، ولهذا يبغض الكفور الظالم، والجاهل والقاسي القلب، والبخيل والجبان، والمهين واللئيم، وهو سبحانه جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين، محسن يحب المحسنين، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، جواد يحب أهل الجود، ستير يحب أهل الستر، قادر يلوم على العجز، والمؤمن القوى أحب إليه من المؤمن الضعيف، عفو يحب العفو، وتر يحب الوتر، وكل ما يحبه فهو من آثار أسمائه وصفاته وموجبها، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ».
«الخطب 1/193-194».
قلت: هذا من كلام ابن القيم-رحمه الله- كما في كتابه الجميل «عدة الصابرين».
فقد جاء فيه: « ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها، وهذا شأن أسمائه الحسنى: أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها، وأبغضهم إليه من اتصف بأضدادها، ولهذا يبغض الكفور الظالم، والجاهل والقاسي القلب، والبخيل والجبان، والمهين واللئيم، وهو سبحانه جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين، محسن يحب المحسنين، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، جواد يحب أهل الجود، ستار يحب أهل الستر، قادر يلوم على العجز، والمؤمن القوى أحب إليه من المؤمن الضعيف، عفو يحب العفو، وتر يحب الوتر، وكل ما يحبه فهو من آثار أسمائه وصفاته وموجبها، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ».
«عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين 240 ».
الموضع الثالث والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ...أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم مِن حين بعثه، قال تعالى: { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}، وهي آية من سورة الفرقان نزلت بمكة قبل أن يهاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأمره ربه بجهاد الكفار بالحُجة والبيان وتبليغِ القرآن ».
«الخطب 195/1».
قلت: غير الدكتور وبدل وأضاف بعض الكلمات ربما ليوهم القراء أنه من كلامه والحقيقة أنه منقول عن ابن القيم –رحمه الله-.
قال ابن القيم –رحمه الله-: «وأمره الله تعالى بالجِهاد مِن حينَ بعثه، وقال: { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً}، فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار، بالحُجة، والبيان، وتبليغِ القرآن».
«زاد المعاد 5/3».
الموضع الرابع والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « وجهاد النفس يقوم على مقامات كثيرة منها:
الأولى: أَنْ يُجاهِدَها على تعلُّم الدين الذى لا فلاح لها، ولا سعادة فى معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها عِلمُه، شقيت فى الدنيا والآخرة.
الثانية : أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه، فالعلم دون العمل لا ينفع صاحبه بل يضره.
الثالثة: أن يُجاهدها على الدعوة إلى الله وتعليمِ الناس.
الرابعة : أن يُجاهِدَها على الصبر على المشاقِّ ، وما يصيبه من إيذاء الناس له في ذاته سبحانه».
«الخطب 197/1».
قلت: هذا الكلام النفيس لشيخ الاسلام ابن القيم-رحمه الله-
قال –رحمه الله-: « فجهاد النفس أربعُ مراتب أيضاً:
إحداها: أَنْ يُجاهِدَها على تعلُّم الهُدى، ودين الحق الذى لا فلاح لها، ولا سعادة فى معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها عِلمُه، شقيت فى الدَّارين.
الثانية : أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرَّدُ العلم بلا عمل إن لم يَضُرَّها لم ينفعْها.
الثالثة: أن يُجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمِهِ مَنْ لا يعلمهُ، وإلا كان مِن الذين يكتُمون ما أنزل الله مِن الهُدى والبينات، ولا ينفعُهُ علمُهُ، ولا يُنجِيه مِن عذاب الله.
الرابعة : أن يُجاهِدَها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمَّل ذلك كله لله ».
«زاد المعاد 10/1».
الموضع الخامس والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « غير خاف-عباد الله- أنَّ الذنوب والخطايا سبب العقوبات العاجلة والآجلة للكفَّار انتقاما منهم، وللمسلمين امتحانا واختبارا لهم لعلهم يرجعون... فقال عن قوم نوح: ï´؟مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًاï´¾، وقال تعالى: ï´؟فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَï´¾، وقال تعالى: ï´؟وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَï´¾، وقال تعالى: ï´؟وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍï´¾
والله جلَّ وعلا له ملك السموات والأرض، وهو على كلِّ شيء قدير...كاسر الأكاسرة، وقاصم القياصرة، ومُذِلُّ الجبابرة، ومُهلِك الفراعنة، فهو أكبر من كلِّ كبير، وأعظم من كلِّ عظيم، قدرته فوق كلِّ قدرة، وبطشه أشدُّ من كلِّ بطش، ï´؟أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِï´¾، فالله تعالى قد عذب هؤلاء الأقوام بأنواع من العقوبات العاجلة، كالصواعق المحرقة والفياضانات، والرياح العاتية، والزلازل المدمِّرة، والأمراض المزمنة، وسيلاقون يوم القيامة العذاب الأليم، وما ربك بظلام للعبيد ï´؟وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌï´¾، وقال: ï´؟لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرï´¾ ».
« الخطب 201،200/1».
قلت: هذا الكلام الطويل نقله من مقالة لمحدث المدينة عبد المحسن العباد.
قال -حفظه الله-: « وغير خاف أنَّ الذنوب والخطايا سبب العقوبات العاجلة والآجلة للكفَّار والمسلمين، قال الله عزَّ وجلَّ عن قوم نوح: ï´؟مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًاï´¾، وقال تعالى: ï´؟فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَï´¾، وقال تعالى: ï´؟وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَï´¾، وقال تعالى: ï´؟إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْï´¾، وقال: ï´؟وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍï´¾...
والله جلَّ وعلا له ملك السموات والأرض، وهو على كلِّ شيء قدير، هو كاسر الأكاسرة، وقاصم القياصرة، ومُذِلُّ الجبابرة، ومُهلِك الفراعنة، وفي ألفاظ الأذان (الله أكبر) ست مرات، وفي كلِّ ركعة من ركعات الصلاة (الله أكبر) ست مرات، والله أكبر من كلِّ كبير، وأعظم من كلِّ عظيم، قدرته فوق كلِّ قدرة، وبطشه أشدُّ من كلِّ بطش، ï´؟أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِï´¾، ï´؟وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍï´¾، وعند الله من أنواع العقوبات العاجلة، ما لا يخطر ببال متكبِّر، كالصواعق المحرقة والفياضانات الكاسحة والرياح العاتية والزلازل المدمِّرة والأمراض المزمنة، قال الله تعالى: ï´؟وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍï´¾، وقال: ï´؟وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌï´¾، وقال: ï´؟وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَï´¾، وقال: ï´؟لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرï´¾.».
في مقالته: « بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير».
الموضع السادس والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ...لم يكن له بد من تعلم آداب هذه المخالطة، وكل مخالط ففي مخالطته أدب و الأدب على قدر حقه ».
«الخطب 205/1».
قلت: هذه الكلمات على قلتها لم يستطع الدكتور أن يأتي بمثلها، أو ينسبها لقائلها.
قال الغزالي: « لم يكن له بد من تعلم آداب المخالطة وكل مخالط ففي مخالطته أدب و الأدب على قدر حقه ».
«إحياء علوم الدين 193/1».
الموضع السابع والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « فالجار ذو الجنابة: هو الجار البعيد، فيكون ذلك وصية بجميع أصناف الجيران، قريبهم وبعيدهم».
«الخطب 206،205/1».
قلت: هذا من بديع كلام شيخ المفسرين في تفسيره.
قال الطبري-رحمه الله-: « والواجب أن يكون الجار ذو الجنابة الجار البعيد , ليكون ذلك وصية بجميع أصناف الجيران , قريبهم وبعيدهم».
«تفسير الطبري 10/7».
الموضع الثامن والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « فمَنْ كان - مع هذا التأكيد الشديد - مُضِرًّا لجاره ، كاشفًا لعوراته ، حريصًا على إنزالِ البوائِقِ به : كان ذلك منه دليلاً على فسادِ دينه ورقته وبعده من الله وعبادنه ».
«الخطب 215/1».
قلت: هذه مأخوذة من القرطبي مع تغيير قليل في بعض الكلمات.
قال –رحمه الله-: « فمَنْ كان - مع هذا التأكيد الشديد - مُضِرًّا بجاره، كاشفًا لعوراته ، حريصًا على إنزالِ البوائِقِ به : كان ذلك منه دليلاً وإمَّا على فسادِ اعتقادٍ ونفاق ، ».
«المفهم 144/1».
الموضع التاسع والسبعون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « فهم سادات الأمة ، وقدوة الأئمة ، وأعلم الناس بكتاب ربهم تعالى، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وقد شاهدوا التنزيل ، وعرفوا التأويل».
«الخطب 228/1».
قلت: هذا الموضع أخذه من كتاب لوامع الأنوار البهية، فقد جاء فيه:
« الذين هم سادات الأمة، وقدوة الأئمة ، وأعلم الناس بكتاب ربهم ، وسنة نبيهم ، وقد شاهدوا التنزيل ، وعرفوا التأويل».
«لوامع الأنوار 382/3».
الموضع الثمانون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا "
... فيدخل في ذلك جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، من حقوق الله-عز وجل- عليه، كالصلاة والزكاة، والصيام والكفارات وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع والعهود والمواثيق وغير ذلك .
فأمر الله، عز وجل، بأدائها إلى أصحابها، وعدم جحدها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة ».
«الخطب 236،235/1».
قلت: هذا التأصيل والكلام الجميل من نفائس كلام ابن كثير –عليه رحمة الله-.
قال: « "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا "
... وهذا يعم جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، من حقوق الله، عز وجل، على عباده، من الصلوات والزكوات، والكفارات والنذور والصيام، وغير ذلك، مما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه العباد، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع بينة على ذلك. فأمر الله، عز وجل، بأدائها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة، كما ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها، حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء"».
«تفسير ابن كثير 338/2».
الموضع الواحد والثمانون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ...فهي من أربح بضائع جاهه، وأقوى شفعاء تقدمه، مع ما يجده في نفسه من العز، ويقابل عليه من الإعظام والإجلال».
«الخطب 237/1».
قلت: أصل هذا الكلام في كتاب أدب الدينا والدين وهذا نصه:
«...لعلم أن ذلك من أربح بضائع جاهه وأقوى شفعاء تقدمه مع ما يجده في نفسه من العز ويقابل عليه من الإعظام».
«أدب الدنيا والدين 325».
الموضع الثاني والثمانون:
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: «ولو لم يكن من ذم الخيانة إلا ما يجده الخائن في نفسه من المذلة، لكفاه زاجرًا».
«الخطب 241/1».
قلت: بعد هذا الكلام مباشرة أورد الدكتور مثلا، وليته تأمله وتدبره فقال: « من يخن يهن»، صدق القائل « من يخن يهن»، لا تظن يا دكتور –الحديث- أن الخيانة تدخل فقط فيما ذكرت، بل تدخل أيضا في عدم الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم، ونسبة الأقوال إليهم، وشكرهم على صنيعهم.
وإليكم أصل الكلام ومصدره: « ولو لم يكن من ذم الخيانة إلا ما يجده الخائن في نفسه من المذلة، لكفاه زاجرًا».
«أدب الدنيا والدين 325».
الموضع الثالث والثمانون
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: «فمن استهان بالامانة ، وقع في الخيانة ، ومن لم ينزه نفسه ودينه عنها ، فقد أحل بنفسه في الدنيا المقت والمذلة، وهو في الاخرة أذل وأخزى ، وإن من أعظم الخيانة خيانة الامة ، وأفظع الغش غش الائمة ».
«الخطب 242/1».
قلت: إياك يا دكتور أن تستهين بالأمانة، أو أن تكون طبيبا تداوي الناس وأنت عليل.
جاء في نهج البلاغة: «ومن استهان بالأمانة ، ورتع في الخيانة ، ولم ينزه نفسه ودينه عنها ، فقد أحل بنفسه الذل والخزي في الدنيا ، وهو في الاخرة أذل وأخزى ، وإن أعظم الخيانة خيانة الامة ، وأفظع الغش غش الائمة .».
«نهج البلاغة 383».
...يتبع
تعليق