بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على عبد الخالق ماضي ومن معه فيما احتجوا به عن سبب خذلانهم للعلامة فركوس-حفظه الله ورعاه-
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فمن أعجب ما سمعتُ ليلة أمس صوتية لعبد الخالق ماضي-عامله الله بعدله- يزعم فيها الرد على الشيخ الفاضل داعية التوحيد والسنة بأدرار الشيخ سالم موريدة -حفظه الله- ، قال في معرض كلامه:
(ثم يأتي بعض المتبجحين ويقولون : إن فلاناً-يعني العلامة فركوسا حفظه الله في مقاله"تسليط الأضواء"- قد تمالئ عليه أعداء الدعوة السلفية ولم تردوا ولم تذبوا عن عرضه ، نحن قلنا: إن فلانا قصدنا بالإخراج من أهل السنة ولم يذكرنا وحدنا بل ذكر معنا غيرنا من الطوائف الموجودة، للأسف الشديد هذه شناعة عظيمة، ندعوا صاحبها للرجوع والتوبة من هذه الشناعة التي وقعت منه)
فأقول دفاعا عن الحق وأهله:
إن مقال الشيخ العلاّمة محمد علي فركوس-حفظه الله وسدده- ((تسليط الأضواء على أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنَّة لا يَنتسِبُ إليه أهلُ الأهواء)) من أوله إلى آخره بيانٌ لمميزات مذهب أهل السنة المحضة أتباع السلف الصالح وبيان لصور الإبتداع والإنحراف عن هذا المنهج السلفي المبارك كما بيّنه الأئمة والعلماء السلفيون قبله قديما وحديثا في مصنفاتهم ومقالاتهم ، كما قال الشيخ-حفظه الله- فيه :
(وإنَّما أرَدْتُ أَنْ أُذكِّر ـ بإيجازٍ ـ بالإسلام الذي يُمثِّله أهلُ السنَّةِ أتباعُ السلف مهما اختلفَتْ أسماؤهم التي يُعْرَفون بها، وأَنْ أبيِّن أنَّ مذهبهم لا يتَّسِع لأهل الأهواء والافتراق والبِدَع على مختلفِ مَشارِبِهم مهما كَثُرَتْ وعَظُمَتْ).
ولذلك فقد فرح بمقاله هذا جميع السلفيين الصادقين الذين وقع بين أيدهم أيّما فرحٍ، فتناقلوه في صفحاتهم وعلى مواقعهم على الشبكة وعلى وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها، بل وطبعوه ووزعوه، فاغتاض بذلك أهل البدع والأهواء والمميعة حتى قيل تندرا وفرحا: ((لقد هزّ الشيخ بمقاله أركان 72 فرقة)).
ثم أعقب خروج المقال وانتشاره حربا شعواء لم تشهد الساحة الدعوية الجزائرية مؤخرا على شخصية مثلها حتى أن فيهم من تكلم وهدّد، والصحف الجزائرية كتبت وهاجمت، والقنوات المحلية وغيرها كالجزيرة نطقت وهوّلت وحرضت على السلفيين ونعتتهم بالمداخلة -كذبا وزورا-، والجمعيات الحزبية والدينية نددت وأزبدت وأرعدت فتمخض عن كل هذا وذاك بيان الـ (55) داعية وعالما جزائريا–زعموا!- ،
بيد أن أهل السنة في الجزائر مشايخهم وطلابهم وعوامهم –ولله الحمد- قد وقفوا وقفة رجل واحد ضد الإتهامات التي طالت الشيخ ودعوته كاتهامه بالتحريض والتكفير والتبديع والتفريق ونشر الفكر المدخلي والوهابي-زعموا-وأن الدعوة السلفية هي خلف أحداث الإرهاب في الجزائر ...إلى غير ذلك من الفرى التي إفتروها ظلما وعدوانا، فردُّوها وبينوا بطلانها ودافعوا عن الدعوة السلفية وعن الشيخ فركوس وعن الشيخ ربيع وغيرهم ممن طالتهم الإتهمات الجائرة .
كل هذا وجماعة مجلة الإصلاح ومن معهم في صمت مطبق، فلم ينبسوا ببنت شفا ولم يُعرف لهم أيُّ موقف نصرة وغيرة على الحق وعلى السلفية ولم يخرجوا أيّ بيان كتلك البيانات التي أخرجوها ضد إخوانهم وضد الشيخ محمد بن هادي –حفظه الله-، فأي خذلان بعد هذا يا ترى؟!
ثم يخرج علينا عبد الخالق اليوم ومن معه ليكشف لنا عن سبب خذلانهم وعدم نصرتهم للحق في تلك الفترة العصيبة فيعتذروا بقولهم (إن فلانا قصدنا بالإخراج من أهل السنة) الله أكبر!!! والله إنه لعذر أقبح من ذنب، وبيان ذلك كالآتي:
أولاً: أن هذه شهادة على أنفسكم أنكم سلكتم مسلك المخالفين الذين حذّر منهم الشيخ في مقاله، إذ أن المقال –كما أسلفتُ- من أوله إلى آخره بيانٌ لمميزات مذهب أهل السنة المحضة أتباع السلف الصالح وبيان لألوان وصور الإبتداع والإنحراف عنه-، فاقرؤوا –إن شئتم- هذا المقال على علماء الدعوة السلفية في المعمورة ، وانظروا هل يثنون عليه خيرا، أم يردونه؟!
فما ذنب الشيخ أبي عبد المعز إذا حذّر من المخالفين لأهل السنة المحضة، فكنتم أنتم ممن تلبّس ببعض تلك المخالفات وتخندق في صف أهلها، ولكن الأمر كما قال الشاعر:
إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ *** وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُمِّ
ثانيا: ثم لنفرض جدلا أن الشيخ قد عناكم في بعض كلماته تلميحاً، فهلاّ اعتبرتموها من النصيحة فأخذتم بها ، أم أن القاعدة عندكم "امدحني، امدحك" ، وهل صارت النصيحة يا ترى من موانع نصرة الناصح وحجةً سائغة لخذلانه في أحلك الظروف وأنتم تزعمون أنه أخوكم !
إن الإخوة الإيمانية أعظم من الإخوة الطينية، فإذا كانت الثانية ليست كلمة تقال بل هي مواقف وأفعال فكيف هي حال الثانية؟!
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ الوَاحِدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)
ثالثا: ثم هل من الدين والعقل أن تقدموا حظوظ أنفسكم الشخصية على نصرة المنهج الحق الذي تزعمون أنكم تنتسبون إليه وأنكم أهله وأحق به ؟!
رابعا: ثم أين هو دفاعكم عن الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله ورعاه-، ألستم تزعمون أنه شيخكم ومرجعكم؟! فلماذا لم تدافعوا عنه وقد نعتت جماعة الـ 55 ومن معهم الشيخ فركوسا أنه مدخلي الفكر والمنهج، وأنه لو تخلّ عن تبعتيه للشيخ ربيع المدخلي فإن رئيس الجمعية القسومية الجزأرية سوف يمنحه رئاستها على حد زعمه! بل وصرحت بعض الجهات أن حملة المنهج المدخلي -زعموا- في الجزائر ثلاثة رؤوس وهم : (الشيخ فركوس والشيخ عبد المجيد والشيخ الأزهر) فأين أنتم من الدفاع عن العلامة الجليل والحبر النبيل شيخنا ربيع بن هادي المدخلي والذب عن عرضه وعن دعوته؟ أم أن هذا لا يكون إلا إذا صدرت بعض الكلمات المجملة في بعض الظروف ضد إخوانكم الذين تتيقنون عظيم حبهم للشيخ وذبهم عنه ليلا ونهارا بأضعاف أضعاف ما أنتم عليه ، بل لا وجه للمقارنة أصلا.
قد بان لكل منصف متجرد للحق أنكم إنما تدافعون عن ذواتكم ، لا عن الحق ولا عن أصول وقواعد أهل السنة. فهنيئا لكم هذا المنهج الأفيح الجديد الذي وسع أهل البدع والمخالفين كابن حنفية والرمضاني وأبو بكر صديقي والحلبيين ولم يسع السلفيين الخُلّص من أمثال الشيخ فركوس وإخوانه وما ذنبهم إلا أنهم علموا منكم مخالفات منهجية فنصحوكم -لوجه الله- فلم تستجيبوا فأخذوا منكم موقفا –لعلكم تراجعون أنفسكم- ولكن أخذتكم العِزّة بالإثم، فأعلنتموها حربا عليهم وعلى السلفيين الذين وقفوا على طوامكم وبينوها.
والله المستعان ، وعليه التكلان.
وكتب
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
مدينة تقرت / الجزائر
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
مدينة تقرت / الجزائر
تعليق