بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه والصلاة والسلام على رسول اللّه وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فالرّيحان: جنس من النبات طيب الرائحة من فصيلة الشفوية و-كل نبت طيب الرائحة-، ويقال: المرأة ريحانة وليست بقهرمانة. [المعجم الوسيط]
ونبتة الريحان: هي نبتة لها خمسون نوعا تقريبا أشهرها نوعين، الريحان الحلو ويصنع به زيت العطور والثاني مر وهو خاص بالأدوية وغيرها.
وأما إطلاقها على الأشخاص بنية المدح، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال في الحسن والحسين: "هما ريحانتاي من الدنيا". البخاري3475، والترمذي 5535 وغيرهما، وجرت العادة في تسمية العلماء والصالحين بهذا الاسم كما جاء عن أحمد بن حنبل -رحمه الله- أنه قال: ما أخرجت خراسان بعد ابن مبارك مثله (يريد "يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري")، وكان يسمّيه "ريحانة أهل خراسان". [عقيدة الإمام ابن قتيبة ص35]
وروى علي بن الجعد ، عن شعبة ، قال : ابن علية "ريحانة الفقهاء". (تهذيب التهذيب برقم 513).
بل وكان سيد قريش وأحد زعمائها في الجاهلية، وصاحب الرأي والمشورة فيهم وشاعرها، "الوليد بن المغيرة" يلقّب ب: "ريحانة قريش"، (ذكره القرطبي -الجامع 5903-) قال: "روي أنّ الوليد بن المغيرة- وكان يسمّى "ريحانة قريش"- كان يقول:...."
هذا ولا ضير في تسمية بعض أهل العلم ممّن كانت لهم سابقة في نشر السنة وقمع البدعة بالوصف المذكور، فإنّه إذا أُطلق فإنّما يراد به الرائحة دون الذوق، وإلّا ما رضي به سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم لسيديّْ شباب أهل الجنة -رضي الله عنهما-.
ولا يخفى أن المرارة -أحيانا- لها من المنافع ما لها، والله الموفق للصواب.
نسأل الله أن يجعل مشايخنا وعلماءنا رياحين الأرض، وأن يجعلهم هداة مهديين إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.
واللّه أعلم وصلى اللّه على خير خلقه محمّدا وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه:
أبو عائشة محمد قدور عواد
سبك الأحد -مصر الكنانة- 15 رجب 1439
01 أبريل 2018
تعليق