إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المجموع في التّعقيبات على بيان أصحاب دار الفضيلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المجموع في التّعقيبات على بيان أصحاب دار الفضيلة

    بسم الله الرّحمن الرّحيم.


    المجموع في التّعقيبات على بيان أصحاب دار الفضيلة

    الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلاّ على الظّالمين، والصّلاة والسّلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، أمّا بعد:
    فقد كتبتُ مجموعة من تعليقات مُتفرّقة على بيان أصحاب دار الفضيلة، وكان في تفرّقها تشتيتا للأذهان، فرأيتُ من حسن الكتابة جمعها في مقال واحد وترتيبها؛ لينتظم عقدها، فيسهل فهمها وعقلها، وهي دونك أيّها القارئ الكريم، مبيّنة وموضّحة من خمسة أوجه مختصرة، مع زيادة وتعديل في بعض المواضع:
    أحدها: ظهر لي -والله أعلم- أنّ أصل البيان ظهر بعدما اطّلع أصحاب دار الفضيلة على الصّوتية المسروقة التي كانت بين الشّيخين محمّد بن هادي والشّيخ أزهر -حفظهما الباري وثبتنا وإياهم على الحق والهدى- فلم يخلُ البيان -كعادة بياناتهم- من المغالطة والتّلبيس والتّدليس والمراوغة والخداع.
    فتحاملوا على الشّيخ العالم محمّد بن هادي؛ وادّعوا أنّه لم يَسمع من الطّرفين، وهذا الادّعاء مردود من وجهين:
    - أوّلهما: دعوى أنّ الشّيخ محمّدًا لم يسمع من الطّرفين مَبنية على أصل، ألا وهو: اتّفاق الجميع على أنْ يجعلوا بينهم حَكَما، ومِن ثَمّ ننظر في قَبول الشّيخ محمّد أنْ يكون حَكَما، وهذا ما لم يحدث أصلا.
    - ثانيهما: راسل بعض أصحاب البيان الشّيخ محمّدًا وطلبوا منه الجلوس معه، وقد كان الشّيخ يومها مسافرا إلى والدته في الجنوب، وقد رحّب بهم في جوابه عليهم، فوعدهم بالجلوس فور رجوعه للمدينة.
    لكن لما رجع وجد القوم قد سافروا إلى مكّة واكتفوا بجلوسهم مع الشّيخين عُبيد والبخاري، ومِن حِرص الشّيخ محمّد على الجلوس معهم فقد سأل عنهم بعد رجوعه للمدينة مباشرة، وحصل الذي ذكرته.
    فلماذا -إذن- هذا التّلبيس والتّدليس يا قومنا أم وراء الأكمة ما وراءها؟!
    - الوجه الثّاني: يا أصحاب دار الفضيلة! قولوا لي بربّكم: هل ترضون أنْ يُتعدّى على خصوصياتكم ويُفتّش ما في هواتفكم وأجهزتكم؟!
    إنّ مثل هذا المتجسّس على الهواتف كمثل رجل خبيث الطّبع دخل بيوتكم وانتهك حرماتكم وأعراضكم،
    فهل كنتم ترضون بهذا؟! !
    قطعا لن ترضوا به لأنفسكم ولا لغيركم.
    فكان الواجب عليكم شرعا يا أهل الشرع والفقه! أنْ تتبرّؤوا من هذا الفعل أوّلا؛ لأنّكم بنيتم عليه أحكاما جائرة مكذوبة على الشّيخ محمّد، وهذا ممّا يدلّ على إقراركم على هذا الفعل المنكر، فالتّهمة قائمة عليكم إلاّ أنْ تتبرّؤوا من هذا الفعل الشّنيع، ولعلّكم تقولون بالقاعدة الفاسدة: «الغاية تبرّر الوسيلة»؟!
    ثمّ إنّ غاية ما في الصّوتية: الجلوس بشرط التّوبة والتّراجع عن طامّاتكم المنهجيّة التي ميّعتم بها الدّعوة السّلفيّة في الجزائر.
    وهذا موافق -في المعنى- لما صرّح به الشّيخ العلاّمة ربيع للشّيخ أزهر.
    ثمّ إنّ الشّيخ العالم محمّد بن هادي بنى حكمه على ما سمعه مِن الصّوتيّات وما رآه مِن الفيديوهات وما قرأه مِن المقالات، وبما يعرفه عن حال بعضكم من الانحراف عن المنهج السّلفي، لا بمجرّد ما سمعه مِن الطرف الثّاني.
    وبعضهم لا يطيق الشّيخ محمّدا ولا يقبله، فكيف يرضى به حَكَما، ولا تقل: هلاّ شققتَ على قلوبهم؟!
    فالقرائن واضحة جليّة عند أهل العلم والمعرفة ممّن يعرفونكم حقّ المعرفة.
    ثمّ قولوا لي بربّكم: متى كنتم تأخذون بنصائح كبار علمائنا كالشّيخ عبيد وربيع؟!
    ألم يُصرّح بعضكم أنّ الشّيخ ربيعا ما نخدموش -بلغة القوم-.
    ثمّ أين هي نصرتكم للشّيخين وقد طُعن فيهما بأفجر الطّعونات في عقر داركم وبين أظهركم، ولم تقم لكم قائمة إلاّ بعدما فضحكم عبد المالك الرّمضاني فهرع كبيركم لكتابة بيان على خجل منه وحياء، ولم يتعرّض فيه لقضيّة الطّعن والسّبّ مطلقا.
    أُقسِم باللّه الذي فطر السّماوات والأرض إنّه لَمِن أبين التّناقض والاضطراب أنْ يكون عزّ الدّين ورضا وعبد الخالق على توافق مع الشّيخ عُبيد والشّيخ ربيع.
    مَن أراد أنْ يطّلع على الجمع بين المتناقضين فلينظر في التّناقض الحاصل في هذه الأيّام بين الصّنفين.
    فلا يجتمع -وربِّ الكعبة- منهج عزّ الدّين وعبد الخالق ورضا مع منهج الشّيخين عبيد وربيع -سلّمهما الله وبارك في أعمارهما-.
    لكن للّه في خلقه شؤون.
    - الثّالث: أقول إنّ مِن الكذب البيّن الواضح أنْ يُدّعى على المشايخ أنّهم لم يتلقَّوا نصيحة الشّيخين بالتّرحيب ولا طُوّعت الأقلام... ونحو ذلك من العبارات والألفاظ الرّنانة التي تحمل في طيّاتها تحاملا وكذبا وزورا وبهتانا.
    بل قُوبلت بالتّرحيب والقَبول والرّضا لكن بشرط التّوبة والرّجوع عن الطّامّات المنهجيّة والمخالفات الظّاهرة البيّنة التي اطّلع عليها العامّ والخاصّ ووُثّقت بالصّوتيات والفيديوهات واللّقاءات ونحو ذلك.
    وهذه قاعدة الشّرع التي دلّ عليها الكتاب والسّنة وعليها سلف الأُمّة، وقد قرّرها الشّيخان عبيد وربيع في مواطن كثيرة لا تُحصى إلاّ بتكلفة.
    ألا فاتّقوا الله في عباد الله واتركوا عنكم التّلبيس والتّدليس والمراوغة والغش.
    الرّابع: وهو مقالة الــ: «تعليق على بيان رجال دار الفضيلة»:
    (الكذب الواضح البيّن لأصحاب البيان على الشّيخ محمّد بن هادي -حفظه الباري-):
    - قال أصحاب البيان: «وحَكم عليهم بأنّهم لا يرجعون حالفا ومؤكّدا ومتألّيا على اللّه، بل وحكم أنّ اللّه لا يرضى عنهم، وهذا سمعناه بآذاننا».
    التّعليق: لعلّكم لم تسمعوه كلّكم، بل سمعه بعضكم، وكان هذا الذي سمع الكلام أحد رَجُلين:
    - إمّا ضعيف السّمع، فخانه سمعه.
    - وإمّا كذّاب مُلبّس مُدلّس.
    وأحلاهما مُرّ.
    وأنا أنقل لكم كلام الشّيخ محمّد بن هادي بلفظه وحرفه مِن صوته، وأترك التّعليق للقارئ:
    يقول الشّيخ محمّد: «...لا تجلسوا معهم يا شيخ أزهر؛ يُلبّسون على النّاس، ويستغلّون هذا الجلوس، واللهِ يستغلّونه، ويزدادون تلبيسا به على النّاس». هنا انتهى كلامه مِن الفقرة الأُولى.
    ثمّ تكلّم الشّيخ أزهر بكلام، وسأله سؤالا حول اتّصاله بالشّيخ العلاّمة محمّد عليّ فركوس، فأجابه الشّيخ محمّد عن سؤاله، ثمّ أكمل الشّيخ كلامه، فقال: «بلّغهم، قل لهم: لا تجلسوا، يقول الشّيخ محمّد، بل جلوسكم معهم إفادة لهم، سيستغلّونه في زيادة التّلبيس على النّاس، ويَضعُف موقفكم عنهم واللهِ، وما هم براجعين، هذا معروف...» انتهى محلّ الشّاهد.
    هذا كلام الشّيخ بلفظه، وفيه دُرر مِن دقيق العلم وشريفه، لا يعقله ولا يعلمه ولا يفقهه إلاّ أهل العقل والفقه والخِبرة والتّجربة؛ لأنّه قلّما يرجع المُبطل عن ضلاله، وهو يظنّ نفسه على الحقّ وهو على باطل، وهذا معروف عند السّلف لمن كان له معرفة واعتناء بكلام السّلف والأئمّة.
    ولعلّ السّامع لم يضبط قول الشّيخ: «ويضعف موقفكم عنهم واللهِ، وما هم براجعين، ما هم براجعين، هذا معروف».
    فالمُقسَم به: وهو لفظ الجلالة، جاء مُتأخِّرا على المُقسَم عليه، ثمّ جاء بحرف العطف، وهو يقتضي المغايرة، فقال: «وما هم براجعين...».
    فأين الحُكم عليهم بأنّهم لا يرجعون، حالفًا مُؤكّدًا ومُتألّيًا على الله؟!!
    ألا ما أقبح الكذب، والأقبح منه: أنْ يتواطأ عليه أهل العلم والدّعوة والإصلاح، ويَخطّونه ببنانهم في بيانهم؛ لِيكتبه التّاريخ عنهم -كما قالوا - تُهمة، ووصمةَ عار عليهم، إلاّ أنْ يتوبوا ويرجعوا عنه، ويحذفونه مِن مًذكّراتهم وذاكرتهم.
    ثم أين قول الشّيخ محمّد: «وحَكم أنّ الله لا يرضى عنهم».
    فلم تسمعها أذناي - مع أنّني كرّرت سماع المكالمة عِدّة مرّات- فلعلّها وقعت في ذهن السّامع فقط، وليس لها وجود في الواقع !!
    فهذه كذبة أُخرى تُضاف إلى قاموس الكذب الذي تواطؤ عليه مشايخ الإصلاح المخالفين، ودوّنوه في بيانهم؛ لِيحفظه التّاريخ عنهم، ويَشهد به عليهم.
    لكن قد يقول قائل: ألم يقل الشّيخ محمّد بن هادي -في سياق كلامه على مَن يريد أنْ يجمع بين أهل الحقّ وأهل الباطل-: «أمّا أنْ تُرضي أهل الحقّ، وترضي أهل الباطل: هذا ما يَصلُح؛ الله عزّ وجلّ يقول: (فإنْ ترضوا عنهم فإنّ الله لا يرضى عن القوم الفاسقين)؛ يعني: ولو أرضاكم بمقاله وهو على غير ذلك، الله ما يرضى عليه» انتهى كلامه.
    فالجواب مِن وجوه:
    - أحدها: أين تعيين الشّيخ هنا لأصحاب دار الفضيلة بأعيانهم: أنّ الله لا يرضى عنهم؟
    - الثّاني: انّ الشّيخ قد بيّن معنى الآية على وجه الإطلاق والعُموم، دون إنزال الحُكم على المُعيَّن أو التّنصيص على الأعيان.
    - الثّالث: هل يُعقل حَمْل كلام الشّيخ محمّد على أنّه حَكَم على أصحاب دار الفضيلة بأنّ الله لا يرضى عنهم، وهذا مِن خلال الاستشهاد بهذه الآية؟!
    - الرّابع: إنّ كلّ مَن ينتسب للعلم يَعلم أنّ الاستشهاد بعموم الآية على الفعل مُطلقا: لا يلزم منه إنزال الحُكم على المُعيَّن.
    وأمّا تنزيل ذلك على المُعيَّن -مع أنّه لم ينصّ عليه الشّيخ- فهذا ممّا لا يقوله عاقل مسلم، فضلا عمّن هو مُنتسِب لأهل العلم، ممّن يَعلم فقه الاستشهاد بالآيات على الأقوال والأعمال، ويعلم فقه تنزيلها على الأعيان.
    فقول الرّجل -مثلا-: إنّ الله لا يرضى عن فلان بعينه: هو مِثل قول ذلك الرّجل: لا يغفر الله لفلان، هذا كما ورد في الحديث.
    فهل يُظنّ بالشّيخ محمّد بن هادي العالم السّلفي السُّنّي أنْ يَحكم على أصحاب دار الفضيلة بأعيانهم: أنّ الله لا يرضى عنهم؟!
    ولا يَظنّ بالشّيخ مثل هذا الظّنّ إلاّ أحد رَجُلين:
    - إمّا رجلٌ سيّء القصد والنّيّة، مُتعمِّد للتّلبيس والتّغليط والتّدليس.
    - أو رجلٌ سيّء الفهم والفقه.
    وأحلاهما مُرّ.
    قال تعالى: (ولا يجرمنّكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى).
    هذا وقد قالوا: «سمعناها بآذاننا».
    فلعلّكم سمعتموها بآذان غيركم ممّن تُحسِنون به الظّنّ، أو سمعها مَن سمعها منكم ممّن أوجعه كلام الشّيخ محمّد، فكان يَسمع كلاما لا يُرى له أثر، ولا وجود له في الواقع.
    فاللّّهمّ رحمتكَ نرجو.
    - الوجه الخامس: وهو تذكير ونصيحةُ مُشفِق:
    أقول لهم مُذكّرا بيوم تبلى فيه السرائر، يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير أو شرّ مُحضرا، ويوم تُنشر الدّواوين والصُّحف فلا يجد المرء إلاّ ما قدّم من عمل.
    أقول لهم: لن تنفعكم هذه البيانات ولن ينفعكم الشّيخ ربيع ولا الشّيخ عبيد بل الذي ينفعكم ويُنجيكم هو الصّدق والأمانة في القول والعمل، في السّرّ والعلن.
    والحمد لله على كلّ حال، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

    وكتبه: أبو عبد المصوّر الجزائري.
    عنوان البريد الإلكتروني
    [email protected]

  • #2
    الصدق منجاة

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا أخانا الكريم أبا عبد المصوِّر؛ فقد أبنتم عن كثيرٍ ممّا قد لا ينتبه له الكثير؛ وأحسن الله إليكم عن دفاعكم عن عرض الشّيخ العَلَم السَّلفي محمد بن هادي -حفظه الله تعالى ووقاه شرَّ من يمكر المكر الكبار-،..أمَّا القوم الذين يهرعون إلى التَّزكيات والتغَطِّي وراء كلام الشَّيخ ربيع -حفظه الله تعالى ورعاه- الذي في حقيقة الأمر لا شيء فيه يعدُّ منقبة لهم؛ فالإجتماع الذي دعا إليه الإمام الرّبيع -حفظه الله تعالى-، قد سبق وأن دعا إليه مشايخنا وعلى رأسهم الشّيخ العلّامة فركوس -حفظه الله تعالى-، -بل ومرارا وتكرارا-، مع التَّأكيد على شرط الإجتماع الذي رفضوه وتعنَّتوا في تكذيبه وزادوا، ولكن الحقَّ أنيس المؤمن، والله تعالى يتولّى الصَّالحين، والحمد لله ربِّ العالمين.

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
        يعمل...
        X