إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في حكم تشييخ الحدث.للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في حكم تشييخ الحدث.للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى .

    في حكم تشييخ الحدث


    السـؤال:

    قد كَثُرَ في هذا الزمانِ التلقيبُ بالشيخ على كُلِّ مَنْ تَصَدَّرَ للتدريس أو الدعوة ، حتَّى ولو كان مستواه عاديًّا جدًّا ، فأرجو مِن فضيلتكم بيانَ مدلولِ هذه الكلمةِ ومَن يَسْتَحِقُّها ؟ وجزاكم اللهُ خيرًا .

    الجـواب :

    الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين ، أمَّا بعد :
    فالشيخ هو كُلُّ مَن زادَ على الخمسين، وهو فوق الكهلِ ودون الهَرِمِ الذي فَنِيَتْ قوَّتُه ، وهو يُسَمَّى بالشيخ الفاني (١) .
    وفي مَقامِ العلم يُطْلَق هذا اللقبُ على كُلِّ كبيرِ السنِّ المَهيبِ الوَقورِ الذي اكتسب التجربةَ في مُخْتَلَفِ العلوم واستصحب الخبرةَ في مجالاتها ، ويتمتَّع غالبًا بقوَّةٍ في رَدِّ الشبهة وتقريرِ الحُجَّة ، ويظهر ذلك في إنتاجه العلميِّ والتربويِّ والتوجيهيِّ ، بعيدًا عن الهوى واستمالةِ النفس به إلى الطمع بما في أيدي الناس .
    وتأسيسًا على هذا المعيار فلا يَليقُ تلقيبُ طالبٍ مبتدئٍ في العلوم أو شابٍّ حديثِ السِّنِّ ﺑ « الشيخ » بالمعنى الاصطلاحيِّ ، ولو اكتسب بعضَ العلوم أو تخرَّج مِن جامعةٍ شرعيةٍ أو مركزٍ للعلوم أو زاويةٍ لحفظِ كتاب الله وبعضِ سنن المصطفى صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ، أو وُسِم بشهاداتٍ وإجازاتٍ وتزكياتٍ ، لأنَّ المناهج الدراسية المتَّبعة حاليًّا قصيرةُ المدَّة لا تَفي بالغرض ولا تغطِّي المطلوبَ ، وجوانبُ النقص في الطالب على العموم بارزةٌ بل حتَّى في أستاذه فهو ـ في الجملة ـ يحتاج بدوره إلى إعادة تأهيلٍ . وقد نُقِلَ عن الشافعيِّ ـ رحمه الله ـ قوله : «مَن طَلَبَ الرئاسةَ فرَّتْ منه ، وإذا تَصَدَّرَ الحَدَثُ فاتَهُ علمٌ كثيرٌ» (٢) .
    وفي تعليقٍ لابن قتيبة ـ رحمه الله ـ على أثَرِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قولُه : « لا يَزال الناسُ بخيرٍ ما أخذوا العِلْمَ عن أكابرهم وأُمَنائهم وعلمائهم » (٣) ، قال رحمه الله ـ شارحًا معنى الأثر ـ : « لأنَّ الشيخ قد زالت عنه متعةُ الشباب وحِدَّتُه وعجلتُه وسَفَهُه ، واستصحب التجربةَ والخبرة ، فلا يدخل عليه في عِلْمِه الشبهةُ ، ولا يَغْلِب عليه الهوى ، ولا يَميل به الطمعُ ، ولا يستزلُّه الشيطانُ استزلالَ الحدث ، فمع السنِّ والوقار والجلالة والهيبة ، والحَدَثُ قد تدخل عليه هذه الأمورُ التي أُمِنَتْ على الشيخ ، فإذا دَخَلَتْ عليه وأفتى هَلَكَ وأهلك » (٤) .
    وعليه ، فإنَّ تلقيبَ مَن لا يَليق برتبة المشيخة يندرج تحت « وضعِ الأشياء في غير موضعها الصحيح » مع فتحِ مَداخِلِ الشيطان في نَفْسِ الطالب المتطلِّع وتُورِّثُه هذه التلقيباتُ مِن أنواع أمراض القلوب ما لا يخفى مِن العُجب والغرور والاكتفاء بالنفس والتكبُّر عند الطلب ونحوِ ذلك مِن آفات العلم ، وقد ينعكس الأمرُ سلبًا على سلوكه النفسيِّ والتربويِّ ، فيؤدِّي إلى التشنيع بالأكابر والتنقُّص منهم والنيلِ مِن مَناصِبِهم .
    وفي مَقامِ الرئاسة والفضل والمكانة فإنَّ إطلاق لفظِ « الشيخ » يكون غالبًا مُضافًا إلى مكانٍ أو مكانةٍ كشيخ البلد فإنه يُطْلَق على منصبٍ إداريٍّ في القرية وهو دون العمدة ، وشيخِ الفضل والإحسان وما يُقابِلُ ذلك في باب الرذيلة كشيخ الضلالة والغواية والفساد ونحو ذلك .
    والعلمُ عند اللهِ تعالى ، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، وصلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين ، وسلَّم تسليمًا .
    الجزائر في : ١٥ جمادى الثانية ١٤٣٠ﻫ
    الموافق ﻟ : ٠٨ جوان ٢٠٠٩م
    (١) انظر: «التعريفات الفقهية» للبركتي (١٢٥) .
    (٢) «صفة الصفوة» لابن الجوزي (٢/ ٢٥٢) .
    (٣) «نصيحة أهل الحديث» للخطيب البغدادي (١/ ٢٨) .
    (٤) المصدر نفسه (١/ ٣٠).
    https://ferkous.com/home/?q=fatwa-1014
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2017-12-20, 10:00 AM.

  • #2
    ......وقال الإمام الشاطبي رحمه الله في [‏ الإعتصام ] :
    " والعالم إذا لم يشهد له العلماء ، فهو في الحكم باقٍ على الأصل من عدم العلم ، حتى يشهد فيه غيره ويعلم هو من نفسه ما شهد له به ، وإلا فهو على يقين من عدم العلم أو على شك ، فاختيار الإقدام في هاتين الحالتين على الإحجام لا يكون إلا باتباع الهوى ، إذ كان ينبغى له أن يستفى في نفسه غيره ولم يفعل ، وكل من حقه أن لا يقدم إلا أن يقدمه غيره ولم يفعل ".

    وقال العلامة الألباني رحمه الله معلقا على هذا الكلام الإمام الشاطبي الذي ذكر آنفاً في [‏ الصحيحة ] :

    " هذه نصيحة الإمام الشاطبي إلى العالم الذي بإمكانه أن يتقدم إلى الناس بشيء من العلم بنصحه بأن لايتقدم حتى يشهد له العلماء خشية أن يكون من أهل الأهواء ، فماذا كان ينصح يا ترى لو رأى بعض هؤلاء المتعلقين بهذا العلم في زماننا هذا ؟
    لاشك أنه سيقول له : ( ليس هذا عشك فادرجي ) فهل من معتبر ؟!!
    و إني و الله لأخشى على هذا البعض أن يشملهم قوله صلى الله عليه وسلم : ( ينزع عقول أهل هذا الزمان ، و يخلف لها هباء من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شيء و ليسوا على شيء ) و الله المستعان " .اهـ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوشهاب حسان خالد; الساعة 2017-12-21, 11:04 AM.

    تعليق


    • #3
      كذلك أجاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على هذا السؤال:

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، هل يصح أن تطلق كلمة الشيخ لكل أحد من الناس ، ولا سيما أن هذه الكلمة أصبحت متفشية ، فأرجو توضيح ذلك ؟

      الجواب :

      كلمة شيخ في اللغة العربية لا تكون إلا للكبير ، إما كبير السن ، أو كبير القدر بعلمه أو ماله أو ما أشبه ذلك ، ولا تطلق على الصغير ، لكن كما قلت : تفشت الآن حتى كاد يلقب بالشيخ من كان جاهلاً أو لم يعرف شيئاً ، وهذا فيما أرى لا ينبغي ، لأنك إذا أطلقت على هذا الشخص كلمة شيخ وهو جاهل لا يعرف اغتر الناس به ، وظنوا أن عنده علماً ، فرجعوا إليه في الاستفتاء وغير ذلك ، وحصل بهذا ضرر عظيم ، وكثير من الناس ـ نسأل الله لنا ولهم الهداية ـ لا يبالي إذا سئل أن يفتي ولو بغير علم ، لأنه يرى إذا قال : لا أدري ، كان ذلك نقصاً في حقه ، والواقع أن الإنسان إذا قال فيما لا يعلم : لا أدري ، كان ذلك كمالاً في حقه ، ولكن النفوس مجبولة على محبة الظهور إلا من عصم الله عز وجل ، فالذي أرى أنها لا تطلق كلمة شيخ إلا على من يستحقها ، إما لكبره ، أو لشرفه وسيادته في قومه ، أو لعلمه ، وهذا كما كان بعض الناس الآن يطلق كلمة إمام على عامة العلماء ، حتى وإن كان هذا العالم من المقلدة يقول : هو إمام ، وهذا أيضاً لا ينبغي ، ينبغي ألا تطلق لفظ إمام إلا على من استحق أن يكون إماماً ، وكان له أتباع ، وكان معتبراً قوله بين المسلمين ، وبقي علينا أنك سلمت وكذلك الأخ من قبلك سلّم عند إلقاء السؤال ، وهذا ليس من السنة ، لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا أرادوا أن يلقوا السؤال على الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يلقوا عليه السلام ، إلا من قدم إلى المجلس فهذا يسلم .

      117ب الباب المفتوح
      التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2017-12-20, 10:17 AM.

      تعليق


      • #4
        " عندنا مثلا الآن مشكلة تتعلق بالعقيدة ، عندنا الشيخ عبد العزيز ابن باز حفظه الله و عندنا هذا الرجل الذي ابتلي به الشعب الأردني في هذا الزمان بجهله و بقلة أدبه مع علماء السلف فضلا من الخلف يقول مثلا عن الشيخ عبد العزيز ابن باز : ( بأنه لا علم عنده بالتوحيد ) !!
        فأنا أتعجب من هؤلاء الشباب الذين التفوا حوله متى عرف هذا الرجل بالعلم حتى يعتمد عليه ؟؟
        الشيخ ابن باز مثلا ملئ علمه العالم الإسلامي ، إذًا هنا أحد شيئين إما الجهل ، أو اتباع الهوى .
        فهؤلاء الذين يلتفون حول هذا الرجل ، هذا الرجل ابن اليوم في العلم ما أحد عرفه و لا أحد شهد له لا من المهتدين من العلماء و لامن العلماء الضالين ما أحد شهد له بأنه رجل عالم فلماذا يلتف حول هؤلاء الشباب ؟ ".اهـ

        كما ورد في [‏ شريط المتجرؤون على الفتيا ] كذلك الشريط الأول من [‏ أشرطة دعوتنا ]
        للألباني رحمه الله

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
        يعمل...
        X