إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[تفريغ خطبة جمعة] خطبة جمعة/التَّحذير من كتب أهل البدع والضَّلال/ لفضيلة الشَّيخ أزهر سنيقرة حفظه الله يوم 16 من المحرم 1437

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ خطبة جمعة] خطبة جمعة/التَّحذير من كتب أهل البدع والضَّلال/ لفضيلة الشَّيخ أزهر سنيقرة حفظه الله يوم 16 من المحرم 1437

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه،ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
    أما بعد:
    فإن أصدق الحديث كتاب الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،وكل صلالة في النار.

    أما بعد:
    أيُّها المسلمون،إن من ما ينبغي أن نعلمه جميعا،أن شريعة الرحمن جل وعلا، جاءت لدرء المفاسد كلها،وجلب المصالح جميعها،مصالح العباد في معاشهم وفي معادهم،ما يقربهم إلى ربهم تبارك وتعالى،أو ما يبعدهم عنه،وبمناسبة هذه التظاهرة الثقافية، التي تشهدها منطقتنا هذه الأيام،وإقبال الكثير من أبنائنا وإخواننا،عليها بغرض اقتناء ما ينفعهم من الكتب،نود أن ننبه الجميع،إلى أمر لابد من بيانه،وتحذير الأمة من شره.
    لا شك ولا ريب أن الكتاب نفعه إنما في مضمونه،وليس في أوراق أو زخرفة واجهته ،ولا شك ولا ريب أن النفع في هذه الكتب،ماكان موافقا لما جاءت به هذه الشريعة،ماجاء موافقا لما كان عليه سلف هذه الأمة الكرام،في عقيدتهم وفي منهج حياتهم جميعا،وفي مقابل هذا فإن الكتاب قد يكون من أضر الأشياء على الناس،علموا هذا أو لم يعلموه،ولهذا داء في الصحيح أن عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه،جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام بكتاب،أخذه عن بعض أهل الكتاب،وهو من التوراة، فلما رآه النبي عليه الصلاة والسلام،غضب غضبا شديدا،وظهر ذلك على وجهه،ثم قال:أمتهوكون فيها وأنا فيكم؟ والذي نفسي بيده،لو أن موسى كان معكم،ما وسعه إلا أن يتبعني.
    هذا كتاب لأهل الكتاب،وكتب أهل الكتاب،معلوم حالها عندنا،بل هذا من عقيدتنا أننا نؤمن بها،ونؤمن ما وقع فيها من التحريف والتبديل،ولهذا لا نصدق ما فيها،حتى لا نكذب باطلا،ولا نكذبه حتى نكذب حقا،وهذا أمر نبينا علي الصلاة والسلام فيها.
    ومما ينبغي أن يُعلم كذلك،أن هذه الأمة ابتليت ابتلاءا عظيما،وأُحدثت فيها فتنة كبيرة،بسبب كتب،بسبب كتب تُرجمت من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية،كتب الفلاسفة،وما أدراك ما هذه الكتب،من الشر العظيم الذي فيها،والعقائد الباطلة التي تحويها،فبدأت فتنة أهل الكلام،ثم تبعتها فتنة الاعتزال بسبب هذه الكتب،كتب ضارة وكتب وباطل،وهي لأهله أي لأهل الباطل.
    ولهذا كان من منهج أهل الحق، التحذير من أهل الأهواء والضلالات،ومن أهل البدع أهلها،التحذير من مجالستهم،والسماع لكلامهم،والنظر في كتبهم،قال العلماء:والنظر في كتبهم.وهذا دون قراءة هذه الكتب،وما تحويها من الشر العظيم.
    هذا اتفاقهم،وهذا مبني على أصل من أصولهم،ألا وهو التحذير من أهل الشر جميعا،وهذا واجب يتعبدون به ربهم تبارك وتعالى،ولهذا قال الحسن البصري عليه رحمة الله تبارك وتعالى،وقد يُرفع هذا إلى النبي عليه الصلاة والسلام،ولكن لا يصح رفعه،كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية عليه رحمة الله،قال الحسن رحمة الله تبارك وتعالى عليه:حتى متى ترغبون أو ترعون عن ذكر الفاجر،اذكروه بما فيه حتى يحذره الناس.
    وعلى هذا الأساس قام أهل العلم،من علماء أهل السنة والجماعة،بهذا الواجب الشرعي،فحذروا من أهل الأهواء كلهم،وطعنوا فيهم،وكشفوا حالهم،نصحا لأمة النبي عليه الصلاة والسلام،و تحذيرا من هذا الشر العظيم،الذي قد يكون بسببهم.
    وعلى هذا الأصل كذلك،اتفق أهل الحديث،أي علماؤه،أئمة الجرح والتعديل،على الطعن في الرواة المجروحين،وكشف حالهم وبيان حقيقتهم،نصحا لأمة النبي عليه الصلاة والسلام.
    ومن النماذج في هذا،قول الإمام الشافعي عليه رحمة الله ،في واحد من هؤلاء:الرواية عن حرام، حرام.
    الرواية عن حرام،وهو حرام بن عثمان،أحد الكذابين الوضّاعين لحديث رسول الله،قال الإمام الشافعي الرواية عن هذا الراوي الكذاب حرام.
    وكانوا يقولون في بعضهم،فلانا لا يساوي فلسا،أي لا يساوي شيء،وكانوا يقولون كذلك فلانا لا يساوي شيء،،نصحا لأمة الاسلام.
    ويُروى عن الامام مالك عليه رحمة الله،قوله في بلديه محمد بن اسحاق،محمد بن اسحاق أنه كذاب،وهذا امام الدنيا في زمانه،امام دار الهجرة الامام مالك عليه رحمة الله.
    وكذا قال الامام أحمد عليه رحمة الله في الواقدي،وهو معروف بالكذب والوضع في الحديث،قال:الواقدي ركن من أركان الكذب.أي كذاب من درجة عالية، نصحا لأمة الاسلام.
    وبيانا لحال هؤلاء، حتى لا يغتر بهم من قد يأخذ شيئا عنهم،سواء مما يروونه أو مما يقولونه،ولهذا قال الامام أبو حاتم البُستي عليه رحمه الله،في كتابه المجروحين،مقررا لهذا الأصل عند أئمة الاسلام،"فهؤلاء أئمة المسلمين،وأهل الورع في الدين،أباحوا القدح في المحدثين،وبينوا الضعفاء والمتروكين،وأخبروا أن السكوت عنه ليس مما يحل.
    أن السكوت على هذا الأمر ،لا يحل لمن هذا حاله،أي لمن كان في أمة الاسلام اماما عالما قدوة داعية إلى الخير،من تمام دعوته إلى الخير،أن يُبين هذا الأمر،أن يُبين هذا الأصل، نصحا لأمة النبي عليه الصلاة والسلام،لا كما يدعيه المتهوكون،أن مثل هذا الكلام قد يفرق في الأمة،أو أن مثل هذا الكلام،ليس من الحكمة،بل إن عين الحكمة،وما فعله الأولون وساروا عليه،وقرروه وأصلوه،هو الحكمة بعينها،هو الحكمة بعينها التي أُمرنا بها،أن نعمل بها وأن نسير على مقتضاها،اتباعا لهدي سلف هذه الأمة الكرام،رحمة الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين.

    ومادام أن هذا أصل من الأصول ينبغي أن يُعلم،سار عليه الأولون،فحفظوا لأجل هذا دينهم،وهدي نبيهم عليه الصلاة والسلام،قاموا بالواجب الذي أُنيط بهم،ولما كان أهل الباطل يزيدون ولا ينقصون،مصداقا لقول نبينا الكريم:ما من عام إلا والذي بعده شر منه.
    والشر في هذه الأمة،إذا كثُر الباطل فيها،وتربع أهل الضلال على عروش أهلها،وهذا هو الحال،أهل الضلال من أهل الكفر والإلحاد،ومن أهل البدع والأهواء،تربعوا على عروش وسائل الإعلام،يتكلمون بما شاءوا،بل يتكلمون بالكفر الصريح البواح، ويظهر أحدهم على الشاشات،ليعلن ردته وكفره عن دين الله تبارك وتعالى،ليعلن أنه لا يؤمن بالله ولا بنبيه،وهذا في اذاعة وقناة وطنية،يسمعها مسلمو هذا البلد جميعا،ولا رادع له ولا مُعاقب ،ولو أن أحدهم تكلم في غير هذا،لتعرض للويلات والعقوبات،التي لا يعلم شرها إلا الله تبارك وتعالى.
    إخوة الإيمان،إن أهل الباطل والضلال،ينشطون عبر مثل هذه الوسائل،ترويجا لباطلهم،فاعلموا إذا أن من هذه الدور التي تشارك في مثل هذه المعارض،دور تدعو إلى بدعها وضلالاتها،دور تروج لكتب التشيع،أو لكتب التصوف،أو لكتب الاعتزال،أو للكتب الأخرى التي تدعو إلى خلاف دعوة أهل الحق،وهذا موجود مُعاين قد لاحظه الكثير،ممن زار مثل هذه المعارض،أعواما سابقة،وسنوات ماضية،والواجب على المسئولين في هذا هذا الباب،أن تكون محاربتهم في مثل هذه التظاهرات،لكتب أهل الضلال والشر،لا أن يحاربوا كتب أهل السنة،وكتب العلماء الحق،الذين ما عرفوا إلا بالحق،في عقيدتهم وفي دعوتهم،وفي سائر شؤونهم،فالواجب على إخواننا جميعا،وأبنائنا ممن يريد الخير،أنه كم من مُريد للخير لا يدركه،عليك أن تكون على بصيرة ودراية، بما تنتقيه من الكتب وتقتنيه،أن تسأل عنها وتميز طيبها من خبيثها،وتفرق بين هذه الدور،وأن تعلم كذلك،أن في هذه الكتب،طبعات موثوق بها،طبعات شرعية وأخرى مزيفة غير شرعية، رديئة في مضمونها،فلا ينبغي لك أن تكون ممن يهتم بالكم لا بالكيف،أن تعلم عما تريد،أن تعلم الطبعات الطيبة،الطبعات الشرعية،الطبعات التي أثنى عليها العلماء،وبإمكانك معرفة ذلك،بالرجوع إلى الأكابر في هذا الباب،بسؤالهم أو بمراجعة كتبهم،وما بينوه وصنفوه في هذا الباب.
    هذه نصيحة أردت من خلالها أن أوجه إخواني لما ينفعهم،عند ربهم تبارك وتعالى،أن يحذروا الشر وأهله،خاصة في مثل هذه المناسبات،أن يبتعدوا عن هذه الدور التي تروج للباطل،ولأنواع المنكر،وأن يُقبلوا على الخير،على الكتاب النافع الذي يدعو للهدى،ويُبينه على طريقة أهله،وعليكم في هذا الباب كذلك أن تنصحوا إخوانكم،فمن وقف على مثل هذه الشرور عليه أن يُبينها،تحذيرا لأمة النبي عليه الصلاة والسلام.
    من أنواع الكفر والإلحاد خاصة في الكتب،التي تظهر أنها كتب أدبية، إلا أنها تدعو إلى الفجور والانحلال،من مثل كتب هذا الشقي، الذي أعلن كفره على وسائل الإعلام،أو من كتب أقرانه،ككتب نزار قباني،وما فيها من الكفر والردة عن دين الله تبارك وتعالى.
    من رأى منكم مثل هذا المنكر،أو الكتب التي تدعو إلى التشيع والرفض،والطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،فلينصح إخوانه بالوسائل المتاحة له،وهكذا ينبغي أن نكون أهل حسبة،ننصح لله ولكتابه ولرسوله،ولأئمة المسلمين وعامتهم،كما أمرنا بذلك نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
    نسأله تبارك وتعالى،أن يجنبا الفتن ما ظهر منها ما بطن،وأن يوفقنا للخير، وأن يعيننا عليه
    إنه جواد كريم.
    أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
    وسبحانك اللهم وبحمدك
    أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    انتهى
    تفريغ أم صهيب السلفية
    مصدر التفريغ

    http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=17360&highlight=%CE%D8%C8%C9+%CC% E3%DA%C9%2F%C7%E1%CA%F8%F3%CD%D0%ED%D1+%C7%E1%C8%C F%DA+%E6%C7%E1%D6%F8%F3%E1%C7%E1%2F+%E1%DD%D6%ED%E 1%C9+%C7%E1%D4%F8%F3%ED%CE+%C3%D2%E5%D1+%D3%E4%ED% DE%D1%C9+%CD%DD%D9%E5+%C7%E1%E1%E5+%C7%E1%E3%CD%D1 %E3+1437
    التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب الشاوية; الساعة 2017-10-24, 08:27 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا

    تعليق


    • #3
      واياك

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X