بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفريغ الجزء الأول من المحاضرة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).أما بعد:
فإن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار،أعاذني الله وإياكم من النار.أما بعد:
أيها الإخوة الأعزاء،حياكم الله وبياكم،وجعل الجنة متقلبكم ومثواكم،طبتم وطاب ممشاكم،وتبوأتم من الجنة مقعدا،نحمد الله جل وعلا ،حمد الشاكرين،الذي وفقنا ،ويسر أمورنا،وجمع بين قلوبنا وكلماتنا،أن إجتمعنا في هذه البلدة الطيبة المباركة،مع إخواننا في الله وأحبتنا فيه،الذين حملوا شعار إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم،يوم أن خالفها الناس،ونصروا النبي صلى الله عليه وسلم في أقوالهم،وأفعالهم،وعقائدهم،وظاهرهم،وباظنهم،يوم أن خالف النبي صلى الله عليه وسلم كثير من الناس،وأظهروا سنة النبي صلى الله عليه وسلم،فصارت ظاهرة بينةٍ،لا تخفى إلا عن عميان القلوب،يوم أن أخفى السنة الناس ،وإستحيا من السنة الناس،فهذه من أعظم النعم التي يمُن بها الله جل وعلا علينا،وقد جاء ابن رجب رحمه الله من أثر التابعي الجليل الإمام عامر الشعبي رحمه...الامام الأعمش رحمه الله،والذي خرج يوما يُشيع طلبة العلم وأهل الحديث،وأصحاب السنة والأثر،فلما أبعد عن منزله قالوا:يا إمام لقد أبعدت ،فقال:ويحكم أسكتوا والله لو وجدت خيرا منكم لمشيتهم ولكنكم أفضل الناس.
فأهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
فهم الذين لا يُعرفون بإسمٍ كأهل البدع و الأهواء و الضلالات،إلا بإسم واحد وهو السنة،وقد سُئل الإمام مالك رحمه الله عن معنى أهل السنة،فقال:هم الذين لا إسم لهم إلا السنة.
فهم الذين يعظمون سنة النبي صلى الله عليه وسلم،مُقتدين ومُقتفين أثر الصحابة رضي الله عنهم،الذين كانوا أشد الناس تعظيما لسنة النبي صلى الله عليه وسلم،فقد روى الإمام الطبري بإسناد صحيح عن مسروق بن الأجدع رحمه الله قال:كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم،قليل الصبر عليه فلاقاه الناس يوما وقد تغير لونه،فقيل له في ذلك او فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال:يا ثوبان ما غيرك ؟.فقال: يا رسول الله لقد تفكرت في الأمر،ووجدت أني إن دخلت الجنة فإني لا أكون معك في المنزلة لأنك تُرفع مع النبيين فخشيت أن لا أراك بعد مماتي أبدا،
فنزل قول الله جل وعلا سبحانه وتعالى :{ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ } سورة النساء.
فهم الذين يعظمون سنة النبي صلى الله عليه وسلم،مُقتدين ومُقتفين أثر الصحابة رضي الله عنهم،الذين كانوا أشد الناس تعظيما لسنة النبي صلى الله عليه وسلم،فقد روى الإمام الطبري بإسناد صحيح عن مسروق بن الأجدع رحمه الله قال:كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم،قليل الصبر عليه فلاقاه الناس يوما وقد تغير لونه،فقيل له في ذلك او فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال:يا ثوبان ما غيرك ؟.فقال: يا رسول الله لقد تفكرت في الأمر،ووجدت أني إن دخلت الجنة فإني لا أكون معك في المنزلة لأنك تُرفع مع النبيين فخشيت أن لا أراك بعد مماتي أبدا،
فنزل قول الله جل وعلا سبحانه وتعالى :{ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ } سورة النساء.
ألا فليعلم إخواننا و أحبابنا في الله جل وعلا،أن أعظم الفضل ،وخير النعم والمنن ،التي يمُن بها الله جل وعلا على عباده،أن يهديهم سواء السبيل،وأن يُوفقوا إلى ما خُذل عنه كثير من الناس،فهؤلاء الناس منهم من يعبد غير الله جل وعلا،ويدعوا غير الله جل وعلا ،وأنت تتنعم بعبادة الله وحده لا شريك له،وآخرين يطوفون بالقبور والأحجار و الأشجار،ويدعون غير الله جل وعلا الجبار،وأنت لا تعرف إلا عبادة الله جل وعلا،وثُلة أخرى يدعون أئمتهم من دون الله، و يعظمون أئمتهم تعظيما يرفعون به التعظيم عن تعظيم الله،وأنت لا تعرف إلا أن تُعظم الله جل وعلا و تُعظم نبيه صلى الله عليه وسلم،فهذه من النعم التي ينبغي للإنسان أن يحمد الله جل وعلا عليها.
فينبغي أيها الإخوة الكرام أن نعرف أن الصفات الحميدة التي يكون عليها أهل السنة ويتميزون بها عن غيرهم من الناس،لا يمكن أن تُؤخذ إلا مما جاء به ذلك النبي صلى الله عليه وسلم،ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم،حتى يتميز المحبون عن المدَعين.
والدعاوى ما لم يقيموا عليها بيناتٍ أبناؤها أدعياء
فكيف يتميز أهل السنة بصفاتهم وعقيدتهم وأخلاقهم،عن غيرهم من الناس؟
لا ينبغي معرفة ذلك إلا بالنظر إلى حالهم،وأفعالهم وأقوالهم،ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تعريف أهل السنة،قال:هم الذين يتبعون ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات وفي العبادات وفي الأخلاق قولاً وفعلاً.
والدعاوى ما لم يقيموا عليها بيناتٍ أبناؤها أدعياء
فكيف يتميز أهل السنة بصفاتهم وعقيدتهم وأخلاقهم،عن غيرهم من الناس؟
لا ينبغي معرفة ذلك إلا بالنظر إلى حالهم،وأفعالهم وأقوالهم،ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تعريف أهل السنة،قال:هم الذين يتبعون ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات وفي العبادات وفي الأخلاق قولاً وفعلاً.
هكذا يُعرف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بل هذا التعريف قد أطبق عليه أهل العلم،فقد ذكره مع شيخ الإسلام رحمه الله جمعٌ غفير،كالإمام (كلمة لم أفهمها) العكبري رحمه الله ،و الإمام البربهاري رحمه الله،وجميع من صنف وألف وكتب في باب السنة وصفات أهلها،أجمعوا على أن أهل السنة هم الذين استجابوا لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم،وعملوا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم،فهم الذين على خلاف المُدعين الذين يشهدون أن محمد رسول الله ولكنهم لا يطيعونه فيما أمر،ولا يصدقونه فيما أخبر،ولا يعبدون الله جل وعلا بما شرعه محمد صلى الله عليه وسلم،بل يعبدون الله على إتباع آبائهم وأجدادهم وعاداتهم وأعرافهم،على خلاف طبعا أهل السنة الذين استجابوا لله ولرسوله،و استجابوا لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم،فمن وجد في نفسه وعائلته وأسرته وحياته وعبادته وطاعته وعمله،أنه استجاب لدعوة محمد فليحمد الله جل علا.
وأن يجتهد أن يزيد هذا الطريق خيرا بعمله وطاعته،أما من نظر في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به فوجد نفسه متنكبا عن الصراط يقول ما لا يفعل ،ولا يوافق قوله فعله،فليتق الله جل وعلا سبحانه وتعالى.فإن الكذب كل الكذب، ولا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإدعاء الإنتماء، و الإنتساب للسنة وصاحبها مخالف لها.
ولنا أيها الإخوة مثال عظيم،نتناوله اليوم في هذه المحاضرة الطيبة مع إخواننا، في دعوة محمد صلى الله عليه وسلم،وبما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم،ثم بعد ذلك فلينظر أحدنا هل استجاب لدعوة محمد في أقواله و أفعاله وظاهره وباظنه؟ أم أنه كلام يقوله ثم بعد ذلك يكون عليه حجة يوم القيامة،فقد كان عروة بن الزبير رضي الله عنه ورحمه،يأتي إلى عائشة رضي الله عنها فيقول: يا أم المؤمنين علميني حديث من السنة.فتقول: يا عروة هل علمت بما تعلمت؟
فيقول:يا أماه إنه العلم،أريد أن أتعلم و أستزيد من السنة وأحفظ السنة،
فتقول له: يا عروة لا تُكثر حجج الله جل وعلا عليك.
فكثير منا يُكثر حجج الله جل وعلا عليه،بتركه العمل وتركه موافقة ما يتعلم أن يعمل وأن يُطبق،فلينظر أحدنا الى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
هل أخلاقنا موافقة لما جاء به ؟ و اعتقادنا قبل ذلك وعَملُنا؟ أم هي الدعاوى.
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي،لما اشتد الأذى على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،ولقوا في سبيل الله جل وعلا ما لقوا،وكان النبي صلى الله عليه وسلم يراهم يُعذبون،ولا يزيد على أن يقول :صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة .فلما اشتد الأذى بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي،وجعل عليهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه،فلما دخلوا على النجاشي سجد أعداء الإسلام،الذين جاؤوا خلفهم يريدون أن يطمسوا دعوتهم،وأن يحاربوا دينهم،فسجدوا إرضاء للنجاشي ومن معه.
قال عبد الله بن مسعود: أما نحن فلم يسجد منا أحد ،فلما رفعوا رؤوسهم أراد أعداء الإسلام وهذه شُبهاتهم ، التي لا يكاد زمن أن.لا. أن.لا يكاد وقت من الأوقات، ألا أن تكون هذه الشبهات تُلقى، من أعداء الإسلام والسنة
فقالوا للنجاشي ألا ترى إلى هؤلاء ؟ لا يعظمونك.
وإنما فعلهم هذا يريدون به الإساءة إليك،فسألهم النجاشي وقال لهم
لماذا لم تسجدوا كما سجد هؤلاء ؟
فقال الصحابة وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه .
فقال:أيها الملك إنّا لا نسجد إلا لله جل وعلا.هذه من أعظم مميزات الذين يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم،ومن أعظم صفاتهم التي يتصفون بها،مخالفة لكثير من يدعي الإسلام،وهو يعبد غير الله جل وعلا.
فقالوا هذه الكلمة العظيمة.قالوا : إنا لا نسجد إلا لله سبحانه وتعالى.
فمن الذي علمهم هذا الأمر ؟ ومن أين أخذوا هذا ؟ حتى يقومون في موقف عظيم وحدهم.شوف.الرجل من أهل السنة الذي يتبع النبي صلى الله عليه وسلم،الرجل الذي يكون على الحق لا يغره كثرة المخالفين،الذين يكونون على الباطل،بل ترى الرجل من أهل السنة لا يتلون ولا يتغير، ولا يتبدل ولا يتزلزل في أعظم المواقف.
ولهذا يذكر العلماء أن هذه من أعظم صفات أهل السنة ومميزاتهم وخصائصهم،أنهم لا يتلونون بل يحاربون التلون في الدين.
أنت تقول كلمة الحق التي تعتقدها أمام الأمير، و المأمور و أمام الصغير و الكبير،وأمام الرئيس و الوزير،وتقول كلمة الحق في بيتك وفي عملك ومع جيرانك لا تتلون.
ليس كأهل البدع والأهواء والضلالات ،الذين يبيعون دينهم بعرضٍ من الدنيا قليل.
اليوم راهو يقول لا نسجد إلا لله،غدوة يلقى الذين يسجدون لغير الله عز وجل، وفي ذلك مطامعهم الدنيوية،فتراه يترك ويخالف ما كان يأمر الناس به.
ولهذا كان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه،كان يقول،وهذه الكلمة تلقفها عنه الكثير من السلف،باش يبينوا منهج أهل السنة و الجماعة وصفاتهم ومميزاتهم وأخلاقهم،وأن كلمتهم كلمة واحدة،عند الرضا والخوف،عند الفرح والحزن،وأمام من يحبون ويكرهون،هذا إلي نعانيو منو الآن،وهذا الذي،هذا المرض العضال والداء المتنقل،وهو التنقل في دين الله عز وجل،أمام أهل السنة، رجل من أهل السنة،يحب علماؤهم ويعظمهم،ويذكرهم بخير،وإذا انقلب إلى سفهائه،وانقلب إلى شياطينه،قال:إنا معكم إنما نحن مستهزئون،السلف الصالح كانوا يكرهون كما قال :إبراهيم التيمي رحمه الله.قال:كانوا يكرهون التلون في الدين،وكانوا يكرهون التنقل في الدين.
وقد جاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله.وقال:يا إمام أرأيت إن ناظرتك
وغلبتك.أو قال له مالك. قال الرجل للإمام مالك لقد جئت لأناظرك.فقال الله مالك رحمه الله:أرأيت لو غلبتك؟
قال:أتبعك يا إمام.
قال:أرأيت لو غلبتني؟
قال: تتبعني يا إمام
قال:أرأيت لو جاء ثالث فغلبنا؟
قال:نتبعه.
فقال الإمام مالك رحمه الله:أنت شاكٌ في دينك ولستُ شاكاً في ديني.
هكذا السلف رحمهم الله أخذوا هذا الاعتقادات، وهذا العمل وهذا الكلام العظيم من قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي كان يقول: الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى فإن دين الله واحد.
إياك والتلون ،اليوم ضد المظاهرات ،وضد الإضرابات ،وضد الفوضى،وغدا يجدون فيها شيئا من الدنيا فيغيرون فتاواهم، ويغيرون كلامهم,اليوم يحاربوا في السياسة وأهلها، غدوة تجدهم أول الناس انبطاحا أمام السياسة وأهلها.
ولهذا هذه من أعظم الصفات،هذا المنهج يا إخواني منهج السلف الصالح
هذا منهج الرجولة ومنهج الفحولة ، وقد كانوا يستحقون الرجل أن يكون على الرجولة وأن يكون على الفحولة،ويكرهون المتنقل في دينه المتلاعب بدينه،فهذه موقف وهذه صور من الصور العظيمة.
فيقول:يا أماه إنه العلم،أريد أن أتعلم و أستزيد من السنة وأحفظ السنة،
فتقول له: يا عروة لا تُكثر حجج الله جل وعلا عليك.
فكثير منا يُكثر حجج الله جل وعلا عليه،بتركه العمل وتركه موافقة ما يتعلم أن يعمل وأن يُطبق،فلينظر أحدنا الى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
هل أخلاقنا موافقة لما جاء به ؟ و اعتقادنا قبل ذلك وعَملُنا؟ أم هي الدعاوى.
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي،لما اشتد الأذى على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،ولقوا في سبيل الله جل وعلا ما لقوا،وكان النبي صلى الله عليه وسلم يراهم يُعذبون،ولا يزيد على أن يقول :صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة .فلما اشتد الأذى بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي،وجعل عليهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه،فلما دخلوا على النجاشي سجد أعداء الإسلام،الذين جاؤوا خلفهم يريدون أن يطمسوا دعوتهم،وأن يحاربوا دينهم،فسجدوا إرضاء للنجاشي ومن معه.
قال عبد الله بن مسعود: أما نحن فلم يسجد منا أحد ،فلما رفعوا رؤوسهم أراد أعداء الإسلام وهذه شُبهاتهم ، التي لا يكاد زمن أن.لا. أن.لا يكاد وقت من الأوقات، ألا أن تكون هذه الشبهات تُلقى، من أعداء الإسلام والسنة
فقالوا للنجاشي ألا ترى إلى هؤلاء ؟ لا يعظمونك.
وإنما فعلهم هذا يريدون به الإساءة إليك،فسألهم النجاشي وقال لهم
لماذا لم تسجدوا كما سجد هؤلاء ؟
فقال الصحابة وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه .
فقال:أيها الملك إنّا لا نسجد إلا لله جل وعلا.هذه من أعظم مميزات الذين يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم،ومن أعظم صفاتهم التي يتصفون بها،مخالفة لكثير من يدعي الإسلام،وهو يعبد غير الله جل وعلا.
فقالوا هذه الكلمة العظيمة.قالوا : إنا لا نسجد إلا لله سبحانه وتعالى.
فمن الذي علمهم هذا الأمر ؟ ومن أين أخذوا هذا ؟ حتى يقومون في موقف عظيم وحدهم.شوف.الرجل من أهل السنة الذي يتبع النبي صلى الله عليه وسلم،الرجل الذي يكون على الحق لا يغره كثرة المخالفين،الذين يكونون على الباطل،بل ترى الرجل من أهل السنة لا يتلون ولا يتغير، ولا يتبدل ولا يتزلزل في أعظم المواقف.
ولهذا يذكر العلماء أن هذه من أعظم صفات أهل السنة ومميزاتهم وخصائصهم،أنهم لا يتلونون بل يحاربون التلون في الدين.
أنت تقول كلمة الحق التي تعتقدها أمام الأمير، و المأمور و أمام الصغير و الكبير،وأمام الرئيس و الوزير،وتقول كلمة الحق في بيتك وفي عملك ومع جيرانك لا تتلون.
ليس كأهل البدع والأهواء والضلالات ،الذين يبيعون دينهم بعرضٍ من الدنيا قليل.
اليوم راهو يقول لا نسجد إلا لله،غدوة يلقى الذين يسجدون لغير الله عز وجل، وفي ذلك مطامعهم الدنيوية،فتراه يترك ويخالف ما كان يأمر الناس به.
ولهذا كان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه،كان يقول،وهذه الكلمة تلقفها عنه الكثير من السلف،باش يبينوا منهج أهل السنة و الجماعة وصفاتهم ومميزاتهم وأخلاقهم،وأن كلمتهم كلمة واحدة،عند الرضا والخوف،عند الفرح والحزن،وأمام من يحبون ويكرهون،هذا إلي نعانيو منو الآن،وهذا الذي،هذا المرض العضال والداء المتنقل،وهو التنقل في دين الله عز وجل،أمام أهل السنة، رجل من أهل السنة،يحب علماؤهم ويعظمهم،ويذكرهم بخير،وإذا انقلب إلى سفهائه،وانقلب إلى شياطينه،قال:إنا معكم إنما نحن مستهزئون،السلف الصالح كانوا يكرهون كما قال :إبراهيم التيمي رحمه الله.قال:كانوا يكرهون التلون في الدين،وكانوا يكرهون التنقل في الدين.
وقد جاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله.وقال:يا إمام أرأيت إن ناظرتك
وغلبتك.أو قال له مالك. قال الرجل للإمام مالك لقد جئت لأناظرك.فقال الله مالك رحمه الله:أرأيت لو غلبتك؟
قال:أتبعك يا إمام.
قال:أرأيت لو غلبتني؟
قال: تتبعني يا إمام
قال:أرأيت لو جاء ثالث فغلبنا؟
قال:نتبعه.
فقال الإمام مالك رحمه الله:أنت شاكٌ في دينك ولستُ شاكاً في ديني.
هكذا السلف رحمهم الله أخذوا هذا الاعتقادات، وهذا العمل وهذا الكلام العظيم من قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي كان يقول: الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى فإن دين الله واحد.
إياك والتلون ،اليوم ضد المظاهرات ،وضد الإضرابات ،وضد الفوضى،وغدا يجدون فيها شيئا من الدنيا فيغيرون فتاواهم، ويغيرون كلامهم,اليوم يحاربوا في السياسة وأهلها، غدوة تجدهم أول الناس انبطاحا أمام السياسة وأهلها.
ولهذا هذه من أعظم الصفات،هذا المنهج يا إخواني منهج السلف الصالح
هذا منهج الرجولة ومنهج الفحولة ، وقد كانوا يستحقون الرجل أن يكون على الرجولة وأن يكون على الفحولة،ويكرهون المتنقل في دينه المتلاعب بدينه،فهذه موقف وهذه صور من الصور العظيمة.
إنت اليوم أيها الأخ الكريم في هذه الحال، تلقى ما تلقى من المواقف وتلقى ما تلقى من الأعداء،وتلقى كثير من المتغيرين والمتبدلين والمتلونين الذين يبيعون دينهم بعرضٍ من الدنيا قليل،إذا أردت أن تكون رجل من أهل السنة،فإن من أعظم صفاتهم أنهم ثابتون على الحق،ثابتون على المنهج الحق.
الشيء الذي يعتقدونه يقولونه سرا وجهرا،بل من أعظم مميزات وصفات أهل السنة أنهم ليس عندهم شيئا في العلن وآخر في السر،بل يحاربون هذه السرية،والجلسات السرية والقعدات السرية التي هي من مميزات وصفات من ؟ أهل البدع والأهواء والضلالات، الذين إذا لقوا الناس قالوا قولا و إذا خلو بشياطينهم و أعوانهم و اسلاحهم و أتباعهم غيروا القول .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه بحديث صححه العلامة الألباني رحمه الله،أن رجلا جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال:يا رسول الله أوصني.أعطيني وصية نافعة أنتفع بها ،فقال له كان النبي صلى الله عليه وسلم: اذكر الله عند كل شجر .ذكر الله سبحانه وتعالى حياة القلوب والرجل إذا ترك ذكر الله عز وجل مات قلبه،مات قلبه،حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربه، مثلُ الحي والميت.اذكر الله عند كل حجر وشجر،وعليك بالعلانية وإياك والسر.
الوصية هذا منهج من صلب منهج أهل السنة والجماعة،أنهم ليس عندهم جلسات سرية،ولا يختفون دون الناس،ليس عندهم لقاءات دون الناس.لا.
لأنهم فيهم صفة الرجولة والفحولة ولا تنفك عنهم ،فإن كلامهم في العلن هو كلامهم في السر،وإذا رأيت كما كان الفُضيل رحمه الله يقول:إذا رأيت القوم يتناجون دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة،إذا لقيت ناس يهربوا على الناس, يجتمعون دون الناس,ويختفون عن الناس،ولا يخالطون الناس،ولا يتكلمون مع الناس وعندهم لقاءات سرية فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة.
لأن أهل السنة من صفاتهم ومميزاتهم،سواء في أخلاقهم أو عقيدتهم،أو عملهم أو عباداتهم،من أعظم مميزاتهم الوضوح والبعد عن الشبهات.
و النبي صلى الله عليه وسلم يقول:< ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام>.
فهذا أول موقف من مواقف أهل السنة، ومواقف أهل السنة على مر التاريخ هذه مواقف معروفة،كان الإمام الهروي رحمه الله،وهو شيخ إبن القيم رحمه الله كان يقول:عُرضت على السيف ستة مرات أُوضع يوضع رأسي على النطع ويؤتى بالسيف ويُراد أن يُقطع رأسي فلا يُقال لي ارجع عن مذهبك ولكن يُقال لي اسكت فلا اسكت.
لا يغيرون ولا يبدلون ولا ينظرون إلى الأحوال،ليس كأهل البدع ،يسألوا السائل يا شيخ ما تقول في كذا؟فيقول في أي مذهب أنت ؟ في أي مذهب أنت ؟
فيتغيرون ويتلونون ويتبدلون،فتراهم همهم إرضاء الناس،وهمهم أن يسكت عنهم الناس.
لا يغيرون ولا يبدلون ولا ينظرون إلى الأحوال،ليس كأهل البدع ،يسألوا السائل يا شيخ ما تقول في كذا؟فيقول في أي مذهب أنت ؟ في أي مذهب أنت ؟
فيتغيرون ويتلونون ويتبدلون،فتراهم همهم إرضاء الناس،وهمهم أن يسكت عنهم الناس.
يتبع
تعليق