جزاك الله خيرا أخي الفاضل ندير
و عذرا على التّطفّل ، فإنّ سؤالك موجّه خبراء اللغة العربية الفصحى ، و لستُ منهم
و لكن أحببتُ أن أفيدَ بما استفدته بعد بحث مختصر خفيف ، كان ثمرة لسؤالك هذا .
يقولون عندنا : فعل كذا و كذا زكارة
و مقصودهم أنّه دفعه الحنق إلى فعل هذا الفعل . أو فعله على سبيل العمد و هو مُمتلئٌ غيضاً(أو هذا على الأقل ما أعرفه من معناها في جهتنا الجنوب الغربي خصوصا و الجنوب عموما)
و نقول في عامّيّتنا أيضا هذه القصعة مُزَكَّرة ( أي مملوءة) و نقول أيضا : زَكَّر هذا الإناء (أي املأه) و هي فصيحة ـ و لم أكن أعرف ذلك قبل السّاعة ـ
و مما وجدت في هذا اللفظ :
ز ك ر : الزُّكْرَةُ بالضم زقيق للشراب و تَزَكَّرَ بطن الصبي امتلأ و زكَرِيّا فيه ثلاث لغات المد والقصر وحذف الألف فإن مددت أو قصرت لم تصرف وإن حذفت الألف صرفت
المعجم:*مختار الصحاح
زَكَرَ الإناءَ زَكَرَ ُ زَكْزًا : مَلأَهُ .
المعجم:*المعجم الوسيط
زَكَرَ الإِناءَ : مَلأَهُ .
وزَكَّرْتُ السَّقاء تَزْكِيراً وزَكَّتُّهُ تَزْكِيتاً إِذا ملأْته .
والزُّكْرَةُ : وعاء من أَدَمٍ ، وفي المحكم : زِقٌّ يجعل فيه شراب أَو خل .
وقال أَبو حنيفة : الزُّكْرَةُ الزِّقُّ الصغير .
الجوهري : الزُّكرة ، بالضم ، زُقَيْقٌ للشراب .
وتَزَكَّرَ الشرابُ : اجتمع .
وتَزَكَّرَ بطنُ الصبي : عَظُمَ وحَسُنَتْ حاله .
وتَزَكَّرَ بطنُ الصبي : امتلأَ .
المعجم:*لسان العرب
(من موقع المعاني لكل رسم معنى)
و ها هو الرابط للصفحة التي استفدت منها ذلك : اضغط هنا
و قد يكون أصل الزكارة بمعناها الدّارج اليوم ، مستعار من الامتلاء بالغيظ و الحنق و الإحن ، كما يقال وَغِرَ صدرُه عليه يَوْغَرُ وَغَراً ووَغَر يَغِرُ إِذا امتلأَ غيظاً وحقداً ، وقيل : هو أَن يحترق من شدة الغيظ (لسان العرب) .
فحذفوا الغيظ و الحنق و أبقوا على لازمه و هو الزكارة (الامتلاء) للدّلالة عليه . كقولهم (العرب) في التّخمة : الامتلاء و في احتباس البول : الحصر . و الله أعلم
هذا أدّى إليه هذا البحث المختصر ، و الذي أفادنيه سؤالك هذا ، فبارك الله فيك و زادك حرصا على العلم
و الله أعلم
أحاول الجواب حتى يسعفنا الخبراء حقا.ابتسامة.
أولا : لعل الأصح قولك الفصحى وليس الفصحة ،والله أعلم.
ثانيا :ربما كلمة زكارة يقابلها في الفصيح "نِكَايَة"،زكارة فيهم أي نكاية بهم.والله أعلم أخي.
وقد يكون معناها مشتقا من الزعارة بالتخفيف ، اي شراسة وسوء خلق ، وقالوا زعر الخُلق ، والزعرور سيء الخلق ، والعامة تقول : رجلٌ زَعرٌ
ولعل الكلمة قد نالها من التحريف ما صرفها عن لفظها الصحيح من الزعارة إلى الزكارة ، أو يكون مأخوذة من لكنة الأتراك فحرفت العين إلى الكاف ، وقولهم زعارة فيك أي شراسة وسوء خلق لك لا لغيرك ، أي لا أفعل هذا الخلق السيء إلا معك لأنك تستحقه وهذا أشبه عندي من القول الأول المشتق من مادة (ز ك ر) والله أعلم
زكارة سواء كانت فصيحة أو غير ذلك فإن لك في لفظتي : النكاية و الإغاظة متصرفا جيدا , إذ هي بمعناهما جزمًا كما هو معروف من استعمالها العامي .
و ما ذكره الأخ أبو عاصم قريب في المأخذ , إذ لا يغيظ المرءُ المرءَ إلا عن امتلاء غيض و حنق , و بوركتم على الفوائد
,,,,,,,,,,,,,,,,و كما قال الأخ أبو علي , هذه محاولتي حتى يسعفنا الخبراء
تعليق