إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما للبصرة و اللّوب ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما للبصرة و اللّوب ؟

    قال الحافظ أبو أحمد الحسن بن عبد الله ابن سعيد العسكري اللغوي رحمه الله تعالى : اُخْبرنَي أبي حدثنا عَسَل بن ذكْوَان عَن الرِّياشي قَالَ توفّي ابْنٌ لبَعض المهالبة فَأَتَاهُ شبيب بن شيبَة الْمنْقري يعزيه و عِنْده بكر بن حبيب السمهمي ، فَقَالَ : شبيب بلغنَا أَن الطِّفْل لَا يزَال مُحْبَنْظِيًا على بَاب الْجنَّة يشفع لأبويه . فَقَالَ بكر بن حبيب : إنّما هُوَ محبنطئٌ بِالطَّاءِ . فَقَالَ شبيب : « أتقول لي هَذَا وَمَا بَين لابتيها افصح مني » . فَقَالَ بكر : وَ هَذَا خطأ ثَان ، مَا لِلْبَصْرَةِ واللُّوب ؟ لَعَلَّك غَرَّك قَوْلهم : مَا بَين لابتي الْمَدِينَة ، يُرِيدُونَ الْحرَّة .قال الشيخ : والحرّة أرْض تركبها حِجَارَة سود وَهِي اللابة ، و َجَمعهَا لابات ، فَإِذا كثرت فَهِيَ اللوب ، وللمدينة لابتان من جانبيها وَلَيْسَ لِلْبَصْرَةِ لابةٌ وَلَا حرَّة
    و أمّا قوله مُحْبَنْطِئٌ ، فقال أبو عبيد : المُحْبَنْطِي بغير همز : هو المُتَغضِّب المستبطيء للشيء ، و المُحبنطئُ بالهمز : هو العظيم البطن المنتفخ
    ( تصحيفات المحدثين لأبي أحمد العسكري ص:28/30 )

    جاء في شرح لا مية الأفعال لابن الناظم بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك ص:78
    في باب أبنية الفعل المزيد فيه ، البيت الثالث و الثلاثين من المنظومة قول الناظم :
    و احْبَنْطَأَ ، احْوَنْصَلَ ، اسْلَنْقَى ، تَمَسْكَنَ ، سَلْـ ............ ــقَى ، قَلْنَسَتْ ، جَوْرَبَتْ ، هَرْوَلْتُ مُرْتَحِلَا
    و منها : افْعَنْلَأَ ، نحو : احبنطأ الرجل بمعنى : حَبِطَ : أي عظم بطنه

  • #2
    جميلة معبّرة
    بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك و أحسن إليك أبا عمر

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخي أبا عاصم ولي ملاحظة على إعتراض بكر بن حبيب على صاحبه شبيب في ضرب المثال ، فإن اعتراض بكر من باب التخطئة في المناسبة بين البصرة واللوب ، وإن كان ذلك إستعارة للمثال المشهور ، كما يقال كثيرا في بلادنا وغيرها أهل مكة أدرى بشعابها فهذا مثل يستعار في ما يشتبه من الأمور وقس على ذلك ، وقول شبيب يتخرج على هذا المذهب فلا شناعة عليه وقد علم أن المثال المضروب كلمة مشهورة من أحد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وقصته محكية في الصحاح ،يبقى أصل التخطئة في قولهم محبظيا بالظاء ومحبطيا بالطاء فهذا يدخل في باب التصحيف وما أكثره والصواب مع من بيّن وصحح لا مع من أنكر وأجحف والله الموفق

        تعليق


        • #5
          و فيك بارك الرحمن أخي عبد الباسط
          ممّا ظهر لي ـ و الله تعالى أعلم ـ :
          أن تصحيف لفظ محبنطيا و قع أوّلا (أي قبل استعارة المثال) ، و بكر بن حبيب صحّح اللفظ و وجّه إلى الصّواب ، لكنّ شبيبا أنكر و أبى الرّجوع إلى الحقّ ، بل بالغ في الانكار و في الرّكون إلى نفسه و الإعجاب برأيه فقال : « أتقول لي هَذَا وَمَا بَين لابتيها افصح مني » .
          و هذا الصّنيع يدعو خصمه للرّدّ عليه و تعريفه قدر نفسه ـ إذ ردّ الحق بمثل هذا الادّعاء ـ فقال له بكر : مَا لِلْبَصْرَةِ واللُّوب ؟ ... و المقصود لو كنت فصيحا و لغتك صحيحة ، لعلمت أنّ اللّابة هي الحرّة والحرّة أرْض تركبها حِجَارَة سود ، و هذا الوصف ليس عليه شيء من أرض البصرة ، و الفصيح لا يصحّ منه وصف البصرة بهذا .
          نعم لو كان الجوّ في هذا المجلس خلِيًّا من الإنكار و الإعجاب بالرأي ، لأمكن أن يقال أنه استعارة تنزُّلا و حملا على أحسن المحامل ، أما و الأمر كما ذكر ، مقرونا بذكر الفصاحة و الإزراء بالغير ، فقد أعطى شبيب خصمه و مناظره سببا يُدخل عليه منه الخطأ و الوهم ، و هذا بذاك .
          و لهذا لم يُحر شبيب جوابا و انقطع في الجدال .
          و مما يُعكّر على كونها استعارة للمثال ، أنّ قولهم : أهل مكة أدرى بشعابها ، يحمل معنى صحيحا و لو تمثل به من يعيش في غيرها ، إذ معناه كما أن أهل مكة أعلم بشعابها فنحن أعلم بشعاب بلدنا أو أعلم بمسائل فنّنا و غوامضه و غير ذلك . لكن هب أن أحدا يقول لك أهل مكة أعلم بغاباتها أو أعلم ببحارها ، فإنّه لا يصّح و لا يستساغ ، إذ أنّ مكّة لا غابات لها و لا بحار ، و مثلها البصرة لا لابات لها ، و بخاصة أنّه قصد نفسه في المثال و أدخلها فيه فقال : مَا بَين لابتيها افصح مني . فهو يقصد البصرة ، لكنه دلّل على البصرة بما لا يدلّ عليها ، و معلوم أن الاستعارة تشبيه في الأصل
          و العلم عند الله و هو أعلم بالصّواب
          جزاك الله على التعليق و الفائدة
          التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي; الساعة 2017-05-08, 12:21 PM.

          تعليق


          • #6
            جزاكما الله خيرا
            أما عبد الباسط فعلى ملاحظته - و التي كانت بسبب اشتباه الاستعمالين -
            و أما أبو عاصم فعلى تعليقه المفيد
            بارك الله فيكما

            تعليق


            • #7
              و إياك أخي أبا عمر ، و بارك الله فيك على التعليق

              تعليق

              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
              يعمل...
              X