أثر الذكر عند النوم في قوة البدن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد أخرج الشيخان واللفظ للبخاري عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلَام شَكَتْ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنْ الرَّحَى فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ قَالَ فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ أَقُومُ.
فَقَالَ: ((مَكَانَكِ)).
فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي.
فَقَالَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ)).
قال ابنُ القيم في ((الوابل الصيب)): ((من داوم على ذلك وجد قوة في يومه مغنية عن خادم)) اهـ.
وقال أيضاً :((قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: بلغنا أنه من حافظ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل)) اهـ.
وقال ابن القيِّم رحمه الله في ((الوابل الصيِّب)) أثناء عدِّه لفوائد الذكر :((الحادية والستون: أن الذكرَ يعطي الذاكرَ قوةً حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه! وقد شاهدتُ من قوةِ شيخ الإسلام ابن تيمية في سنَنِه، وكلامه، وإقدامه، وكتابه أمراً عجيباً فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعةٍ وأكثر، وقد شاهد العسكرُ من قوته في الحرب أمراً عظيماً)) اهـ.
وقال العيني رحمه الله ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)): ((وجه الخيرية إما أن يراد به أنه يتعلق بالآخرة والخادم بالدنيا والآخرة خير وأبقى وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طلبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم)) اهـ.
وقال أيضاً :(قوله: ((خير)) قيل لا شك أن للتسبيح ونحوه ثواباً عظيماً لكن كيف يكون خيرا بالنسبة إلى مطلوبها وهو الاستخدام ؟
وأجيب لعل الله تعالى يعطي للمسبح قوة يقدر بها على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليه أو يسهل الأمور عليه بحيث يكون فعل ذلك بنفسه أسهل عليه من أمر الخادم بذلك أو أن معناه أن نفع التسبيح في الآخرة ونفع الخادم في الدنيا والآخرة خير وأبقى)) اهـ.
وقال القاري رحمه الله في ((مرقاة المفاتيح)):(وكأن قراءة هذه الأذكار عند المنام تزيل تعب خدمة النهار والآلام )) اهـ.
وقال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله في ((فقه الأدعية والأذكار)): ((ثمَّ إنَّ أهلَ العلم قد استدلُّوا بهذا الحديث على أنَّ من فضائل الذِّكر وفوائدِه العظيمة أنَّه يعطي الذَّاكرَ قوَّةً في بدنه وصحَّته ونشاطه وهمَّته))اهـ.
فسبحان الله الذي جعل في الأذكار غداء للروح والجسم.
هذا ما تم جمعه، وبالله التوفيق، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
جمع
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 13 رمضان سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 18 يوليو سنة 2016 م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد أخرج الشيخان واللفظ للبخاري عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلَام شَكَتْ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنْ الرَّحَى فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ قَالَ فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ أَقُومُ.
فَقَالَ: ((مَكَانَكِ)).
فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي.
فَقَالَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ)).
قال ابنُ القيم في ((الوابل الصيب)): ((من داوم على ذلك وجد قوة في يومه مغنية عن خادم)) اهـ.
وقال أيضاً :((قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: بلغنا أنه من حافظ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل)) اهـ.
وقال ابن القيِّم رحمه الله في ((الوابل الصيِّب)) أثناء عدِّه لفوائد الذكر :((الحادية والستون: أن الذكرَ يعطي الذاكرَ قوةً حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه! وقد شاهدتُ من قوةِ شيخ الإسلام ابن تيمية في سنَنِه، وكلامه، وإقدامه، وكتابه أمراً عجيباً فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعةٍ وأكثر، وقد شاهد العسكرُ من قوته في الحرب أمراً عظيماً)) اهـ.
وقال العيني رحمه الله ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)): ((وجه الخيرية إما أن يراد به أنه يتعلق بالآخرة والخادم بالدنيا والآخرة خير وأبقى وإما أن يراد بالنسبة إلى ما طلبته بأن يحصل لها بسبب هذه الأذكار قوة تقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم)) اهـ.
وقال أيضاً :(قوله: ((خير)) قيل لا شك أن للتسبيح ونحوه ثواباً عظيماً لكن كيف يكون خيرا بالنسبة إلى مطلوبها وهو الاستخدام ؟
وأجيب لعل الله تعالى يعطي للمسبح قوة يقدر بها على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم عليه أو يسهل الأمور عليه بحيث يكون فعل ذلك بنفسه أسهل عليه من أمر الخادم بذلك أو أن معناه أن نفع التسبيح في الآخرة ونفع الخادم في الدنيا والآخرة خير وأبقى)) اهـ.
وقال القاري رحمه الله في ((مرقاة المفاتيح)):(وكأن قراءة هذه الأذكار عند المنام تزيل تعب خدمة النهار والآلام )) اهـ.
وقال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله في ((فقه الأدعية والأذكار)): ((ثمَّ إنَّ أهلَ العلم قد استدلُّوا بهذا الحديث على أنَّ من فضائل الذِّكر وفوائدِه العظيمة أنَّه يعطي الذَّاكرَ قوَّةً في بدنه وصحَّته ونشاطه وهمَّته))اهـ.
فسبحان الله الذي جعل في الأذكار غداء للروح والجسم.
هذا ما تم جمعه، وبالله التوفيق، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
جمع
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 13 رمضان سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 18 يوليو سنة 2016 م
تعليق