ضعف قول كثير من المفسرين أن الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها مؤمن أو نبي من الأنبياء أو عزير عليه السلام من ثلاثة أوجه.
قال السعدي رحمه الله في قوله تعالى: «أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها ...»(البقرة:259):
والظاهر من سياق الآية أن هذا رجل منكر للبعث أراد الله به خيرا، وأن يجعله آية ودليلا للناس لثلاثة أوجه:
أحدها: قوله ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها ) ولو كان نبيا أو عبدا صالحا لم يقل ذلك،
والثاني: أن الله أراه آية في طعامه وشرابه وحماره ونفسه ليراه بعينه فيقر بما أنكره، ولم يذكر في الآية أن القرية المذكورة عمرت وعادت إلى حالتها، ولا في السياق ما يدل على ذلك، ولا في ذلك كثير فائدة، ما الفائدة الدالة على إحياء الله للموتى في قرية خربت ثم رجع إليها أهلها أو غيرهم فعمروها؟! وإنما الدليل الحقيقي في إحيائه وإحياء حماره وإبقاء طعامه وشرابه بحاله،
والثالث: في قوله: ( فلما تبين له ) أي: تبين له أمر كان يجهله ويخفى عليه، فعلم بذلك صحة ما ذكرناه، والله أعلم.
تعليق