إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجَمْعُ بَيْنَ الَنهْي عَن تَعْليق الُدعَاء بالمَشيئَة وَ قَوله عَلَيه الصَلاَةُ وَ السَلَامُ "طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللهُ"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجَمْعُ بَيْنَ الَنهْي عَن تَعْليق الُدعَاء بالمَشيئَة وَ قَوله عَلَيه الصَلاَةُ وَ السَلَامُ "طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللهُ"

    <بسملة1>



    الحمد لله وحده لا شريك له إقرار به و توحيدا . و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما مزيدا . أما بعد :

    قال الإمام ابن القيم <رحمه الله> : "فصلوات الله وسلامه على مَن يصدّق كلامُه بعضه بعضاً ، ويشهد بعضه لبعض ، فالاختلاف ، والإشكال ، والاشتباه إنما هو في الأفهام ، لا فيما خرج من بين شفتيه من الكلام ، والواجب على كل مؤمن أن يَكِلَ ما أشكل عليه إلى أصدق قائل ، ويعلم أن فوق كل ذي علم عليم" .[ مفتاح دار السعادة " ( 3 / 383 ) ]

    و قال إمام الأئمة إسحاق بن خزيمة <رحمه الله> : "لا أعرف حديثين متضادين ، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما".[فتح المغيث (3/470)]

    و إني لما رأيت بعض إخواننا يُحجم عن ذكر "إن شاء الله" بعد قوله "طهور" -للمريض- ، لفهم الله أعلم به كيف فهموه ، و لكن يغلب على الظن أنهم اعتقدوا دخوله في النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة ، فأحببت أن أنبه على هذا بالجمع بين الحديثين ، ناقلا كلام الأئمة رحمهم الله فيهما ، و الله من وراء القصد ، و هو الهادي إلى سواء السبيل .

    الحديث الأول :
    عَنِ أَبي هُرَيْرَةَ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَقُلْ أَحَدُكُمُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ ، ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ ، وَلْيَعْزِمِ مَسْأَلَتَهُ ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، لَا مُكْرِهَ لَهُ . .[متفق عليه (أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 / 74) برقم: (6339) و مسلم في "صحيحه" (8 / 64) برقم: (2679)]


    الحديث الثاني :
    عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ ، فَقَالَ: كَلَّا ، بَلْ حُمَّى تَفُورُ عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ ، كَيْمَا تُزِيرُهُ الْقُبُورَ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَنَعَمْ إِذًا .[أخرجه البخاري في "صحيحه" (4 / 202) برقم: (3616) في كتاب المناقب - باب علامات النبوة في الإسلام . وغيره]

    الجمع :

    قال ابن القيم <رحمه الله> : وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَى الْمَرِيضِ يَقُولُ لَهُ : ( لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) وَ رُبَّمَا كَانَ يَقُولُ : ( كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ [1]) .[زاد المعاد ( 476 )]

    و قال العيني <رحمه الله> في شرح الحديث الثاني:ويجوز أن يكون الشارع قد علم أنه سيموت من مرضه فقوله ( طهور إن شاء الله ) دعاء له بتكفير ذنوبه ، ويجوز أن يكون أخبر بذلك قبل موته بعد قوله . [عمدة القاري 16/ 149]

    قال الشيخ العلامة ابن عثيمين <رحمه الله> معقبا على كلام الحافظ ابن حجر في شرحه للحديث[2] : و يظهر لي أن الصواب خلاف ما قال الحافظ ، و أن هذه الجملة خبر ، و لكن قيدت بمشيئة لا باعتبار الحكم العام ، لأن الحكم العام أن مثل هذه الأمراض طهور ، لكن باعتبار نسبتها لهذا الشخص المعين ، لأنه قدد لا يصبر فلا تكون طهورا له .[شرحه على صحيح البخاري (9/326)]


    وفق الله الجميع لما يحب و يرضى , وصلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
    __________________________________________________ ________
    [1] حديث أنس بن مالك، أخرجه أحمد في "مسنده" (6 / 2888) برقم: (13823) وأبو يعلى في "مسنده" (7 / 231) برقم: (4232)
    [2] نقل الشيخ شرح الحافظ من فتح الباري ثم عقب على كلامه لأن الحافظ رآى أنه دعاء .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أيوب صهيب زين; الساعة 2016-03-25, 07:49 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا

    أحسنت أخي العزيز أبو أيوب جميل ما صنعت

    تعليق


    • #3
      أضيف ما يلي:
      سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هذا السؤال : ما حكم قول الإنسان في دعائه: "إن شاء الله"؟
      أجاب رحمه الله :
      لا ينبغي للإنسان إذا دعا الله سبحانه وتعالى أن يقول: "إن شاء الله" في دعائه، بل يعزم المسألة ويعظم الرغبة، فإن الله سبحانه وتعالى لا مكره له، وقد قال سبحانه وتعالى: {ادعوني أستجب لكم}، فوعد بالاستجابة، وحينئذ لا حاجة إلى أن يقال: "إن شاء الله" لأن الله سبحانه وتعالى إذا وفق العبد للدعاء فإنه يجيبه إما بمسألته، أو بأن يرد عنه شراً، أو يدخرها له يوم القيامة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، فليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا مكره له".
      فإن قال قائل: ألم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: للمريض: "لا بأس طهور إن شاء الله"؟
      فنقول: بلى ولكن هذا يظهر أنه ليس من باب الدعاء، وإنما هو من باب الخبر والرجاء وليس دعاءً، فإن الدعاء من آدابه أن يجزم به المرء، والله أعلم.
      (مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب العبادة.)

      وجاء في كلام آخر له :
      "فإن قال قائل أليس من دعاء عيادة المريض أن يقول العائد للمريض (لا بأس طهور إن شاء الله) فالجواب بلى لكن هذا من باب الخبر ليس من باب الدعاء يعني أرجو الله أن يكون طهورا لك إن شاء الله فهو من باب الرجاء لأن المرض قد يكون طهورا للإنسان وقد لا يكون فالإنسان إذا صبر صار طهورا له كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (ما من شيء يصيب المسلم هم أو غم أو أذى إلا كفر الله به عنه حتى الشوك يشاكها) هذا الحديث أو معناه"(من فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن عثيمين رحمه الله )

      وقال الشيخ بن ناصر البراك :

      " ورد النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء، لا مكره له" (أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: 7477)، ولمسلم: "... وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" (2678).

      وهذا على إطلاقه، فإنّ تعليق الدعاء بالمشيئة يدلّ على ضعف في العزم، أو أن الداعي يخشى أن يُكره المدعوّ، والله سبحانه وتعالى لا مكره له، كما في الحديث.

      وأما الحديث الذي أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: "لا بأس طهور إن شاء الله ... الحديث" (3616) فهذا الأسلوب أسلوب خبر، والخبر في مثل هذا يحسن تعليقه على المشيئة، مثال ذلك أن تقول: فلان رحمه الله، أو اللهم ارحمه، فلا يصح أن تُقيّد ذلك بالمشيئة. بخلاف ما إذا قلت: فلان مرحوم، أو فلان في الجنّة، فإنه لابدّ من التقييد بالمشيئة؛ لأن الأوّل دعاء، والثاني خبر، ولا يملك الإنسان الإخبار عن الغيب، فإن أخبر عن ما يرجوه وجب تقييد ذلك بالمشيئة والله أعلم."
      منقول
      ملاحظة : الذي روي عنه أنه قال : "لا أعرف حديثين متضادين ، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما" إسمه : محمد بن إسحاق بن خزيمة
      التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 2016-03-28, 06:08 AM.

      تعليق


      • #4
        جزاكما الله خيرا

        و ما أوردته يا اسحاق قد أتى ملخصا في السطرين الأخيرين بارك الله فيك

        الشيخ بن ناصر هذا هو عبد الرحمن نفسه ؟

        تعليق


        • #5
          نعم أخي هو الشيخ نفسه

          تعليق


          • #6
            من نصح به بارك الله فيك اخي ؟

            تعليق


            • #7
              ملاحظة لإخواني : هذا نقل عن الشيخ زيد المدخلي رحمه الله لم أعلمه حتى اليوم :
              لقد نُقل عن الشيخ زيد المدخلي رحمه الله أنه قال لرجل يدافع عن البراك " البراك ليس على طريقتنا ولسنا على طريقته،هو يحذر من ردودنا على أهل البدع".
              قال الرجل - وكان يمنيًا -:"يا شيخ يعني ما نأخذ عنه العلم وننتفع بعلمه؟!!
              قال الشيخ:"أخبرتك وأنت وشأنك تريد تذهب ما لنا عليك سلطان".

              وقيل أن الشيخ فواز المدخلي وثق هذا النقل
              منقول من منتدى سحاب
              والله أعلم
              التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 2016-03-28, 05:32 PM.

              تعليق


              • #8
                أحسنت النقل اخي

                بارك الله فيك

                تعليق

                الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                يعمل...
                X