إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فائدة نحوية من قوله صلى الله عليه و سلم : "من يقم ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فائدة نحوية من قوله صلى الله عليه و سلم : "من يقم ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

    فائدة نحوية من قوله صلى الله عليه و سلم : "من يقم ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
    الحمد لله و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه.
    أما بعد، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يقم ليلة القدر، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه".
    و لمسلم عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "من يقم ليلة القدر فيوافقها -أراه قال- إيمانا واحتسابا، غفر له".
    فمن الفوائد النحوية المستنبطة من الحديث : أن "مَنْ" اسم شرط جازم، جزم فعلين أولهما فعل الشرط : "يَقُمْ"، و ثانيهما جوابه و جزاؤه : "غُفِرَ". ففيه جواز كون فعل الشرط مضارعا و جوابه ماضيا.
    و منه نقول أن فعل الشرط مع جوابه لهما أربعة أحوال :
    الحالة الأولى : أن يكونا ماضيين : نحو قوله تعالى {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} [الإسراء 7] و قوله تعالى {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء 8].
    الحالة الثانية : أن يكونا مضارعين : نحو قوله تعالى {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة 284]، و قوله تعالى {إِن يَّشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَ يَأْتِ بِآخَرِينَ}[النساء 133].
    الحالة الثالثة : أن يكون فعل الشرط ماضيا و جوابه مضارعا : نحو قوله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ وَ زِينَتَهَا نَوَّفِ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} [هود 15].
    الحالة الرابعة : أن يكون الفعل مضارعا و الجواب ماضيا، و هذا قليل، و مثاله حديثنا السابق، و قوله تعالى {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء 8] و ما رواه ابن حبان في صحيحه عن عائشة، قالت : لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه جاءه بلال يؤذنه بالصلاة، فقال : "مروا أبا بكر فليصل بالناس" قلنا : يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف ومتى يَقُمْ مقامك يَبْكِ...".
    و لمزيد فائدة راجع :
    _ شرح ألفية ابن مالك لابن عقيل (4/25).
    _ شرح الأشموني للألفية المسمى : منهج السالك إلى ألفية ابن مالك (3/585).
    _ شرح ابن طولون على الألفية (2/236).
    _ شرح ابن الناظم (272). و غيرها.
    كما لا يفوتني شكر شيخي الحبيب محمد مزيان حفظه الله و سدده؛ فإنه أول من أفادني بهذه الفائدة من خلال دروسه في التعليق على التحفة السنية، فجزاه الله خيرا.
    و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه.
    جمعه
    يوسف صفصاف
    22 ذو القعدة 1436
    05 سبتمبر 2015
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X