إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وجهة نظر في آخر فتنة ألمت ببلدنا "الجزائر"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    جزى الله خيرا الأخ على المقال الماتع

    تعليق


    • #17
      جزاك الله خيرا

      تعليق


      • #18
        جزاك الله خيرا أخي الفاضل

        تعليق


        • #19

          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وبعد :

          فاعلم أخي عبد الصمد أنك لست الوحيد الذي أسف على ما ظهر من خلافات وسجالات بين المشايخ وطلبة العلم وساءه انتشارها ، وقد أحسنت فيما قدمت في البداية من أن العاقل عموما والسلفي خصوصا لا يجب أن يستعجل كل جديد وحادث بالكلام والإشاعة لكل أمر يسمعه ويراه ، خاصة إذا لك يكن الأمر يتعلق به من حيث أنه شهد أو حضر قضية ما أو ما إلى ذلك مما له علاقة مباشرة بالخلافات الحاصلة ،و لا أخفيك أنني سمعت بهذه الخلافات منذ زمن وقبل إخراج رسالة الشيخ فركوس لإخوانه ، و كنت أستبعد ما يتداول ، ثم بعدما حصل ما حصل مازلت إلى الأن أحاول الفهم والتحقق من الكثير من الأمور التي سمعناه .
          لكن بما أنك أفصحت في هذا المقال من وجهة نظر فأستسمحك في ذكر أمور :
          أظنه لا يخفاك أن سبب بداية هذه الأحداث هو "إخراج " الرسالة الشخصية التي أرسلها شيخنا وعالمنا الشيخ فركوس لإخوانه وجاء فيها ماجاء من أمور وقف الشيخ عليها بنفسه ، بل بعضها يذكر أنها من قبل بكثير، فمن نافلة القول أن لكل مقام مقال ، فيكفيك أنها رسالة شخصية والشيخ فركوس قد استغرب خروجها ولا يعرف لحد الأن من أخرجها_فيما أظن_ ، والشيخ أزهر نفسه قد دعى على من أخرجها ،والله المستعان ، فكان من الأحسن ترك الأمور بين من يعنيهم الأمر مباشرة ليعالجوها بأنفسهم ، أو مع طلبتهم الذين كانوا كذلك على علاقة ببعض إحداثها وحيثياتها ، لو تذكر ما حصل في فتنة الصعافقة كون الشيخ وإخوانه عالجوا تلك القضية سرا ، ثم رأى الشيخ أن ينسحب من الدار بداعي المرض ، وما سمعناه كذلك _ والله أعلم _ من صلح بين الدعاة في ولاية المدية ، و هو يصب بأي حال من الأحوال في مصلحة الدعوة ، و كان هذا دأب كثير من العلماء قديما وحديثا.
          أو أنك تتصل بالشيخ وإخوانه لمناقشة القضية معهم أو سؤالهم كما فعل الأخ لحسن منصوي (محب العلم والعلماء ) وسؤاله للشيخ ومناقشة فتوى التباعد معه جزاه الله خيرا ،و لا يوجد مايمنع شرعا ولا عرفا وهذا لا نختلف فيه معك كون الرد بعلم وأدب .

          يقول الخطيب البغدادي رحمه الله : أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْأَدَبِ فِي صِفَةِ الْمَحْبَرَةِ
          قَنَادِيلُ دِينِ اللَّهِ يَسْعَى بِحَمْلِهَا = رِجَالٌ بِهِمْ يَحْيَا حَدِيثُ مُحَمَّدِ
          هُمُ حَمَلُوا الآثَارَ عَنْ كُلِّ عَالِمٍ = تَقِيٍّ صَدُوقٍ فَاضِلٍ مُتَعَبِّدِ
          مَحَابِرُهُمْ زَهْرٌ تُضِيءُ كَأَنَّهَا = قَنَادِيلُ حِبْرِ نَاسِكٍ وَسْطَ مَسْجِدِ
          تُسَاقُ إِلَى مَنْ كَانَ فِي الْفِقْهِ عَالِمًا = وَمَنْ صَنَّفَ الأَحْكَامَ مِنْ كُلِّ مُسْنَدِ
          شَرَفُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِلْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ .
          ويقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
          ومن عُرف منه أنه أراد بردِّه على العلماء النصيحة لله ورسوله فإنه يجب أن يُعامَل بالإكرام والاحترام والتعظيم كسائر أئمة المسلمين الذين سبق ذكرهم وأمثالهم ومن تبعهم بإحسان.
          ومن عرف منه أنه أراد برده عليهم التنقص والذم وإظهار العيب فإنه يستحق أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة.
          ويُعرف هذا القصد تارة بإقرار الرادِّ واعترافه، وتارة بقرائن تحيط بفعله وقوله،....( الفرق بين النصيحة والتعيير) .

          قلتَ أنك لم تكتب في هذه الملمة لأسباب منه " أن المشايخ لم يُحَذِّر بعضهم من بعض، ولم أفهم مما وصلني من كلام العلامة فركوس حفظه الله ما يدل على إسقاطه لهم، وتحذير الناس من مجالستهم، وإنما الطعونات الموجودة، والتجريحات المنتشرة هي : من شباب مبتدئين، ومجاهيل غير معروفين،.." ، فكلامك هذا يوحي أنك بصد الرد على هؤلاء المجاهيل وطعوناتهم ، وكل طعن بالباطل أن مثلك لا في حملة العلم كبيرهم وصغيرهم ، وليس كل رد لا يعجب فهو طعن كذلك ، ثم ذكرت أنه مما دفعك للكتابة أنك " لم تر فيما يذكره المنكرون على المشايخ المحاولون للنيل منهم وإسقاطهم ما يؤيد كلامهم ولا يدعم موقفهم وكل أدلتهم التي اطلعت عليها ضعيفة واهية أو على غير أساس متهاوية..." وهنا نسأل : العبارة تحتاج لتفصيل وإفصاح وحبذا بالأسماء من هم هؤلاء المنكرون يا أخي ، هل كل من خالفني يصير منكرا غير ثقة لمجرد مخالفتي فقط ؟
          ثم فجأت حولت القضية إلى جملة من المسائل التي تدور عليها هذه الفتنة ، وهي :
          المسألة الأولى: انتقادات العلامة فركوس حفظه الله ورعاه على المشايخ
          وهذه قد رد عليها بعض من تعنيه ، وكان يكفيك أنها رسالة شخصية ، و الشيخ نفسه قد شرح منها أمورا وبينها في مجالس معروفة أو كان عليك من الأول أن تعنون المقال أنه رد على هذه الإنتقادات .
          المسألة الثانية: ما ينقله المؤيدون للشيخ فركوس –حفظه الله-
          المسألة الثالثة: ما أثمرته الفتنة من أشياء خطيرة ومنعرجات مبيرة.
          أما الثالثة فمدلولها صعب يا أخي ، لأن إنتقادت الشيخ للمشايخ لا يمكن أن تفرز أشياء خطيرة ومنعرجات مبيرة بما أنك صرحت أنها هي التي تدور عليها الفتنة في نظرك

          قال الشاطبيُّ -رحمه الله- في الموافقات :
          «إنّ العالمَ المعلومَ بالأمانةِ والصدقِ والجريِ على سُننِ أهلِ الفضلِ والدينِ والورعِ إذا سُئل عن نازلةٍ فأجاب، أو عرضتْ له حالةٌ يبعُدُ العهدُ بمثلِها، أو لا تقعُ من فهمِ السامعِ موقعَها، أنْ لا يُواجَه بالاعتراضِ والنقدِ، فإن عَرَضَ إشكالٌ فالتوقّفُ أَوْلى بالنجاحِ، وأحرى بإدراكِ البُغْيةِ إن شاء اللهُ تعالى
          وأما الثانية فهي التي يدور عليها مجمل ما حدث ومجمل ما أحاول مناقشته معك ومن نحى نحوك :
          أولا :
          ذكرت في مقالك مايلي :

          أنا أذكر عن نفسي أنني لم أتصل في هذه الفتنة بشيخ من المشايخ ولم أحاول الدخول فيها لا من قريب ولا من بعيد باستثناء اتصالي مرة واحدة بالشيخ نجيب -حفظه الله- و...، وهذا يا أخي في الحقيقة يحسب عليك لا لك ، فلماذا عمدت للمنتدى لتناقش الشيخ فركوس في هذه الإنتقادات و في فتاويه واجتهاداته المأجور عليها إن شاء الله ولم تذهب إليه أو تتصل به ، و هذا هو الأصل ، وموقعة يتلقى الرسائل والأسئلة للإستفسار ومنها ما ينشر في الموقع مذيلا بجواب الشيخ ، وإن كنت حاولت أو فعلت فالرجاء التوضيح ، أم هناك ما يمنعك كما يريد بعضهم أن يرسخ ذلك في الأذهان ، ولا يخفاك أن الشيخ عقد لهذا الأمر مجالس في الجامعة ، مثالا لا حصرا .
          وحتى يترسخ الأمرعندك جيدا فإن عدم التواصل حتى بين أهل العلم قد عالجه العلماء وتطرقوا إليه بالنقد والعتاب لمن تركه ، فهذا العلامة المعلمي مثلا كما جاء في آثاره يقول :
          وقد كان هذا العمل - أعني المكاتبة بين العلماء في المسائل العلمية - جاريًا في اليمن إلى مدّة غير بعيدة، وقد رأيتُ في المخطوطات اليمنية كثيرًا من ذلك.
          فأصبح العلماء في هذا العصر متقاطعين، لا صِلَة بين علماء هذا القُطْر وعلماء القطر الآخر، بل ولا بين علماء القطر الواحد! بل ولا علماء البلد الواحد!! ..... أمّا الآن فقد تمر على العالم شهور، بل سنون، لا يجتمع بعالم آخر قد يكون معدودًا من جيرانه! وإذا جمعتهما الجماعة أو الجمعة أو العيد فقد يرجعان عن المصلى ولم يلتقيا! وإذا التقيا تجنَّب كلٌّ منهما فتح باب المذاكرة، إمّا رغبة عن العلم، وإمّا استحقارًا لصاحبه، وإمّا أَنَفَة أن يظن الناس أنّ صاحبه أعلم منه، وإمّا خوفًا من أن تجرّ المذاكرةُ إلى المنازعة أو غير ذلك!!....... وكم من عالم تُشْكِل عليه مسألة، أو يخشى أن يكون مخطئًا فيها، فلا يدعوه التوفيق إلى الاجتماع بغيره من العلماء والبحث معهم فيها، أو إلى مكاتبتهم في ذلك.

          فما بالك بمن هم دون ذلك أخي عبد الصمد.
          و من نافلة القول أذكرك لزاما بكلام من يثني على مقالك اليوم ، أقصد الأخ مكي المهداوي لما اعترض على عبارة لي عادية قلت فيها أنني " أرى " في كلام له أن يتلطف بإخوانه فأجابني بقوله : قولك: الذي أراه. لا ينبغي لمثلك أن يقول: أرى وعندي لأن هذا للعلماء أهل البصيرة في الدين، قال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:
          يقولون هذا عندنا غير جائز *** ومن أنتمُ حتى يكون لكم عند

          وقوله : ومن نحن بين يدي علمائنا ...
          وأريد منه أن ينظر مرة أخرى في كلام عبد الصمد وهو يرد على إنتقادات الشيخ فركوس وهو يقول : أنني لم أر فيما يذكره المنكرون على المشايخ المحاولون ... ومنذ أن قرأت هذا الكلام استشكلته ولم أستطع استيعابه لأنه حُكم على المشايخ ... ومن هنا نعلم أن مشايخ الجزائر لم يتركوا.. و فحتى لو فرضنا أن أدلتهم ضعيفة وليست مقنعة..(بصيغة نحن) ... وهذا ما استوجب عدم اقتناعي بهذا الانتقاد.... هذه مسألة لم أستطع أن أوافق الشيخ عليها للإشكالات ... وأنا أعتقد أن المشكلة في النقلة الذين يوصلون إلى الشيخ ... لا يمكن أن تكون داعمة لحكمه فيما أعتقد .

          الذي ذكرتَه في المسألة الثانية وهو قولك : ما ينقله المؤيدون للشيخ فركوس –حفظه الله- والمنتصرون له من طعونات في المشايخ قصد إسقاطهم وتنفير الناس عنهم- ينبغي أن تكون فيه توضيحات وتساؤلات مهمة ،و هي..
          لا أظنك تعني به كل من أنشأ حسابا وهميا وغير معروف في وسائل التواصل ، فهؤلاء يحتمل جدا أن كثيرا منهم من الصعافقة والإخوان والمفسدين المعروفين ، وليس كل تأييد منهم فهو للتأييد،
          قال الخطابي في العزلة ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ:
          إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُولِعُ بِالْخِلَافِ أَبَدًا حَتَّى إِنَّهُ يَرَى أَنَّ أَفْضَلَ الْأُمُورِ أَنْ لَا يُوَافِقَ أَحَدًا وَلَا يُجَامِعَهُ عَلَى رَأْي وَلَا يُوَاتِيهِ عَلَى مَحَبَّةٍ وَمَنْ كَانَ هَذَا عَادَتَهُ فَإِنَّهُ لَا يُبْصِرُ الْحَقَّ وَلَا يَنْصُرُهُ وَلَا يَعْتَقِدُهُ دِينًا وَمَذْهَبًا إِنَّمَا يَتَعَصَّبُ لِرَأْيِهِ وَيَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ وَيَسْعَى فِي مَرْضَاتِهَا حَتَّى إِنَّكَ لَوْ رُمْتَ أَنْ تَرْضَاهُ وَتَوَخَّيْتَ أَنْ تُوَافِقَهُ عَلَى الرَّأْيِ الَّذِي يَدْعُوكَ إِلَيْهِ تَعَمَّدَ لِخِلَافِكَ فِيهِ وَلَمْ يَرْضَ بِهِ حَتَّى يَنْتَقِلَ إِلَى نَقِيضِ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ فَإِنْ عُدْتَ فِي ذَلِكَ إِلَى وَفَاتِهِ عَادَ إِلَى خِلَافِكَ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فَمَنْ كَانَ بِهَذِهِ الْحَالِ فَعَلَيْكَ بِمُبَاعَدَتِهِ وَالنِّفَارِ عَنْ قُرْبِهِ فَإِنَّ رِضَاهُ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ وَمَدَى شَأْوِهِ لَا يُلْحَقُ.
          كتاب العزلة للخطابي ، بَابٌ فِي ذِكْرِ أَخْلَاقِ الْعَامَّةِ وَمَا يُوجَدُ فِيهِمْ مِنْ قِلَّةِ الِاسْتِفَاضَةِ.
          و إن كنت تعني به بعض من طلبة العلم في الجزائر المعروفين عند المشايخ و الذين كانت لهم علاقة مباشرة ببعض الأحداث فبعضهم معروف أنهم من السلفيين الألمعين _نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا _ وكانوا قد شهدوا بما رأو أو عرفوا من أمور ونقلوها على سبيل الشهادة والأخبار الموثوقة كما خاطب الشيخ إخوانه في رسالته الشخصية لهم ، لكن الكثير منها تم تكذيبه ورده على أنه تحريش وإفساد إلصاقا لتهمة التحريش والبطانة بهم وبالشيخ ، و الحقيقة أن التحريش له أوجه يعرف بها ، حتى لا يكون كل كلام تحريشا أو طعنا ،و التحريشات أساسها الكذب و التلبيس وبتر الكلام ، أو أن يسمع الواحد زلة يتيمة من شخص في أخيه فينقلها للآخر على سبيل النميمة والإفساد ، إما إن كان صدقا وتكررت وتعددت مواطنه فقد حدث هذا في فتنة الصعافقة وأنكروه على أن المجالس بالأمانة ،و كان من رده الشيخان أزهر وعبد المجيد وفقهما الله ،
          قال الشيخ عبد المجيد : في ((رسالة إلى خالد حمودة ومن كان على شاكلته)): كذا قال "كلام خاص في مجموعة مغلقة " هل صارت الدعوة السلفية صوفية إخوانية؛ لها كلام في العام وكلام في الخاص، أم أن ما نقوله للخواص لا يقال للعامة حتى لا نفتضح.
          ويذكرني هذا الموقف بقول أحدهم، وقد أثنى على زين العابدين بن حنفية، ودافع عنه، وقال: ((إخواننا ظلموه)). يعني الشيخ فركوس وغيره، وقد احتفى به كل الحلبيين، فنشروه في منتديات «الكل»، فلما قيل له: ما هذا؟ قال: ((قلته في مجلس خاص، والله يهدي من أخرجه)) وكأن المشكل فيمن أخرج الكلام، وليس فيما خرج من فيه.
          وكذلك ذاك التكفيري مناصرة لما التقيت به، وكان قد طعن في الشيخ الألباني رحمه الله، ورماه بالإرجاء، فلمّا راجعته قال لي: ((قلته في مجلس خاص)).
          ومهما تكن عند امرئ من خليقة * وإن خالها تخفى على الناس تعلم
          و قال الشيخ أزهر في الصوتية التي سجلت في فتنة الصعافقة في مغنية أظن : هذا الكلام سمعناه من مشايخنا: أنه الإنسان إذا أخرج الكلام من فِيه، والكلام في دين الله تبارك وتعالى، هذا الكلام ما أصبح ملكا له

          ومن التساؤلات المهمة التي تطرح نفسها كذلك وهي تتفرع عن التحريش : ما ردده الكثير ممن حاول إصلاح الأمور بزعمه والدفاع عن الشيخين أزهر وجمعة أن هذا التحريش هو من فعل بطانة تحيط بالشيخ أو لبست عليه ، لعلهم يقصدون قضية أو قضيتين أو يقصدون كل ما بينه الشيخ في رسالة شهادة للتاريخ ،
          فإنَّ هذه العبارة لو كان يُجاء بها في كلِّ دليلٍ أُريد إبطالُه لصار الدينُ لعبةً، وإنَّما يُؤتى بها في مواضع معروفة. العلامة المعلمي رحمه الله
          وحسب ما وصلني كما وصل غيري أن الشيخ فركوس قد تكلم عن هذا الأمر ونفى أن يكون بعض من ذكروا من بطانته إنما هم من طلبة الجامعة كغيرهم وما إلى ذلك ، وآخرون من طلبة علم معروفين في بلدنا وعندهم تزكيات وهم ثقة عند من عرفهم وتعلموا عنده ، لكن بسبب هذه الخلافات صاروا بطانة محرشة وغير ثقات ووو ، فإن كان هذا بسبب الإختلاف وعدم الموافقة في أمور الدعوة فقد فسدت الدعوة إذن ،
          وهذا إجحاف واستخفاف بالحق وبالأدلة .
          ولا يخفاك أن الكلام عن البطانات التي تنسب للمشايخ أساسه الأدلة لا مجرد الإدعاء فقط ، حتى لا يصير غمزا باطلا للعالم وطعنا في أعراض أناس ينتسبون للدعوة ويدافعون عنها ، وأنا هنا أذكرك وأذكر إخواني بما سبق وكتبته أنا وكتبته أنت في فتنة الصعافقة عن بطانة الشيخ ربيع وليس وليد اليوم فقط ، خاصة وأنت تقول " أن مثل هذه الأمور جعلتني أتوقف في كثير مما ينقل في هذه الفتنة إلا أن يقوم الدليل الواضح عليه لأنني لا أدري تحت أي مثال من هذه الأمثلة يندرج."
          و قلتَ كذلك : وإلا فالشيخ فركوس حفظه الله لم تصلنا أدلته على هذه المسألة إلى الساعة ( مسألة إنكار التواصل مع مشايخ المملكة في المسائل) ، وقلت : ولكن الانتقادات التي وصلتني أدلتها كان حالها ما تقدم الكلام عليه(حالها واهية ... ) وقلتَ : " أما البقية فلم يصلني دليل يثبتها ولا برهان يدل عليها ويعين قائلها " و " وهذه الكلمات لم يصلني إلى الآن دليل عليها ولا برهان يثبتها ويثبت من قالها وتلفظ بها " (النعوت الخبيثة ) .
          ومن حق السلفي بل من الواجب عليه أن يلتمس الدليل الذي تنطبق عليه شروط الأدلة المقبولة كالسلامة من التناقض والتعارض والعبارات المتفاسخة عند قائله مثلا ،و أن لا يثبت الدليل وطريقة الإحتجاج به لنفسه وينكرها على غيره فيقع في الكيل بمكيالين ، ولا أن يقرر قواعد باطلة من عنده كمن قال الرجوع فرع الإقرار مثلا ، أو أن يبني دليله على لوازم باطلة غير ملزمة، إلى آخره .
          قال الشيخ ربيع حفظه الله :
          ((وإنني أوجه نصيحة مخلصة للشباب المسلم :
          1- أن يكون من أول مزاياه : حب الحق والإلحاح في البحث عنه ونصرته .
          2- وأن يهدأ ويستريح من العيش في دوامة العواطف العمياء والتعصب المقيت لهذا الشخص أو ذاك؛ فإن هذا الأسلوب يدخله في عِدادِ من قال الله فيهم :
          (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُون ). ))
          من كتاب أهل الحديث هم الطائفة المنصورة.
          أما موضوعي بطانة العالم السيئة فقد ذكرت فيه وقتها مايلي : فإن القول بأن للعالم الراسخ في العلم بطانة سوء تؤثر عليه ، أو أثرت في بعض أقواله ومواقفه أو لبّست عليه في أمر ما يحتاج إلى تدقيق ، حتى لا يخرج عن كونه من المحتمل وقوعه كون العالم ليس معصوما ولا بد يخفى عليه الأمر والأمران ، إلى جعله حجة للطعن في هذا العالم ... ولأن أهل السنة وسط بين الغلو والتفريط ، فإنهم ماسلموا يوما من مقالات أهل الأهواء يلبّسون بها على أهل الحق ويعمون الحقائق ،ينهشون بها أعراض أهل الحق من العلماء وأتباع العلماء .

          وأما ما كتبته أنت في موضوع "الأدلة والبراهين على سوء بطانة الشيخين العلامتين ربيع وعبيد حفظهما الله ورعاهما" ، فجاء فيه :
          أدلة عامة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم و أدلة خاصة تدين تلكم البطانة وتظهر حقيقتهم للخاصة والعامة ، وأدلة خاصة و هي الأهم في موضوعنا ، وهي كثيرة ومشهورة ، أشهرها ماكان يحصل في المجالس السرية التي يديرها المسجون الآن ،و قد فضحه أحدهم من ليبيا ونشر المكالمة عندما أمره المسجون أن لا يذكر للشيخ ربيع إلا أمورا خفيفة ووو
          ومن أشهرها كذلك ماقام به أثناء مكالمة الشيخ ربيع مع الشيخ محمد بن هادي حفظهما الله وتغييره لكلام الشيخ محمد مستغلا ضعف سمع الشيخ ربيع
          الدليل الثالث( عمل البوابين) : كثرت تشغيبهم على من يريد إيصال الحق للشيخ ربيع حفظه الله ورعاه بطرق متنوعة ومتعددة
          فمنها: أن يدخلوا من يوافقهم ويقول بقولهم ويؤيد منهجهم حتى يتوارد على مسامع المشايخ كلامهم ويكثر عندهم فيظنونه الحق ،و تسترهم على بعض الطوام العلمية والعقدية لمن ينتسب لطلبة العلم ويقولون الشيخ ربيع يزكيهم .
          الدليل الرابع: تزكية الشيخ ربيع حفظه الله لغلمة السوء وهو لا يعرفهم كما قرروه هم أنفسهم واعترفوا به
          - الدليل السابع: موقف الشيخ عبيد الجابري حفظه الله ورعاه من هاني بن بريك اليمني (قضية هاني من أشهره ،و تسترهم عليه والكذب على السلفيين أن الشيخ ربيع أفتاه للترشح ووو )
          - الدليل التاسع: تلاعب الصعافقة بما يقوله العلامة ربيع حفظه الله فيخفون بعضه ويبدون بعضه
          وطعون عبد الواحد المدخلي في الشيخ ربيع عندما كذب عليه بأن الدولة تمنعه من الكلام في بعض القضايا ونسبة المجلس السري إليه
          هذه هي الأدلة أخي عبد الصمد التي اعتذر بها السلفيون للشيخ ربيع وأثبتوا أفاعيل بطانة الشر المفسدة ، فهل في رأيك يوجد مثل هذه الأدلة ولو نصفها عند من يرمي بعض طلبة العلم في الجزائر بأنهم بطانة للشيخ فركوس ؟
          أكتفي أخي بما سبق ذكره من الأمور التي مازال الكثير يتساءل عنها ، رغم أنك لم تتطرق لأكثرها في مقالك ،كونها من الأمور التي لا يجب إغفالها لمن تتبع مسار هذه الأحداث من أولها ، خاصة وأنه قد بدا جليا التلاعب بكلام العلماء وبقواعد المنهج والنقد في هذه الملمة للأسف .


          والحمد لله رب العالمين
          الأربعاء 5 شعبان 1443هـ الموافق ل : 09 مارس 2022م
          التعديل الأخير تم بواسطة خالد أبو علي; الساعة 2022-03-22, 09:20 PM. سبب آخر: إضافات مهمة

          تعليق


          • #20
            وإياكم إخواني جميعا بارك الله فيكم وأحسن إليكم أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرفع هذه الفتنة عنا بالجمع بين مشايخنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

            تعليق


            • #21
              بسم الله الرحمن الرحيم
              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
              إلى أخي المكرم "خالد أبو علي" سلمه الله لقد اطلعت على تعليقاتك واستشكلاتك على المقالة التي نشرتُها في الإبانة بعنوان "وجهة نظر في آخر فتنة ألمت ببلدنا الجزائر" ووددت أن أجيبك على ما أمكنني منها في هذه العجالة؛ وهذا من باب التعاون على البر والتقوى وبيان وتجلية ما يمكن أن يكون مشكلا عند بعض الإخوة والله الموفق لا رب لنا سواه:

              - قلت بارك الله فيك: "فكان من الأحسن ترك الأمور بين من يعنيهم الأمر مباشرة ليعالجوها بأنفسهم، أو مع طلبتهم الذين كانوا كذلك على علاقة ببعض أحداثها وحيثياتها".
              والجواب:
              لقد بينت أنني فعلت ذلك طوال أيام الفتنة وإلى كتابة المقالة ثم بينت السبب الذي دفعني للكتابة لكنك لعلك غفلت عنه أو في خضم القراءة والكتابة نسيته ومن باب التذكير قلت مبينا أسباب الكتابة:
              الأول: أنني لم أر فيما يذكره المنكرون على المشايخ المحاولون للنيل منهم وإسقاطهم ما يؤيد كلامهم ولا يدعم موقفهم وكل أدلتهم التي اطلعت عليها ضعيفة واهية أو على غير أساس متهاوية.
              الثاني: ما وصل به حال كثير منهم إلى الاحتجاج بما قاله الصعافقة الأوائل من كلام باطل عاطل من أجل تأييد المذهب المطروق ودعم التوجه المسلوك، وهذه طريقة خطيرة سيأتي بإذن الله ذكر مفاسدها.
              الثالث: ما وصل إليه الطاعنون في المشايخ من حوم حول تكفير بعضهم وإخراجه من الملة بأوهام الصعافقة الأوائل وتلبيساتهم العواطل.
              فإن كنت لا ترى هذه من الأسباب التي تدعو للكتابة فهذا رأيك بارك الله فيك ولا يمكنك أن تلزم به غيرك كما أن كتابتي مبناها على وجهة نظري التي لا ألزم بها غيري.

              - قلت بارك الله فيك: "أو أنك تتصل بالشيخ وإخوانه لمناقشة القضية أو سؤالهم كما فعل الأخ لحسن منصوري (محب العلم والعلماء) وسؤاله للشيخ ومناقشة فتوى التباعد معه جزاه الله خيرا، ولا يوجد ما يمنع شرعا ولا عرفا وهذ لا نختلف فيه معك كون الرد بعلم وأدب".
              والجواب:
              لقد راسلت الشيخ حفظه الله بكثير مما أشكل علي في بيانه سلمه الله وبارك في أنفاسه بل حتى فيما تبع البيان من كلام نقل عنه فمنه ما ذكرته في المقالة ومنه ما لم أذكره وإلى الآن لم أتشرف بجواب الشيخ حفظه الله ورعاه.

              - قلت بارك الله فيك: " فكلامك هذا يوحي أنك بصدد الرد على هؤلاء المجاهيل وطعوناتهم".
              والجواب:
              نعم، وقد تم بحمد الله في الجزء الثاني.

              - قلت بارك الله فيك: "وهنا نسأل: العبارة تحتاج لتفصيل وإفصاح وحبذا بالأسماء من هو هؤلاء المنكرون يا أخي، هل كل من خالفني يصير منكرا غير ثقة لمجرد مخالفتي فقط؟".
              الجواب:
              لقد ذكرت في "الجزء الثاني" أقوال هؤلاء وقد بلغتني إما بأسماء مستعارة أو أسماء غير معروفة ولم يكن من ضمنهم ممن ينقل تلكم التهم عنهم أحد من المشايخ أو طلبة العلم فإن علمت أحدا من المعروفين فعل ذلك فأعلمني به بارك الله فيك.

              - قلت بارك الله فيك: "ثم فجأت حولت القضية" إلى قولك:"...كان عليك من الأول أن تعنون المقال أنه رد على هذه الانتقادات".
              والجواب:
              أن المقالة ليست ردا كما هو معلوم لأنني كتبتها لبيان موقفي من مشايخنا جميعا وأنني لم أوافق الذين يطعنون في المشايخ ويحاولون إسقاطهم لأمور ذكرتها؛ مِنْ بَيْنِهَا أن انتقادات الشيخ التي بنى كثير منهم عليها معاملتهم لهم لم أجد أدلة تؤيدها لأعتمد عليها وأتشبث بها فالمقالة بيان لموقف ومطالبة بالأدلة وهذا ليس ردا وما مثله إلا كمثل سائل يسأل شيخه عن حكم أمر من الأمور فيجيبه الشيخ بالحكم دون ذكر دليله عليه فيطالبه السائل بدليله الذي بنى عليه حكمه حتى يعمل به ولا يتوقف فيه فهل هذا يعتبر ردا؟
              وقد غرد الشيخ رزيق القرشي حفظه الله في 13/03/2022 م قائلا: "طلب الدليل سنة سلفية قد ضيعها كثير من طلاب العلم. لأن معرفة الدليل علم يتحصن به طالبه ليكون أقوى. وليس من طلب الدليل من شيخه يقال عنه لا يحترم شيخه بل الشيخ لا يقبل من طلابه تنكيس الرأس وعدم طلب الدليل وعلى المحب لطلابه أن سوق الدليل ليزداد الطالب علما وفهما وقوة في حجته".

              - قلت بارك الله فيك: "المسألة الثالثة: ما أثمرته الفتنة من أشياء خطيرة ومنعرجات مبيرة. أما الثالثة فمدلولها صعب يا أخي، لأن انتقادات الشيخ للمشايخ لا يمكن أن تفرز أشياء خطيرة ومنعرجات مبيرة بما أنك صرحت أنها هي التي تدور عليها الفتنة في نظرك".
              الجواب:
              أولا: بارك الله فيك أنا لم أقل أن الأشياء الخطيرة والمنعرجات المبيرة هي ثمرة انتقادات الشيخ حفظه الله ورعاه وإنما ثمرة الفتنة القائمة وكلامي صريح وواضح.
              ثانيا: أنني جعلت انتقادات الشيخ حفظه الله قسيمة لها مع المسألة الثانية لا أصلًا لها فتنبه عند الكتابة بارك الله فيك لأنني أراك تغفل أو تسهو ولا مؤاخذة. يوضحه:
              ثالثا: قولك:" بما أنك صرحت أنها هي التي تدور عليها الفتنة في نظرك" أين التصريح وأنا أقول كما نقلتَ ولكنك عنه غفلتَ:" ما أثمرته الفتنة (ولم أقل الانتقادات) من أشياء خطيرة ومنعرجات مبيرة" وسيأتي في المقالة الثالثة ذكر بعضها إن شاء الله سبحانه وتعالى.

              - قلت بارك الله فيك: "وهذا يا أخي في الحقيقة يحسب عليك لا لك، فلماذا عمدت للمنتدى لتناقش الشيخ فركوس في هذه الانتقادات وفي فتاويه واجتهاداته المأجور عليها إن شاء الله ولم تذهب إليه أو تتصل به، و هذا هو الأصل، وموقعة يتلقى الرسائل والأسئلة للاستفسار ومنها ما ينشر في الموقع مذيلا بجواب الشيخ، وإن كنت حاولت أو فعلت فالرجاء التوضيح".
              والجواب:
              لقد راسلت الشيخ وقد تقدم التوضيح.
              ثم كتبت للأسباب التي ذكرتها وتقدم إعادة تذكيرك بها.

              - قلت بارك الله فيك: "ومن نافلة القول أذكرك لزاما بكلام من يثني على مقالك اليوم، أقصد الأخ مكي المهداوي لما اعترض على عبارة لي عادية قلت فيها أنني " أرى....." إلى آخر كلامك.
              والجواب:
              ما ينبغي لك أخي -وأنت تتكلّم معي وتستشكل كلامي أو تعترض علي- أن تلزمني أو تؤاخذني بكلام غيري؛ لأن عبد الصمد ليس هو مكي المهداوي، ومكي المهداوي ليس هو عبد الصمد، فإن كان لك عليه اعتراض أو انتقاد فخصه بكلام توجهه إليه، وتعترض به عليه، لا أن تعترض علي بكلامه الذي أنكره عليك، ففعلك هذا أخي ولا مؤاخذة خطأ محض، ومنهجية غير سوية.

              - قلت بارك الله فيك: "وأريد منه أن ينظر مرة أخرى في كلام عبد الصمد وهو يرد على انتقادات الشيخ فركوس وهو يقول:أنني لم أر فيما يذكره المنكرون على المشايخ المحاولون...." إلى آخر كلامك.
              والجواب:
              أولا: تقدم أنني لم أرد على الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله، وإنما هي مقالة في بيان ما أشكل علي مما أدى إلى ما صرحت به من موقفي تجاه جميع مشايخي، كما أن المقالة اشتملت على المطالبة بالأدلة حتى أكون على بصيرة.
              ثانيا: هذا الكلام الذي توجهه إلى غيري وأنت تعترض علي ما هو وجهه؟ هل أردت أن تدفع من وجهت الكلام إليه للرد علي كما رد عليك؟ أم لتأييدك فيما تقوله عني بإلزامه بما قاله فيك؟.
              ثالثا: أن إنكاره عليك قولك "أرى" هل هو مصيب فيه أم مخطئ؟ فإن كان مخطئا فلماذا جمعت كلماتي التي ظننتها تشبه كلامك الذي أنكره عليك؟ وإن كان مصيبا فيه فلماذا توجه الكلام إليه ولم تنكر علي رأسا دون إيراد اسمه وذكر كلامه؟.
              رابعا: كونك تبتر الكلام وتخرجه عن سياقه وسباقه ولحاقه ليس بالأمر السليم لأنه لا يمكن أن يفهم على وجهه إلا بسياقه وسباقه، فهذا الاختزال للكلمات الذي فعلته ثم سردك لها دون سياقها مما يبرزها على خلاف المعنى الذي قيلت فيه وسيقت لأجله هو طريق محفوف بالمخاطر وقد نهى عنه العلماء، ثم اعلم أنه يمكن لأي إنسان أن يعامل كلام غيره بهذه الطريقة ليحمله ما لا يتحمله وينكره على صاحبه فأنت مثلا نقلت كلامي:" فحتى لو فرضنا أن أدلتهم ضعيفة وليست مقنعة" ثم علقت عليه بقولك: "(بصيغة نحن)" فأنكرت علي استعمال نون الجماعة مع أنه أسلوب متبع ولا شيء فيه ينكر، وأن العبرة بالسياق الذي يحدد إن كان المتكلم به يعظم نفسه أم يسير على المعتاد من كلام الناس، فيمكن بكل سهولة أن يعاملك به غيرك فيقول لك مثلا أنك قلت في هذه السطور القليلة:" وهذا لا نختلف فيه معك كون الرد بعلم وأدب" وقد استعملت نون الجماعة أيضا فلماذا لم تقل:" وهذا لا أختلف فيه معك"؟ فاحذر أن تنكر من أجل الإنكار، وأن تعامل غيرك بما هو فيك ولا يمكنك التحرز منه.

              -قلت بارك الله فيك: "الذي ذكرتَه فيالمسألة الثانيةوهو قولك:ما ينقله المؤيدون للشيخ فركوس –حفظه الله- والمنتصرون له من طعونات في المشايخ قصد إسقاطهم وتنفير الناس عنهم- ينبغي أن تكون فيه توضيحات وتساؤلات مهمة ،و هي..لا أظنك تعني به كل من أنشأ حسابا وهميا وغير معروف في وسائل التواصل، فهؤلاء يحتمل جدا أن كثيرا منهم من الصعافقة والإخوان والمفسدين المعروفين، وليس كل تأييد منهم فهو للتأييد".
              والجواب من وجوه:
              الأول: لقد ظهر وبان من الجزء الثاني من هم المقصودون بهذا الكلام.
              الثاني: ذكرتَ فيهم احتمالات متنوعة من كونهم من الصعافقة أو حتى من الإخوان المفسدين وهذا صحيح وقد نبهتُ عليه في المقالة لكن هل يعني هذا أننا لا نرد عليهم ولا نبين باطلهم وقد صار السلفيون والمحبون للشيخ فركوس –حفظه الله- والذين يريدون نصرته ينشرون لهم ويبثون كلامهم وأنا إنما وصلني كلامهم عن طريق السلفيين والمشكلة في النقلة من إخواننا الذين أصبحوا ينقلون كل ما يوافق مذهبهم ولو عن المجاهيل الذين تتعدد الاحتمالات فيهم.
              الثالث: أن كلامك هذا يؤيدني فيما فعلت من الكتابة والبيان للرد على من قد يكون من الصعافقة والإخوان حتى لا يستشري شرهم ولا ينطلي على السلفين تلبيسهم.

              - قلت بارك الله فيك: "إن كنت تعني به بعض من طلبة العلم في الجزائر المعروفين عند المشايخ والذين كانت لهم علاقة مباشرة ببعض الأحداث فبعضهم معروف أنهم من السلفيين الألمعين _نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا _ وكانوا قد شهدوا بما رأوا أو عرفوا من أمور ونقلوها على سبيل الشهادة والأخبار الموثوقة لكن الكثير منها تم تكذيبه ورده على أنه تحريش وإفساد والحقيقة أن التحريش له أوجه يعرف بها، حتى لا يكون كل كلام تحريشا أو طعنا، والتحريشات أساسها الكذب والتلبيس وبتر الكلام....".
              والجواب من وجوه:
              الأول: أنا لم يصلني شيء لا شهادات ولا غيرها موثقة عن طلبة علم معروفين وإنما الذي وصلني من الأدلة التي يراد بها تأييد كلام العلامة فركوس حفظه الله في بيانه ما ذكرته في الجزء الثاني وحتى ما ذكرت بعضه في الجزء الأول.
              الثاني: قررتَ أن هناك شهادات وأخبارا موثوقة لطلبة علم معروفين أو لسلفيين ألمعين فيما يتعلق بالأحداث وتظنها أدلة قائمة فهل أنت اطلعت عليها بنفسك أم تنقلها عن غيرك؟ فإن كنت اطلعت عليها وهي أدلة قوية فكما قال بعض السلف:" سموا لنا رجالكم" أذكر أخي الكريم أسماءهم واذكر ما شهدوا به حتى نعلم ذلك ونتخذ موقفا بناء عليه، أما إذا كنت تردد ما يقال ويشاع عمن نَقل إلى الشيخ حفظه الله بأنهم طلبة علم ونحوها فنحن لا نأخذ بهذا وبخاصة وقد ظهر لنا حال بعض النقولات التي تقدم الكلام عليها في المقالة مما يجعلنا نتوقف فيما نُقِلَ وفيمن نَقَلَ.
              الثالث: لقد قررت –وأنت بصدد إنكار وجود التحريش- أن للتحريش وجوها يعرف بها وذكرت في بيانها الكذب والتلبيس وبتر الكلام، وهذا كله موجود:
              فالكذب ثابت وجوده في هذه الفتنة ومنه النقل الكاذب للشيخ بأن أئمة معينين طردوا من يصلي بالتراص من مساجدهم ولقد كذب هؤلاء الإخوة هذا الاتهام وتبرؤوا منه، ومنهم من برأه أهل مسجده، فأين هم الإخوة الذين طُردوا ليشهدوا بخلاف ما قاله هؤلاء الأئمة؟
              والتلبيس ثابت وجوده في هذه الفتنة ومنها ما نقل للشيخ من أن الشيخ لزهر يسفهه وهو اتهام له مبني على لازم قوله وهذا عين التلبيس.
              والبتر ثابت وجوده في هذه الفتنة كما بتر كلام الشيخ أزهر المتقدم في المقالة وهو قوله:" واعتقدنا إساءة الظن، أن الشيخ أساء الظن بنا، هذه أقولها وأعتقدها..." وغيره من الأمثلة التي ذكرتها في الجزء الثاني.
              فكيف تنفي التحريش وفي الواقع أمثال هذه الحقائق أخي الكريم؟ بل إن الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله قد أثبته وإن كان لم يجعله أصلا بل فرعا.

              - قلت بارك الله فيك: "ما ردده الكثير ممن حاول إصلاح الأمور بزعمه والدفاع عن الشيخين أزهر وجمعة أن هذا التحريش هو من فعل بطانة تحيط بالشيخ أو لبست عليه، لعلهم يقصدون قضية أو قضيتين أو يقصدون كل ما بينه الشيخ في رسالة شهادة للتاريخ..".
              والجواب:
              أولا: أنا لم أذكر أن للشيخ -حفظه الله ورعاه- بطانة سيئة وما زلتَ ولا مؤاخذة تذكر كلام غيري في معرض الاعتراض علي وهي منهجية غير سوية كما تقدم. هذا .
              ثانيا: الذي ذكرته أنا في المقالة في غير ما موضع النقلة الذين قد يكون أحدهم ثقة عند الشيخ حفظه الله ولا يكون كذلك في واقع أمره وأذكرك ببعض ما قلته:
              - قلت: وهذا الأمر يحتاج إلى تعريف بمن قاله، وما الدليل على أنه تكلم به؛ لأن هذه الفتنة كثرت فيها النقولات ونحن لا نتهم الشيخ -حفظه الله ورعاه- فهو ثقة عندنا وفوق كل تهمة لدينا –والحمد لله- لكن ليس كذلك من يَنْقُلُ له قد يكون: مغرضا، أو متأولا، أو ممن أصيب بالوهم، أو سوء الفهم، أو غير ذلك، ومما دفعنا لمثل اعتقادنا هذا فيهم أن بعض الأمور التي نقلت للشيخ ليست بصحيحة وبعضها مبناه على سوء الفهم أو القصد كما تقدم بعضه وسيأتي الكلام على باقيه.
              - والخلاصة: أن مثل هذه الأمور جعلتني أتوقف في كثير مما ينقل في هذه الفتنة إلا أن يقوم الدليل الواضح عليه لأنني لا أدري تحت أي مثال من هذه الأمثلة يندرج.
              وليس هذا من قبيل ترك قول الشيخ وخبره وهو معتبر ومصدق -حفظه الله ورعاه- ولكن الانتقادات التي وصلتني أدلتها كان حالها ما تقدم الكلام عليه، وما كنت لأعتمد عليها في قبول إسقاط شيخ من المشايخ عرف بالسلفية والدفاع عنها والدعوة إليها لمدة طويلة وهذا كله ريبا فيمن ينقل للشيخ وقد يدس بعض الباطل عليه إما بسوء تأويل أو بسبب جهل أو تعمد ظلم وباطل ويكون ثقة عند والدنا -حفظه الله ورعاه وسلمه من الشرور كلها- فيقبل قوله ولا يراجع وراءه.
              - أن الارتياب فيمن ينقل للشيخ والشك فيه لا يعني الارتياب في الشيخ نفسه، فقد يكون الشخص الناقل عند الشيخ معتمدا لما يعلمه فيه ويراه منه ويكون عند غيره متهما لما علم منه واطلع عليه من أمره، وهؤلاء الذين ينقلون للشيخ حفظه لله ورعاه ثبت عندنا من شواهد الاعتبار –وقد تقدم بعضها- ما يجعلنا نشك فيهم ولا نتبنى حكما بني على نقولاتهم وأقوالهم، إلا إذا......".

              - ثم قلت بارك الله فيك -بعدما نقلت كلامك وكلامي في قضية بطانة الشيخين ربيع وعبيد حفظهما الله-: "... هذه هي الأدلة أخي عبد الصمد التي اعتذر بها السلفيون للشيخ ربيع وأثبتوا أفاعيل بطانة الشر المفسدة، فهل في رأيك يوجد مثل هذه الأدلة ولو نصفها عند من يرمي بعض طلبة العلم في الجزائر بأنهم بطانة للشيخ فركوس؟".
              والجواب من وجوه:
              الأول: اسأل هذا السؤال من يرمي هؤلاء الطلبة الذين تعنيهم بالبطانة السيئة؟ واترك بارك الله فيك إلزامي بكلام غيري.
              الثاني: كما تقدم إنما تكلمت أنا عن النقلة لا عن البطانة، ونقولاتهم تدل على أحد الأوجه المتقدمة فيهم: إما أن يكون: 1-مغرضا، 2- أو متأولا، 3- أو ممن أصيب بالوهم، 4- أو سوء الفهم، 5- أو غير ذلك.
              أو كما قلت أيضا: وقد يدس بعض الباطل عليه إما: 1- بسوء تأويل 2- أو بسبب جهل 3- أو تعمد ظلم وباطل.
              الثالث: الريب إنما هو في النقلة لما ذكرته من الأمور التي تلزم من اطلع عليها أن لا يثق بهم ويرتاب في نقولاتهم سواء كانوا بطانة للشيخ ملازمين له أو مجرد نقلة يأتونه ويترددون عليه، ومن ذلك:
              - نسبة طرد المصلين بالتراص لبعض الأئمة.
              - نسبة تسفيه الشيخ العلامة فركوس حفظه الله للشيخ أزهر حفظه الله.
              - نسبة النهي عن مجالسة الشيخ فركوس حفظه الله للشيخ حسن آيت علجت حفظه الله.
              - نسبة رضى الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله بوصف الشيخ فركوس حفظه الله بالحمق.
              ونحوها.
              وأخيرا:
              أقول جزاك الله خيرا أخي خالد على حرصك على الخير وتعاونك مع إخوانك للبحث عن الحقيقة ومحاولة إبرازها وبيانها أو التعرف عليها ولزومها، أسأل الله عز وجل أن يجعلنا إخوانا وعلى الحق أعوانا والله الموفق لا رب لنا سواه.
              * * *

              وكتبه أخوك:

              أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
              يوم الثلاثاء: 19 شعبان 1443هـ
              الموافق لـ: 22/ 03 / 2022م
              التعديل الأخير تم بواسطة إدارة الإبانة السلفية; الساعة 2022-03-22, 05:17 PM.

              تعليق


              • #22
                بسم الله الرحمن الرحيم

                الأخطاء التي وقعت فيها أخي عبد الصمد إجمالا هي بسبب طريقتك في تناول الموضوع الذي يدور في الساحة ، وهو أنك قرنت في مقالك هذا _الذي لا تريد أن تسميه ردا _ بين بيان ورد على ما ورد في رسالة الشيخ الشخصية لإخوانه من إنتقادات وبين ما يتم تناقله في الأنترنت ووسائل التواصل حول هذه الخلافات من " الطعونات الموجودة، والتجريحات المنتشرة هي: من شباب مبتدئين، ومجاهيل غير معروفين، وأصحاب أسماء مستعارة مريبين " ، فخلطت بين هذه وتلك حتى تراءى للقارئ أن للشيخ علاقة بهؤلاء المجاهيل وأنه يؤيدهم في كل أمورهم وهذا واضح في كلامك كله ولا تستطيع نفيه أبدا .
                _ و ويدل على هذا تلك السقطة الشنيعة التي ارتكبتها في حق الشيخ من حيث تدري أو لا تدري ،و هي قولك في آخر الرد : الثالث: الريب إنما هو في النقلة لما ذكرته من الأمور التي تلزم من اطلع عليها أن لا يثق بهم ويرتاب في نقولاتهم سواء كانوا بطانة للشيخ ملازمين له أو " مجرد نقلة يأتونه ويترددون عليه " فهل تظن أن الشيخ الذي هو عندك ثقة ومصدّق ينزل به الحال إلى قبول أخبار من مجرد نقلة يأتون إليه _ هكذا بإطلاق _ فيتكلم في إخوانه ويجمع عليهم مؤاخذات ،و هذا والله أشنع من قول من قال أن له بطانة ، فربما البطانة وثق بها لملازمته طويلا وتزينت له بالصلاح طويلا مثلا ، أو وثّقت له أناسا لا يستحقون الثقة فكيف تظن أن الشيخ يثق في شخص بمجرد مجيئه عنده ؟
                _ و الأصل هو التفريق بين الردود حفظا لكرامة العلماء وأعراضهم من اللمز والإنتقاص ، خاصة وأنك قلت " لأن المشايخ لم يُحَذِّر بعضهم من بعض، ولم أفهم مما وصلني من كلام العلامة فركوس حفظه الله ما يدل على إسقاطه لهم، وتحذير الناس من مجالستهم... "، وإن كنت لا أوافقك في الرد على كل أحد وهذا ليس من عادة السلفيين ، بل كان من المقرر عند أحد المشايخ الذي يعنيه البيان أن الرد لا يكون على المجاهيل .
                _ وهذا في الحقيقة بسبب الإضطراب في أخذ الوقائع ، وقد ذكرت الكثير من الأمور التي يجب التنبيه عليها ، فمثلا :
                _ قلتَ: أنا لم أذكر أن للشيخ -حفظه الله ورعاه- بطانة سيئة ... أقول ربما تصريحا وكتابة، لكنك تحوم حولها ونحن لسنا أعاجم ، وقد قلت ما هو أكبر منها كما سبق ، والأهم هو أن تبين رأيك منها هل تقر بها أم لا؟ ، لأن الشيخ أزهر وبعضهم كالدكتور أسامة وآخرون يقرون بها ويصرحون ، و في كتاباتك ذكرت ما يدل على ذلك ، فقلت مثلا : ... فقد يكون الشخص الناقل عند الشيخ معتمدا لما يعلمه فيه ويراه منه ... بل السؤال لماذا الشيخ يثق في فلان ولا يثق في غيره وكيف تمكن من قبول كلامهم ولم يقبل كلام الآخرين وهو الثقة المصدق عندك ، مادليلك إن لم تكن مقتنعا بأنه محاط ببطانة ؟
                _ قلت : أنا أذكر عن نفسي أنني لم أتصل في هذه الفتنة بشيخ من المشايخ ولم أحاول الدخول فيها ، ثم قولك في الرد على تعليقي : لقد راسلت الشيخ حفظه الله بكثير مما أشكل علي في بيانه سلمه الله وبارك في أنفاسه بل حتى فيما تبع البيان ...وإلى الآن لم أتشرف بجواب الشيخ.." فأي كلام نصدق ؟
                _ ولأن انتقادات الشيخ لإخوانه لو أراد الشيخ أن يطلع كل أحد عليها لأعلن ذلك في موقعه مثلا ، لكن بما أنه أسر بها لإخوانه فهنا لكل مقام مقال كما ذكرت لك سالفا ، وهذا جواب من يقول اليوم أن بيان الشيخ مجمل وليس فيه أدلة ، فالحقيقة أن الذي يقول ذلك من وُجه إليه المقال خاصة وهو من يطالب الشيخ بالأدلة وبالشهود والنقلة والثقات الذين اعتمدهم الشيخ وربما يتقابلون ويتحاورون في ذلك كما فتح الشيخ المجال لذلك وبين في مجالس بالجامعة والمكتبة، و قد قال الشيخ أزهر من قريب أن من شرح بيان الشيخ إنما تقدَّم بين يدي الشيخ فمن باب أولى أن من رد عليه كذلك تقدم بين يدي المشايخ ، إلا إن كنت ممن شهد هذه الأمور وحضرها كما أسلفت لك من قبل ، أو كنت تكتب بطلب من شيخ ما فعليك تبيين ذلك كتابة والإفصاح عنه مباشرة ، لا بالتعميم و الغمغمة .
                _ وإن كنت تقول أنهم مشايخ ثقات وعدول فهو أوثقهم وأعدلهم ،و أكبرهم وأعلمهم ، وخبر الثقة لا يرد هكذا ، حتى يثبت لك العكس وبالدليل كما ثبت في حق الشيخ ربيع كذب البطانة عليه فنعتذر للشيخ ربيع كوننا نعلم أنه ثقة ثبت عدل لا يتكلم إلا بالدليل فنتهم غيره ممن وثق فيهم .
                أما ما يخص الحسابات المجهولة فلك أن ترد عليها وتدافع عن المشايخ بالدليل ، و إن كان لا يستحسن الرد على كل ناعق ، و كما قيل : لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُه حجرًا ... لأصبح الحجر مثقالاً بدينارِ .
                قولك : رابعا: كونك تبتر الكلام وتخرجه عن سياقه وسباقه ولحاقه ليس بالأمر السليم ... " قد أبعدت النجعة في هذا للأسف ، فالذي يبين لك المؤاخذة ثم يقتصر على نقل العبارات المعنية من أجل إختصار الكلام وعدم الإطالة ويذكر لك المصدر أو ينقلها من كلامك الذي هو موجود أمامك لتراجعها كيف يصح أن تقول له أنك تبتر الكلام ،أم تريد مني أن أنسخ مقالك كله ! و المقصود صرحتُ به و هو " أرى وأخواتها " طبعا ، لكن للأسف كم من معيب قولا صحيحا ...
                ومما يؤكد منهجك في التعمية والإضطراب هو قولك بعدها : فيمكن بكل سهولة أن يعاملك به غيرك فيقول لك مثلا أنك قلت في هذه السطور القليلة:" وهذا لا نختلف فيه معك كون الرد بعلم وأدب" وقد استعملت نون الجماعة ... وهذا في الحقيقة لأنك ممن يقف على حروف الكلمات لا على دلالاتها ، والدليل أن قولي لا نختلف فيه معك كون الرد بعلم وأدب أعني به نحن السلفيون جميعا وهذا لا نختلف فيه طبعا جميعنا ، و قدأجازه بعضهم إن كان بهذا المفهوم ، بينما قولك أنت إنما هو في سياق مقال عن وجهة نظر خاصة بك ودوافع كتابة خاصة بك ، و إن كنت تكتب باسم جماعة فاذكرهم .
                _ قولك : قررتَ أن هناك شهادات وأخبارا موثوقة لطلبة علم معروفين أو لسلفيين ألمعين فيما يتعلق بالأحداث وتظنها أدلة قائمة فهل أنت اطلعت عليها بنفسك أم تنقلها عن غيرك؟ أعني ما ذكره الشيخ فركوس في شهادة للتاريخ وبينه ببعض الشرح في تلك المجالس بعده ، و هو الثقة المصدق عندك ، ولا يعقل أن أتوسع في هذا كما طلبت وأنا الذي أطلب منك ترك الأمور لمن يعنيهم الأمر كونها رسالة شخصية ، و هذا كلام على سبيل التساؤل لما رأيتك أجملت الكلام على انتقادات الشيخ والرد على المجاهيل في الرد الأول.
                والحمد لله أولا وآخرا
                الأربعاء 23 مارس 2022م الموافق ل : 20 شعبان 1443ه

                تعليق


                • #23
                  بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
                  - قلت بارك الله فيك وبصرك:" الأخطاء التي وقعت فيها أخي عبد الصمد إجمالا هي بسبب طريقتك في تناول الموضوع الذي يدور في الساحة، وهو أنك قرنت في مقالك هذا _الذي لا تريد أن تسميه ردا _ بينبيان ورد على ما ورد في رسالة الشيخ الشخصية لإخوانه من إنتقاداتوبينما يتم تناقله في الأنترنت ووسائل التواصل حول هذه الخلافات من " الطعونات الموجودة، والتجريحات المنتشرة هي: من شباب مبتدئين، ومجاهيل غير معروفين، وأصحاب أسماء مستعارة مريبين"، فخلطت بين هذه وتلك حتى تراءى للقارئ أن للشيخ علاقة بهؤلاء المجاهيل وأنه يؤيدهم في كل أمورهم وهذا واضح في كلامك كله ولا تستطيع نفيه أبدا".
                  والجواب من وجهين:
                  الأول: أنني -والحمد لله- لم أخلط كما تدعي وتزعم؛ لأن المقالة الأولى إنما كانت في بيان موقفي من مشايخي جميعا، وتوقفي في الأخذ بالانتقادات التي جاءت في رسالة الشيخ إلى إخوانه لأنني لم أطلع على أدلة الشيخ حفظه الله التي تدعمها، ولا براهينه التي تؤيدها، وغاية ما ذكره المؤيدون للشيخ من الأدلة التي أرادوا أن يحتجوا بها لكلام الشيخ حفظه الله ما ذكرته في المقالة، وتكلمت عليه، وبينت حقيقته، فإن كنت أنت اطلعت -كما ذكرتُ لك سابقا- على ما يدعمها، ويدل عليها، ويجعلها ثابتة قوية؛ فأتحف القراء بها، وأطلعنا عليها؛ حتى نسترشد كما استرشدت، ونهتدي كما اهتديت، وهذا الذي طالبتك به ولكن لم تفعله إلى الساعة، ورحت تكتب ما لا ينفع القراء بحال في هذه المسألة.
                  الثاني: أخي –ولا مؤاخذة- لا ترد من أجل الرد، ولا تتكلم من أجل الكلام؛ لأنني لم أقل أن الشيخ له علاقة بهؤلاء المجاهيل، وأنه يؤيدهم، وإنما قلت أنهم هم الذين يؤيدونه، ويحاولون للاستدلال لانتقاداته، واستدلالاتهم حالها كما تقدم بيانه في المقالتين، فالخلط يا أخي الكريم منك وليس مني، وعندك وليس عندي.
                  - قلت بارك الله فيك وبصرك:" _ و ويدل على هذا تلك السقطة الشنيعة التي ارتكبتها في حق الشيخ من حيث تدري أو لا تدري، وهي قولك في آخر الرد:الثالث: الريب إنما هو في النقلة لما ذكرته من الأمور التي تلزم من اطلع عليها أن لا يثق بهم ويرتاب في نقولاتهم سواء كانوا بطانة للشيخ ملازمين له أو " مجرد نقلة يأتونه ويترددون عليه "فهل تظن أن الشيخ الذي هو عندك ثقة ومصدّق ينزل به الحال إلى قبول أخبار منمجرد نقلة يأتون إليه _ هكذا بإطلاق _فيتكلم في إخوانه ويجمع عليهم مؤاخذات، وهذا والله أشنع من قول من قال أن له بطانة، فربما البطانة وثق بها لملازمته طويلا وتزينت له بالصلاح طويلا مثلا، أو وثّقت له أناسا لا يستحقون الثقة فكيف تظن أن الشيخ يثق في شخص بمجرد مجيئه عنده؟".
                  والجواب:
                  أولا: لقد بينت أن النقلة الذين ينقلون للشيخ والذي جَعَلَنَا نقلُهم نرتاب فيهم قد يكونون موثوقين عند الشيخ حفظه الله فلذلك هو يثق فيهم ويأخذ بنقولاتهم فالعبرة بثقة الشيخ فيهم لا بكونهم بطانة أو غير ذلك، وأضرب لك مثلا مبينا لعلك تستوعب جيدا:
                  كرر الشيخ حفظه الله مسألة طرد المصلين بالتراص من المساجد أكثر من مرة في البيان وما تلاه من التوضيحات حيث مثلا:
                  قال في البيان ص3:" ومحاربة لكل من يصلي بالتراص اقتداء بالسنة النبوية، بل وحتى إخراجه من المسجد".
                  وقال كما في تآزر الطلبة ص7:" لكن أئمة يحاربون من يصلي على السنة، يخرجونه من المسجد، ويرمونه بإحداث الفتنة".
                  والسؤال هل الشيخ عاين هذا الطرد بنفسه أم ذكره بناء على ما نقل له؟ لا شك أن الجواب هو الثاني، فمن هؤلاء النقلة الذين نقلوا للشيخ هذ الخبر؟ أعيد عليك السؤال الذي سبق وأن قلته لك:" سموا لنا رجالكم"، لأن الناقل إما أن يكون هو المطرود فعليه أن يخرج ويعلن عن نفسه لأن من نَقل عنه أنه طرده تبرأ مما قيل فيه وبرأ بعضهم أهل مسجده فبالتالي صار متهما فيما نقله، وإما أن يكون الناقل غير المطرود فسمه للقراء ليسمي لنا بدوره من هو المطرود؟ فإن لم تستطع أن تسمي لنا لا هؤلاء ولا هؤلاء دل على أنك تتبع الذي يقال، ولا دليل لك على هذه المسائل بحال، وأن دليلك الوحيد هو أن الشيخ قد قال، وهذا ليس بدليل بارك الله فيك وبصرك.
                  ثانيا: إلى الآن لم تفهم أن الشيخ -حفظه الله- كما تقدم وصرحت ثقة عند كل السلفيين، وفوق كل شبهة عندهم، لكن ليس كذلك من ينقل له لشواهد الاعتبار التي تقدم نقلها والكلام عليها.
                  ثالثا: قولك:" فكيف تظن أن الشيخ يثق في شخص بمجرد مجيئه عنده" ليس الثقة في شخصٍ ما يكون مبناها على مجرد المجيء، ولكن قد يكون مبناها على حسن الظن، أو على تزكية من يحسن به الظن، أو أن الأصل في المسلم العدالة وبخاصة والشيخ يرى أن خبر الواحد تثبت به عدالة الرجل، أو على توارد الأخبار ونحوها، وقد ذكرت أنت في كلامك هذا بعض هذه الوجوه حيث قلت وأنت تتكلم على البطانة: أو وثّقت له أناسا لا يستحقون الثقة".
                  - قلت بارك الله فيك وبصرك:" _ قلتَ: أنا لم أذكر أن للشيخ -حفظه الله ورعاه- بطانة سيئة ...أقول ربما تصريحا وكتابة، لكنك تحوم حولها ونحن لسنا أعاجم، وقد قلت ما هو أكبر منها كما سبق، والأهم هو أن تبين رأيك منها هل تقر بها أم لا؟، لأن الشيخ أزهر وبعضهم كالدكتور أسامة وآخرون يقرون بها ويصرحون، وفي كتاباتك ذكرت ما يدل على ذلك، فقلت مثلا...:فقد يكون الشخص الناقل عند الشيخ معتمدا لما يعلمه فيه ويراه منه...بل السؤال لماذا الشيخ يثق في فلان ولا يثق في غيره وكيف تمكن من قبول كلامهم ولم يقبل كلام الآخرين وهو الثقة المصدق عندك، ما دليلك إن لم تكن مقتنعا بأنه محاط ببطانة؟".
                  والجواب:
                  أولا: الذي لم تفهمه بَعْدُ أن كلامي ليس في إثبات البطانة من عدمه، وإنما فيما نُقل للشيخ أيا كان ناقله، فالذي نُقل للشيخ -حفظه الله- فيه الكذب، والتلبيس، والبتر، ونحوها مما تقدم الكلام عليه، وبيان ثبوته، فلا يهمني بعد ذلك من الناقل؟ هل هو من البطانة أو ممن يثق فيهم من النقلة؟ وعد إلى الجواب السابق ففيه بيان الكذب والتلبيس والبتر.
                  ثانيا: قولك:" بل السؤال لماذا الشيخ يثق في فلان ولا يثق في غيره" تقدم أن الشيخ قد يثق في الناقل لأحد أسباب ذكرتها، ومنها: أن يزكيه له من يثق فيه، وهو يكتفي في هذا بشهادة الواحد كما قرر في بعض أجوبته حفظه الله ورعاه، لكن المشكل ليس لماذا وثق بفلان وإنما هل صح ما نُقل للشيخ من قِبَل فلان؟ يوضحه:
                  ثالثا: هل يثبت الأمر بمجدر ذكر الشيخ له أم لابد من دليل عليه؟ فإن قلت لابد من دليل عليه فهو الذي لا زلت أطلبه وطالبتك أنت به ولم تجبني إلى الساعة عنه، وإن قلت: كلام الشيخ في حد ذاته دليل فهذا طريق أهل التقليد وليس طريق طلبة العلم ومع ذلك أقول لك: إن كنت مقلدا فلا ضير عليك أن تقلد الشيخ فيما ذهب إليه ولو لم تعرف دليله ولكن الواجب عليك أن لا تزيد على كلام الشيخ حرفا ولا تحاول إلزام غيرك بالتقليد مثلك.
                  - قلت بارك الله فيك وبصرك:" _ قلت : أنا أذكر عن نفسي أنني لم أتصل في هذه الفتنة بشيخ من المشايخ ولم أحاول الدخول فيها، ثم قولك في الرد على تعليقي:لقد راسلت الشيخ حفظه الله بكثير مما أشكل علي في بيانه سلمه الله وبارك في أنفاسه بل حتى فيما تبع البيان ... وإلى الآن لم أتشرف بجواب الشيخ.."فأي كلام نصدق؟".
                  والجواب:
                  أخي خالد –ولا مؤاخذة- ما أبعد فهمك وأقل تركيزك وبخاصة وأنت تقول أنك تفهم الكلام ولست من الأعاجم، كوني لم أتصل بشيخ من المشايخ أيام الفتنة ولم أحاول الدخول فيها أي بنصرة طرفا من الأطراف؛ لا يعني أنني لا أسأل الشيخ فركوسا حفظه الله على ما استشكلته في بيانه ولم أقتنع به من كلامه، فالأمران مختلفان فلكل أمر وجهه، ولكل قول معناه الذي لم تفهمه.
                  - قلت بارك الله فيك وبصرك:" _ ولأن انتقادات الشيخ لإخوانه لو أراد الشيخ أن يطلع كل أحد عليها لأعلن ذلك في موقعه مثلا، لكن بما أنه أسر بها لإخوانه فهنا لكل مقام مقال كما ذكرت لك سالفا، وهذا جواب من يقول اليوم أن بيان الشيخ مجمل وليس فيه أدلة، فالحقيقة أن الذي يقول ذلك من وُجه إليه المقال خاصة وهو من يطالب الشيخ بالأدلة وبالشهود والنقلة والثقات الذين اعتمدهم الشيخ وربما يتقابلون ويتحاورون في ذلك كما فتح الشيخ المجال لذلك وبين في مجالس بالجامعة والمكتبة، و قد قال الشيخ أزهر من قريبأن من شرح بيان الشيخ إنما تقدَّم بين يدي الشيخ فمن باب أولى أن من رد عليه كذلك تقدم بين يدي المشايخ، إلا إن كنت ممن شهد هذه الأمور وحضرها كما أسلفت لك من قبل، أو كنت تكتب بطلب من شيخ ما فعليك تبيين ذلك كتابة والإفصاح عنه مباشرة، لا بالتعميم والغمغمة".
                  والجواب:
                  قررتَ أن من يطالب الشيخ بالأدلة وبالشهود والنقلة والثقات الذين اعتمدهم الشيخ هم من وُجه إليهم المقال خاصة، وهذا أخي-بصرك الله- صحيح لو بقي الكلام موجها إليهم خاصة ولم يخرج إلى العامة، هذا أولا.
                  وثانيا: أن هذا الكلام يصح لو لم يكن كل من اطلع على بيان الشيخ مطالبا بالأخذ به، والعمل بمضمونه، واعتقاد الانتقادات التي قالها العلامة في المشايخ ومعاملتهم على أساسها، أَما وقد صار كل هذا وغيره مطلوبا فلا بد من معرفة الأدلة التي تقوي العزيمة وتدفع للعمل بهمة.
                  ثم اعلم -بصرك الله- أن هذا ليس من التقدم بين يدي المشايخ يا أخي كما تزعم لأنهم لم يصبحوا معنيين بالرسالة لوحدهم وإنما أصبح كل سلفي معنيا بها بعد تسريبها وانتشارها واختلاف الإخوة حول العمل بمضمونها.
                  ولأجل هذا أنا كتبت المقالة لبيان موقفي والمطالبة بالأدلة التي تلزمني، الأمر الذي لم تفهمه بعد.
                  ولكونك لم تفهمه مع إغفالك للدوافع التي ذكرتُ في المقالة أنها دفعتني لكتابتها وتحريرها سألتني إن كنت أكتب بطلب من بعض مشايخي، وأقول لك: لم يطلب مني أحد من المشايخ الكتابة وأنا -والحمد لله وحده- لم أكتب شيئا في السابق ولا في الحاضر إلا إذا اقتنعت به وغلب على ظني صحته لا أحاول فيه موافقة ولا إرضاء أحد من خلق الله سبحانه وأسأله جل وعلا أن يجعلني كذلك وأن يوفقني ما بقيت لذلك.
                  - قلت: بارك الله فيك وبصرك:" _ وإن كنت تقول أنهم مشايخ ثقات وعدول فهو أوثقهم وأعدلهم، وأكبرهم وأعلمهم، وخبر الثقة لا يرد هكذا، حتى يثبت لك العكس وبالدليل كما ثبت في حق الشيخ ربيع كذب البطانة عليه فنعتذر للشيخ ربيع كوننا نعلم أنه ثقة ثبت عدل لا يتكلم إلا بالدليل فنتهم غيره ممن وثق فيهم".
                  والجواب:
                  أن الشيخ ثقة عند السلفيين جميعا وفوق كل شبهة لديهم قاطبة كما تقدم مرارا والشك ليس في خبره وإنما فيمن ينقل له، ولم يَدْعُني للشك في النقلة دون الشيخ إلا الآتي:
                  أولا: أن الشيخ ثقة عدل والحمد لله.
                  ثانيا: أن ما ذكره حفظه الله فيه ما هو كذب محض وتلبيس صرف وبتر ظاهر، فمن يتهم السلفيون يا أخانا بارك الله فيك وبصرك؟ يتهمون النقلة قولا واحدا، وهو نفس ما وقع لنا جميعا مع العلامة ربيع حفظه الله ورعاه، وقد كررت هذا كثيرا ولكنك لم تفهمه ولذلك قلتَ ما قلتَ.
                  فهذا كله قد تقدم الكلام عليه ولكنك -ولا مؤاخذة- تتجاوزه ولا تستفيد منه وتكرر الكلام الذي يدل على ذلك منك؛ ولتذكيرك آخر مرة أعيد نقل ما قلته لك في الجواب السابق:
                  ثانيا: الذي ذكرته أنا في المقالة في غير ما موضع النقلة الذين قد يكون أحدهم ثقة عند الشيخ حفظه الله ولا يكون كذلك في واقع أمره وأذكرك ببعض ما قلته:
                  1- قلت: وهذا الأمر يحتاج إلى تعريف بمن قاله، وما الدليل على أنه تكلم به؛ لأن هذه الفتنة كثرت فيها النقولات ونحن لا نتهم الشيخ -حفظه الله ورعاه- فهو ثقة عندنا وفوق كل تهمة لدينا –والحمد لله- لكن ليس كذلك من يَنْقُلُ له قد يكون: مغرضا، أو متأولا، أو ممن أصيب بالوهم، أو سوء الفهم، أو غير ذلك، ومما دفعنا لمثل اعتقادنا هذا فيهم أن بعض الأمور التي نقلت للشيخ ليست بصحيحة وبعضها مبناه على سوء الفهم أو القصد كما تقدم بعضه وسيأتي الكلام على باقيه.
                  2- والخلاصة: أن مثل هذه الأمور جعلتني أتوقف في كثير مما ينقل في هذه الفتنة إلا أن يقوم الدليل الواضح عليه لأنني لا أدري تحت أي مثال من هذه الأمثلة يندرج.
                  وليس هذا من قبيل ترك قول الشيخ وخبره وهو معتبر ومصدق -حفظه الله ورعاه- ولكن الانتقادات التي وصلتني أدلتها كان حالها ما تقدم الكلام عليه، وما كنت لأعتمد عليها في قبول إسقاط شيخ من المشايخ عرف بالسلفية والدفاع عنها والدعوة إليها لمدة طويلة وهذا كله ريبا فيمن ينقل للشيخ وقد يدس بعض الباطل عليه إما بسوء تأويل أو بسبب جهل أو تعمد ظلم وباطل ويكون ثقة عند والدنا -حفظه الله ورعاه وسلمه من الشرور كلها- فيقبل قوله ولا يراجع وراءه.
                  3- أن الارتياب فيمن ينقل للشيخ والشك فيه لا يعني الارتياب في الشيخ نفسه، فقد يكون الشخص الناقل عند الشيخ معتمدا لما يعلمه فيه ويراه منه ويكون عند غيره متهما لما علم منه واطلع عليه من أمره، وهؤلاء الذين ينقلون للشيخ حفظه لله ورعاه ثبت عندنا من شواهد الاعتبار –وقد تقدم بعضها- ما يجعلنا نشك فيهم ولا نتبنى حكما بني على نقولاتهم وأقوالهم، إلا إذا......".
                  - قلت بارك الله فيك وبصرك:" قولك : رابعا: كونك تبتر الكلام وتخرجه عن سياقه وسباقه ولحاقه ليس بالأمر السليم ... "قد أبعدت النجعة في هذا للأسف، فالذي يبين لك المؤاخذة ثم يقتصر على نقل العبارات المعنية من أجل اختصار الكلام وعدم الإطالة ويذكر لك المصدر أو ينقلها من كلامك الذي هو موجود أمامك لتراجعها كيف يصح أن تقول له أنك تبتر الكلام، أم تريد مني أن أنسخ مقالك كله ! و المقصود صرحتُ به و هو " أرى وأخواتها " طبعا ، لكن للأسف كم من معيب (كذا) قولا صحيحا".
                  والجواب:
                  أولا: لم أفهمك! هي مؤاخذة أم ليس بمؤاخذة؟ فإن كانت مؤاخذة فلماذا أنكرتها على مكي المهداوي لما ردها عليك وأنكرها منك؟ وإن لم تكن مؤاخذة عليك فلماذا تؤاخذني بها؟ عجيب أمرك!.
                  ثانيا: أظن أن كلمة "أرى" دون أخواتها هي التي أنكرها عليك الأخ مكي فلماذا تنكرها وأنت ممن يقع فيها، فإن كنت تبت لله منها فأظهر التوبة لعلي أقتدي بك وأسير على طريقك، وهذا من باب الإلزام وإلا فأنا قد بينت لك أن هذه الكلمات مما يقولها الناس عادة ولا ينبغي التضييق على الناس فيما اعتادوه، وأن السياق هو الذي يحدد إن كان القائل لها يقولها من باب التعظيم لنفسه أم جريا على ما اعتاده الناس في كتاباتهم ومخاطباتهم ولذلك أنكرت عليك البتر الذي يخرج الكلمة عن سياقها وسباقها الذين يفهم منهما حقيقة المتكلم المعبر وجلية الكاتب المحرر.
                  وأراني مضطرا لأرد عليك قولك:" وكم من عائب قولا صحيحا".
                  - قلت بارك الله فيك وبصرك:" ومما يؤكد منهجك في التعمية والإضطراب هو قولك بعدها:فيمكن بكل سهولة أن يعاملك به غيرك فيقول لك مثلا أنك قلت في هذه السطور القليلة:" وهذا لا نختلف فيه معك كون الرد بعلم وأدب" وقد استعملت نون الجماعة ...وهذا في الحقيقة لأنك ممن يقف على حروف الكلمات لا على دلالاتها، والدليل أن قولي لا نختلف فيه معك كون الرد بعلم وأدب أعني به نحن السلفيون جميعا وهذا لا نختلف فيه طبعا جميعنا، وقد أجازه بعضهم إن كان بهذا المفهوم، بينما قولك أنت إنما هو في سياق مقال عن وجهة نظر خاصة بك ودوافع كتابة خاصة بك، و إن كنت تكتب باسم جماعة فاذكرهم" .
                  والجواب:
                  أولا: لماذا محاولة الفرار مما كتبت؟ فأنت استعملت نون الجماعة وأنت تخاطبني وتذكر ما أنكرته من مقالتي فتعبيرك إنما هو عن نفسك لا عن غيرك؟ يوضحه:
                  ثانيا: هل أنت وفي كتابتك تلك كنت تعبر عن رأي جماعة من الناس أم عن رأيك؟ فإن قلت: أنني في هذه الجملة عنيت السلفيين جميعا فأقول: من أنت حتى تتكلم باسم السلفيين وتخاطب غيرك على لسان السنيين؟ من خولك القيام بهذه المهمة أم من وكلك للتكلم بدلا عن سائر الجماعة؟ يوضحه:
                  ثالثا: ألا يمكن أن يكون فيهم –إن لم يكونوا جميعا- من يرى خلاف رأيك ولا يرى الرد مطلقا لا بأدب ولا بغير أدب؟ فكيف تزعم أنه قولهم ورأيهم؟ يوضحه:
                  رابعا: ومما يدل على بطلان تأويلك الذي تبرر به هروبك قولك في ضمن كلامك:" وقد أجازه بعضهم إن كان بهذا المفهوم" فإذا أجازه بعضهم فما هو قول البعض الآخر؟ فمنهج من منَّا مبناه على التعمية والاضطراب؟.
                  - قولك بارك الله فيك وبصرك:" _ قولك: قررتَ أن هناك شهادات وأخبارا موثوقة لطلبة علم معروفين أو لسلفيين ألمعين فيما يتعلق بالأحداث وتظنها أدلة قائمة فهل أنت اطلعت عليها بنفسك أم تنقلها عن غيرك؟ أعني ما ذكره الشيخ فركوس في شهادة للتاريخ وبينه ببعض الشرح في تلك المجالس بعده، وهو الثقة المصدق عندك، ولا يعقل أن أتوسع في هذا كما طلبت وأنا الذي أطلب منك ترك الأمور لمن يعنيهم الأمر كونها رسالة شخصية، وهذا كلام على سبيل التساؤل لما رأيتك أجملت الكلام على انتقادات الشيخ والرد على المجاهيل في الرد الأول".
                  والجواب من وجوه:
                  الأول: قولك:" وهو الثقة المصدق عندك" تقدم الكلام عليه وأراك لا تكاد تخرج عنه.
                  الثاني: إذا كنت لا تستطيع أن تذكر أدلتك التي اعتمدتها في الموقف الذي هو واضح منك فلماذا تتكلم إذن وتجادل وترد وتعترض؟.
                  الثالث: ما هي هذه الأدلة التي لا يمكن البوح بها ولا إشاعتها وإذاعتها؟ أهذا حال الأدلة التي يعتمد عليها، إذا كنتم تمتلكونها وكانت سببا في قناعتكم فلماذا تخفونها عن غيركم؟.
                  وهذا مختصر الجواب والله الموفق للصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله الملك الوهاب.
                  وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إليه إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
                  وكتبه: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان.
                  الخميس: 21 شعبان 1443هـ
                  24 /03 /2022م

                  تعليق


                  • #24
                    جزاكم الله خيرا

                    تعليق


                    • #25
                      وإياك أخي الكريم بارك الله فيك

                      تعليق


                      • #26
                        جزاك الله خيرا وبارك فيك

                        تعليق


                        • #27
                          يرفع

                          تعليق

                          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                          يعمل...
                          X