بسم الله الرحمن الرحيم
براءة الإبانة
براءة الإبانة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن النَّاظر في الأحداث الجارية، والفاحص للأخبار السَّارية؛ ليجِدُ أنَّ من بين أسبَابِ كثرة المُراشقَات، وزيادة المُلَاسنَات ما تبثُّه بعضُ القَنَوَات الَّتي تسعى -حَسبَهَا- لنصرَةِ الحَقِّ، والدِّفَاعِ عن أهلِ الصِّدقِ، وإظهَارِ البَاطل وأهله على صورتِه الحقيقيَّة -خُلواً من الدِّليل، وغُلُواً في المشَايخ، وتعصُّبًا لبعض العلمَاء من جِهَة، وتطلُّبًا لعثرات البعضِ الآخر من جهةٍ أخرى-.
غير أن المُنصف يرى أنَّ نصرة الحقِّ وأهله يجب أن تكون بالحقِّ القويّ؛ والبرهانِ الجلِيّ، بعيدا عن التُّهَم الجَائرة، والكذباتِ الفاضحة؛ فإنَّ «الإنصاف أن تكتالَ لمُنازِعِكَ بالصَّاع الذي تكتالَ به لنفسِكَ؛ فإنَّ في كل شيء وفاءً وتطفيفًا!»[ تهذيب السنن : ( ١ / ١٨٨ )]؛ وهذا ما لم تلتزمه هذه القنوات المشار إليها آنفا لعدة أسبابٍ، نجملها في النقاط التالية:
1- أن الذين يكتبون فيها مجاهيل لا يُعرف حالهم، ولا يُدرى منهجهم؛ وليس للمشايخ علاقة بهم لا من قريبٍ ولا من بعيد.
2- أنَّ المتأمِّل في منشوراتهم يلتمس منها السَّعي إلى السَّبق الصُّحُفِيّ، والدِّعَاية الإِلكترُونِيَّة بتتبع أخبار المُنتقدِين من كل الأماكن، وفي جميع الأحوال بصورةٍ عجيبةٍ توحي أنَّهم في كلِّ مكانٍ حاضرُون، وعلى كلِّ الأحداثِ شاهدُون؛ والواقعُ عكس ذلك إذ كثير من أخبارهم يظهر وهاؤها بمجرد نشرها، ويتبين زيفها عند أول ردٍّ عليها؛ وهذا يفتح عليهم بابا يصعب غلقه.
3- أنَّ بعض تلك القنوات تُسجِّل على أهل الحق كثيرا من الثغرات -والقوم ينسبونها للمشايخ بشبه زائفة-؛ كطعنهم الصَّريح القبيح في علّامة البلد الشيخ محمد علي فركوس -حفظه الله- الذي لم نرتضيه ولن نرتضيه مادامت الروح في الحلقوم.
4- أن من القنوات من ركبت موجة هذه الأحداث واندست بين الصفوف لبث سمومها وإفراغ حقدها، زيادةً في الشَّرخ وإيقادًا لنار الفتنة وإشعالًا لفتيلها! فعلى السَّلفِيِّ أن يتفطن لما يُحاك له ولدعوتِه.
وبناء على ما سبق ذكره وغيره؛ فإننا نُعلن براءتنا مما يُنشر فيها من أكاذيب وطعونات، وننكر علاقتنا بمن يروِّج لها، ونسعى جاهدين لنصحه وثنيه عن ذلك إن وجدنا سبيلا إليه، والله الموفق وهو وحده المستعان وعليه التُّكلان.
اطّلع عليها ووافق على نشرها الشيخ:
أبو عبد الله أزهر سنيقرة
-حفظه الله-
أبو عبد الله أزهر سنيقرة
-حفظه الله-
28 جمادى الآخرة 1443 هـ
تعليق