بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وصلاة ربّي وسلامه على خير البريّة أجمعين، وآله وصحبه والتّابعين، وبعدفإنّه لمّا بلغني خبر انتقال الشّيخ العلاّمة المجاهد ربيع بن هادي المدخليّ – حفظه الله ورعاه وأمدّ في عمره ونفع به – للعيش في مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مقتفيا للأثر والسّنّة عاملا بوصيّة النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم، جاشت في النّفس بعض الخواطر والأحاسيس، فترجمتها – بعون الله وتوفيقه – إلى هذه القصيدة المتواضعة من بحر الكامل، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السّبيل.
بكت العوالي ..
بَكَتِ العَوَالِي (1) بِالدُّمُوعِ غِزَارَا *** لَمَّا مَضَى عَنْهَا الرَّبِيعُ وَسَارَا
حُقَّ لَهَا وَاللهِ أَنْ تَبْكِي الدِّمَا *** بَدَلَ الدُّمُوعِ وَتُجْرِهَا أَنْهَارَا
يَا أَرْضَ مَكَّةَ أَنْتِ مَنْ أَخْرَجْتِهِ!؟ *** قَالَتْ -مَعَاذَ اللهِ- بَلْ مُخْتَارَا!
إِنَّ ِابْنَ هَادِي لَيْسَ يُخْرَجُ مِثْلُهُ *** قَدْ كَانَ دَوْمًا رِفْعَةً وَفَخَارَا
يَا أَرْضَ مَكَّةَ مَوْطِنَ الوَحْيِ الَّذِي *** مِنْكِ إِلَى كُلِّ الرُّبوُعِ أَنَارَا
يَا أَرْضَ مَكَّةَ لِلْفِرَاقِ تَجَلَّدِي *** نَأْيُ الأَحِبَّةِ يُوهِنُ الأَحْجَارَا
لاَ تَحْزَنِي يَا أَرْضَ مَكَّةَ إِذْ مَضَى *** نَحْوَ المَدِينَةِ يَبْتَغِي اسْتِقْرَارَا
إِنَّ اِبْنَ هَادِي مَا قَلاَكِ لِلَحْظَةٍ *** بَلْ كَانَ يَهْوَى أَرْضَكِ لَهُ دَارَا
لَكِنَّمَا قَدْ رَاحَ يَقْفُو سُنَّةً *** حَثَّ عَلَيْهَا المُصْطَفَى وَأَشَارَا
يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ مِنْ أَرْضٍ ثَوَى *** فِيهَا النَّبِيُّ المُصْطَفَى وَتَوَارَى
يَا أَرْضَ طَيْبَةَ أَبْشِرِي بِقُدُومِهِ *** حَلَّ الرَّبِيعُ لِتَكْتَسِي أَزْهَارَا
هَذَا ابْنُ هَادِي جَاءَ يَطْلُبُ قُرْبَكِ *** أَكْرِمْ بِضَيْفٍ مِثْلِهِ إِنْ زَارَا
فَرِحَ الأَعَادِي بِانْتِقَالِهِ -وَيْحَهُمْ- *** قَالُوا دَناَ وَقْتُ الرَّحِيلِ وَصَارَا
إِنَّ الأَعَادِي قَدْ تَمَنَّوْا مَوْتَهُ *** إِذْ كَانَ طَعْنُهُ مُهْلِكاً ضَرَّارَا
مَنْ هَدَّهُمْ بِلِوَائِهِ وَحُسَامِهِ؟ *** مَنْ عَاشَ عُمْرَهُ فَارِسًا مِغْوَارَا؟
مَنْ سَلَّ فِي حَرْبِ البَدَائِعِ سَيْفَهُ؟ *** وَعَلَى جُيُوشِ المُحْدَثَاتِ أَغَارَا؟
إِنَّ الرَّبِيعَ جِهَادُهُ ضِدَّ العِدَى *** هَيْهَاتَ فِي هَذَا الزَّمَانِ يُجَارَى
قُلْ لِلأَعَادِي مَا عَلِمْناَ مَهْرَباً *** مِمَّا تَمَنَّيْتُمْ لَهُ وَفِرَارَا
لَوْ كَانَ عُمْرُ المَرْءِ يُهْدَى إِنَّناَ *** نُهْدِي لِشَيْخٍ مِثْلِهِ أَعْمَارَا
قُلْ لِلأَعَادِي لَيْسَ مِنْ مَوْتِ الفَتَى *** بُدٌّ وَإِنْ كَانَ اعْتَلَى أَسْوَارَا
مَاتَ النَّبِيُّ فَلَيْسَ غَيْرُهُ خَالِدًا *** هَيْهَاتَ أَنَّى نَدْفَعُ الأَقْدَارَ
إِنْ مَاتَ يَوْماً فَالقَضَاءُ مُحَتَّمٌ *** يَا أَيُّهَا السُّنِيُّ كُنْ صَبَّارَا
وَاعْلَمْ بِأَنَّ لِوَاءَهُ مُتَوَارَثٌ *** لاَ بُدَّ لِلْحَقِّ نَرَى أَنْصَارَا
رَبَّاهُ فَاحْفَظْ شَيْخَناَ وَلْتُبْقِهِ *** ذُخْرًا يُذِلُّ لِوَاؤُهُ الفُجَّارَا
بَارِكْ لَناَ فِي عِلْمِهِ وَجِهَادِهِ *** وَانْفَعْ بِهِ يَا رَبَّناَ الأَقْطَارَا
أبو ميمونة منوّر عشيش
أمّ البواقي -الجزائر-
بَكَتِ العَوَالِي (1) بِالدُّمُوعِ غِزَارَا *** لَمَّا مَضَى عَنْهَا الرَّبِيعُ وَسَارَا
حُقَّ لَهَا وَاللهِ أَنْ تَبْكِي الدِّمَا *** بَدَلَ الدُّمُوعِ وَتُجْرِهَا أَنْهَارَا
يَا أَرْضَ مَكَّةَ أَنْتِ مَنْ أَخْرَجْتِهِ!؟ *** قَالَتْ -مَعَاذَ اللهِ- بَلْ مُخْتَارَا!
إِنَّ ِابْنَ هَادِي لَيْسَ يُخْرَجُ مِثْلُهُ *** قَدْ كَانَ دَوْمًا رِفْعَةً وَفَخَارَا
يَا أَرْضَ مَكَّةَ مَوْطِنَ الوَحْيِ الَّذِي *** مِنْكِ إِلَى كُلِّ الرُّبوُعِ أَنَارَا
يَا أَرْضَ مَكَّةَ لِلْفِرَاقِ تَجَلَّدِي *** نَأْيُ الأَحِبَّةِ يُوهِنُ الأَحْجَارَا
لاَ تَحْزَنِي يَا أَرْضَ مَكَّةَ إِذْ مَضَى *** نَحْوَ المَدِينَةِ يَبْتَغِي اسْتِقْرَارَا
إِنَّ اِبْنَ هَادِي مَا قَلاَكِ لِلَحْظَةٍ *** بَلْ كَانَ يَهْوَى أَرْضَكِ لَهُ دَارَا
لَكِنَّمَا قَدْ رَاحَ يَقْفُو سُنَّةً *** حَثَّ عَلَيْهَا المُصْطَفَى وَأَشَارَا
يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ مِنْ أَرْضٍ ثَوَى *** فِيهَا النَّبِيُّ المُصْطَفَى وَتَوَارَى
يَا أَرْضَ طَيْبَةَ أَبْشِرِي بِقُدُومِهِ *** حَلَّ الرَّبِيعُ لِتَكْتَسِي أَزْهَارَا
هَذَا ابْنُ هَادِي جَاءَ يَطْلُبُ قُرْبَكِ *** أَكْرِمْ بِضَيْفٍ مِثْلِهِ إِنْ زَارَا
فَرِحَ الأَعَادِي بِانْتِقَالِهِ -وَيْحَهُمْ- *** قَالُوا دَناَ وَقْتُ الرَّحِيلِ وَصَارَا
إِنَّ الأَعَادِي قَدْ تَمَنَّوْا مَوْتَهُ *** إِذْ كَانَ طَعْنُهُ مُهْلِكاً ضَرَّارَا
مَنْ هَدَّهُمْ بِلِوَائِهِ وَحُسَامِهِ؟ *** مَنْ عَاشَ عُمْرَهُ فَارِسًا مِغْوَارَا؟
مَنْ سَلَّ فِي حَرْبِ البَدَائِعِ سَيْفَهُ؟ *** وَعَلَى جُيُوشِ المُحْدَثَاتِ أَغَارَا؟
إِنَّ الرَّبِيعَ جِهَادُهُ ضِدَّ العِدَى *** هَيْهَاتَ فِي هَذَا الزَّمَانِ يُجَارَى
قُلْ لِلأَعَادِي مَا عَلِمْناَ مَهْرَباً *** مِمَّا تَمَنَّيْتُمْ لَهُ وَفِرَارَا
لَوْ كَانَ عُمْرُ المَرْءِ يُهْدَى إِنَّناَ *** نُهْدِي لِشَيْخٍ مِثْلِهِ أَعْمَارَا
قُلْ لِلأَعَادِي لَيْسَ مِنْ مَوْتِ الفَتَى *** بُدٌّ وَإِنْ كَانَ اعْتَلَى أَسْوَارَا
مَاتَ النَّبِيُّ فَلَيْسَ غَيْرُهُ خَالِدًا *** هَيْهَاتَ أَنَّى نَدْفَعُ الأَقْدَارَ
إِنْ مَاتَ يَوْماً فَالقَضَاءُ مُحَتَّمٌ *** يَا أَيُّهَا السُّنِيُّ كُنْ صَبَّارَا
وَاعْلَمْ بِأَنَّ لِوَاءَهُ مُتَوَارَثٌ *** لاَ بُدَّ لِلْحَقِّ نَرَى أَنْصَارَا
رَبَّاهُ فَاحْفَظْ شَيْخَناَ وَلْتُبْقِهِ *** ذُخْرًا يُذِلُّ لِوَاؤُهُ الفُجَّارَا
بَارِكْ لَناَ فِي عِلْمِهِ وَجِهَادِهِ *** وَانْفَعْ بِهِ يَا رَبَّناَ الأَقْطَارَا
أبو ميمونة منوّر عشيش
أمّ البواقي -الجزائر-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أقصد عوالي مكّة لا عوالي المدينة.
تعليق