التفريغ:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و أصحابه ومن اتبع هداه.
أما بعد: فإني أوصي نفسي و إخواني و أبنائي السلفيين في مشارق الأرض و مغاربها و في سرلنكا، حيث طلب مني أن أوجه لهم هذه النصيحة، أنصح نفسي و إياهم بتقوى الله تبارك و تعالى، و الإخلاص لله في كل قول و عمل، و الجد في طلب العلم، لأننا لا نفهم الإسلام حق الفهم إلا إذا شمرنا على سواعدنا في طلب العلم، و طلب العلم من كتاب الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، و الحرص أشد الحرص على ما نستطيع حفظه، و التفقه فيهما،" من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"، فتعلموا أيها الشباب،شمروا عن ساعد الجد في طلب العلم، وتفقهوا في كتاب الله وسنة رسول الله، و استعينوا على التفقه في كتاب الله وسنة رسوله بفقه الصحابة والسلف الصالح-رضوان الله عليهم-، وأوصيكم بالتآخي فيما بينكم، والتلاحم، والتعاطف، والتراحم، حتى تصيروا كالجسد الواحد كما قال صلى الله عليه وسلم:" المؤمن كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا" و(...) رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتلاحم والتعاطف في عدد من الأحاديث، منها أن المسلم والمؤمن لا يخذل أخاه المسلم، ولا يحقره، ولا يحسده- عليه الصلاة والسلام- ثم يقول: " وكونوا عباد الله إخوانا"، فتآخوا فيما بينكم، وابتعدوا عن أسباب الخلاف، وأسباب الشقاق، فإن الشيطان يركض ليفرق أهل السنة و يضرب بعضهم ببعض، فاحذروا مكائد الشيطان، ولا تسترسلوا مع العواطف، بل تعقلوا، و عليكم بالصبر و الحلم، وإذا نيل من أحدكم شيئا فعليه بالصبر، وعليه بالحلم، ولا يتسرع في ردود الفعل -كما يحصل الآن من بعض الشباب- و تعلموا الحلم، و الصبر، و الحكمة في القول و العمل.
أسأل الله أن يحفظكم، و يوفقنا وإياكم، ويسدد خطانا و خطاكم إن ربنا سميع الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
نسأل الله عزوجل أن يحفظ شيخنا، وعالمنا، و والدنا، العلامة ربيع و أن يطيل في عمره وأن يبارك فيه، وفي علمه، وعمله،وأن يزيده حلما على حلمه، وصبرا على صبره، وحكمة على حكمته، إنه سميع قريب مجيب.
تعليق