بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وآله وصحبه الطيبين .
أما بعد :
في هذا الزمان كثر الرؤوس وكثر أتباعهم ، حتى ظن أهل الباطل أنهم على الحق من كثرة المتابعين لهم والمعجبين بهم والزائرين لمواقعهم وصفحاتهم، بطبع لايقاس عليهم أهل الإخلاص والإتباع ، فليس المحق كمن ادعى .
وقد ضرب الله مثلا لهذا ذاما الكثرة فقال سبحانه : قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ غ? فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . المائدة الأية 100
و للفائدة : فقد وردت الكثرة في القرآن في أكثر من مئتي مرة كلها في موضع الذم لا المدح .
يقول الطبري رحمه الله تعالى:القول في تأويل قوله: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قل يا محمد: لا يعتدل الرديء والجيد، والصالح والطالح، والمطيع والعاصي ، ولو أعجبك كثرة الخبيث "، يقول: لا يعتدل العاصي والمطيع لله عند الله، ولو كثر أهل المعاصي فعجبت من كثرتهم، لأن أهل طاعة الله هم المفلحون الفائزون بثواب الله يوم القيامة وإن قلُّوا، دون أهل معصيته وإن أهل معاصيه هم الأخسرون الخائبون وإن كثروا.
وأورد العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة حديث برقم: 397
الحديث: “ ما صدق نبي ( من الأنبياء ) ما صدقت , إن من الأنبياء من لم يصدقه من أمته إلا رجل واحد “ .
ثم قال رحمه الله تعالى : ...و يشهد للحديث ما روى ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عرضت علي الأمم , فرأيت النبي و معه الرهط , و النبي و معه الرجل و الرجلان و النبي ليس معه أحد .... “ الحديث . أخرجه الشيخان و غيرهما . و في الحديث دليل واضح على أن كثرة الأتباع و قلتهم , ليست معيارا لمعرفة كون الداعية على حق أو باطل , فهؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة و السلام مع كون دعوتهم واحدة , و دينهم واحدا , فقد اختلفوا من حيث عدد أتباعهم قلة و كثرة , حتى كان فيهم من لم يصدقه إلا رجل واحد , بل و من ليس معه أحد ! ففي ذلك عبرة بالغة للداعية و المدعوين في هذا العصر , فالداعية عليه أن يتذكر هذه الحقيقة , و يمضي قدما في سبيل الدعوة إلى الله تعالى , و لا يبالي بقلة المستجيبين له , لأنه ليس عليه إلا البلاغ المبين , و له أسوة حسنة بالأنبياء السابقين الذين لم يكن مع أحدهم إلا الرجل و الرجلان !و المدعو عليه أن لا يستوحش من قلة المستجيبين للداعية , و يتخذ ذلك سببا للشك في الدعوة الحق و ترك الإيمان بها , فضلا عن أن يتخذ ذلك دليلا على بطلان دعوته بحجة أنه لم يتبعه أحد , أو إنما اتبعه الأقلون ! و لو كانت دعوته صادقة لاتبعه جماهير الناس ! و الله عز و جل يقول ( و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين ) .إهـ.
فقد يتبجح بعض المشايخ بكثرة المُتبعين له والمعجبين به وكثرة الزائرين لمنتداه ، وهو لا يعلم أنه راس في الظلالة والهوى !!
وصدق العلامة الألباني عندما قرر قائلا : وفي الحديث دليل على أن كثرة الأتباع وقلتهم ليست معيارا لمعرفة كون الداعية على حق أو باطل .إهـ
وكذلك كثرة الكتابة و الكلام في المنتديات والمواقع ليس دليل أو معيارا على علم الداعية ، أو أنه الحق ، قال بن رجب :«وقد فُتن كثيرٌ مِن المتأخِّرين بهذا فظنُّوا أنَّ مَن كثر كلامُه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلمُ ممَّن ليس كذلك، وهذا جهلٌ محضٌ، وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكرٍ وعمر وعليٍّ ومعاذٍ وابن مسعودٍ وزيد بن ثابتٍ كيف كانوا؟ كلامهم أقلُّ مِن كلام ابن عبَّاسٍ وهم أعلمُ منه، وكذلك كلام التابعين أكثرُ مِن كلام الصحابة والصحابةُ أعلمُ منهم، وكذلك تابِعو التابعين كلامُهم أكثرُ مِن كلام التابعين والتابعون أعلمُ منهم، فليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال، ولكنَّه نورٌ يقذف في القلب يفهم به العبد الحقَّ ويميِّز به بينه وبين الباطل، ويعبِّر عن ذلك بعباراتٍ وجيزةٍ محصِّلةٍ للمقاصد».[«فضل علم السلف على الخلف» لابن رجب (5)].
ووما خلفته فتنة الإغتراربالكثرة التعصب للأشخاص مما أدى إلى التفرق والضلال.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أيضا: «فمَن جعل شخصًا من الأشخاص غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أحبّه ووافقه كان من أهل السّنّة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطّوائف من اتّباع أئمة في الكلام في الدّين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضّلال والتّفرّق» [«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (3/ 347)].
ومما خلفته فتنة الإغترار بالكثرة ، أن ُيفتن المتبوع في دينه ويذل التابع ، وهذا ما ذكره الدارمي رحمه الله عن سليمان بن حنظلة ، قال:( أتينا أبي بن كعب لنتحدث إليه ، فلما قام قمنا ، وبينما نحن نمشي إذا بعمر يعلو أبيَّا بالدرة ، فإذا بأبي رضي الله عنه يتقيها بذراعين ، فقال ماذا تصنع يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوما ترى هؤلاء ؟ فتنة للمتبوع ، مذلة للتابع ).
فكثيرً من المتبوعين اغتروا في دينهم بسبب توهم أن الحق بالكثرة التي معهم من الأتباع، فتجدهم يزدادون في غيهم ويصرون على باطلهم وتأخذهم العزة بالنفس إن نوصحوا ، وهكدا يذل التابع لهم ويدافع عنهم بغير حجة ولا دليل.
وفي هذا العصر كثرت وسائل الإتصال ، المرئي ، والمسموع ، والمكتوب ، وكذلك الشبكة العنكبوتية وجميع وسائلها كالتويتر ،والمسنجر، والفيس يوك ، وغيرها من البرامج التواصلية، فتجد الإغترار بالكثرة والأتباع أكثر من ذي قبل ، فمن معجب برأيه وكلامه وأسلوبه ، حتى أصبح الإعجاب إهتمامه وشغله – ولا حول ولا قوة إلا بالله-
وعلاج هذا الأمر مداره على الإخلاص والإتباع ، وعدم الإغترار بكثرة الأتباع ، وكذلك لا بد من معرفة مداخل الشيطان كحب الظهور والشهرة والتسميع والصيت بين الناس وليقال فلان عالم ، وله أتباع كثر . فلا يكن أول من تسعر بهم النار. قال صلى الله عليه وسلم : أول من تسعر بهم النار...ورجل تعلم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. رواه مسلم.
فمن هذا نعرف: أن التكثر بالأتباع دون إخلاص واتباع سبب للخسران المبين.
وأن الكثرة مذمومة في أكثر من موضع من كتاب الله عز وجل .
فلا نغتر بأهل المعاصي والأهواء وإن كثروا ، لأن الفوز لأهل الحق وإن قلوا.
وأن كثرة الأتباع و قلتهم , ليست معيارا لمعرفة كون الداعية على حق أو باطل.
وأن العلم ليس بالتكثر من إيراد المسائل ،أوكثرة الكلام والجدال والخصام.
ففتنة الإغتراربالكثرة تؤدي للتعصب للأشخاص، وهذا يؤدى إلى التفرق والضلال.
وفتنة الإغترار بالكثرة توقع المتبوع في الفتنة والتابع في الذلة.
والله المستعان .
وجمعه محبكم في الله
أبو عبد السلام جابر البسكري
الإثنين 20 ذي القعدة, 1435
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وآله وصحبه الطيبين .
أما بعد :
في هذا الزمان كثر الرؤوس وكثر أتباعهم ، حتى ظن أهل الباطل أنهم على الحق من كثرة المتابعين لهم والمعجبين بهم والزائرين لمواقعهم وصفحاتهم، بطبع لايقاس عليهم أهل الإخلاص والإتباع ، فليس المحق كمن ادعى .
وقد ضرب الله مثلا لهذا ذاما الكثرة فقال سبحانه : قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ غ? فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . المائدة الأية 100
و للفائدة : فقد وردت الكثرة في القرآن في أكثر من مئتي مرة كلها في موضع الذم لا المدح .
يقول الطبري رحمه الله تعالى:القول في تأويل قوله: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قل يا محمد: لا يعتدل الرديء والجيد، والصالح والطالح، والمطيع والعاصي ، ولو أعجبك كثرة الخبيث "، يقول: لا يعتدل العاصي والمطيع لله عند الله، ولو كثر أهل المعاصي فعجبت من كثرتهم، لأن أهل طاعة الله هم المفلحون الفائزون بثواب الله يوم القيامة وإن قلُّوا، دون أهل معصيته وإن أهل معاصيه هم الأخسرون الخائبون وإن كثروا.
وأورد العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة حديث برقم: 397
الحديث: “ ما صدق نبي ( من الأنبياء ) ما صدقت , إن من الأنبياء من لم يصدقه من أمته إلا رجل واحد “ .
ثم قال رحمه الله تعالى : ...و يشهد للحديث ما روى ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عرضت علي الأمم , فرأيت النبي و معه الرهط , و النبي و معه الرجل و الرجلان و النبي ليس معه أحد .... “ الحديث . أخرجه الشيخان و غيرهما . و في الحديث دليل واضح على أن كثرة الأتباع و قلتهم , ليست معيارا لمعرفة كون الداعية على حق أو باطل , فهؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة و السلام مع كون دعوتهم واحدة , و دينهم واحدا , فقد اختلفوا من حيث عدد أتباعهم قلة و كثرة , حتى كان فيهم من لم يصدقه إلا رجل واحد , بل و من ليس معه أحد ! ففي ذلك عبرة بالغة للداعية و المدعوين في هذا العصر , فالداعية عليه أن يتذكر هذه الحقيقة , و يمضي قدما في سبيل الدعوة إلى الله تعالى , و لا يبالي بقلة المستجيبين له , لأنه ليس عليه إلا البلاغ المبين , و له أسوة حسنة بالأنبياء السابقين الذين لم يكن مع أحدهم إلا الرجل و الرجلان !و المدعو عليه أن لا يستوحش من قلة المستجيبين للداعية , و يتخذ ذلك سببا للشك في الدعوة الحق و ترك الإيمان بها , فضلا عن أن يتخذ ذلك دليلا على بطلان دعوته بحجة أنه لم يتبعه أحد , أو إنما اتبعه الأقلون ! و لو كانت دعوته صادقة لاتبعه جماهير الناس ! و الله عز و جل يقول ( و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين ) .إهـ.
فقد يتبجح بعض المشايخ بكثرة المُتبعين له والمعجبين به وكثرة الزائرين لمنتداه ، وهو لا يعلم أنه راس في الظلالة والهوى !!
وصدق العلامة الألباني عندما قرر قائلا : وفي الحديث دليل على أن كثرة الأتباع وقلتهم ليست معيارا لمعرفة كون الداعية على حق أو باطل .إهـ
وكذلك كثرة الكتابة و الكلام في المنتديات والمواقع ليس دليل أو معيارا على علم الداعية ، أو أنه الحق ، قال بن رجب :«وقد فُتن كثيرٌ مِن المتأخِّرين بهذا فظنُّوا أنَّ مَن كثر كلامُه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلمُ ممَّن ليس كذلك، وهذا جهلٌ محضٌ، وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم كأبي بكرٍ وعمر وعليٍّ ومعاذٍ وابن مسعودٍ وزيد بن ثابتٍ كيف كانوا؟ كلامهم أقلُّ مِن كلام ابن عبَّاسٍ وهم أعلمُ منه، وكذلك كلام التابعين أكثرُ مِن كلام الصحابة والصحابةُ أعلمُ منهم، وكذلك تابِعو التابعين كلامُهم أكثرُ مِن كلام التابعين والتابعون أعلمُ منهم، فليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال، ولكنَّه نورٌ يقذف في القلب يفهم به العبد الحقَّ ويميِّز به بينه وبين الباطل، ويعبِّر عن ذلك بعباراتٍ وجيزةٍ محصِّلةٍ للمقاصد».[«فضل علم السلف على الخلف» لابن رجب (5)].
ووما خلفته فتنة الإغتراربالكثرة التعصب للأشخاص مما أدى إلى التفرق والضلال.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أيضا: «فمَن جعل شخصًا من الأشخاص غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أحبّه ووافقه كان من أهل السّنّة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطّوائف من اتّباع أئمة في الكلام في الدّين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضّلال والتّفرّق» [«مجموع الفتاوى» لابن تيمية (3/ 347)].
ومما خلفته فتنة الإغترار بالكثرة ، أن ُيفتن المتبوع في دينه ويذل التابع ، وهذا ما ذكره الدارمي رحمه الله عن سليمان بن حنظلة ، قال:( أتينا أبي بن كعب لنتحدث إليه ، فلما قام قمنا ، وبينما نحن نمشي إذا بعمر يعلو أبيَّا بالدرة ، فإذا بأبي رضي الله عنه يتقيها بذراعين ، فقال ماذا تصنع يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوما ترى هؤلاء ؟ فتنة للمتبوع ، مذلة للتابع ).
فكثيرً من المتبوعين اغتروا في دينهم بسبب توهم أن الحق بالكثرة التي معهم من الأتباع، فتجدهم يزدادون في غيهم ويصرون على باطلهم وتأخذهم العزة بالنفس إن نوصحوا ، وهكدا يذل التابع لهم ويدافع عنهم بغير حجة ولا دليل.
وفي هذا العصر كثرت وسائل الإتصال ، المرئي ، والمسموع ، والمكتوب ، وكذلك الشبكة العنكبوتية وجميع وسائلها كالتويتر ،والمسنجر، والفيس يوك ، وغيرها من البرامج التواصلية، فتجد الإغترار بالكثرة والأتباع أكثر من ذي قبل ، فمن معجب برأيه وكلامه وأسلوبه ، حتى أصبح الإعجاب إهتمامه وشغله – ولا حول ولا قوة إلا بالله-
وعلاج هذا الأمر مداره على الإخلاص والإتباع ، وعدم الإغترار بكثرة الأتباع ، وكذلك لا بد من معرفة مداخل الشيطان كحب الظهور والشهرة والتسميع والصيت بين الناس وليقال فلان عالم ، وله أتباع كثر . فلا يكن أول من تسعر بهم النار. قال صلى الله عليه وسلم : أول من تسعر بهم النار...ورجل تعلم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. رواه مسلم.
فمن هذا نعرف: أن التكثر بالأتباع دون إخلاص واتباع سبب للخسران المبين.
وأن الكثرة مذمومة في أكثر من موضع من كتاب الله عز وجل .
فلا نغتر بأهل المعاصي والأهواء وإن كثروا ، لأن الفوز لأهل الحق وإن قلوا.
وأن كثرة الأتباع و قلتهم , ليست معيارا لمعرفة كون الداعية على حق أو باطل.
وأن العلم ليس بالتكثر من إيراد المسائل ،أوكثرة الكلام والجدال والخصام.
ففتنة الإغتراربالكثرة تؤدي للتعصب للأشخاص، وهذا يؤدى إلى التفرق والضلال.
وفتنة الإغترار بالكثرة توقع المتبوع في الفتنة والتابع في الذلة.
والله المستعان .
وجمعه محبكم في الله
أبو عبد السلام جابر البسكري
الإثنين 20 ذي القعدة, 1435
تعليق