إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أصل معنى "اللَّحنِ" عند ابن دُريْد ... يحكيه القالي في "الأمالي" ومعه "قصة" و"تنبيه"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أصل معنى "اللَّحنِ" عند ابن دُريْد ... يحكيه القالي في "الأمالي" ومعه "قصة" و"تنبيه"

    قال أبو علي القالي – رحمه الله – في كتابه: "الأمالي" ( 1 / 06 ) عند أن تكلَّم على مادَّة "ل ح ن" قال: "قال – يعني: أبا بكر بن دريد -: وأصل اللَّحْن: أن تُريدَ الشَّيْءَ فتُورِّيَ عنه بقولٍ آخرَ، كقول رجل من بنى العنبر كان أسيرا في بكر بن وائل، فسألهم رسولا إلى قومه، فقالوا له: لا ترسل إلا بحضرَتنا - لأنَّهم كانوا أزمعوا غَزوَ قومِه فخافوا أن يُنذِر عليهم-، فجيءَ بعَبْدٍ أسودَ فقال له: أتعقلُ؟ قال: نعم إنِّي لعاقلٌ، قال: ما أَراك عاقلاً؛ ثم قال: ما هذا؟ - وأشار بيده إلى الليل - فقال: هذا الليل؛ فقال: أراك عاقلاً؛ ثمَّ ملأ كفَّيه من الرَّمل فقال: كم هذا؟ فقال: لا أدرى وإنَّه لكثيرٌ، فقال: أيُّما أكثرُ، النُّجومُ أو النِّيرانُ؟ فقال: كلٌّ كثيرٌ، فقال: أبلغْ قومي التَّحيَّةَ وقلْ لهم: ليُكرموا فلانًا - يعني أسيرا كان فى أيديهم من بكر بن وائل - فإنَّ قومه لي مُكرِمون، وقلْ لهم: "إن العَرْفَجَ قد أدْبى، وقد شَكتِ النِّساءُ؛ وأْمُرْهم أن يُعْرُوا ناقتيَ الحمراءَ فقد أطالوا رُكوبَها، وأن يركبوا جمليَ الأصهب، بآيةِ ما أكلتُ معكم حِيساً؛ واسألوا الحارثَ عن خبري".
    فلما أدَّى العبدُ الرِّسالةَ إليهم قالوا: لقد جُنَّ الأعورُ، والله ما نعرفُ له ناقةً حمراءَ، ولا جملا أصهبَ؛ ثم سرَّحوا العبدَ، ودَعَوِا الحارثَ فقصُّوا عليه القصَّةَ، فقال: قد أنذرَكم.
    قال أبو علي: أمَّا قوله: "قد أدْبى العَرْفَج": فإنَّه يريد أنَّ الرِّجال قد استلأموا، أي: لَبِسوا الدُّرُوع؛ وقوله: "شكت النساء"، أي: اتَّخَذْن الشَّكاءَ للسَّفر؛ وقوله: "ناقتيَ الحمراء"، أي: ارتحلوا عن الدَّهناء واركبوا الصَّمان، وهو الجمل الأصهب؛ وقوله: "بآية ما أكلت معكم حِيساً": يريد أخلاطا من النَّاس قد غزَوْكم، لأنَّ الحِيس: يجمع التَّمر والسَّمن والأقِط. فامتثلوا ما قال وعرفوا فحوى كلامه.
    وأخذ هذا المعنى – أيضاً- رجلٌ من بنى تميمٍ كان أسيرا فكتب إلى قومه:
    حُلُّوا عن النَّاقةِ الحمراء أرحلَكم *** والبازِلَ الأصهبَ المعقولَ فاصطَنِعوا
    إنَّ الذِّئاب قد اخضرَّت براثِنُها *** والنَّاس كلُّهُمُ بَكْرٌ إذا شَبِعُوا
    يُريد: أنَّ النَّاس كلُّهم إذا أخصَبوا عَدُوٌّ لكم كبَكْرِ بنِ وائِلِ"اهـ.

    تنبيه:

    قال أبو عبيد البكري - رحمه الله – في كتابه "التنبيه على أوهام أبي عليّ في أماليه" ( ص: 18 – 19): " قال أبو علي – رحمه الله -: "وأصل اللَّحْن: أن تُريدَ الشَّيْءَ فتُورِّيَ عنه بقولٍ آخرَ، كقول رجل من بنى العنبر كان أسيرا في بكر بن وائل ..."، وذكر الخبر بطوله، وفسَّر ما فيه إلى قوله: يريد بقوله: "إنَّ العرفج قد أدبى": أنَّ الرِّجال قد استلأموا، أي: لَبِسوا الدُّرُوع".
    قال البكري – رحمه الله -: "ليس في قوله: "إن العرفج قد أدبى" دليل على ما ذكره أبو عليّ – رحمه الله – ولا من عادة العرب أن تلبس الدروع إلا في حال الحرب، وأما في بيوتها فبل الغزو فذلك غير معروف، وإنَّما أراد بذلك أن يؤذنهم بوقت الغزو، وينبِّههم على التيقّظ والحذر".
    وقال في التنبيه على قول أبي علي – رحمه الله - في شرح قول الشاعر:
    إنَّ الذِّئاب قد اخضرَّت براثِنُها *** والنَّاس كلُّهُمُ بَكْرٌ إذا شَبِعُوا
    قال ( يعني: أبو علي): " يُريد: أنَّ النَّاس كلُّهم إذا أخصَبوا عَدُوٌّ لكم كبَكْرِ بنِ وائِلِ"، قال أبو عبيد البكري: "لم يرد الشاعر هذا المعنى، لأنَّ الناس كلهم لم يكونوا عدوًّا لبني تميم ولا أقلهم، وإنما يريد أن الناس إذا شبعوا هاجت أضغانهم وطلبوا الطوائل والتِّرات في أعدائهم، فكانوا لهم كبكر بن وائل لبني تميم..." اهـ.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي يوسف وحفظك.

    تعليق


    • #3
      آمين، وفتح الله عليك أخي "فتحي"

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
      يعمل...
      X