يقول العلامة حافظ بن أحمد بن علي الحكمي-رحمه الله-في قصيدته الهائية:
ويوم توفى كل نفس بكسبها--تود فداء لو بينها ومالها
وتأخدإما باليمين كتابها--إذا أحسنت أو ضد ذا بشمالها
ويبدو لديها ما اسرت واعلنت--وماقدمت من قولها وفعالها
يقول العلامة زيد المدخلي -رحمه الله-شارحا لهذه الأبيات:
يشير الناظم-رحمه الله تعالى-بقوله:"ويوم توفى كل نفس بكسبها......إلخ"إلى يوم القيامة الذي تكرر ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
ذلك اليوم الذي ترجع فيه الخلائق إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لا يضلمون.
ذلك اليوم الذي ستكون فيه الأهوال المزعجة،والشدائد المذهلة،والكروب العظام البالغة.
يوم عظيم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت،وتضع فيه كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
يوم يعض الظالم على يديه ويقول:ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.
يوم تنفطر فيه السماء،وتكور الشمس،وتنكدر النجوم،وتسير الجبال،وتحشر الوحوش،وتسجر البحار.
يوم يصدر فيه الناس أشتاتا ليروا أعمالهم،فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
يوم يحشر فيه المتقونإلى الرحمن وفدا،ويساق المجرمون إلى جهنم وردا،لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا.
يوم تنسف فيه الجبال نسفا،فتكون قاعا صفصفا،لا ترى فيها عوجا ولا أمتا،يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا.
يوم يحشر فيه المعرض عن الذكر أعمى فيقول:رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا،قال:كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى.
يوم عصيب تنصب فيه الموازين لوزن الأعمال والعاملين، قال تعالى:{والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون-ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون}[الأعراف:8-9].
وقال تعالى:{ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}[الأنبياء:47].
يوم عسير على الكافرين غير يسير،يفر المرء من أخيه،وأمه وأبيه،وصاحبته وبنيه،لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
قوله تعالى : (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين)
يوم لا يجزي فيه والد عن ولده ولا مولودهوجاز عن والده شيئا.
يوم عظيم يقوم الناس فيه لرب العالمين.
يوم لا تقبل فيه الفدية ممن يريد أن يفتدي.
قال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وقال تعالى:( وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)
وقال تعالى:( : يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه )
يوم يبعثر مافي القبور،ويحصل مافي الصدور.
يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين في صعيد واحد،حفاة عراة غرلا،ينفذهم البصر،ويسمعهم الداعي،أبصارهم شاخصة إلى السماء قصد دنت الشمس من رؤوسهم قدر ميل أو ميلين،وألجمهم العرق،واشتد بهم الكرب،وينزل الرب تعالى لفصل القضاء بين الخلائق فآخذ كتابه بيمينه إلى الجنة،وآخذ كتابه بشماله إلى النار وبئس القرار.
قال تعالى:(فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسرورا إنه ظن أن لن يحور بلى إن ربه كان به بصيرا )
وقال تعالى:(فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ( 19 ) إني ظننت أني ملاق حسابيه ( 20 ) فهو في عيشة راضية ( 21 ) في جنة عالية ( 22 )
قطوفها دانية ( 23 ) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ( 24 ) ) ( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ( 25 )
ولم أدر ما حسابيه ( 26 ) يا ليتها كانت القاضية ( 27 ) ما أغنى عني ماليه ( 28 ) هلك عني سلطانيه ( 29 ) خذوه فغلوه ( 30 )
ثم الجحيم صلوه ( 31 ) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ( 32 ) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ( 33 ) ولا يحض على طعام المسكين ( 34 ) )
( فليس له اليوم ها هنا حميم ( 35 ) ولا طعام إلا من غسلين ( 36 ) لا يأكله إلا الخاطئون ( 37 ) ) ( فلا أقسم بما تبصرون ( 38 )
وما لا تبصرون ( 39 ) إنه لقول رسول كريم ( 40 ) وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ( 41 ) ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ( 42 )
تنزيل من رب العالمين ( 43 )
وقال تعالى:(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ( 13 ) اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ( 14 ) من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( 15 ) )
فترى كل نفس ماأخضرت،ويظهر لها ماقدمت وأخرت،لا تفقد منه قليلا ولا قطميرا،بل وجدوا ماعملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا.
وقال تعالى:(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)
وحينئذ لا يجدي الجحد والإنكار،ولا يقبل الجدل ولا ينفع الاعتذار.
قال تعالى:(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها)
وقال تعالى:(ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون)
من رسالة القصيدة الهائية _شرح موجز للشيخ زيد _رحمه الله_
ويوم توفى كل نفس بكسبها--تود فداء لو بينها ومالها
وتأخدإما باليمين كتابها--إذا أحسنت أو ضد ذا بشمالها
ويبدو لديها ما اسرت واعلنت--وماقدمت من قولها وفعالها
يقول العلامة زيد المدخلي -رحمه الله-شارحا لهذه الأبيات:
يشير الناظم-رحمه الله تعالى-بقوله:"ويوم توفى كل نفس بكسبها......إلخ"إلى يوم القيامة الذي تكرر ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
ذلك اليوم الذي ترجع فيه الخلائق إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لا يضلمون.
ذلك اليوم الذي ستكون فيه الأهوال المزعجة،والشدائد المذهلة،والكروب العظام البالغة.
يوم عظيم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت،وتضع فيه كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
يوم يعض الظالم على يديه ويقول:ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.
يوم تنفطر فيه السماء،وتكور الشمس،وتنكدر النجوم،وتسير الجبال،وتحشر الوحوش،وتسجر البحار.
يوم يصدر فيه الناس أشتاتا ليروا أعمالهم،فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
يوم يحشر فيه المتقونإلى الرحمن وفدا،ويساق المجرمون إلى جهنم وردا،لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا.
يوم تنسف فيه الجبال نسفا،فتكون قاعا صفصفا،لا ترى فيها عوجا ولا أمتا،يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا.
يوم يحشر فيه المعرض عن الذكر أعمى فيقول:رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا،قال:كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى.
يوم عصيب تنصب فيه الموازين لوزن الأعمال والعاملين، قال تعالى:{والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون-ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون}[الأعراف:8-9].
وقال تعالى:{ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}[الأنبياء:47].
يوم عسير على الكافرين غير يسير،يفر المرء من أخيه،وأمه وأبيه،وصاحبته وبنيه،لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
قوله تعالى : (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين)
يوم لا يجزي فيه والد عن ولده ولا مولودهوجاز عن والده شيئا.
يوم عظيم يقوم الناس فيه لرب العالمين.
يوم لا تقبل فيه الفدية ممن يريد أن يفتدي.
قال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وقال تعالى:( وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)
وقال تعالى:( : يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه )
يوم يبعثر مافي القبور،ويحصل مافي الصدور.
يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين في صعيد واحد،حفاة عراة غرلا،ينفذهم البصر،ويسمعهم الداعي،أبصارهم شاخصة إلى السماء قصد دنت الشمس من رؤوسهم قدر ميل أو ميلين،وألجمهم العرق،واشتد بهم الكرب،وينزل الرب تعالى لفصل القضاء بين الخلائق فآخذ كتابه بيمينه إلى الجنة،وآخذ كتابه بشماله إلى النار وبئس القرار.
قال تعالى:(فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسرورا إنه ظن أن لن يحور بلى إن ربه كان به بصيرا )
وقال تعالى:(فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه ( 19 ) إني ظننت أني ملاق حسابيه ( 20 ) فهو في عيشة راضية ( 21 ) في جنة عالية ( 22 )
قطوفها دانية ( 23 ) كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ( 24 ) ) ( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ( 25 )
ولم أدر ما حسابيه ( 26 ) يا ليتها كانت القاضية ( 27 ) ما أغنى عني ماليه ( 28 ) هلك عني سلطانيه ( 29 ) خذوه فغلوه ( 30 )
ثم الجحيم صلوه ( 31 ) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ( 32 ) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ( 33 ) ولا يحض على طعام المسكين ( 34 ) )
( فليس له اليوم ها هنا حميم ( 35 ) ولا طعام إلا من غسلين ( 36 ) لا يأكله إلا الخاطئون ( 37 ) ) ( فلا أقسم بما تبصرون ( 38 )
وما لا تبصرون ( 39 ) إنه لقول رسول كريم ( 40 ) وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ( 41 ) ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ( 42 )
تنزيل من رب العالمين ( 43 )
وقال تعالى:(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ( 13 ) اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ( 14 ) من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ( 15 ) )
فترى كل نفس ماأخضرت،ويظهر لها ماقدمت وأخرت،لا تفقد منه قليلا ولا قطميرا،بل وجدوا ماعملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا.
وقال تعالى:(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)
وحينئذ لا يجدي الجحد والإنكار،ولا يقبل الجدل ولا ينفع الاعتذار.
قال تعالى:(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها)
وقال تعالى:(ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون)
من رسالة القصيدة الهائية _شرح موجز للشيخ زيد _رحمه الله_