إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضل اللغة العربية الشيخ محمد الخضر حسين (رحمه الله)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضل اللغة العربية الشيخ محمد الخضر حسين (رحمه الله)

    فضل اللغة العربية


    الشيخ محمد الخضر حسين (رحمه الله)





    شَبيهانِ: الهِلالُ إذا تَهادى *** وَفِكْرٌ باتَ يَرْتادُ السَّدادا
    بَناتُ الْفِكْرِ آبِدَةٌ وَلَوْلا *** عَنانُ الْقَوْلِ لَمْ تُسْلِسْ قِيادا
    رَعى اللهُ الأَديبَ يَرومُ مَعْنى *** فَيُسْعِدُهُ الْبَيانُ بِما أَرادا
    أُبَجِّلُهُ وَلَوْ لَمْ يَأْوِ ظِلاًّ *** بَنى الْعَيْشُ الأَنيقُ بِهِ وَشادا
    فَهاتِ السَّيْفَ يَخْطُرُ في مَضاءٍ *** وَخَلِّ الْغِمْدَ عِنْدَكَ والنِّجادا
    وَيَنْزَعُ بي إلى الآدابِ وَجْدٌ *** إذا قُلْتُ اشْتَفى بالوَصْلِ زادا
    فَأَنْسى ((مَعْبَداً)) وَ((عُرَيْبَ)) دَهْراً *** ولا أَنْسى ((الْبَديع)) ولا ((الْعِمادا))
    وأَسْلوا الرَّوْضَ والوَرْقاءُ تَشْدو *** بِهِ وَالْغَيْثُ حاكَ لَهُ بِجادا
    ولا أَسْلو الطُّروسَ تَدورُ فيها *** رَحَى الْبَحْثِ ابْتِكاراً وَانْتِقادا
    وَلَمْ أَنْضُ الْقَريحَةَ في نَسيبٍ *** وَلا عَذْلاً شَكَوْتُ وَلا بُعادا
    فَما أَهْوَى سِوى لُغَةٍ سَقاها *** قُرَيْشٌ مِنْ بَراعَتِهِمْ شِهادا
    أداروا مِنْ سَلاسَتِها رَحيقاً *** وهَزُّوا مِنْ جَزالَتِها صِعادا
    وطَوَّقَها كِتابُ اللهِ مَجْداً *** وَزادَ سَنا بَلاغَتِها اتِّقادا
    تَصيدُ بِسَحْرِ مَنْطِقِها قُلوباً *** تُحاذِرُ كالجَآذِرِ أَنْ تُصادا
    قَنَتْ حِكَماً رَوائِعَ لَوْ أَعارَتْ *** سَناها النَّارَ لَمْ تَلِدِ الرَّمادا
    سَرَتْ كالمُزْنِ يُحْيي كُلَّ أَرْضٍ *** ويُبْهِجُها وِهاداً أَوْ نِجادا
    وَما للَّهْجَةِ الْفُصْحى فَخارٌ *** إذا لَمْ تَمْلإِ الدُّنْيا رَشادا
    وراعَ حِلى الْفَصاحَةِ غَيْرَ عُرْبٍ *** فَحَثُّوا مِنْ قَرائِحِهِمْ جِيادا
    تَخوضُ بَيانَها الْفَيَّاضَ طَلْقاً *** وكانَتْ قَبْلَهُ تَرِدُ الثِّمادا
    وكَم ضاهى ((ابْنُ فارِس)) وَهو يُوري *** زِنادَ الشِّعْرِ وائِلَ أو إِيَادا
    أَتاها الْعِلْمُ يَرْسُفُ في كَسادٍ *** وخَطْبُ الْعِلْمِ أنْ يَلْقى كَسادا
    فَأَلْفى مِنْ مَعاجِمِها عُباباً *** غَزيرَ النَّبْعِ لا يَخْشى نَفادا
    فَأَوْدَعَها نَفائِسَهُ وأَضْحى *** شِعارُ الْعِلْمِ إِعْراباً وَضادا
    عَذيري مِنْ زَمانٍ ظَلَّ يَجْني *** عَلى الْفُصْحى لِيُرْهِقَها فَسادا
    حَثا في رَوْضِها الزَّاهي قَتاماً *** وَأَنْبَتَ بَيْنَ أَزْهُرِها قَتادا
    وَلَوْلا أَنَّ هذا الذِّكرَ يُتْلى *** لَرَدَّ بَياضَ غُرَّتِها سَوادا
    أَجالَتْ طَرْفَها في كُلِّ وادٍ *** فَلَمْ ترَ في سِوى مِصْرٍ مَرادا
    فَتِلْكَ مَعاهِدُ الْعِرْفانِ تُدْني *** إلَيْهِمْ خَيْرَ ما يَبْغونَ زادا
    وهذا مَجْمعٌ يَحْمي تِلاداً *** ويَبْني طارِفاً يَحْكي التِّلادا
    كَأَنَّ عُكاظَ عادَ بِها اشْتِياقٌ *** إلى الْفُصْحى فَكانَ لَها مَعادا
    جَرى ماءُ الحَياةِ بِوَجْنَتَيْها *** فَهَنَّأْنا الْيَراعَةَ والمِدادا
    وَقُلْنا لِلْمَنابِرِ: ذَكِّرينا *** عَلِياًّ حينَ يَخْطُبُ أوْ زِيادا
    فَيَا لُغَةَ النَّبِيِّ سَقاكِ عهْدٌ *** مِنَ الإِصْلاحِ يَنْتَظِمُ الْبِلادا
    فَما مِنْ حاجَةٍ لِلْعِلْمِ إِلاَّ *** يُقيمُ لَها بِحِكْمَتهِ سِدادا
    يَصونُ هِدايَةَ اللهِ اعْتِزازاً *** بِها وَأَضاعَها قَوْمٌ عِنادا
    تَراءى الزَّيْغُ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ *** ويَمْسَحُ عَنْ لَوَاحِظِهِ رُقادا
    وَمَنْ يَصُنِ الهُدى مُلِئَتْ يَداهُ *** نَجاحاً كلَّما اسْتَوْرى زِنادا


    ديوانه (خواطر الحياة) ص82- 87(بواسطة)
    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي البجائي; الساعة 2014-03-15, 08:16 AM.

  • #2
    بالله عليك، من أين لك بهذه الدرّة النفيسة؟

    كأني أقرأ له لأوّل مرّة، وكلما قرأت له ازددت شغفا بتراثه، رحمه الله رحمة واسعة.

    تعليق


    • #3
      بالله عليك، من أين لك بهذه الدرّة النفيسة؟
      استقيتها من صرح كنا نحن أولى به، بارك الله فيك.

      وانظر رأي العلامة عبد الرزاق عفيفي في ستة من كتب الشيخ -رحمهما الله- في منتدى أسمار المطبوع والمخطوط.

      تعليق


      • #4
        سبحان من خلق للغة القرآن من يحافظ عليها
        ما أعجب هذا الكلام
        بارك الله فيك على هذا النقل الرائق

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
        يعمل...
        X