باب / ذمّ استعمال كلمة 'زعموا'
عن أبي مسعود – رضي الله عنه – قال: قيل له: ما سمعت – رسول الله صلى الله عليه و سلم – يقول في 'زعموا' قال: " بئس مطيّة الرجل 'زعموا' "
صحيح. الصحيحة برقم: (866).
عن أبي مسعود – رضي الله عنه – قال: قيل له: ما سمعت – رسول الله صلى الله عليه و سلم – يقول في 'زعموا' قال: " بئس مطيّة الرجل 'زعموا' "
صحيح. الصحيحة برقم: (866).
• فائدة:
قلت: و في الحديث ذم استعمال هذه الكلمة: 'زعموا'؛ و إن كانت في اللغة قد تأتي بمعنى 'قال' كما هو معلوم، و لذلك لم تأت في القرآن إلا في الإخبار عن المذمومين بأشياء مذمومة كانت منهم؛ مثل قوله – تعالى –: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا} ، ثم أتبع ذلك بقوله: {بلى و ربي لتبعثنّ ثم لتنبؤنّ بما عملتم} (التغابن 07)، و نحو ذلك من الآيات، قال الطحاوي – رحمه الله – بعد أن ساق بعضها:
(و كل هذه الأشياء فإخبار من الله بها عن قوم مذمومين في أحوال لهم مذمومة و بأقوال كانوا فيها كاذبين، فكان مكروها من الناس لزوم أخلاق المذمومين في أخلاقهم، الكافرين في أديانهم، الكاذبين في أقوالهم. و كان الأولى بأهل الإيمان لزوم أخلاق المؤمنين الذين سبقوهم بالإيمان، و ما كانوا عليه من المذاهب المحمودة و الأقوال الصادقة التي حمدهم الله – تعالى – عليها، – رضوان الله عليهم و رحمته -. و بالله التوفيق).
و قال البغوي في "شرح السنة" (12/362):
(إنما ذم هذه اللفظة؛ لأنها تُستعمل غالبا في حديث لا سند له و لا ثبْت فيه ؛ إنما هو شيء يُحكى على الألسن، فشبه النبي –صلى الله عليه و سلم – ما يقدمه أمام كلامه ليتوصل به إلى حاجته من قولهم 'زعموا' بالمطية التي يتوصل بها الرجل إلى مقصده الذي يؤمّه، فأمر النبي – صلى الله عليه و سلم – بالتثبت فيما يحكيه، و الاحتياط فيما يرويه، فلا يروي حديثا حتى يكون مرويا عن ثقة ؛ فقد روي عن النبي – صلى الله عليه و سلم – قال: "كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع"، و قال – عليه السلام –: "من حدّث بحديث يرى أنه كذب؛ فهو أحد الكاذبين".)
/-/-/-/-/-/-/
المصدر: نُظُم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد / للشيخ عبد اللطيف بن محمد بن أبي ربيع
تعليق