بسم الله الرحمن الرحيم
أنقل لكم كلام الشيخ سعد الحصين حفظه الله تعالى , من رسالة بعثها للدكتورأحمد بن يحي الزهراني حفظه الله تعالى:
مقتصا منها هذه الدرر , وعنونتها له بـ : طالب العلم السلفي يدافع عن العالم السلفي.
قال حفظه الله تعالى:
... لطالب العلم السلفي أن يدافع عن العالم السلفي (لو تورع عن الدفاع عن نفسه) دون سب سلفي آخر، وفي حال الشيخ ربيع نصر الله به دينه يتحقق ذلك على النهج السلفي الحق بمثل ما يلي:
1) نشر تقريره لمسائل الإيمان (بخاصة) وغيرها (بعامة) ولا مانع من الإشارة إلى الخلاف دون ذكر اسم المخالف فضلًا عن سبه.
2)التنويه بمؤلفاته جميعها بايجاز غير مخل ولا مسرف، فلا يكفي الإحالة (ص 291) إلى (ثبت مؤلفاته بتوسع في مؤلف خاص بها قد لا يسهل الوصول إليه لمثلي، ومثلي كثير)، والناس في حاجة إليها.
3) بيان ما ميزه الله به (هو وإخوانه: السحيمي، وفالح، ومحمد بن هادي، وصالح بن عبود، ومحمد أمان) من الوقوف في وجه فتنة الفكريين الحركيين الذين استغلوا استعانة الدولة بالقوات الدولية بعد الله (بفتوى من أكبر علماء الأمة لإنقاذ الكويت ودول مجلس التعاون من ظلم وبغي حزب البعث العراقي وخطره على الدين والدنيا) استغلوا ذلك للخروج على الجماعة والإمارة بل حث بعضهم الغوغاء من الشباب المتحمس (صراحة) على إسقاط دولة الدعوة على منهاج النبوة التي جدد الله بها دينه في كل قرن من القرون الثلاثة الأخيرة، وإسقاط علماء التوحيد والسنة بحجة عدم معرفتهم فقه الواقع، أو بحجة موالاتهم الكافرين؛ جاهلين أو متجاهلين الفرق بين الفقه والفكر والولاء والمعاملة.
4) بيان ما ميزه الله به من كشف عوار الفكر القطبي الذي قامت عليه الفتنة، وأشهد لله شهادة حق أنني وأمثالي وهم الأكثرية من طلاب العلم الشرعي في الداخل والخارج لم نعرف حقيقة فكر سيد قطب رحمه الله وبعده عن منهاج السنة حتى قيضه الله بفضله ورحمته لبيان الحق للراغبين في معرفته واتباعه.
نعم سبقه الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله إلى بيان أخطاء في كتابه: (في ظلال القرآن)، ونعم، سبقهما الأستاذ محمود شاكر رحمه الله إلى بيان أخطاء في كتابه: (العدالة الاجتماعية)، ولكن أيًا منهما لم يوفق إلى ما وفق إليه الشيخ ربيع المدخلي من الشمول والعمق وسرعة وسعة انتشار مؤلفاته في التحذير من خطر الفكر القطبي على الإسلام والسنة وعلى شرع الله وكتابه وعلى جماعة المسلمين وأئمتهم وعامتهم. جزى الله الشيخ المدخلي وسابقيه الشيخ الدويش والأستاذ الشاكر خير ما يجزي به الله الدعاة إلى سبيله الذابين عن كتابه وسنة نبيه زيف الفكريين، ومحدثات المبتدعين، وتأويل الجاهلين، وأقوال القائلين على الله بغير علم، واعتداء الصحفيين على شرع الله وحدوده. ولا أظن أحدًا يجهل الفرق في معاملة السلفي المخطئ والفكري المبتدع ولا الفرق في معاملة العاصي الواقع في أي من معاصي الشهوات ومعاملة المبتدع الواقع في أي من معاصي الشبهات (إذا انتشرت ضلالاته بخاصة)، وقد حرصت دائمًا على بيان الفرق بين حسن النية وسوء العمل.
5) وإني لا أختار ولا أحب لإخواني إلا ما اخترته وأحببته لنفسي وأعده من أعظم نعم الله عليّ: موالاة إخواني السلفيين أهل الحديث (أو الأثر أو الدليل) على أساس من صحة معتقدهم واتباعهم مهما اختلفنا في التفاصيل الفرعية، وعدم الانتصار للنفس لو حصل بغي من بعضهم أو سوء معاملة أو سوء خلق؛ فالأخ في الإسلام والسنة أولى بالعفو والصفح ومقابلة سيئته بالحسنة، وهو ما أمر به محمد (سيد ولد آدم يوم القيامة) في معاملة الجميع وهو ما اتصف به حتى لقي ربه، وإذا غضب أو عاقب فإنما ذلك لله وبأمره وشرعه لا لحظ نفسه، وإذا وفقني الله لما هو خير فعلي حمد الله وشكره. وأشكر الله عظيم الشكر على أن منحني صفة التذلل لإخواني في الدين والدعوة على منهاج النبوة وجعلني على صلة طيبة بكل فرد منهم مهما اختلفوا ومهما اختلفت مع بعضهم، لا أفضل أحدًا منهم إلا بمقدار ثباته على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وإلا بمقدار سعيه لنشر ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، والتحذير من وثنية المقامات والمزارات والمشاهد وما دون ذلك من البدع وهو ما أرسل الله تعالى به كل رسله منذ نوح عليه من الله الصلاة والسلام والبركة وعليهم جميعًا، ولعل الله أن يحفظ علينا نعمة اتباعهم والدعوة إلى ما دعا إليه جميعهم، ولعل الله أن يرزقنا نعمة مرافقتهم في الجنة فضلًا منه ورحمة.
وأحذر نفسي وإخواني من الخلط بين حظ النفس أو عصبيتها لفرد أو فئة أو رأي خاص وبين حق الله ورسله وأوليائه المشهود لهم بالولاية والجنة وحيًا من الله على قلب رسوله لا مجرد ظن أو عاطفة. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وهداهم للتي هي أقوم. وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه ومتبعي سنته.
كتبه/ سعد الحصيّن مكة المباركة، 12 / 09 / 1430
--------------------------
نقل الأخ أبو عبد السلام جابر سالم البسكري
خريج كلية الشريعة باتنة.
تعليق