خطأ بعض السَّلفيين في تناقل افتراءات العلمانيِّين على "الإخوان المسلمين"
كان السَّلفيون ولا يزالون كلمةً واحدة في التَّحذير من "الإخوان المسلمين" وسائر الجماعات والفرق والأحزاب المخالفة لمنهج السَّلف في العقيدة والدَّعوة والسُّلوك وسائر أبواب الدِّين، وهم يرون أنهم أهل بدعة وضلال، ولم يرجعوا بخير قطُّ على الإسلام وأهله.
وهذا مزلقٌ قديمٌ وقع فيه بعض أهل السنة قديمًا فنبَّه عليه علماء الإسلام وأنكروه عليهم، وتذكيرًا لهؤلاء أنقل كلام شيخ الإسلام والمسلمين أبي العباس اين تيمية رحمه الله في هذه المسألة.
قال رحمه الله في شرح حديث النزول (1/171) -وهو في مجموع الفتاوى (5/555)- في سياق الكلام على المعتزلة والجهمية النُّفاة:
"وكان ممن انتدب للردِّ عليهم أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب وكان له فضل وعلم ودين، ومن قال: إنه ابتدع ما ابتدعه ليظهر دين النصارى في المسلمين -كما يذكره طائفة في مثالبه، ويذكرون أنه أوصى أخته بذلك - فهذا كذب عليه، وإنما افترى هذا عليه المعتزلة والجهمية الذين ردَّ عليهم، فإنَّهم يزعمون أنَّ من أثبت الصِّفات فقد قال بقول النَّصارى، وقد ذكر مثل ذلك عنهم الإمام أحمد في الرد على الجهميَّة؛ وصار ينقل هذا من ليس من المعتزلة من السَّالمية ويذكره أهل الحديث والفقهاء الَّذين ينفرون عنه لبدعته في القرآن، ويستعينون بمثل هذا الكلام الذي هو من افتراء الجهمية والمعتزلة عليه، ولا يعلم هؤلاء أنَّ الَّذين ذمُّوه بمثل هذا هم شرٌّ منه، وهو خير وأقربُ إلى السُّنَّة منهم
وكان " أبو الحسن الأشعري " لما رجع عن الاعتزال سلك طريقة أبي محمد بن كلاب، فصار طائفة ينتسبون إلى السنَّة والحديث من السَّالمية وغيرهم كأبي علي الأهوازي يذكرون في مثالب أبي الحسن أشياء هي من افتراء المعتزلة وغيرهم عليه لأنَّ الأشعريَّ بيَّن من تناقض أقوال المعتزلة وفسادها ما لم يبيِّنه غيره حتى جعلهم في قمع السمسمة".
وكذلك نحن نقول لإخواننا الَّذين يتناقلون فِرَى العلمانيِّين وأضرابهم: إنَّ الإخوان خير منهم وأقرب إلى السنة، فليُذمُّوا بما هو فيهم، وبما علمه منهم أهل السنة الذين يقولون الحقَّ وبه يعدلون، ولا يظلمون أحدًا ولو في مقام النقد والتَّحذير والتَّنفير، والله الموفِّق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
تعليق