إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

درر وفوائد مستخرجة من خطبة الحث على طلب العلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • درر وفوائد مستخرجة من خطبة الحث على طلب العلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذه جملة من الفوائد مستنبطة من خطبة الحث على طلب العلم ـ بيان ما يجب علي المعلم والمتعلم وأولياء أمور المتعلمين
    للشيخ ابن العثيمين رحمه الله
    ============
    ♠ إن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) تعلموا
    شرائع الله لتعبدوه على بصيرة وتدعو إليه على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [ يوسف: 108] اطلبوا العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة وضلالة اطلبوا العلم فإنه مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة قال الله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[ المجادلة: 11]
    ♠ اطلبوا العلم فإنه ميراث الأنبياء ( إن الأنبياء لم يورثرا ديناراً ولا درهماً )(1) قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنا معشر الأنبياء لا نورث )(2)( وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر )(3)
    ♠ إن آثار العلم تبقى بعد فناء أهله فالعلماء الربانيون لم تزل آثارهم محمودة وطريقتهم مأثورة وسعيهم مشكوراً وذكرهم مرفوعا إن ذكروا في المجالس امتلأت المجالس بالثناء عليهم والدعاء لهم وإن ذكرت الأعمال الصالحة والآداب العالية كانوا قدوة الناس فيها ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122]
    ♠ لا علم إلا بالتعلم، اطلبوا العلم لترفعوا به الجهل عن عباد الله فتنشروا العلم بين الخلق، فإن على أهل العلم حق تبليغه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بلغوا عني ولو آية )(4)وقال صلى الله عليه وسلم: ( ليبلغ الشاهدُ منكم الغائب )(5)
    ♠ اطلبوا العلم لتدعو به إلى الله فإن الدعوة إلى الله لا تتم بدون العلم وكم من شخص نصب نفسه داعية إلى الله ولم يكن عنده علم فلم تكمل دعوته ولم تتم وربما تكلم عن جهل فأفسد أكثر من ما يصلح إن الدعوة إلى الله تعالى بالعلم هي طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه كما أمره الله بقوله: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [ يوسف: 108]
    ♠ إن طلب العلم من أفضل الأعمال لما فيه من هذه المطالب العالية لا سيما في وقتنا هذا، هذا الوقت الذي كثر فيه طلب الدنيا والتكالب عليها وكثر فيه القراء العارفون دون الفقهاء العاملين إن ثمرة العلم العمل والدعوة إلى الله فمن لم يعمل بعلمه كان علمه وبالاً عليه ومن لم يدعو الناس به كان علمه قاصراً عليه من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم يقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾
    ♠ إن لنيل العلم طريقين أحدهما أن يتلقى ذلك من الكتب الموثوق بها والتي ألفها علماء مرضيون بعلمهم وأمانتهم والثاني أن يتلقى ذلك من معلم موثوق به علماً وديانة وهذه الطريق أسلم وأسرع وأثبت للعلم لأن الطريق الأول طريق التلقي من الكتب قد يضل فيه الطالب وهو لا يدري إما لسوء فهمه أو قصور علمه أو لغير ذلك من الأسباب ولأن الطريق الثاني تكون فيه المناقشة والأخذ والرد مع المعلم فينفتح للطالب بذلك أبواب كبيرة في الفهم والتحقيق وكيفية الدفاع عن الأقوال الصحيحة ورد الأقوال الضعيفة .
    ♠ إن طلب العلم فرض كفاية فالقائم به قائم بفرض وقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي:( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه )(6) وإذا احتاج الإنسان إلى نوع منه كان فرض عين عليه فعلى من أراد الوضوء أن يتعلم كيف يتوضأ وعلى من أراد الصلاة أن يتعلم كيف يصلي وعلى من عنده مال أن يتعلم كيف يزكيه وعلى من أراد الصوم أن يتعلم كيف يصوم وماذا يصوم وعلى من أراد الحج أن يتعلم كيف يحج حتى يعبد الله على بصيرة وبرهان .
    ♠ أيها الطالبون للعلم ابشروا فإنكم قائمون بفرض من فروض الكفاية فلكم أجر القائمين بالفرض إنكم قائمون بالفرض في المساجد إذا كنتم تراجعون العلم وفي البيوت وفي المدارس فاحمدوا الله على هذه النعمة وأسالوا الله الثبات عليها والمزيد من فضله .
    ♠ لا تستهن يا معلم لا تستهن بالتلاميذ ولو كانوا صغاراً فعندهم من الملاحظات أمر عجيب أيها المتعلمون ابذلوا غاية الجهد في تحصيل العلم من أول العام حتى تدركوا المعلومات إدراكاً حقيقياً ثابتاً في قلوبكم راسخاً في نفوسكم لأنكم إذا اجتهدتم من أول العام أخذتم العلوم شيئاً فشيئاً فسهلت عليكم ورسخت في نفوسكم وسيطرتم عليها سيطرة تامة وإن أنتم أهملتم وتهاونتم في أول العام واستبعدتم أخره أنطوى عنكم الزمن وتراكمت عليكم الدروس فأصبحتم عاجزين عن تصورها فضلاً عن تحقيقها فندمت حين لا تنفع الندامة وبئتم بالفشل والملامة .
    ♠ على أولياء الطلبة من الآباء وغيرهم واجبات يلزمهم القيام بها عليهم أن يتفقدوا أولادهم وأن يراقبوا سيرهم ونهجهم العلمي والفكري والعملي وأن لا يتركوهم هملاً لا يبحثون معهم ولا يسألونهم عن طريقتهم وأصحابهم ومن يعاشرونهم ويصادقونهم إن إهمال الأولاد ظلم وضياع ومعصية لما أمر الله به في قوله:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم :6] فاتقوا الله عباد الله وليقم كل منكم بما أوجب الله عليه من حقوق الله وحقوق لعباد الله لتفوزوا بالمطلوب كما قال ربكم وإلهكم:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [ الأحزاب :70-71].
    ♠ قال النبي صلى الله عليه وسلم:( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم )(7) فما كان في حق البنين من رعاية ومن رعاية وحماية فإنه في حق البنات كذلك .
    ___________
    (1) هذا جزء من حديث ذكره الشيخ رحمه الله تعالى وأخرجه أحمد رحمه الله تعالى في مسنده بطوله ( 20723) وبن ماجه (219) وأبو داود ( 3157 ) والترمذي( 2606 ) و أخرجه الدارمي في سننه ( 346) من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه .
    (2) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده في باقي مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ( 9593 ) .
    (3) سبق تخريجه في نفس الصفحة في تخريج الحديث الثاني .
    (4) أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء ( 3202 ) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله تعالى عنهما.
    (5) أخرجه الإمام البخاري رحمة الله تعالى في كتاب العلم ( 102) من حديث أبي بكرة رضي الله تعالى عنه وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والريات من حديث أبي بكرة رضي الله تعالى عنه ( 3180) وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله تعالى عنها ( 26298) و ( 15782) و( 19182) و(19188) و19523) و( 21826).
    (6) أخرجه الإمام البخاري رحمة الله تعالى في كتاب الرقاق ( 6021 ) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه جزء من الحديث القدسي.
    (7) أخرجه الإمام مسلم رحمة الله تعالى في كتاب الزكاة جزء من الحديث الطويل ( 1691 ) من حديث جرير بن عبد الله بن جابر البجلي رضي الله تعالى عنه و الترمذي رحمة الله تعالى في كتاب العلم ( 599) والنسائي رحمة الله تعالى في كتاب الزكاة ( 507 2) وابن حاجة رحمة الله تعالى في كتاب المقدمة ( 199) والإمام أحمد رحمة الله تعالى ( 18367)
    .
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X