السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
" العلامة ابن عثيمين يحذر من أشرطة سفر الحوالي "
بقلم الشيخ الفاضل :
عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري
- حفظه الله و رعاه -
ثم أعود لأقول : لقد صبر العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – على دعوة هؤلاء الشباب ، و حاول تأليف قلوبهم بالإحسان إليهم و النصيحة الطيفة لهم ، و تغافل عن زلاتهم مرارا ، واستعمل حسن الظن معهم إلى آخر ما يمكن استعماله ، فحسبوا ذلك كله غفلة منه ، و توهموا أنهم قد استدرجوا العلماء و وصلوا بهم إلى تزكية منهجهم الحركي ، و في كل يوم يظهرون لهم الموافقة بالقول ، ثم يخالفونهم بالعمل ، و يمدحونهم علانية ، ثم يسرون ذمهم ، فهم عندهم أهل فتوى لا أهل فقه واقع ، وعلماء حيض و نفاس ، لا علماء جهاد و مصير أنفاس ، و أصحاب فتاوى نظرية لا أصحاب ( ميدان !! ) ، و هكذا.....
لقد صبر الشيخ – رحمه الله – عليهم طويلا ، إلى أن أحس بدنو أجله ، فرأى ضرورة بيان حالهم لئلا يغتر بهم من يغتر ، و ليعذر إلى ربه ، و لا سيما أنه لم يستفد من دماثة خلقه و سعة صدره إلا القليل ، و هم المخلصون منهم ، فرجعوا عن غيهم ، و عادوا إلى وعيهم ، فانتبهوا للفوارق الشاسعة بين دعوة الشيخ و دعوة أولئك ، فبرأ ذمته – رحمه الله – قبل وفاته بلهجة قوية ، حيث سأله بعض الإخوة طلبة العلم من الجزائر عن فئات من الناس يكفرون الحكام من غير ضوابط و شروط ؟!
فأجاب الشيخ – رحمه الله – بقوله : " هؤلاء الذين يكفرون ، هؤلاء ورثة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و الكافر من كفره الله و رسوله ، و للتكفير شروط ، منها : الإرادة ، أن نعلم بأن هذا الحاكم خالف الحق و هو يعلمه ، و أراد المخالفة ، ولم يكن متأولا ، مثل : أن يسجد لصنم ، و هو يدري أن السجود للصنم شرك ، و سجد غير متأول ، المهم : هذا له شروط ، و لا يجوز التسرع في التكفير ، كما لا يجوز التسرع في قولك : هذا حلال ، و هذا حرام .
سؤال : و أيضا يسمعون أشرطة سلمان بن فهد العودة و سفر الحوالي ، هل تنصحهم بعدم سماع ذلك ؟!!
الشيخ : بارك الله فيك ، الخير الذي في أشرطتهم موجود في غيرها ، و أشرطتهم عليها مؤاخذات ، بعض أشرطتهم ، ماهي كلها ، و لا أقدر أميز لك – أنا – بين هذا و هذا !!
سؤال : إذا تنصحنا بعدم سماع أشرطتهم ؟
الشيخ " لا ! أنصحك بأن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز ، أشرطة الشيخ الألباني ، أشرطة العلماء المعروفين بالاعتدال ، و عدم الثورة الفكرية.
سؤال : يا شيخ ! و إن كان الخلاف في هذه القضية – مثلا – أنهم يكفرون الحكام ، و يقولون بأنه جهاد – مثلا – في الجزائر ، و يسمعون أشرطة سلمان و سفر الحوالي ، فهل هذا الخلاف فرعي ، أم هو خلاف في الأصول يا شيخ ؟
الشيخ : لا ! هذا خلاف عقدي ، لأن من أصول أهل السنة و الجماعة أن لا نكفر أحدا بذنب.
سؤال : هم – يا شيخ ! - لا يكفرون صاحب الكبيرة إلا الحكام ، يأتون بالآية { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } ( المائدة : 44) يكفرون الحكام فقط ؟!!
الشيخ : هذه الآية فيها أثر عن ابن عباس أن المراد : الكفر الذي لا يخرج من الملة ، كما في قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( سباب المسلم فسوق و قتاله كفر ).
وفي رأي لبعض المفسرين أنها نزلت في أهل الكتاب ، لأن السياق في ذلك : { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى و نور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانيون و الأحبار بما استحفظوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس و اخشون و لا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله } ، منكم يا أهل الكتاب { فأولئك هم الكافرون } ".
قلت : انظر " تفسير ابن جرير الطبري " – رحمه الله – للآية .
ملاحظة : الكلام مفرغ من شريط سمعي عند تسجيلات ابن رجب بالمدينة ، بعنوان : " أسئلة منهجية عبر الهاتف ".
انتهى
من كتاب " كذبة حركية كشفها رب البرية " تأليف الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله.
" العلامة ابن عثيمين يحذر من أشرطة سفر الحوالي "
بقلم الشيخ الفاضل :
عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري
- حفظه الله و رعاه -
ثم أعود لأقول : لقد صبر العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – على دعوة هؤلاء الشباب ، و حاول تأليف قلوبهم بالإحسان إليهم و النصيحة الطيفة لهم ، و تغافل عن زلاتهم مرارا ، واستعمل حسن الظن معهم إلى آخر ما يمكن استعماله ، فحسبوا ذلك كله غفلة منه ، و توهموا أنهم قد استدرجوا العلماء و وصلوا بهم إلى تزكية منهجهم الحركي ، و في كل يوم يظهرون لهم الموافقة بالقول ، ثم يخالفونهم بالعمل ، و يمدحونهم علانية ، ثم يسرون ذمهم ، فهم عندهم أهل فتوى لا أهل فقه واقع ، وعلماء حيض و نفاس ، لا علماء جهاد و مصير أنفاس ، و أصحاب فتاوى نظرية لا أصحاب ( ميدان !! ) ، و هكذا.....
لقد صبر الشيخ – رحمه الله – عليهم طويلا ، إلى أن أحس بدنو أجله ، فرأى ضرورة بيان حالهم لئلا يغتر بهم من يغتر ، و ليعذر إلى ربه ، و لا سيما أنه لم يستفد من دماثة خلقه و سعة صدره إلا القليل ، و هم المخلصون منهم ، فرجعوا عن غيهم ، و عادوا إلى وعيهم ، فانتبهوا للفوارق الشاسعة بين دعوة الشيخ و دعوة أولئك ، فبرأ ذمته – رحمه الله – قبل وفاته بلهجة قوية ، حيث سأله بعض الإخوة طلبة العلم من الجزائر عن فئات من الناس يكفرون الحكام من غير ضوابط و شروط ؟!
فأجاب الشيخ – رحمه الله – بقوله : " هؤلاء الذين يكفرون ، هؤلاء ورثة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و الكافر من كفره الله و رسوله ، و للتكفير شروط ، منها : الإرادة ، أن نعلم بأن هذا الحاكم خالف الحق و هو يعلمه ، و أراد المخالفة ، ولم يكن متأولا ، مثل : أن يسجد لصنم ، و هو يدري أن السجود للصنم شرك ، و سجد غير متأول ، المهم : هذا له شروط ، و لا يجوز التسرع في التكفير ، كما لا يجوز التسرع في قولك : هذا حلال ، و هذا حرام .
سؤال : و أيضا يسمعون أشرطة سلمان بن فهد العودة و سفر الحوالي ، هل تنصحهم بعدم سماع ذلك ؟!!
الشيخ : بارك الله فيك ، الخير الذي في أشرطتهم موجود في غيرها ، و أشرطتهم عليها مؤاخذات ، بعض أشرطتهم ، ماهي كلها ، و لا أقدر أميز لك – أنا – بين هذا و هذا !!
سؤال : إذا تنصحنا بعدم سماع أشرطتهم ؟
الشيخ " لا ! أنصحك بأن تسمع أشرطة الشيخ ابن باز ، أشرطة الشيخ الألباني ، أشرطة العلماء المعروفين بالاعتدال ، و عدم الثورة الفكرية.
سؤال : يا شيخ ! و إن كان الخلاف في هذه القضية – مثلا – أنهم يكفرون الحكام ، و يقولون بأنه جهاد – مثلا – في الجزائر ، و يسمعون أشرطة سلمان و سفر الحوالي ، فهل هذا الخلاف فرعي ، أم هو خلاف في الأصول يا شيخ ؟
الشيخ : لا ! هذا خلاف عقدي ، لأن من أصول أهل السنة و الجماعة أن لا نكفر أحدا بذنب.
سؤال : هم – يا شيخ ! - لا يكفرون صاحب الكبيرة إلا الحكام ، يأتون بالآية { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } ( المائدة : 44) يكفرون الحكام فقط ؟!!
الشيخ : هذه الآية فيها أثر عن ابن عباس أن المراد : الكفر الذي لا يخرج من الملة ، كما في قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( سباب المسلم فسوق و قتاله كفر ).
وفي رأي لبعض المفسرين أنها نزلت في أهل الكتاب ، لأن السياق في ذلك : { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى و نور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانيون و الأحبار بما استحفظوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس و اخشون و لا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله } ، منكم يا أهل الكتاب { فأولئك هم الكافرون } ".
قلت : انظر " تفسير ابن جرير الطبري " – رحمه الله – للآية .
ملاحظة : الكلام مفرغ من شريط سمعي عند تسجيلات ابن رجب بالمدينة ، بعنوان : " أسئلة منهجية عبر الهاتف ".
انتهى
من كتاب " كذبة حركية كشفها رب البرية " تأليف الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله.