إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصيدة لحسان بن ثابت **موت النبي صلى الله عليه وسلم **

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة لحسان بن ثابت **موت النبي صلى الله عليه وسلم **

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن وآلآه
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هذه القصيدة
    موضوعها أعظم المصائب***موت النبي صلى الله عليه وسلم***
    قائلها :شاعر الرسول حسان ابن ثابت
    فيها موعظة عظيمة...

    بـطيبة َ رسـمٌ لـلـرسولِ ومـعهدُ ***** منيرٌ، وقد تعفـو الرسومُ وتهمدُ
    ولا تنمحي الآيـاتُ من دارِ حرمة ٍ ***** بها مِنْبَرُ الهادي الذي كانَ يَصْعَدُ
    ووَاضِـحُ آيــاتٍ ، وَبَـاقي مَـعَالِـمٍ، ***** وربـعٌ لـهُ فيـهِ مصلى ً ومسجدُ
    بـها حـجراتٌ كـانَ يـنزلُ وسطها ***** مِـنَ الله نـورٌ يُسْتَـضَاءُ ، وَيُـوقَدُ
    معالمُ لم تطمسْ على العهدِ آيها ***** أتَـاهَا البِلَى ، فالآيُ منها تَجَدَّدُ
    عرفتُ بها رسمَ الرسولِ وعهدهُ، ***** وَقَـبْرَاً بِـهِ وَارَاهُ في التُّـرْبِ مُلْحِدُ
    ظللتُ بها أبكي الرسولَ، فأسعدتْ *** عُيون، وَمِثْلاها مِنَ الجَفْنِ تُسعدُ
    تـذكرُ آلاءَ الـرسـولِ ، ومـا أرى **** لهَا مُحصِياً نَفْسي، فنَفسي تبلَّدُ
    مـفجعة ٌ قـدْ شفها فـقدُ أحـمدٍ ، ***** فـظلتْ لآلاء الـرسـولِ تـعـددُ
    وَمَـا بَـلَغَتْ منْ كلّ أمْـرٍ عَشِيرَهُ، ***** وَلكِنّ نَفسي بَعْضَ ما فيهِ تحمَدُ
    أطالتْ وقـوفاً تذرفُ العينُ جهدها ***** على طللِ القبرِ الذي فيهِ أحمدُ
    فَبُورِكتَ، يـا قبرَ الرّسولِ، وبورِكتْ ***** بِلاَدٌ ثَوَى فيهَا الرّشِيدُ المُسَدَّدُ
    وبـوركَ لـحدٌ مـنكَ ضـمنَ طـيـباً ، ***** عليهِ بـناءٌ مـن صـفيحٍ ، مـنضدُ
    تـهيـلُ عـليـهِ التـربَ أيـدٍ وأعيـنٌ ****** عليهِ ، وقـدْ غارتْ بـذلكَ أسعدُ
    لـقد غَيّبوا حِـلْماً وعِـلْماً وَرَحمة ً، ****** عشية َ علوهُ الثرى ، لا يـوسدُ
    وَرَاحُوا بـحُزْنٍ ليس فيهِمْ نَبـيُّهُمْ، ****** وَقَدْ وَهَنَتْ منهُمْ ظهورٌ، وأعضُدُ
    يبكونَ من تبكي السمواتُ يومهُ ***** ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالناس أكمدُ
    وهـلْ عـدلـتْ يـوماً رزيـة ُ هـالكٍ ****** رزيـة َ يـومٍ مــاتَ فـيـهِ مـحـمـدُ
    تَـقَطَّعَ فيـهِ منـزِلُ الـوَحْيِ عَنهُمُ، ****** وَقَـد كـان ذا نـورٍ ، يَـغورُ ويُنْجِدُ
    يَـدُلُّ على الرّحمنِ مَنْ يقتَدي بِهِ،***** وَيُـنْقِذُ مِـنْ هَوْلِ الخَزَايَا ويُـرْشِدُ
    إمـامٌ لهمْ يهديهمُ الحقَّ جاهداً، ****** معلمُ صدقٍ، إنْ يطيعوهُ يسعدوا
    عَفُوٌّ عن الـزّلاّتِ، يَـقبلُ عُـذْرَهمْ، ****** وإنْ يحسنوا، فاللهُ بالخيرِ أجـودُ
    وإنْ نـابَ أمرٌ لـم يـقوموا بـحمدهِ، ****** فَمِنْ عِـنْـدِهِ تَيْسِيرُ مَـا يَتَشَدّدُ
    فَبَـيْـنَا هُـمُ في نِـعْمَة ِ الله بيْنَهُمْ ****** دليـلٌ بـه نَـهْجُ الطّريقَة ِ يُـقْصَدُ
    عزيزٌ عليْهِ أنْ يَحِيدُوا عن الهُدَى **** حَريصٌ على أن يَستقِيموا ويَهْتَدوا
    عطوفٌ عليهمْ ، لا يثني جـناحهُ ****** إلى كَنَـفٍ يَـحْنـو عليهم وَيَـمْهِدُ
    فَبَيْنَا هُمُ في ذلكَ النّورِ، إذْ غَدَا***** إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِدُ
    فـأصبحَ مـحموداً إلى اللهِ راجـعاً، ****** يـبكيهِ جفنُ المرسلاتِ ويـحمدُ
    وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشاً بقاعُها****** لِغَيْبَةِ ما كانَتْ منَ الوَحْيِ تعهدُ
    قِفاراً سِوَى مَعْمورَة ِ اللَّحْدِ ضَافَها ****** فَـقِـيـدٌ، يُـبَكّيـهِ بَــلاطٌ وغَـرْقـدُ
    وَمَسْجِدُهُ ، فـالموحِشاتُ لِـفَقْدِهِ، ****** خـلاءٌ لـهُ فـيـهِ مـقـامٌ ومـقـعدُ
    وبالجمرة ِ الكبرى لهُ ثمّ أوحشتْ ****** دِيـارٌ، وعَرْصَاتٌ، وَرَبْـعٌ ، وَمـوْلِدُ
    فَـبَكّي رَسولَ الله يـا عَينُ عَبْـرَة ً ****** ولا أعرفنكِ الدهرَ دمعكِ يـجمدُ
    ومـالكِ لا تـبكيـنَ ذا النـعمةِ التي ****** على الناسِ منها سابغٌ يـتغمدُ
    فَـجُودي عَلَيْـهِ بـالدّمـوعِ وأعْـوِلي ****** لفقدِ الذي لا مثلهُ الدهرِ يوجدُ
    وَمَـا فَـقَدَ الماضُونَ مِـثْـلَ مُـحَمّدٍ، ****** ولا مـثلهُ، حتى القيامة ِ، يفقدُ
    أعـفَّ وأوفـى ذمـة ً بـعـدَ ذمـة ٍ، ****** وأقْـرَبَ مِـنْـهُ نـائِـلاً ، لا يُـنَـكَّـدُ
    وأبــذلَ مــنـهُ لـلطـريـفِ وتـالـدٍ ، ****** إذا ضَـنّ مـعطاءٌ بـما كانَ يُـتْلِـدُ
    وأكرمَ حياً في البيوتِ، إذا انتمى، ****** وأكـــرمَ جــداً أبـطحيـاً يـسـودُ
    وأمـنـعَ ذرواتٍ ، وأثبتَ في العلى ****** دعـائمَ عـزٍّ شاهـقـاتٍ تـشيـدُ
    وأثْـبَتَ فَـرْعاً في الفُرُوعِ وَمَنْـبِتاً، ****** وَعُوداً غَداة َ المُزْنِ، فالعُودُ أغيَدُ
    رَبَــاهُ وَلِـيـداً ، فَاسْتَـتَـمَّ تَـمـامَـهُ ****** على أكْـرَمِ الخيرَاتِ، رَبٌّ مُمجَّدُ
    تَنَاهَتْ وَصَاة ُ المُسْلِمِينَ بِكَفّهِ، ****** فلا العلمُ محبوسٌ،ولا الرأيُ يفندُ
    أقُـولُ،ولا يُـلْفَـى لِـقَـوْلي عَائِبٌ ****** منَ الناسِ، إلا على العقلِ مـبعدُ
    وَلَيْسَ هَوَائي نـازِعاً عَنْ ثَـنـائِهِ، ****** لَعَلّي بِـهِ في جَـنّة ِ الخُلْدِ أخْـلُدُ
    معَ المصطفى أرجو بذاكَ جوارهُ، **** وفي نيلِ ذاك اليومِ أسعى وأجهدُ


    منقــــــــــــــول
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X