<بسملة1>
الرَّدُ المُحْكَمِ عَلَى مَنْ تَوَهَمَ الوُصُولَ و الفَهْمَ
الرَّدُ المُحْكَمِ عَلَى مَنْ تَوَهَمَ الوُصُولَ و الفَهْمَ
أَنْتَ تَتَعَلَمُ العِلْمَ عَلَى أَيْدِي مَشَايِخِكَ لِتَكُونَ عَامِيًّا مُسْلِمًا، أَقُولُهَا لَكَ صَرَاحَةً، لَنْ تَكُونَ طَالِبَ عِلْمٍ. طَالِبُ العِلْمِ مُتَفَرِغٌ لَهُ مُنْكَبٌ عَلَيْهِ لاَ يُزَاحِمُهُ عَلَى الطَّلَبِ لِلْعِلْمِ شَيْءٌ مِنْ أُمْرِ الدُّنْيَا أَبَدًا. لاَ مِنْ زَوْجَةٍ وَلَا وَلَدٍ وَلَا تَحْصِيلِ مَالٍ وَلَا جَاهٍ وَلَا قَصْدِ شَيْءٍ مِنَ الحَقِيرَةِ هَذِهِ ، فَأَيْنَ هُوَ !؟ وَإِنَّمَا طَرِيقٌ فِيهِ الوَجَاهَةَ وَفِيهِ التَّقْبِيلُ عَلَى الأَيْدِي بِلَعْقِهَا. اتَّقُوا اللهَ ...
إِلْزَمُوا الحَدَّ، فَلَوْ أَنَّنَا عَمَلْنَا العِلْمَ الْحَقَّ فِيكُمْ مَا فَهِم وَاحِدٌ مِنْهُمْ كَلِمَةً تُقَالُ، أَقُولُهَا صَرَاحَةً، وَإِنَّمَا نَتَبَسَطُ تَبَسُطًا هُوَ عَامِيٌّ عِنْدَ العُلَمَاءِ، وَمَعَ ذَلِكَ يَصْرُخُونَ : لاَ نَفْهَمُ مَا يَقُولُ. نَعَمْ، يَقُولُونَ:مَاذَا يَقُولُ، وَلَمْ نَقُلْ شَيْئًا ، وَ أسَفَاهُ !. وَإِنَّمَا نُخَاطِبُ بِعَامِيَّةِ أَهْلِ العِلْمِ، لَا بِعَامِيَّةِ السِفْلَةِ مِنَ الصَّعَالِيكِ. بِالعَامِيَّةِ المُجَرَّدَةِ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ نَتَكَلَمُ وَلاَ نُفْهَمْ . فَكَيْفَ لَوْ تَكَلَمْنَا بِلُغَةِ العِلْمِ التِّي هِيَّ حَرِيَةٌ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهَا عِنْدَ الطَّالِبِيهَا، مِنَ المُخْلِصِينَ !؟
إِذًا ضَعْهَا فِي قَلْبِكَ.
لَا تُؤَّمِلْ وَمَا زِلْتَ بَعْدُ لَمْ تُرَيِّشْ، لَنْ تَكُونَ عُقَاباً وَلَا بَازِيًّا. لَا، فَضْلاً عَنْ أَنْ تَكُونَ غُرَابًا، وَلَنْ تَكُونَ . لَا تُؤَّمِلْ هَذَا، وَإِنَّمَا أَمِّلْ أَنْ تَعْلَمَ مِنَّ الدِّينِ مَا تَنْجُوا بِهِ مِنَ المُؤَاخَذَةِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ العَالَمِينَ، أَمَّا أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَنْ وَضَع عَلَى رَأْسِهِ غِطَاءً، وَ ارْتَدَى جِلْبَابًا وَ أَمْسَكَ كِتَابًا، فَصَارَ عَالِمًا أَنْ يَكُونَ عَالِمًا ، أَيُّ عَبَثٍ..
اتَّقُوا اللهَ فَإِنَّ هَذَا الطَّرِيقُ هُوَ طَرِيقُ الخَلَاصِ.
طَرِيقُ العِلْمِ طَرِيقُ الخَلَاصِ لِلْأُمَّةِ، طَرِيقُ الهِدَايَةِ وَ الإِهْتِدَاءِ كَمَا قَالَ سَيِّدُ الأَنْبِيَاءِ <صلى الله عليه وسلم>. أين !؟.
فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَى صِحَتِهِ، مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍ رَضِيَّ اللهُ عَنْهُ: << إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا ، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا >>.
هَذَا مَنْطُوقٌ. اتَخَذَّ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَالاً، فَسُئِلُوا فأَفَتَوا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَّلُوا وَ أَضَّلُوا،.
إِذًا سَبَبُ الضَّلَالِ وَ الإِضْلاَلِ الجَهْلُ ، هَذَا مَنْطُوقٌ وَأَمَّا المَفْهُومُ فَهُوَ سَبَبُ الهِدَايَةِ وَ الإِهْتِدَاءِ، العِلْمُ.
فَالعِلْمُ سَبِيلُ النَّجَاةِ، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ صَنْعَا زَاحَمَ شُيُوخَهَا فِيهَا كُلُّ صُعْلُوكٍ مَسْلُوكٍ مَا صَحَتْ لِلنَّاسِ حَيَاةٌ، فِي أَحْقَرِ الصَّنْعَاتِ وَلِكُلِّ صِنْعَةٍ رِجَالُهَا، وَالفَتْحُ مِنْ عِنْدِ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالعِلْمُ صَلِفٌ مُتَعَّزِزْ لَا يُؤْتِيكَ بَعْضَهُ حَتَّى تُعْطِيَهُ كُلَّكَ، وَأَنْتَ مِنْ إِعْطاَئِهِ إِيَّاكَ بَعْضَهُ بَعْدَ إِذْ تُعْطِيَهُ كُلَّكَ عَلَى خَطَرٍ، إِمَّا أَنْ يُعْطِيكَ وَإِمَا أَنْ لَا يُعْطِيكَ.
العِلْمُ صَلِفٌ، لَا يُنَالُ هَكَذَا بِمَدِ الأَيْدِي وَلَا بِقَبْضِهَا هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ.
فَفِي هَذِهِ الحِقْبَةِ المَرِيرَةِ مِنْ تَارِيخِ الأُمَّةِ، لَا بُدَّ أَنْ يَلْزَمَ كُلٌّ قَدْرَهُ، وَأَنْ لاَ يَتَعَدَّى حَدَّهُ، وَلَوْ سَكَتَ جَاهِلٌ لاسْتَرَاحَ عَالِمٌ، وَاللهُ رَبُّ العَالَمِينَ المَوْعِدَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ . لاَ تُضَيِّعُوا الأَوْقَاتَ وَ الْزَمُوا حَدَّكُمْ عِبَادَ اللهِ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ يَهْدِينَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
فضيلة الشيخ العلامة
أبو عبد الله محمد سعيد رسلان
للإستماع إلى الصوتية و تحميلها من :هنــــا