إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إذا أخطأ أخ لك فانصح له ولا تشهره...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إذا أخطأ أخ لك فانصح له ولا تشهره...

    <بسملة1>


    إذا أخطأ أخ لك فانصح له ولا تشهره ...


    الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
    أما بعد، فإن الله تعالى امتدح خيرة عباده المؤمنين من هذه الأمة التي هي خير الأمم لما تحلوا به من أحسن الصفات فقال عز وجل {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه[آل عمران:110].
    إنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يا إخوة الإيمان، الذي جاء المدح والأمر به في شريعة الإسلام، إذ هز واجب المسلم تجاه إخوانه وأهله ومن حوله.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم رحمه الله في صحيحه.
    بل جاء أكبر من ذلك فقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عمن ترك هذه الشعيرة الإسلامية حيث قال فيما رواه مسلم أيضًا عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول اللهﷺ : "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".
    فالأمر عظيم إخوة الإسلام، إذ لا خير فينا إذا تركنا ولم نقم بهذا الأمر الفضيل، بل هو سبب لحصول اللعنة قال الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ۝ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة:78، 79] .
    ومن جهة أخرى لا خير في منصوح إذا رد نصيحة ناصح له، بل هو من جنس عمل المنافقين حيث الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَاد} [البقرة:206].
    هذا وإن النصيحة والأمر بالمعروف آداب لابد من مراعاتها، أخص منها: عدم التشهير بالمنصوح فإنّه من الفضيحة، بالنصيحة تكون فيما بينك وبين المخطئ، فيراعي الناصح السرية فيما بينك وبين أخيه ولا يسلك مسلك التشهير والفضح بين الخلائق.
    فهذا مناف لما جاء في الآداب النبوية، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم.
    ولمسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يستر عبد عبدا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة".
    فالتشهير والفضح ليس من سبيل النصيحة الأخوية يا إخوة الإيمان.
    وإن البعض من المؤمنين يقعون في هذا المنكر القبيح من غير قصد ولا شعور، أو من غير نية سيئة كتتبع العورات، فإذا رأى من أخيه منكرا أخذ يمسك إخوانه ويقول : هل رأيت ما فعل فلان؟!
    هل رأيت ما قال فلان؟!
    هل رأيت ما كتب فلان؟!
    حتى يصر منكر فلان حديث الساعة بين الناس.
    وهذا منكر أولا.
    وإن لا أحد من هؤلاء حمل نفسه ونصح لأخيه وأخذ بيده، وهذا منكر ثان.
    بل فضح أخاه وشهر به وغشه وما نصحه، شعر بهذا أم لم يشعر.
    يا أخي المؤمن هذا سبيل نبيك عليه الصللة والسلام واضح بين فلماذا الحيد عنه؟!
    ومن الناس من يقول لا أنصحه مباشرة قد يردني، بل أذهب إلى فلان هو أقرب إليه ينصحه لعله يستجيب، فنعم جزاك الله خيرا ذكر العلماء هذه الطريقة وحسنوها.
    لكن، هل أنت التزمت حقيقة بهذه الطريقة ؟؟؟!!!
    أم أنك كلمت فلانا في الموضوع، وطلبت منه نصح أخاك، وكلمت فلانا وفلانا وفلانا...
    فليتق الله الناصح في نفسه وفي أخيه، وليتق الله المنصوح في نفسه، وليقبل نصيحة إخوانه ولا يغضب ولا ينتقم لنفسه، فإن هذا لا يزيده عن الله إلا بعدا، ولا يزيده عند الخلق إلا سقطا.
    هذا ما أردت تذكير نفسي وإخواني بهذه الكلمة المختصرة في بيان أدب من آداب النصح الذي غاب تجسيده في واقعنا الأخوي.
    والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالعلي المنان
    والحمد لله رب العالمين.

    كتبه أخوكم:

    أبو البراء يوسف صفصاف
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2020-01-27, 12:41 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X