<بسملة1>
[علىٰ رسلكم فإنّهُ مُحمّد بازمول -حفظه الله-]
الحمدُ للهِ الّذي كرّمٙ العُلماء، والصّلاةُ والسّلامُ علىٰ من أخبرٙ أنّهُم وُرّٙاثُ الأنبياء، وعلىٰ آلهِ وصحبهِ ومن وآلاهُ.
أمّا بعد:
فلقد رأيتُ بعض التغريدات الفاضحات وبعض الإجابات المنشورات لبعضِ الصّعافقة أصحاب التنظيمات يطعنون فيها صراحةً في الشيخ مُحمّد بازمول -حفظهُ الله-.
وهذا لا يستغرب فنحنُ نعيش أيامًا ظهرت فيها نابتةٌ خبيثة تشنُّ حملةً شعواء وحربًا ضروسًا نكراء هدفها الرئيسي هو إسقاط العلماء وخيار الأفاضل والنبهاء.
العلماء الناصحين الّذي أفادُوا النّاس بعلومهم وكتاباتهِم وصوتياتهم وتوجيهاتهم ونصائحهم فعرفٙ النّاس فضلهم وجعل الله القبول في الأرض لهم.
ومن هؤلاء العلماء صاحب الأدب الرفيع والعلم البديع والتأصيل الماتع الشيخ مُحمّٙد بن عُمر بازمُول -سدّٙده الله-.
قال الطّحاويُّ -رحمهُ الله- كما في:[عقيدتهِ]:
وعلماءُ السّلف من السّابِقين ومن بعدهم من التّابعين أهل الحدِيث والأثر والفقهِ والنّٙظر لا يذكرون إلّا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو علىٰ غير السبيل.
وهذا لعمري هو الفساد بعينهِ وفي هذا الزمان الّذي نطق فيهِ الأرعن السفيهِ مشككًا في الشيخ النّبيهِ منفرًا النّاس منهُ وأنّىٰ لهُ ذلك.
هل يضرُ البحر أمسىٰ زاخِرًا * * * إذا رمىٰ فيهِ غـلامٌ بــالحجر
ولقد أعياهم فهم كلام الشيخ محمد فلم يجدوا إلّا الطعن فيهِ معرضين عن كلام النّبِي -صلّىٰ اللهُ عليهِ وسلّم- وأصحابهِ وأتباعهِ في فضل العلماء.فبإسنادٍ حسن عن عُبادة بن الصّامت -رضيٙ اللهُ عنهُ: قال: قال رسُول الله -صلّىٰ اللهُ عليهِ وسلّم- : "ليس من أُمتي من لم يُجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرفُ لعالمنا حقّهُ"
وبإسنادٍ صحيح عن أبِي الدرداء -رضيٙ اللهُ عنهُ- قال: سمعتُ رسُول الله -صلّىٰ اللهُ عليهِ وسلّم- يقول: "وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ والحيتانُ في جوفِ الماءِ"
ولكن يأبىٰ هؤلاء بطعوناتهم إلّا أن يكُونوا أقل من الحيتان وأحقر من الفئران والله المستعان.
قال أبُو حاتم الرازي -رحمهُ الله- كما في:[عقيدة السلف]:
علامةُ أهل البدع الوقيعةُ في أهل الأثر.
والآن مع شيء من تلك التغريدات:
•قال أحدهم:
بعضُ الناس يقول: لا تدخل في الفتنة واسكت ودعوا العلماء يحلوا الأمر، وهو ما سكت ودخل في الفتنة وخالف العلماء الكبار وخالف حديث أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا بل بنىٰ رأيه على معلومات ومعطيات خاطئة وكفىٰ بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع وأهل الحق لا يضرهم المخالف ولا المخذل ولا المكذب.
التعليق:
قولهُ: (وهو ما سكت ودخل في الفتنة وخالف العلماء الكبار)
ويكأن الشيخ محمد ليس من العلماء، وقول أحمد هذا في حدِ ذاتهِ يخالف فيهِ العلماء إذ أنّٙ الشيخ محمد من العلماء بشهادة العلماء.
وقولهُ: (وخالف حديث أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)
وهنا لي وقفتان:
الأولىٰ: أنّٙ نصرةً المظلوم ليست واجبة بل هي من فروض الكفاية ولو كان هؤلاء مظلومين وعلموا ذلك لاكتفوا بنصرةِ الربيع لهم -زعموا- ولو علم الربيع بما عندهم لزأر في وجوههم ولطردهم.
الثانية: أن المظلوم إذا كان ظالمًا فإنّٙهُ لا ينصر حتّٙىٰ ينكسر كما قال أحمد ونقلهُ جماعة منهم البهوتي في كشاف القناع وكذلك المرداوي في الفروع فكيف بهؤلاء الصعافقة وهم أهل الظلم.
وقولهُ: (بنىٰ رأيهُ علىٰ معلومات ومعطيات خاطئة وكفىٰ بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع).
وهذه من الكذبات والطعونات الشديدة فجعل الشيخ محمد -حفظهُ الله- يُحدِّث بكل شيء سمعهُ ممن هبّٙ ودرج وهذا باطل ظاهر البطلان يعرفه القريب الموافق والعدو المخالف عن الشيخ محمد.
قال ابن عثيمين -رحمهُ الله- كما في:[شرح رياض الصالحين]:
يعني أن الإنسان إذا صار يحدث بكل ما سمع من غير تثبت وتأن فإنهُ يكون عرضة للكذب وهذا هو الواقع.
وأما ما نقلهُ الشيخ محمد بازمول من زيارة الشيخ الفوزان للشيخ ربيع فلربما يكون روىٰ ذلك عن صدوق يهم أو يخطىء.
•وقال آخر:
تسمع لتوجيهات بعض من ينصح فتذكر قول الإمام بن القيم رحمه الله في نونيته:
وعليك بالتفصيل والتبيين * * * فالإجمال والإطلاق دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا * * * الأذهام والآراء كل زمان
التعليق:قد أفسدا هذا الوجود وخبطا * * * الأذهام والآراء كل زمان
إن توضيح الواضح من الأمور الصعبة الّٙذي يطلبها من لا يفهم لغة العلماء ويدعي السير علىٰ طريقتهم زورًا وكذبًا.
فصوتية الشيخ محمد أتت كالصاعقة علىٰ رؤوس الجهلة والمنحرفين فنصائحه واضحة وهي ترك الشيخ ربيع والشيخ محمد وعدم التدخل فيهما مع التوقف التام في الطعن فيهما وقد قيل لا يعرف الفضل لأهلهِ إلا ذوُوه.
•قال آخر:
أقولها وأنا بها صريح كلام الشيخ محمد بازمول سلمه الله لم يزد فتنة الصعفقة إلا اشتعالًا وليته بقي ساكتًا.
وقال أحد آخر:
لو سكت لكان خيرا له.
التعليق:
أوكلما خرج عالمًا ناصحًا يعرف الحقّ بدلائلهِ والصدق وقائلهِ هجوتموه بكلماتٍ نكراء.
ألأنهُ قد خالف طريقتكم العرجاء وأقوالكم العوراء حقًا إنّٙ هذا لشيءٌ عجاب.
أوتريدون بقائهُ ساكتًا والجهلة يتكلمون وأنتم تطعنون وبالباطل تشطحون.
فعن محمد بن بندار قال:
قلت لأحمد بن حنبل : إنه ليشتد عليَّ أن أقول : فلانٌ ضعيفٌ، فلانٌ كذابٌ.
فقال أحمد: "إذا سكتَّ أنت، وسكتُّ أنا، فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السَّقيم".
وهذا مُحدِّثٌ يسأل إمامًا لا جاهلًا يطلب خصامًا.
فوصيةُ الشيخ محمد كانت في محلها وهي ترك الأمر للعلماء بين الشيخين ربيع ومحمد سلمهما الله.
وكأني بك وبأمثالك من الجهلة ينطبق عليكم حديث رسُول الله -صلّىٰ اللهُ عليهِ وسلّم- عند ابن ماجة في سننهِ وصححهُ الألباني عن أبِي هريرة -رضيٙ اللهُ عنهُ- عن رسُول الله -صلّىٰ اللهُ عليهِ وسلّم-قال: "سيَأتي علىٰ النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ".
أكتفي بهذا النزر القليل، وصلّىٰ اللهُ علىٰ نبيِّنا مُحمّد وعلىٰ آلهِ وصحبهِ أجمعين.
كتبهُ/ أبُو مُحمّد الطّرٙابُلُسِيُّ
١٠/ ٥/ ١٤٤٠هـ
١٠/ ٥/ ١٤٤٠هـ