<بسملة1>
الفوائد الحِسان من شرح رسالة الفرق بين النصيحة والتعيير
لشيخنا آيت علجت حسان
حفظه الله
الفوائد الحِسان من شرح رسالة الفرق بين النصيحة والتعيير
لشيخنا آيت علجت حسان
حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
المكر : هو إيصال الشر إلى الغير بطريق خفي.
قال تعالى:"ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله"
في الآية بيان عاقبة المكر، فلا تجد ماكرا إلا هو ممكور به.
ويعود ضرره على مُنشِئِه دون غيره.
قال محمد بن كعب القرظي " ثلاث من كن فيه كن عليه : المكر والبغي والنكث"
(انما بغيكم على انفسكم) وقوله عز وجل (فمن نكث فانما ينكث على نفسه) [ ذم البغي لابن أبي الدنيا ٨٨]
والنكث هو عدم الوفاء.
والواقع شاهد على أن المكر يحور على صاحبه.
وأول من حار مكره عليه هو إبليس.
كما أن المكر يكون سببا لنجاة الممكور به.
قال ابن رجب :" والواقع يشهد بذلك فإن من سبر أخبار الناس،وتواريخ العالم، وقف من أخبار من مكر بأخيه فعاد مكره عليه، وكان ذلك سببا لنجاته وسلامته على العجب العجاب" [أثار ابن رجب ٢/٤١٧]
والمكر منه ماهو مذموم ومنه ماهو محمود..
فيجوز المكر بالمحاربين والكفار.
أو المكر من أجل استرجاع حق أو دفع شر.
وصف الله نفسه بأنه يمكر بأعدائه :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فالله تعالى يمكر ويستهزئ بمن يستوجب ذلك، فيأتيه من حيث لا يحتسب عقوبة له،وعدلا منه تعالى" [الفتاوى الكبرى]
وقال ابن القيم: (المكْر ينقسم إلى محمود ومذموم، فإنَّ حقيقته إظهار أمرٍ وإخفاء خلافه؛ ليُتَوصَّل به إلى مراده.
فمِن المحمود: مَكْرُه تعالى بأهل المكر، مقابلةً لهم بفعلهم، وجزاءً لهم بجنس عملهم.
قال تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
وقال تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)
[إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان]
قال ابن القيم :
المكر القبيح : إيصاله لمن لا يستحقه.
المكر الحسن : إيصاله لمن يستحقه عقوبة له.
[إعلام الموقعين]
المكر والخداع حسن إذا كان على وجه المقابلة لا على وجه الظلم، قال تعالى:" ومكروا مكرا ومكرنا مكرا"
وقال تعالى أنه كاد ليوسف في مقابلة كيد إخوته.
"كذلك كدنا ليوسف"
بالتقوى والصبر ينتصر الإنسان على المكر
قال ابن رجب: ومن بُلي بشيء من هذا الأذى والمكر فليتق الله ويستعن به ويصبر، فإن العاقبة للتقوى، كما قال تعالى بعد أن قص قصة يوسف وما حصل له من أنواع الأذى بالمكر والمخادعة (وكذلك مكنّا ليوسف)
وقال تعالى حكاية عنه أنه قال لإخوته:( أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) [آثار ابن رجب ٢/٤١٧]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"فلا بد من التقوى بفعل المأمور، والصبر على المقدور، كما فعل يوسف عليه السلام اتقى الله بالعفة عن الفاحشة، وصبر على أذاهم له بالمراودة والحبس، واستعان الله ودعاه حتى يثبته على العفة، فتوكل عليه أن يصرف عنه كيدهن، وصبر على الحبس) [ مجموع الفتاوى]
يوسف عليه السلام اتقى وصبر فبلغ درجة المحسنين وكافأه الله بالتمكين في الأرض.
فيتحلى بخصلتي التقوى والصبر، وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين من يخافه وقاءً منه، فهي فعل المأمور وترك المحظور، فبالتقوى والصبر ينتصر الإنسان على المكر.
شرح رسالة الفرق بين النصيحة والتعيير (لابن رجب)
للشيخ الفاضل حسان آيت علجت
حفظه الله.
للشيخ الفاضل حسان آيت علجت
حفظه الله.