إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاني أسماء الله الحسنى...(مختصرة ومنتخبة من "مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر").

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معاني أسماء الله الحسنى...(مختصرة ومنتخبة من "مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر").

    بسم الله الرحمن الرحيم
    .

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

    فإني كنت في الأيام السابقة أتدارس مع بعض إخواني فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر، ثم اختصرت مختصره واقتصرت على ما ذكره الشيخ من معاني كل اسم دون غيرها من الاستطرادات وذلك حتى يسهل ضبط تلك المعاني ومراجعتها، ويستطيع الواحد منا حتى حملها معه لينظر فيها بين الفينة والأخرى، فجاءت في ثلث المختصر الذي اختصره الشيخ نفسه من الأصل، وأحببت أن أشاركها مع إخواني عسى أن ينتفعوا بها، وقد جعلت نسخة بصيغة بي دي أف لمن أراد تحميلها وطبعها، والله نسأل أن ينفعنا بها.

    معاني أسماء الله الحسنى.
    (مختصرة ومنتخبة من "مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر").


    الله:
    أجمع وأحسن ما قيل في معناه ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "الله: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين". رواه ابن جرير في تفسيره. أي: الذي له أوصاف الجلال والكمال والعظمة التي استحق لأجلها أن يؤله وأن يختص وحده بالذل والخضوع والانكسار.
    الرب:
    هو ذو الربوبية على خلقه أجمعين خلقا وملكا وتصرفا وتدبيرا، وهو من الأسماء الدالة على جملة معان لا على معنى واحد.
    الرحمن الرحيم:

    هذان الاسمان كل منهما دال على ثبوت الرحمة صفة لله عز وجل، فالرحمن أي: الذي الرحمة وصفه، والرحيم أي: الراحم لعباده.
    الحي القيوم:
    اسمه تبارك وتعالى "الحي": فيه إثبات الحياة صفة لله، وهي حياة كاملة ليست مسبوقة بعدم، ولا يلحقها زوال ولا فناء، ولا يعتريها نقص وعيب جل ربنا وتقدس عن ذلك.
    واسمه "القيوم": فيه إثبات القيومية صفة له، وهي كونه سبحانه قائما بنفسه مقيما لخلقه.
    الخالق الخلاق:
    الخلق يطلق ويراد به أمران:
    أحدهما: إيجاد الشيء وإبداعه على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: "أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون".
    والثاني: بمعنى التقدير، ومنه قوله تعالى: "وتخلقون إفكا"، أي تقدرونه وتهيئونه.
    فالخلق في نعوت الآدميين معناه التقدير، أما الخلق الذي هو أبداع الشيء وإيجاده على غير مثال سابق فمتفرد به رب العالمين، "هل من خالق غير الله".
    الخالق البارئ المصور:
    الخالق هو المقدر للأشياء على مقتضى حكمته والبارئ الموجد لها بعد العدم والمصور أي المخلوقات والكائنات كيف شاء. فالبارئ المصور فيهما تفصيل لمعنى اسم الخالق فالله إذا أراد خلق شيء قدره بعلمه وحكمته ثم برأه أي أوجده وفق ما قدره في الصورة التي شاءها وأرادها سبحانه.
    الملك المليك:
    هذان الاسمان دالان على أن الله سبحانه ذو الملك، أي المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة.
    الرزاق الرازق:
    أي: المتكفل بأرزاق العباد القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها، قال تعالى: "وما من دابة إلا على الله رزقها".
    ورزق الله لعباده نوعان:
    الأول: رزق عام يشمل البر والفاجر والمؤمن والكافر والأولين والآخرين وهو رزق الأبدان.
    الثاني: رزق خاص، وهو رزق القلوب بالعلم والإيمان والجنة يوم القيامة والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين وهذا حاص بالمؤمنين.
    الأحد الواحد:
    هما اسمان دالان على أحدية الله ووحدانيته، أي أنه سبحانه هو المتفرد بصفات المجد والجلال، المتوحد بنعوت العظمة والكبرياء والجمال، فهو واحد في ذاته لا شبيه له، وواحد في صفاته لا مثيل له، وواحد في أفعاله لا شريك له ولا ظهير، وواحد في ألوهيته ليس له ند في المحبة والتعظيم والذل والخضوع.
    الصمد:
    معناه: السيد العظيم الذي قد كمل في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وعظمته وجميع صفاته، فهو واسع الصفات عظيمها، الذي صمدت إليه جميع المخلوقات، وقصدته كل الكائنات بأسرها في جميع شؤونها، فليس لها رب سواه، ولا مقصود غيره تقصده وتلجأ إليه في إصلاح أمورها الدينية، وفي إصلاح أمورها الدنيوية، تفزع إليه عند النوائب والمزعجات، وتضرع إليه إذا أصابتها الشدائد والكربات، وتستغيث به إذا مستها المصاعب والمشقات، لأنها تعلم أن عنده حاجاتها، ولديه تفريج كرباتها، لكمال علمه وسعة رحمته ورأفته وإحسانه، وعظيم قدرته وعزته وسلطانه.
    الهادي:
    هو الذي يهدي عباده ويرشدهم ويدلهم إلى ما فيه سعادتهم في دنياهم وأخراهم، وهو الذي بهدايته اهتدى أهل ولايته إلى طاعته ورضاه، وهو الذي بهدايته اهتدى الحيوان لما يصلحه واتقى ما يضره.
    الوهاب:
    هو كثير الهبة والمنة والعطية، وفعال في كلام العرب للمبالغة، فالله جل وعلا وهاب، يهب لعباده من فضله العظيم، ويوالي عليهم النعم، ويوسع لهم في العطاء، ويجزل لهم في النوال، فجاءت الصفة على فعّال لكثرة ذلك وتواليه وتنوعه وسعته، وهو سبحانه بيده خزائن كل شيء وملكوت السماء والأرض ومقاليد الأمور، يتصرف في ملكه كيف يشاء.
    الفتاح:
    معنى هذا الاسم: أي: الذي يحكم بين عباده بما يشاء، ويقضي فيهم بما يريد، ويمن على من يشاء منهم بما يشاء، لا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه وأمره. "ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم".
    السميع:
    هو الذي يسمع جميع الأصوات على اختلاف اللغات وتفنن الحاجات، قد استوى في سمعه سر القول وجهره "سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف باليل وسارب بالنهار"، وسع سمعه الأصوات كلها، فلا تختلف عليه الأصوات ولا تشتبه، ولا يشغله سمع عن سمع، ولا يغلطه تنوع المسائل، ولا يبرمه كثرة السائلين.
    البصير:
    أي: الذي يرى جميع المبصرات، ويبصر كل شيء وإن دق وصغر، فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويرى مجاري القوت في أعضائها، ويبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السموات السبع، ويرى تبارك وتعالى تقلبات الأجفان، وخيانات العيون.
    العليم:
    أي: الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان، وبالعالم العلوي والسفلي، بالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء، علم ما كان وما سيكون، وما لم يكن أن لو كان كيف يكون، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا.
    اللطيف الخبير:
    "الخبير" معناه: الذي أدرك علمه السرائر، واطلع على مكنون الضمائر، ولطائف الأمور، وعلم خفيات البذور، ودقائق الذرات، فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور الخفية التي هي في غاية اللطف والصغر، وفي غاية الخفاء، ومن باب أولى وأحرى علمه بالظواهر والجليات.
    وأما "اللطيف" فله معنيان:
    أحدهما: بمعنى الخبير، وهو أن علمه دق ولطف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفيات.
    والمعنى الثاني: الذي يوصل إلى عباده وأوليائه مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها.
    العفو الغفور:
    "العفو" هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر، وهذا حال الاقتران، أما حال انفرادهما فإن كل واحد منهما يتناول معنى الآخر.
    العلي الأعلى المتعال:
    هذه الأسماء تدل على علوه المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات:
    فهو العلي "علو ذات" قد استوى على العرش وعلا على جميع الكائنات وباينها.
    وهو العلي "علو قدر" وهو علو صفاته وعظمتها، فإن صفاته عظيمة لا يماثلها ولا يقاربها صفة أحد، بل لا يطيق العباد أن يحيطوا بصفة واحدة من صفاته.
    وهو العلي "علو قهر" حيث قهر كل شيء ودانت له الكائنات بأسرها، فجميع الخلق نواصيهم بيده، فلا يتحرك منهم ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
    الكبير العظيم:
    أي الذي له الكبرياء نعتا والعظمة وصفا، قال تعالى في الحديث القدسي: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار" رواه أحمد وأبو داود، فله سبحانه الكبرياء والعظمة الوصفان اللذان لا يقدر قدرهما ولا يبلغ العباد كنههما.
    القوي المتين:
    معنى "المتين" أي: شديد القوة، ومعنى "القوي" أي: الذي لا يعجزه شيء ولا يغلبه غالب، ولا يرد قضاءه راد، ينفذ أمره ويمضي قضاؤه في خلقه، يعز من يشاء ويذل من يشاء، وينصر من يشاء ويخذل من يشاء، فالقوة لله جميعا، لا منصور إلا نصره، ولا عزيز إلا أعزه، قال الله تعالى: "إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
    الشهيد الرقيب:
    معنى "الشهيد" أي: المطلع على كل شيء الذي لا يخفى عليه شيء، سمع جميع الأصوات خفيها وجليها، وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها، صغيرها وكبيرها، وأحاط علمه بكل شيء، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه.
    ومعنى "الرقيب" أي المطلع على ما أكنته الصدور ،القائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير، رقيب للمبصرات ببصره الذي لا يغيب عنه شيء، ورقيب للمسموعات بسمعه الذي وسع كل شيء، ورقيب على جميع المخلوقات بعلمه المحيط بكل شيء.
    المهيمن المحيط:
    معنى "المهيمن" أي: المطلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيء علما، الشاهد على الخلق بأعمالهم، الرقيب عليهم فيما يصدر منهم من قول أو فعل،لا يغيب عنه من أفعالهم شيء، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
    وأما "المحيط": فهو اسم دال على إحاطة الله بكل شيء علما وقدرة وقهرا.
    "إحاطة علم" فلا يعزب عنه من خلقه مثقال ذرة، و"إحاطة قدرة" فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، و"إحاطة قهر فلا يقدرون على فوته أو الفرار منه، قال تعالى: "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان". أي: لا تستطيعون هربا من أمر الله وقدره لأنه محيط بكل شيء علما وقدرة وقهرا.
    المقيت:
    الذي أحاط علما بالعباد وأحوالهم، وما يحتاجون إليه، وأحاط بهم قدرة، فهو على كل شيء قدير، وتولى حفظهم ورزقهم وإمدادهم، الذي يقيت الأبدان بالأطعمة والأرزاق، ويقيت قلوب من شاء من عباده بالعلم والإيمان.
    الواسع:
    معناه: الواسع الصفات والنعوت، ومتعلقاتها، بحيث لا يحصي أحد ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، واسع العظمة والسلطان والملك، واسع الفضل والإحسان، عظيم الجود والكرم.
    الحفيظ الحافظ:
    هذان الاسمان العظيمان دالان على أن الله سبحانه موصوف بالحفظ، وحفظه تعالى لعباده نوعان عام وخاص:
    فالعام: حفظه لهم بتيسيره لهم الطعام والشراب والهواء، وهدايتهم إلى مصالحهم، وإلى ما قدر لهم وقضى لهم من ضرورات وحاجات وهي الهداية العامة التي قال عنها سبحانه: "الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى"، وحفظهم بدفع أصناف المكاره والشرور عنهم، وهذا الحفظ يشترك فيه البر والفاجر بل الحيوانات وغيرها، وقد وكل ببني آدم ملائكة يحفظونهم بأمر الله كما قال سبحانه: "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الل"ه أي يدفعون عنه بأمرالله كل ما يضره مما هو بصدد أن يضره لولا حفظ الله.
    والخاص: حفظه لأوليائه –إضافة إلى ما تقدم-بحفظ إيمانهم من الشبه المضلة والفتن الجارفة والشهوات المهلكة، فيعافيهم منها، ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيد الأعداء ومكرهم، كما قال سبحانه: "إن الله يدافع عن الذين ءامنوا"، وعلى حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه.
    الولي المولى:
    ولاية الله تعالى لعباده نوعان:
    ولاية عامة: وهي تصريفه سبحانه وتدبيره لجميع الكائنات، وتقديره على العباد ما يريد من خير وشر ونفع وضر، وإثبات معاني الملك كلها لله تعالى، وأن العباد كلهم طوع تدبيره لا خروج لأحد منهم عن نفوذ مشيئته وشمول قدرته، وهذا يشمل المؤمن والكافر، البر والفاجر، يدل لهذا قول الله تعالى: "ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين".
    النوع الثاني: الولاية الخاصة والتولي الخاص: وهذا أكثر ما يرد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، وهي ولاية عظيمة وتول كريم، اختص الله به عباده المؤمنين، وحزبه المطيعين، وأولياءه المتقين. وقد بين الله سبحانه في القرآن الكريم أن هذه الولاية العظيمة لا تنال إلا بالإيمان الصادق وتقوى الله في السر والعلانية، والاجتهاد في التقرب إليه بفرائض الإسلام ورغائب الدين كما قال تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنزن الذين ءامنوا وكانوا يتقون".
    الأول والآخر والظاهر والباطن:
    روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نقول إذا أخذنا مضجعنا أن نقول: "اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر".
    فبين عليه الصلاة والسلام في هذا الدعاء الجامع معنى كل اسم ونفى ما يناقضه، وهذا أعلى درجات البيان.
    الحكيم:
    هذا الاسم العظيم دال على ثبوت كمال الحكم لله وكمال الحكمة.
    أما "كمال الحكمة" فبثبوت الحكمة له سبحانه في خلقه وفي أمره وشرعه، حيث يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها، ولا يتوجه إليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال.
    وأما "كمال الحكم" فبثبوت أن الحكم لله وحده يحكم بين عباده بما يشاء، ويقضي فيهم بما يريد، لا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه، قال تعالى: "إن الحكم إلا لله".
    الغني:
    هو تبارك وتعالى الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات، لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ومن كمال غناه أنه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، فلو آمن أهل الأرض كلهم جميعا ما زاد في ملكه شيئا، ولو كفروا جميعا لم ينقص ذلك من ملكه شيئا.
    الكريم الأكرم:
    "الكريم" اسم دال على ثبوت الكرم وصفا لله عز وجل، ولفظ الكرم لفظ جامع للمحاسن والمحامد، لا يراد به مجرد الإعطاء، بل الإعطاء من تمام معناه، فهو من الأسماء الدالة على معان عديدة لا على معنى مفرد.
    السلام:
    معنى هذا الاسم الكريم أي: السلام من جميع العيوب والنقائص، لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله، فهو جل وعلا السلام الحق بكل اعتبار، سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وهم، وسلام في صفاته من كل عيب ونقص، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع على غير وجه الحكمة، وهو سبحانه السلام من الصاحبة والولد، والسلام من النظير والكفء والسمي والمماثل، والسلام من الند والشريك.
    القدوس السبوح:
    تسبيح الله وتقديسه يكون بتبرئة الله عن كل سوء وعيب، مع إثبات المحامد وصفات الكمال له سبحانه على الوجه اللائق به.
    الحميد:
    معنى "الحميد": أي: الذي له الحمد كله، المحمود في ذاته وأسمائه وصفاته، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، فالحمد أسع الصفات وأعم المدائح، وأعظم الثناء، لأن جميع أسماء الله تبارك وتعالى حمد، وصفاته حمد، وأفعاله حمد، أحكامه حمد، وعدله حمد، وانتقامه من أعدائه حمد، وفضله وإحسانه إلى أوليائه حمد، والخلق والأمر إنما قام بحمده ووجد بحمده وظهر بحمده، وكان الغاية هي حمده، فحمده سبحانه سبب ذلك وغايته ومظهره، فحمده روح كل شيء، وقيام كل شيء بحمده، وسريان حمده في الموجودات وظهور آثاره أمر مشهود بالبصائر والأبصار.
    المجيد:
    معناه: واسع الصفات عظيمها، كثير النعةت كريمها، فالمجيد يرجع إلى عظمة أوصافه وكثرتها وسعتها، وإلى عظمة ملكه وسلطانه، وإلى تفرده بالكمال المطلق والجمال المطلق، الذي لا يمكن العباد أن يحيطوا بشيء من ذلك.
    الشكور الشاكر:
    هو الذي لا يضيع عنده عمل عامل بل يضاعف الأجر بلا حسبان، الذي يقبل اليسير من العمل، ويثيب عليه الثواب الكثير والعطاء الجزيل، والنوال الواسع، الذي يضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب، ويشكر الشاكرين، ويذكر الذاكرين ومن تقرب إليه شبرا تقرب إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب منه باعا، ومن جاءه بالحسنة زاد له فيها حسنا، وآتاه من لدنه أجرا عظيما.
    الحليم:
    معناه: أي: الذي لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم ومعاصيهم، يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه، وهو يحلم عليهم فيؤخر وينظر ويؤجل ولا يعجل، ويوالي النعم عليهم مع معاصيهم وكثرة ذنوبهم وزلاتهم، فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم، ويمهلهم كي يتوبوا، ولا يعاجلهم بالعقوبة كي ينيبوا ويرجعوا.
    الحق المبين:
    "المبين" معناه هو البيّن أمره في الوحدانية، وأنه لا شريك له.
    ومعنى "الحق": أي: الذي لا شك فيه ولا ريب، لا في ذاته، ولا في أسمائه وصفاه، ولا في ألوهيته، فهو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه، فهو تبارك وتعالى حق، وأسماؤه وصفاه حق، وأفعاله وأقواله حق، ودينه وشرعه حق، وأخباره كلها حق، ووعده حق، ولقاؤه حق.
    القدير القادر المقتدر:
    جميع هذه الأسماء تدل على ثبوت القدرة صفة لله، وأنه سبحانه كامل القدرة، فبقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دبرها، وبقدرته سواها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون، وبقدرته يقلب القلوب ويصرفها على ما يشاء ويريد، ويهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ويجعل المؤمن مؤمنا، والكافر كافرا، والبر برا، والفاجر فاجرا.
    الودود:
    قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تقرير عظيم له في بيان معنى هذا الاسم ودلالاته: "الودود: أي: المتودد إلى خلقه بنعوته الجميلة، وآلائه الواسعة، وألطافه الخفية، ونعمه الخفية والجلية، فهو الودود بمعنى الوادّ، وبمعنى المودود، يحب أولياءه وأصفياءه ويحبونه، فهو الذي حبهم وجعل في قلوبهم المحبة، فلما أحبوه أحبهم حبا آخرجزاء لهم على حبهم، فالفضل كله راجع إليه، فهو الذي وضع كل سبب يتوددهم به، ويجلب ويجذب قلوبهم إلى وده، تودد إليهم بذكر ما له من النعوت الوسعة العظيمة الجميلة الجاذبة للقلوب السليمة والأفئدة المستقيمة، فإن القلوب والأرواح الصحيحة مجبولة على محبة الكمال". اهـ.
    البر:
    معناه: أي: الذي شمل الكائنات بأسرها ببره ومنه وعطائه، فهو مولي النعم واسع العطاء، دائم الإحسان، لم يزل ولا يزال بالبر والعطاء موصوفا، وبالمن والإحسان معروفا، تفضل على العباد بالنعم السابغة، والعطايا المتتابعة، والآلاء المتنوعة، ليس لجوده وبره وكرمه مقدار، فهو سبحانه ذو الكرم الواسع والنوال المتتابع، والعطاء المدرار.
    الرؤوف:
    "الرأفة" كما قال ابن جرير رحمه الله: " أعلى معاني الرحمة، وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا ولبعضهم في الآخرة" وهم أولياؤه المؤمنون، وعباده المتقون.
    الحسيب الكافي:
    "الحسيب": هو الكافي الذي كفى عباده جميع ما أهمهم من أمور دينهم ودنياهم، الميسر لهم كل ما يحتاجونه، الدافع عنهم كل ما يكرهونه، ومن معاني الحسيب أنه الحفيظ على عباده كل ما عملوه، "أحصاه الله ونسوه"، وعلم تعالى ذلك، وميز الله صالح العمل من فاسده، وحسنه من قبيحه، وعلم ما يستحقونه من الجزاء ومقدار ما لهم من الثواب والعقاب.
    و"الكافي": الذي كفاية الخلق كل ما أهمهم بيده سبحانه: وكفايته لهم عامة وخاصة:
    أما العامة: فقد كفى تعالى جميع المخلوقات وقام بإيجادها وإمدادها وإعدادها لكل ما خلقت له، وهيأ للعباد من جميع الأسباب ما يغنيهم ويقنيهم ويطعمهم ويسقيهم.
    وأما كفايته الخاصة: فكفايته للمتوكلين، وقيامه بإصلاح أحوال عباده المتقين "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"، أي: كافيه أموره الدينية والدنيوية. وإذا توكل العبد على ربه حق التوكل بأن اعتمد بقلبه على ربه اعتمادا قيا كاملا في تحصيل مصالحه ودفع مضاره، وقويت ثقته وحسن ظنه بربه، حصلت له الكفاية التامة، وأتم الله له أحواله وسدده في أقواله وأفعاله، وكفاه همه وكشف غمه.
    الكفيل الوكيل:
    "الكفيل" معنه: القائم بأمور الخلائق المتكفل بأقواتهم وأرزاقهم. هذا؛ ومن صدق مع الله بذلك ورضي به سبحانه كفيلا أعانه على الوفاء، ويسر له الأمر من حيث لا يحتسب.
    "والوكيل": معناه: الكافي الكفيل، وهو عام وخاص:
    أما العام: فيدل عليه قوله تعالى: "وهوعلى كل شيء وكيل"، أي: المتكفل بأرزاق جميع المخلوقات وأقواتها، القائم بتدبير شؤون الكائنات وتصريف أمورها.
    والخاص: يدل عليه قوله تعالى: "وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا"،وقوله: "وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"، أي: نعم الكافي لمن التجأ إليه والحافظ لمن اعتصم به، وهو خاص بعباده المؤمنين به المتوكلين عليه.
    الغالب النصير:
    "الغالب" معناه: الذي يفعل ما يشاء، لا يغلبه شيء، ولا يرد حكمه راد، ولا يملك أحد رد ما قضاه، أو منع ما أمضاه.
    و"النصير" معناه: الذي تولى نصر عباده، وتكفل بتأييد أوليائه والدفاع عنهم، والنصر لا يكون إلا منه، ولا يتحقق إلا بمنه، فالمنصور من نصره الله؛ إذ لا ناصر للعباد سواه، ولا حافظ لهم إلا هو، قال تعالى: "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"، وقال تعالى: "وإن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده".
    العزيز:
    معنى" العزيز" أي: الذي له جميع معاني العزة، كما قال سبحانه: "إن العزة لله جميعا"، أي: الذي له العزة بجميع معانيها، وهي ترجع إلى ثلاثة معان كلها ثابتة لله عز وجل على التمام والكمال.
    المعنى الأول: عزة القوة، وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات وإن عظمت، قال تعالى: "إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين".
    المعنى الثاني: عزة الامتناع، فإنه الغني بذاته فلا يحتاج إلى أحد، لا يبلغ العباد ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه، بل هو الضار النافع، المعطي المانع، منزه سبحانه عن مغالبة أحد، وعن أن يقدر عليه، وعن جميع ما لا يليق بعظمته وجلاله من العيوب والنقائص، وعن كل ما ينافي كماله، وعن اتخاذ الأنداد والشركاء، قال تعالى: "سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".
    المعنى الثالث: عزة القهر والغلبة لجميع الكائنات، فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته، ونواصي جميع المخلوقات بيده، لا يتحرك منها متحرك، ولا يتصرف متصرف إلا بحوله وقوته وإذنه، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    الجبار:
    الجبار له ثلاثة معان:
    الأول: بمعنى القهار، فهو سبحانه القاهر لكل شيء، الذي دان له كل شيء، فالعالم العلوي والسفلي بما فيهما من المخلوقات العظيمة كلها قد خضعت في حركاتها وسكناتها، وما تأتي وما تذر لمليكها ومدبرها، فليس لها من الأمر شيء، ولا من الحكم شيء بل الأمر كله لله، والحكم الشرعي والقدري والجزائي كله له، لا حاكم إلا هو، ولا رب غيره، ولا إله سواه.
    الثاني: يرجع إلى لطف الرحمة والرأفة، فهو الذي يجبر الكسير، ويغني الفقير، وييسر العسير، ويجبر المريض والمصاب بتوفيقه للصبر وتيسيير المعافاة له، مع تعويضه على مصابه أعظم الأجر، ويجبر جبرا خاصا قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين له الخاضعين لكماله،الراجين لفضله ونواله، بما يفيضه على قلوبهم من المحبة وأنواع المعارف والتوفيق الإلاهي، والهداية والرشاد.
    الثالث: من معاني الجبار: أي العلي على كل شيء، الذي له جميع معاني العو: علو الذات ، وعلو القدر، وعلو القهر.
    القريب:
    قرب الله تعالى الذي تدل عليه الآيات قرب خاص من العابدين المحبين والداعين المستجيبين، قرب لا يدرك له حقيقة، وإنما تعلم آثاره من لطفه بهم، وتوفيقه لهم، وعنايته بهم، ومن آثاره إجابته الداعين، وإثابته للعابدين.
    المجيب:
    اسمه تعالى المجيب يدل على أنه سبحانه يسمع دعاء الداعين، ويجيب سؤال السائلين، ولا يخيب مؤمنا دعاه، ولا يرد مسلما ناجاه، ويحب سبحانه أن يسأله العباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية.
    القاهر القهار:
    "القهار" صيغة مبالغة من "القاهر"، ومعناهما: الذي قهر جميع الكائنات وذلت له جميع المخلوقات، ودانت لقدرته ومشيئته مواد وعناصر العالم العلوي والسفلي، فلا يحدث حادث ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وجيمع الخلق فقراء إلى الله عاجزون، لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا خيرا ولا شرا، وكونه تبارك وتعالى قهارا مستلزما لكمال حياته وكمال عزته وكمال قدرته.
    الوارث:
    أي الباقي بعد فناء الخلق، فكل من سواه زائل، وكل من عداه فان، وهو جل وعلا الحي الذي لا يموت، الباقي الذي لا يزول، إليه المرجع والمنتهى، وإليه المآل والمصير، يفني الملاك وأملاكهم، ويورث تبارك الخلق أجمعين، لأنه باق وهم فانون، ودائم وهم زائلون.
    المتكبر:
    هذا الاسم يدل على تعالي الله عن صفت الخلق، وتعظمه سبحانه عن مماثلتهم أو أن يماثلوه، ورفعته سبحانه عن كل نقص وعيب، فهو المتكبر عن الشر وعن السوء وعن الظلم وعن كل نقص، وهذا متضمن ثبوت الكمال له سبحانه في أسمائه وصفاته وأفعاله.
    المؤمن:
    اسم الله المؤمن يدل على معان عظيمة وأمور جليلة، فمن دلائل اسمه المؤمن شهادته سبحانه لنفسه بالتوحيد، وهي أعظم شهادة، من أعظم شاهد لأعظم مشهود.
    ومنها المصدق الذي يصدق رسله وأنبياءه بالحجج والبينات بأن ما قالوه وبلغوه عنه حق لا ريب فيه، وصدق لا امتراء فيه.
    ومنها تصديقه سبحانه للشاهدين له بالتوحيد، والشهادة لهم بأن ما قالوه حق وصدق.
    ومنها أنه يؤمن عباده وأولياءه المتقين من عذابه وعقابه، قال تعالى: "الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".
    ومنها تأمينه سبحانه الخائفين بإعطائهم الأمان وهوضد الإخافة، كما قال سبحانه: "الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف". فكل خائف يصدق في لجوئه إلى الله يجده سبحانه مؤمنا له من الخوف، فأمن العباد وأمن البلاد بيده سبحانه.
    الصادق:
    هو سبحانه الصادق في وعده ووعيده، وفي كل ما يخبر به سبحانه.
    فقد صدق غباده ما وعدهم من النصر والتمكين، قال تعالى: "ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء".
    وصدق عباده المؤمنين فيما وعدهم من الفوز العظيم ودخول جنات النعيم، قال تعالى: "وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين".
    وهو الصادق سبحانه الذي لا يخلف الميعاد، قال تعالى: "وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا".
    النور:
    قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في كلام جامع له في بيان معنى هذا الاسم، وتوضيح مدلوله: "النور من أوصافه تعال على نوعين:
    نور حسي: وهو ما اتصف به من النور العظيم، الذي لو كشف الحجاب عن وجهه لأحرقت سبحات وجهه ونور جلاله ما انتهى إليه بصره من خلقه، وهذا النور لا يمكن التعبير عنه إلا بمثل هذه العبارة النبوية المؤدية للمعنى العظيم، وأنه لا تطيق المخلوقات كلها الثبوت لنور وجهه لو تبدى لها، ولولا أن أهل دار القرار يعطيهم الرب حياة كاملة، ويعينهم على ذلك لما تمكنوا من رؤية الرب العظيم، وجميع الأنوار في السموات العلوية كلها من نوره، بل نور جنات النعيم التي عرضها السموات والأرض –وسعتها لا يعلمها إلا الله- من نوره، فنور العرش والكرسي والجنات من نوره، فضلا عن نور الشمس والقمر والكواكب.
    والنوع الثاني: نوره المعنوي، وهو النور الذي نور قلوب أنبيائه وأصفيائه وأوليائه وملائكته، من أنوار معرفته وأنوار محبته، فإن لمعرفته في قلوب أوليائه المؤمنين أنوارا بحسب ما عرفوه من نعوت جلاله، وما اعتقدوه من صفات جماله، فكل وصف من أوصافه له تأثير في قلوبهم، فإن معرفة المولى أعظم المعارف كلها، والعلم به أجل العلوم والعلم النافع كله أنوار في القلوب، فكيف بهذا العلم الذي هو أفضل العلوم وأجلها وأصلها وأساسها ..."أهـ.
    المحسن:
    معنى اسم المحسن يرجع إلى الفضل والإنعام والجود والمن والعطاء، والإحسان وصف لازم له سبحانه، لا يخلو موجود عن إحسانه طرفة عين بالإيجاد والإنعام والإمداد، قال تعالى: "الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين".
    الديان:
    معناه المجازي المحاسب، والله جل وعلا يجمع الأولين والآخرين يوم القيامة عراة ليس عليهم ثياب، حفاة بلا نعال، غرلا أي: غير مختتنين، بهما ليس معهم شيء من متاع الدنيا، ثم يجازيهم ويحاسبهم على ما قدموا في حياتهم الدنيا من أعمال، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
    المقدم المؤخر:
    هذان الاسمان من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقرونا بالآخر، فإن الكمال باجتماعهما، والتقديم والتأخير وصفان لله عز وجل دالان على كمال قدرته ونفوذ مشيئته، وكمال حكمته، وهما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله والله متصف بهما، ومن صفات الأفعال لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها وأفعالها وأوصافها.
    وهذا التقديم والتأخير يكون كونيا كتقديم بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها عن بعض، وكتقديم الأسباب على مسبباتها، والشروط على مشروطاتها، إلى غير ذلك من أنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير، ويكون شرعيا كما فضّل الأنبياء عن الخلق وفضل بعضهم على بعض، وفضل بعض عباده على بعض، وقدمهم في العلم والإيمان والعمل والأخلاق وسائر الأوصاف، وأخر من أخر منهم بشيء من ذلك، وكل هذا تبع لحكمته سبحانه، يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته وفضله، ويؤخر من يشاء عن ذلك بعدله.
    الطيب:
    المعنى: أنه تعالى مقدس منزه عن النقائص والعيوب كلها، لأن أصل الطيب الطهارة والسلامة من الخبث، والله جل وعلا لم يزل ولا يزال كاملا بذاته وصفاته، وأفعاله وأقواله صادرة عن كماله، كمل سبحانه ففعل الفعل اللائق بكماله، ومن هنا فأسماء الله الحسنى وصفاه العلا دالة على ما يفعله ويقوله، وما لا يفعله ولا يقوله، فإنه سبحانه يفعل ويقول ما ه موجب كماله وعظمته ولا يفعل ولا يقول ما يناقض ذلك، فهو طيب، وأفعاله طيبة، وصفاته أطيب شيء، وأسماؤه أطيب الأسماء،واسمه الطيب، لا يصدر عنه إلا طيب، ولا يصعد إليه إلا طيب، ولا يقرب منه إلا طيب، فكلمه طيب، وإليه يصعد الكلم الطيب، وفعله طيب، والعمل الطيب يعرج إليه، فالطيبات كلها له، ومضافة إليه، صادرة عنه، ومنتهية إليه.
    الشافي:
    معنى الشافي: الذي منه الشفاء، شفاء الصدور من الشبه والشكوك والحسد والحقد وغير ذلك من أمراض القلوب، وشفاء الأبدان من الأسقام والآفات، ولا يقدر على ذلك غيره، فلا شفاء إلا شفاؤه، ولا شافي إلا هو، كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام: "وإذا مرضت فهو يشفين"، أي: هو وحده المتفرد بالشفاء لا شريك له، ولذا وجب على كل مكلف أن يعتقد عقيدة جازمة أنه لا شافي إلا الله.
    الجميل:
    هذا الاسم الكريم يدل على ثبوت الجمال لله سبحانه في أسمائه وصفاته وفي ذاته وأفعاله، قال ابن القيم رحمه الله: "وجماله سبحانه على أربع مراتب: جمال الذات، وجمال الصفات، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء، فأسماؤه كلها حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، وأفعاله كلها حكمة ومصلحة وعدل ورحمة، وأما جمال الذات وما هو عليه فأمر لا يدركه سواه،ولا يعلمه غيره، وليس عند المخلوقين منه إلا تعريفات تعرّف بها إلى من أكرمه من عباده، فإن ذلك الجمال مصون عن الأغيار محجوب بستر الرداء والإزار، كما قال رسوله صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عنه: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري..."، فما ظنك بجمال حجب بأوصاف الكمال، وستر بنعوت العظمة والجلال.
    ومن هذا المعنى يفهم بعض معاني جمال ذاته؛ فإن العبد يترقى من معرفة الأفعال إلى معرفة الصفات، ومن معرفة الصفات إلى معرفة الذات، فإذا شاهدنا شيئا من جمال الأفعال استدل به على جمال الصفات، ثم استدل بجمال الصفات على جمال الذات... "اهـ.
    القابض الباسط:
    "الباسط": أي الذي يبسط رزقه لمن شاء من عباده، و"القابض" أي: الذي يضيق أو يحرم من شاء منهم من رزقه، لما يرى سبحانه في ذلك من المصلحة لهم، قال تعالى: ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء.
    فـ"القبض": التضييق في الرزق، و"البسط": التوسعة فيه والإكثار منه، وكل ذلكم بيد الله عز وجل، فه القابض الباسط، الخافض الرافع، المعطي المانع، المعز المذل، لا شريك له.
    المنان:
    هو كثير العطاء، عظيم المواهب، واسع الإحسان، الذي يدرّ العطاء على عباده، ويوالي النعماء عليهم تفضلا منه وإكراما، ولا منان على الإطلاق إلا الله حده، الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال، له المنة على عباده، ولا منة لأحد منهم عليه، تعالى الله علوا كبيرا، وهو أمر مشهود للخليقة كلها برّها وفاجرها من جزيل مواهبه، وسعة عطاياه، وكريم أياديه، وجيل صنائعه، وسعة رحمته، وبره ولطفه، وإجابته لدعوات المضطرين، وكشف كربات المكروبين، وإغاثة الملهوفين، ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها، وصرفها بعد وقوعها، ولطفه تعالى في ذلك إلى ما لا تبلغه الآمال.
    ومن عظيم منّه –سبحانه- هدايته خاصته وعباده إلى سبيل دار السلام، ومدافعته عنهم أحسن دفاع، وحمايتهم من الوقوع في الآثام، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وجعلهم من الراشدين...إلى غير ذلك من أنواع نعمه وصنوف منه، القائل سبحانه: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، والقائل جل شأنه: "وما بكم من نعمة فمن الله".
    الحيي:
    في هذا الاسم الكريم دلالة على ثبوت الحياء صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وكماله، وهو سبحانه في صفاته كلها لا يماثل أحدا من خلقه، ولا يماثله أحد من خلقه، كما قال تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، وقال تعالى: "هل تعلم له سميا"، فحياؤه سبحانه وصف يليق به، ليس كحياء المخلوقين.
    الستير:
    معناه الساتر الذي يستر على عباده كثيرا، ولا يفضحهم في المشاهد، الذي يحب من عباده الستر على أنفسهم ما يفضحهم ويخزيهم ويشينهم، وهذا فضل من الله ورحمة، وحلم منه سبحانه وكرم، فالعبد قد يقارف شيئا من المعاصي والآثام، مع فقره الشديد إلى ربه سبحانه، والرب –سبحانه- مع كمال غناه عن الخلق كلهم وعن طاعتهم وعبادتهم- يكرم عبده ويستره ويستحي من هتكه وفضيحته وإحلال العقوبة به، ويقيض له من أسباب الستر، ويوفقه للندم والتوبة، ويعفو عنه ويغفر له، وهذا من لطفه سبحانه بخلقه ورحمته بعبيده، قال الله تعالى: وهو الذي يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون.
    السيد:
    هو سبحانه السيد الذي له التصرف والتدبير في هذا الكون لا ند له، وهو سبحانه السيد الذي ينبغي أن تصرف له وحده الطاعة والذل والخضوع لا شريك له، فكما أنه سبحانه السيد المتصرف في خلقه لا ند له، فكذلك يجب أن يكون السيد المعبود لا شريك له، كما قال تعالى: "قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء"، قال ابن عباس رضي لله عنهما في معنى قوله: "أبغي ربا" أي: إلها سيدا، وقوله: "وهو رب كل شيء" قال ابن جرير الطبري: أي: وهو سيد كل شيء دونه ومدبره ومصلحه.
    الرفيق:
    "الرفق": اللين والسهولة والتاني في الأمور والتمهل فيها، وضده العنف والتشديد، فهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها، والله سبحانه رفيق في قدره وقضائه وأفعاله، رفيق في أوامره وأحكامه ودينه وشرعه.
    ومن رفقه سبحانه في أفعاله أنه سبحانه خلق المخلوقات كلها بالتدرج شيئا فشيئا، بحسب حكته ورفقه، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة بكلمة كن.
    ومن رفق الله بعباده رفقه سبحانه بهم في أحكامه وأمره ونهيه، فلا يكلف عباده ما لا يطيقون، وجعل فعل الأوامر قدر الاستطاعة،وأسقط عنهم كثيرا من الأعمال بمجرد المشقة رخصة لهم ورفقا بهم ورحمة، ولم يأخذ عباده بالتكليف دفعة واحدة، بل تدرج بهم من حال إلى حال حتى تألف النفوس وتلين الطباع ويتم الانقياد.
    ومن رفقه سبحانه إمهاله راكب الخطيئة ومقترف الذنب وعدم معاجلته بالعقوبة لينيب إلى ربه وليتوب من ذنبه وليعود إلى رشده.
    ومن رفقه سبحانه أن دينه كل رفق ويسر رحمة، وأمر عباده بالرفق، ويعطيهم على الرفق ما لا يعطي على الشدة، ولا يكون في شيء من الأمور إلا زانه، ومن حرمه حرم الخير.
    الوتر:
    "الوتر" هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير، فهو اسم دال على وحدانية الله سبحانه، وتفرده بصفات الكمال، ونعوت الجلال، وأنه ليس له شريك ولا مثيل في شيء منها، والنصوص الكثيرة في القرآن الكريم في نفي الند والمثل والكفؤ والسمي عن الله تدل على ذلك وتقرره أوضح تقرير.
    والإيمان بأن الله وتر فيه نفي للشريك من كل وجه؛ في الذات والصفات والأفعال، وإقرار بتفرده سبحانه بالعظمة والكمال والمجد والكبرياء والجلال، وكذلك فيه إقرار بتفرد الله بخلق الكائنات وإبداع البريات وإيجاد المخلوقات، والتصرف فيها بما يشاء، فلا ند له، ولا شبيه، ولا نظير، ولا مثييل.
    وهذا الإقرار موجب أن يفرد وحده بالذل والخضوع والحب والرجاء والتوكل والإنابة وسائر أنواع العبادة.
    المعطي الجواد:
    "المعطي" هو المتفرد بالعطاء على الحقيقة، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، عطاؤه سبحانه كلام، ومنعه كلام، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، وكل ما بالعباد من نعمة فهي من منّه وعطائه سبحانه، سع عطاؤه العباد كلهم، مؤمنهم وكافرهم، برهم فاجرهم، هذا في الدنيا، أما يوم القيامة فخص به أولياءه المؤمنين، قال تعالى: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هو للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون".
    و"الجواد" معناه: كثير العطاء، الذي عم بجوده جميع الكائنات، وملأها من فضله وكرمه ونعمه المتنوعة، فلا يخلو مخلوق من إحسانه طرفة عين.
    ذو الجلال والإكرام:
    هو من الأسماء المضافة، وهي معدودة عند جماعة من أهل العلم في أسماء الله الحسنى.
    وفي اسم الله تعالى "ذو الجلال والإكرام" جمع بين نوعين من الوصف، فالجلال يتضمن التعظيم، والإكرام يتضمن الحمد والمحبة.

    والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على ما يسر ومن، لا أحصي ثناء عليه، "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين".
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    اختصرها: أبو أمامة أسامة بن الساسي لعمارة.
    تمت يوم: 21 رمضان 1440.
    عين الكبيرة سطيف الجزائر.

    نسخة البي دي أف في المرفقات لمن أراد تحميها.
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أسامة لعمارة; الساعة 2019-05-28, 02:09 AM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X