إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمة الشيخ أبي عبد الله #أزهر_سنيقرة -حفظه الله- ، لأبنائه وإخوانه الفلسطنيين*

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة الشيخ أبي عبد الله #أزهر_سنيقرة -حفظه الله- ، لأبنائه وإخوانه الفلسطنيين*

    السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إنَّ الحمد للّٰه نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللّٰه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللّٰه فلا مُضلّ له ومن يُضلل فلا هادي اللّٰه وأشهد أن لا إله إلَّا اللّٰه وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله.
    أولًا نحمد اللّٰه -تبارك وتعالى- على نعمه علينا -وما أكثرها- أن وفَّقنا وجمعنا بإخواننا في هذه البلدة الطيبة، في مدينة رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وسلّم- ويعلم اللّٰه محبتنا لإخواننا في فلسطين، ونتمنى دائما وأبدا أن نلتقي بهم وأن نجلس معهم، وقد منَّ اللّٰه -جلّ وعلا- علينا في هذه الزيارة، وفي هذه العُمرة أن تحقّقت لنا هذه الأمنية، فنحمدُ اللّٰه -جلّ وعلا- على هذا، ومن فضل اللّٰه -تبارك وتعالى- علينا دائما وأبدا أنَّنا إذا اجتمعنا بإخواننا أنْ نتذاكر معهم ما ينفعنا اللّٰه -عزّ وجلّ- به يوم القيامة، يوم وقوفنا بين يديه،{ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مالٌ وَلَا بَنُون إلَّا مَن أتىٰ اللّٰه بِقلْبٍ سَلِيم}.
    وبمناسبة وجودي مع إخواني وهذه من باب التذكير لهم بنعمة اللّٰه -جلّ وعلا- عليهم أن جمعهم على هذا المنهج القويم وأن جعلهم إخوانًا مُتحابين، وهذه في الحقيقة من أجَلِّ نِعَمِ اللّٰه -تبارك وتعالى- علينا لقوله -تبارك وتعالى- {واذكُرُوا نِعمَةَ اللّٰه عَلَيكُم إذْ كُنتُم أعْدَآءً فألَّفَ بَينَ قُلُوبِكُم فَأصبَحتُم بِنِعمَتِه إخوَانا}، اللّٰه -عزّ وجلّ- أثبت هذا للصحابة -رضي اللّٰه تعالى عنهم-، والعِبرَةُ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما قرَّرَهُ عُلمَاؤنا, هذه الأخوة الإيمانية وهذه المحبة الخالصة لوجهه -تبارك وتعالى- خير من جسَّدها وأظهر أبهىٰ صورها هم أصحاب رسول اللّٰه -صلّى اللّٰه عليه وعلى آله وسلّم-، ولهذا فإنَّ من أوّل أعماله بعد مهجره -عليه الصلاة والسلام- أن أرسى لهذه الأخوة تلك القواعد وجعل بعد بناء مسجده الذي لم يُبنَ إلَّا لأجل أن يجتمع فيه أهل الايمان لقول اللّٰه -تبارك وتعالى- { فِي بُيوتٍ أذِنَ اللّٰه أن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيهَا اسمه يُسَبِّحُ لهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ والآصَال رِجَالٌ لَا تُلهِيهم تِجَآرةٌ وَلآ بَيعٌ عن ذِكر اللّٰه} هؤلاء الصحابة هم أول من اجتمع في هذا المسجد الذي أُسِّسَ من أوَّلِ يوم على التقوى، ثم آخى نبينا -عليه الصلاة والسلام- بين أصحابه، بين المهاجرين والأنصار وهذه التي تذكر في كتب السير المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وفيها الدلالة العظيمة على أهمية هذه الأخوة، وكما تآخى الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- مؤاخاةً إيمانية حقيقية يجب على كل من جاء بعدهم ممن تبعهم، ممن تبعهم هؤلاء هم الذين -رضي الله تعالى عنهم- كما قال ربنا -جل وعلا- في كتابه <<وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ>> وهؤلاء هم الذين آخى بينهم نبينا -عليه الصلاة والسلام- <<وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ>> والذين تبعوهم بإحسان باقية إلى قيام الساعة، ولهذا من فضل الله -جلّ وعلا- علينا بعد أن جمع بيننا على هذه الأخوة الإيمانية أن وفقنا لنكون من أتباع هؤلاء، وأن لا نقدم على منهجهم منهج، وأن لا نرتضيَ غير هذا المنهج الذي سار عليه هؤلاء الافذاذ من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم خير هذه الأمة بعد نبيها لقول -عليه الصلاة والسلام-: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، الخيرية في الصحابة ظهرت في أمور كثيرة، ظهرت خيرتهم في علمهم فهم أعلم هذه الأمة بعد نبيّها، ظهرت خيريتهم في ثباتهم على الحق الذي عرِفوه ولا شگ ولا ريب أنهم أثبت هذه الأمة بعد نبيها، ظهرت خيريتهم في تقواهم لله -جل وعلا- وبالتالي كانوا أتقى هذه الأمة بعد نبيها، ظهرت خيريتهم في سلوكهم وسمتهم وخُلقهم، فكانوا أحسن هذه الأمة في هذا الباب بعد نبيها -عليه الصلاة والسلام- هذا لأنهم حققوا ما أمر الله -عز وجل- به، الله-جل وعلا- خاطب المؤمنين جميعا فقال:<<لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ>> فحققوا صدق الإتساء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- في كل شيء في ما اعتقده نبينا -عليه الصلاة والسلام- فلا شك ولا ريب أنّ عقيدتهم هي الأقوم، والناس اختلفوا في هذا الباب بعد نبينا، وهذه نبوة من نبوته -صلى الله عليه وسلم- بأنه اخبر في أيامه لم يظهر مخالف واحد قال: [وستختلف هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ (والصحابة احرص الناس على الخير) قال: _هي الجماعة_ في رواية، وفي الحديث الآخر قال _هي من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي_ ] وهذا يفسّر الجمـاعة هم الصحابة -رضي الله عنهم- ومن كان على مثل ماكان عليه الصحابة، الجماعة من كان على الحق المبين, ومن كان على الحق المبين أولهم في هذه الأمة وأئمتهم في هذه الأمة لأنّ من جاء بعدهم تبَـع لهم وهذا معنى الإمامَـة، لا شَـگ ولا ريب أنهم كانوا على الحق وهم الجماعة الذي قال الله -تبارگ وتعالى- في حقهم <<وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا>> ويتبع غير سبيلِ المؤمنين, مخالفَة أصحابِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها الضلال وفيها المَهلكة في الدنيا وفي الآخرة، لأنّ خيـر من صدّق هذا النّبي واتبع هذا النّبي بعد أن آمن بهذا النّبي هم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- ولهذا كانت هذه النعمة العظيمة والمنة الكريمة من أجل نعم الله -تبارك وتعالى- علينا، والواجب علينا في كل نعمِه علينا أن نشكرهُ عليها وأن نسعىٰ جاهدين للمحافظة عليها، وشكر الله -تبارك وتعالى- يكون بذكرها يكون باللّسان وهذا منهُ, وشكره -تبارگ وتعالى- يكون بالجنان بالقلب وهو عبادة من أجلِّ العبادات لأن أجلَّ العبادات هي العبادات قلبية, وشكره على نعمه يكون بالأعمال، أن نسعى للسّير على وفق هديه وسنته أن نسعى داعين لهذه السنة مبينين لها لبعضنا البعض، لأبنائنا لأهلينا لجيراننا ولسائر إخواننا، أن يكون السّني السّلفي الموفق لسانه دائما وأبدًا يلهجُ بذكر هذه السنة، إذا تكلم يتكلم بها هي منطلقه, إذا دعى دعى إليها لا يعرف غيرها، إذا تحاكم يتحاكم إليها وهذا الذي أمرنا به ربنا -تبارك وتعالى- يسعى دائما للمحافظة على مثل هذه النعم، ولعلّ هذا الذي أنتم بصددِه من المحافظة على نعمة الله -تبارگ وتعالى- عليكم لأن اصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام- كانوا دائما يجتمعون في عباداتهم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- رغبهم في هذا الأمر، صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفرد لأجل هذا الأمر، الصيام إذا صاموا يصومون جماعة، "صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تُفطرون"، المحافظة على الجماعة إذا حجّوا أو اعتمروا حجّوا واعتمروا مجتمعين لما في هذا الاجتماع من الخير، ومن التّذاكر في الخير والتعاون عليه، فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يوفقنا وإخواننا لما يحبه ويرضاه، وأسأل الله -عز وجل- أن ينفعني وإخواني بما سمعنا وأن يجعلنا ممّن يعرفون قدر نِعم الله عليهم ويسعون إلى أداء شكرها والمحافظة عليها والله -تبارك وتعالى- أعلم.



    انتهىٰ كلام الشيخ -حفظه الله تعالى-

    المصدر



    فرغـه : ٱم ياسر السلفيّة
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X