إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتح رب البرية بتهذيب وتقريب شرح العلامة الفوزان على المنظومة الحائية...[ الجزء الرابع].

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتح رب البرية بتهذيب وتقريب شرح العلامة الفوزان على المنظومة الحائية...[ الجزء الرابع].

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فتح رب البرية بتهذيب وتقريب شرح العلامة الفوزان على المنظومة الحائية.
    الجزء الرابع

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

    فهذا الجزء الرابع من تهذيب وتقريب شرح المنظومة، والله المستعان وعليه التكلان.

    روى ذاك قوم لا يرد حديثهم ... ألا خاب قوم كذبوهم وقبحوا
    .

    شرح المفردات:
    روى ذاك قوم: أي: روى حديث النزول جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    لا يرد حديثهم: لأنه حديث متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا حيلة فيه للجهمية والمعطلة ليردوه من ناحية السند.

    الفوائد:
    أصل البلاء هم الجهمية والمعتزلة وكل من جاء من بعدهم وسار على نهجهم، فهم الذين فتحوا باب الضلالة والعياذ بالله، وكل من جاء بعدهم من أهل الضلال فهو تابع لهم، ويتحقق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا، ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا".


    [ فضل الصحابة وتفاضلهم ومحبتهم]

    وقل إن خير الناس بعد محمد ... وزيراه قدما ثم عثمان الأرجح
    ورابعهم خير البرية بعدهم ... علي حليف الخير بالخير منجح


    المفردات
    :
    وزيراه: أي: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.

    قول أهل السنة والجماعة:
    لا يحل لأحد أن يخوض في شأن الصحابة إلا بالثناء والاستغفار لهم، والترحم عليهم، والاقتداء بهم، ومحبتهم؛ لأن الله يحبهم، والرسول يحبهم، فنحن نحب من يحبه الله، ومن يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قول أهل البدع
    :
    المعادون للصحابة ثلاث طوائف: الرافضة والخوارج والناصبة، لكن أخبثهم الرافضة.
    أما الخوارج: فالذي حملهم على هذا هو التشدد والغلو في الدين، ولم يكن قصدهم الطعن في الاسلام، فهم فعلوا هذا عن غلو وتطرف وتشدد، ولم يعملوه طعنا في الدين، بل إن هذا بزعمهم من حبهم للدين وحرصهم عليه.
    أما النواصب: فالذي حملهم على سب بعض الصحابة أمر سياسي، لأنهم يريدون بذلك الطعن في خلافة علي رضي الله عنه لأمر سياسي فحسب، وأنه لا يستحق الإمامة، ولم يكن قصدهم الطعن في الدين.
    أما الروافض قبحهم الله: فقصدهم الطعن في الدين؛ لأنهم إذا ذموا الصحابة وطعنوا فيهم، لم يبق بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم واسطة، والذيم ما داءنا إلا عن الصحابة، وهم في نظر الرافضة لا يحتج بقولهم، فإذن هذا طعن في الذين، هذا قصدهم.
    الرد عليهم:
    الصحابة رضي الله عنهم هم خير القرون كما قال صلى الله عليه وسلم: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال الراوي: لا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة.
    وقد مدحهم الله في كتابه ورضي عنهم، قال الله تعالى: " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم".
    وقال تعالى: " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة ما أوتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون. والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم".
    وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".

    الفوائد:
    1-تفاضل الصحابة:
    -لاشك أن المهاجرين أفضل من الأنصار، لأن الله قدمهم في الذكر، ولأنهم تركوا أموالهم وأولادهم وأوطانهم وهاجروا في سبيل الله عز وجل، قال تعالى: " يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله".
    -ثم أفضل المهاجرين هم الخلفاء الراشدون الأربهة: أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عن الجميع.
    -ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة.
    -ثم أهل بدر: الذين شهدوا غزوة بدر.
    -ثم أهل بيعة الرضوان: الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة: " لقد رضي الله عن المومنين إذ يبايعونك تحت الشجرة".
    -ثم الذين أسلموا قبل فتح مكة أفضل من الذين أسلموا بعد الفتح، قال تعالى: " لا يستوي منكم من انفق قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى".
    2- أفضل الخلفاء الأربعة: أبو بكر ثم عمر، وهذا بإجماع المسلمين. واختلفوا في علي وعثمان رضي اللع عنهما أيهما أفضل؟ فقوم فضلوا عثمان، وقوم فضلوا عليا، وقوم توقفوا في التفضيل.
    أما في الخلافة فالأمة مجمعة على أن الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ثم لعمر ثم لعثمان ثم لعلي رضي الله عنهم أجمعين، هذا هو ترتيب الخلافة بالإجماع.
    3- إذا ذكرنا أن بعض [الصحابة] أفضل من بعض فليس معنى هذا أننا ننتقص المفضول، وهو صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    4- السبب الذي جعل المصنفين في العقائد يذكرون هذه المسألة [فضائل الصحابة] هو: الرد على الفرق الضالة المعادية للإسلام، التي تريد أن تطعن في الإسلام، ولم تجد طريقا أقرب من الطعن في الصحابة، لأنهم هم الذين حملوا هذا الدين وبلغوه للأمة، فإذا طعنوا في الصحابة – وهم الواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ الدين- فقد طعنوا في دين الإسلام، وأنه لم يثبت شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الذين نقلوه لا يحتج بهم، خذا قصدهم.


    [فضل باقي العشرة المبشرين بالجنة]
    وإنهم للرهط لا ريب فيهم ... على نجب الفردوس بالنور تسرح.
    سعيد وسعد وابن عوف وطلحة ... وعامر فهر والزبير الممدح.

    المفردات:
    الرهط: هم الجماعة دون العشرة.
    نجب: نوق.
    بالنور تسرح: تسرح بهم حيث شاءوا.

    الفوائد
    :
    1- لما ذكر الناظم الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم ذكر هنا بقية العشرة المشهود لهم بالجنة، وهم الستة الباقون من العشرة:
    أولهم: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ابن عم عمر بن الخطاب، وزوج أخت عمر-رضي الله عنهم وأرضاهم-.
    الثاني: سعد ابن أبي وقاص الزهري.
    الثالث: عبد الرحمن بن عوف، وهو من أثرياء الصحابة، ومن الذين ينفقون في سبيل الله الانفاق الكثير.
    الرابع: طلحة بن عبيد الله.
    الخامس: وهو أبو عبيدة عامر بن الجراح، أمين هذه الأمة، وفهر من أجداد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن آباء القرشيين.
    السادس: وهو الزبير بن العوام رضي الله عنه، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    2- كل العشرة المبشرين بالجنة من قريش.


    [ إحسان القول في الصحابة رضي الله عنهم وحكم الطعن فيهم]

    وقل خير قول في الصحابة كلهم ... ولا تك طعانا تعيب وتجرح
    فقد نطق الوحي المبين بفضلهم ... وفي الفتح آي للصحابة تمدح

    المفردات:
    طعانا تعيب وتجرح: لا يجوز تنقص أحد منهم، أو التماس العيوب لهم؛ كما تفعل الرافضة قبحهم الله فإنهم أعداء الدين وأعداء الأمة وأعداء الملة، وكما تفعل الخوارج الذين يكفرون الصحابة.
    الوحي: يشمل القرآن والسنة.

    الفوائد
    :
    1-الذي يطعن في الصحابة رضي الله عنهم مكذب لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن القرآن والسنة قد نطقت بفضل الصحابة.
    2-الذي يغتاظ من الصحابة أو يبغضهم كافر والدليل قوله تعالى: " ليغيظ بهم الكفار".


    [فضل أولاد النبي صلى الله عليه وسلم]

    وسبطي رسول الله وابني خديجة ... وفاطمة ذات النقاء تبحبحوا

    المفردات:
    سبطي: السبط: هو ابن البنت، والحفيد هو ابن الابن.

    الفوائد
    :
    1-سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم هما الحسن والحسين ابنا بنته فاطمة رضي الله عنها، وهما "سيدا شباب أهل الجنة" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
    2- أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم كلهم من خديجة، ما عدا ابراهيم فهو من مارية القبطية،وللنبي صلى الله عليه وسلم من خديجة ابنان ماتا في حياته عليه الصلاة والسلام في مكة.
    3- فاطمة هي بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها، وكان إذا أقبلت قام إليها وقبلها، وأجلسها إلى جنبه.


    [ فضل أم المؤمنين عائشة ومعاوية رضي الله عنهما]

    وعائش أم المؤمنين وخالنا ... معاوية أكرم به ثم امنح

    المفردات:
    عائش: أي: عائشة رضي الله عنها.

    الفوائد
    :
    1-أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هي عائشة رضي الله عنها، وأحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبوها أبو بكر رضي الله عنه.
    2-معاوية ابن أبي سفيان الصحابي الجليل، كاتب الوحي، كان يكتب القرآن للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو خال المؤمنين، لأن أخته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فهو خال المؤمنين، بمعنى أنه أخو المؤمنين. وهذا من فضائله رضي الله عنه.


    [فضل المهاجرين والأنصار]

    وأنصاره والهاجرون ديارهم ... بنصرتهم عن كية النار زحزحوا.

    المفردات:
    الأنصار: الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآووا إخوانهم في دار الهجرة.
    المهاجرون: الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، هاجروا من أوطانهم لنصرة الإسلام.
    بنصرتهم عن كية النار زحزحوا: أنقذهم الله من النار بصحبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم.

    الفوائد
    :
    1-جاء مدح المهاجرين في القرآن في قوله تعالى: " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون".
    2- وجاء مدح الأنصار في قوله تعالى: "والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة ما أوتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون".


    [فضل التابعين والأئمة المتبوعين]

    ومن بعدهم التابعون لحسن مآخ ... وأفعالهم قولا وفعلا فأفلحوا
    ومالك والثوري ثم أخوهم ... أبو عمرو الأوزاعي ذلك المسبح
    ومن بعدهم فالشافعي وأحمد ... إماما هدى من يتبع الحق ينصح
    أولئك قوم قد عفا الله عنهم ... فأحببهم فإنك تفرح

    المفردات:
    التابعون: اسم التابع عموما يشمل كل من اتبع وسار على نهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا أطلق التابعي فالمراد به من تتلمذ على الصحابي وأخذ عنه.

    الفوائد
    :
    1-يقول الله تعالى عن التابعين: " والسابقون من الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم"، ويقول تعالى: " والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم".
    2-يذكر المؤلف رحمه الله فضائل الأئمة، ومن هؤلاء الأئمة:
    -مالك ابن أنس، إمام دار الهجرة.
    -سفيان الثوري.
    - الأوزاعي إمام أهل الشام.
    - محمد بن إدريس الشافعي.
    -أحمد بن حنبل.
    3- لم يذكر المصنف أبا حنيفة، لأن أبا حنيفة قيل: إنه من التابعين، لأنه أدرك جماعة من الصحابة، والصحيح: أنه من أتباع التابعين، لأنه لم يدرك الصحابة، وإنما أدرك التابعين، فهو من القرن الثالث، من القرون المفضلة رحمه الله تعالى وهو أول الأئمة الأربعة المتبوعين في الزمان.

    يتبع...

    أبو أمامة أسامة بن الساسي لعمارة.
    عين الكبيرة . سطيف . الجزائر .
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X