السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ الحمد للّٰه نحمده ونستغفره ونعوذ باللّٰه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللّٰه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
نستفتح هذا اللقاء بالجواب على هذا السؤال، وهو سؤال وجِيه مُتعلِّقٌ بما نعيشه هذه الأيام في بلدنا هذا الذي نسأل الله -جل وعلا- أن يُديم عليه الأمن والآمان، وأن يَحفظه من كيد الأعداء ومن الشرور كلها، وأن يَحرسه بالتوحيد والسنة، هذه الأيام التي تَشهد هذه الَقلاقِل التي يُرَّوجُ لها أدعياء الشر والفساد نسأل الله -تبارك وتعالى- أَنْ يُصلح حالهم وأَنْ يهديَّهم سواء السبيل، وكان الواجب علينا جميعا في مثل ما قد يَحصل لنا أو نُبتَلَى به سواءٌ في أنفسنا أو في أوطاننا: أن نُراجِع أنفسنا لنرجع إلى ربنا -تبارك وتعالى- لأنَّ اللّٰه -تبارك وتعالى- أخبرنا في كتابه بِسُنَّة من سُنَنِه، وقاعدة من القواعد الربانية المُحكَمة، هذه القاعدة: أنَّ ما أصاب الناس وما يُصيبهم إنَّما هو بما كسبت أيديهم لقول اللّٰه -جل وعلا-: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}، وقوله -تبارك وتعالى-: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقوله -تبارك وتعالى-:{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}، وقوله -جل وعلا-: { وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}، هذه الآيات وغيرها من الآيات الكثيرة في كتاب اللّٰه -جل وعلا- دَلَّت كُلُّها وبِعمُومِها على أنَّ ما أصاب أو ما يُصيب الناس إنَّما هو بسبب ذنوبهم، بسبب ما كَسَبت أيديهم، ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية -عليه رحمة اللّٰه تبارك وتعالى- تعليقاً على هذه الآيات الكريمة من كتاب الله قال: " والقرآن يبيِّن في غير موضع أنَّ الله لم يهُلك أحداً ولم يُعذِّبه إلَّا بذنب -أي هذا في الدنيا- بذنب اقترفه" ولهذا الانسان إذا رأى ما يَكره من نفسه أو من حوله عليه ابتداءً أن يُراجع نفسه، هل هو مُقَصِّر في جنب اللّٰه -تبارك وتعالى-؟ أمْ أنَّه سائرٌ على وفق ما يرضيه؟ إذا كانت الثانية فليحمد اللّٰه -عز وجل- وأنَّ الله -تبارك وتعالى- يبتليه ليرى صبره وثباته، وإذا كانت الأولى فليُراجع نفسه، فليرجع إلى ربِّه وليتب من ذنبه لعل اللّٰه -عز وجل- يغيِّر حاله ، ويبدِّل أمره لقوله -تبارك اللّٰه وتعالى- : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }، ولهذا فإنَّ الواجب علينا: أنْ نَتُوب إلى ربنا -تبارك وتعالى- ونسعى لإصلاح انفسنا وتزكيتها وإصلاح ذويِّنا ومن حولنا ممَّن هم تحت مسؤولِّيتنا، لأنَّ عن هؤلاء يسألك ربك -جل وعلا- يوم القيامة، اللّٰه -جل وعلا- لا يسألك عن غير هؤلاء، لا يسألك عن الرئيس ولا عن الوزير، إنَّما يسألك عن نفسك وعن أهلك عن ولدك، هل أطعت فيهم ربك -جل وعلا-؟ هل أمرتهم بما أمر الله -عز وجل-؟ هل قوَّمتهم بالشرع؟ هل أمرتهم ونهيتهم بما يُصلح حالهم في الدنيا ويُنجيهم يوم القيامة؟! عملا بقول ربك -تبارك وتعالى-:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}، إذا فعلتَ هذا فاحمد اللّٰه واثبت على هذا الأمر وادعو إليه وإذا وجدتَ تقصيرا وخللاً في هذا فراجع نفسك، وارجع إلى ربك وتُب من ذنبك لعل اللّٰه -عز وجل أنْ يغيِّر حالك وبالتالي يغيِّر حال من حولك، لأنَّ صلاح النفوس بصلاح القلوب تصديقًا لقول رسول اللّٰه: (( ألا وإنَّ في الجسد مُضغة إذا صَلحت صَلح الجسد كله وإذا فَسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) نحن نرى الفساد من حولنا، بل نراه عيَانًا تصديقا لقول ربنا {ظَهر الفسَادُ في البَرِّ والبَحَر بِمَا كَسبَت ايدي النَّاسِ لِيُضِيقَهم بعضَ الذِّي عَمِلُوا لعلَّهم يَرْجِعون} قال {لعلَّهم يرجعون} إذا ذاقوا بعضًا ممَّا كَسبت أديهم، ونتيجةً من نتائج ذنوبهم يرجعون ويتوبون إلى اللّٰه فإنْ هم تابوا واستقاموا فإنَّ اللّٰه -جل وعلا- يغيِّر حالهم ويبَدَّل أمرهم تصديقا لقوله: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وأن نترك هذه النصوص وهذه التعاليم وهذه التوجيهات الربانية لغيرها مما يدعوا إليه دعاة الفتن دائما وأبدا من أولئك الذين يؤجِّجُون النار ويشعلون فَتيل الفتن في البلاد الإسلامية، نسأل اللّٰه -جل وعلا- أن لا يوفقهم وأن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرًا عليهم، لم يكفهم ما حدث في البلاد الإسلامية هنا وهناك كيف شُرِّدت الشعوب، ومُزِّقت الأوطان وسُفِكت الدماء، وهُتِكت الأعراض وخُرِّبت البيوت، لم يكفهم هذا كله! دولٌ بأسرها أصبحت خرابًا على أهلها، تشرَّدوا هنا وهناك، قطَّعتهم الآلام والأوجاع والأمراض قُتِلوا من البرد والجوع؛ نسألُ اللّٰه -جلَّ وعلا- العفو والعافية، نسأل اللّٰه -تبارك وتعالى- أن يُعامل من كان سببا في هذا بما يستحقه، وأن يكفيَ سائر المسلمين من أشرار أمثاله، القابِعون في البلاد الغربية أو القابعون في بعض البلاد يتنعمون بالملذات ويَدفعون أبناءنا وشََبابنا إلى النار وإلى المدافع، نسأل اللّٰه -عز وجل- العفو والعافية؛ ولهذا نسأل اللّٰه -عز وجل- أنْ يُبصِّر أبناءنا وأن يوفقهم لطريق السداد، وأن يجنِّبهم طريق الفساد وأن يجعلهم دائما وأبدًا وراء علمائهم وائمتهم وحكامهم من الذين يحبون لهم الخير والصلاح ويسعون لتحقيق هذا لهم في أوطانهم، فنسأل اللّٰه -عز وجل- أن يُصلح حالنا وحال إخواننا وأن يرفع عنا البلاء وأن يجنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
--المصدر: https://b.top4top.net/m_1154kneq51.mp3
--فرغهُ: ٱم تميم السلفيّة
إنَّ الحمد للّٰه نحمده ونستغفره ونعوذ باللّٰه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللّٰه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
نستفتح هذا اللقاء بالجواب على هذا السؤال، وهو سؤال وجِيه مُتعلِّقٌ بما نعيشه هذه الأيام في بلدنا هذا الذي نسأل الله -جل وعلا- أن يُديم عليه الأمن والآمان، وأن يَحفظه من كيد الأعداء ومن الشرور كلها، وأن يَحرسه بالتوحيد والسنة، هذه الأيام التي تَشهد هذه الَقلاقِل التي يُرَّوجُ لها أدعياء الشر والفساد نسأل الله -تبارك وتعالى- أَنْ يُصلح حالهم وأَنْ يهديَّهم سواء السبيل، وكان الواجب علينا جميعا في مثل ما قد يَحصل لنا أو نُبتَلَى به سواءٌ في أنفسنا أو في أوطاننا: أن نُراجِع أنفسنا لنرجع إلى ربنا -تبارك وتعالى- لأنَّ اللّٰه -تبارك وتعالى- أخبرنا في كتابه بِسُنَّة من سُنَنِه، وقاعدة من القواعد الربانية المُحكَمة، هذه القاعدة: أنَّ ما أصاب الناس وما يُصيبهم إنَّما هو بما كسبت أيديهم لقول اللّٰه -جل وعلا-: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}، وقوله -تبارك وتعالى-: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقوله -تبارك وتعالى-:{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}، وقوله -جل وعلا-: { وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ}، هذه الآيات وغيرها من الآيات الكثيرة في كتاب اللّٰه -جل وعلا- دَلَّت كُلُّها وبِعمُومِها على أنَّ ما أصاب أو ما يُصيب الناس إنَّما هو بسبب ذنوبهم، بسبب ما كَسَبت أيديهم، ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية -عليه رحمة اللّٰه تبارك وتعالى- تعليقاً على هذه الآيات الكريمة من كتاب الله قال: " والقرآن يبيِّن في غير موضع أنَّ الله لم يهُلك أحداً ولم يُعذِّبه إلَّا بذنب -أي هذا في الدنيا- بذنب اقترفه" ولهذا الانسان إذا رأى ما يَكره من نفسه أو من حوله عليه ابتداءً أن يُراجع نفسه، هل هو مُقَصِّر في جنب اللّٰه -تبارك وتعالى-؟ أمْ أنَّه سائرٌ على وفق ما يرضيه؟ إذا كانت الثانية فليحمد اللّٰه -عز وجل- وأنَّ الله -تبارك وتعالى- يبتليه ليرى صبره وثباته، وإذا كانت الأولى فليُراجع نفسه، فليرجع إلى ربِّه وليتب من ذنبه لعل اللّٰه -عز وجل- يغيِّر حاله ، ويبدِّل أمره لقوله -تبارك اللّٰه وتعالى- : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }، ولهذا فإنَّ الواجب علينا: أنْ نَتُوب إلى ربنا -تبارك وتعالى- ونسعى لإصلاح انفسنا وتزكيتها وإصلاح ذويِّنا ومن حولنا ممَّن هم تحت مسؤولِّيتنا، لأنَّ عن هؤلاء يسألك ربك -جل وعلا- يوم القيامة، اللّٰه -جل وعلا- لا يسألك عن غير هؤلاء، لا يسألك عن الرئيس ولا عن الوزير، إنَّما يسألك عن نفسك وعن أهلك عن ولدك، هل أطعت فيهم ربك -جل وعلا-؟ هل أمرتهم بما أمر الله -عز وجل-؟ هل قوَّمتهم بالشرع؟ هل أمرتهم ونهيتهم بما يُصلح حالهم في الدنيا ويُنجيهم يوم القيامة؟! عملا بقول ربك -تبارك وتعالى-:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}، إذا فعلتَ هذا فاحمد اللّٰه واثبت على هذا الأمر وادعو إليه وإذا وجدتَ تقصيرا وخللاً في هذا فراجع نفسك، وارجع إلى ربك وتُب من ذنبك لعل اللّٰه -عز وجل أنْ يغيِّر حالك وبالتالي يغيِّر حال من حولك، لأنَّ صلاح النفوس بصلاح القلوب تصديقًا لقول رسول اللّٰه: (( ألا وإنَّ في الجسد مُضغة إذا صَلحت صَلح الجسد كله وإذا فَسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) نحن نرى الفساد من حولنا، بل نراه عيَانًا تصديقا لقول ربنا {ظَهر الفسَادُ في البَرِّ والبَحَر بِمَا كَسبَت ايدي النَّاسِ لِيُضِيقَهم بعضَ الذِّي عَمِلُوا لعلَّهم يَرْجِعون} قال {لعلَّهم يرجعون} إذا ذاقوا بعضًا ممَّا كَسبت أديهم، ونتيجةً من نتائج ذنوبهم يرجعون ويتوبون إلى اللّٰه فإنْ هم تابوا واستقاموا فإنَّ اللّٰه -جل وعلا- يغيِّر حالهم ويبَدَّل أمرهم تصديقا لقوله: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وأن نترك هذه النصوص وهذه التعاليم وهذه التوجيهات الربانية لغيرها مما يدعوا إليه دعاة الفتن دائما وأبدا من أولئك الذين يؤجِّجُون النار ويشعلون فَتيل الفتن في البلاد الإسلامية، نسأل اللّٰه -جل وعلا- أن لا يوفقهم وأن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرًا عليهم، لم يكفهم ما حدث في البلاد الإسلامية هنا وهناك كيف شُرِّدت الشعوب، ومُزِّقت الأوطان وسُفِكت الدماء، وهُتِكت الأعراض وخُرِّبت البيوت، لم يكفهم هذا كله! دولٌ بأسرها أصبحت خرابًا على أهلها، تشرَّدوا هنا وهناك، قطَّعتهم الآلام والأوجاع والأمراض قُتِلوا من البرد والجوع؛ نسألُ اللّٰه -جلَّ وعلا- العفو والعافية، نسأل اللّٰه -تبارك وتعالى- أن يُعامل من كان سببا في هذا بما يستحقه، وأن يكفيَ سائر المسلمين من أشرار أمثاله، القابِعون في البلاد الغربية أو القابعون في بعض البلاد يتنعمون بالملذات ويَدفعون أبناءنا وشََبابنا إلى النار وإلى المدافع، نسأل اللّٰه -عز وجل- العفو والعافية؛ ولهذا نسأل اللّٰه -عز وجل- أنْ يُبصِّر أبناءنا وأن يوفقهم لطريق السداد، وأن يجنِّبهم طريق الفساد وأن يجعلهم دائما وأبدًا وراء علمائهم وائمتهم وحكامهم من الذين يحبون لهم الخير والصلاح ويسعون لتحقيق هذا لهم في أوطانهم، فنسأل اللّٰه -عز وجل- أن يُصلح حالنا وحال إخواننا وأن يرفع عنا البلاء وأن يجنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
--المصدر: https://b.top4top.net/m_1154kneq51.mp3
--فرغهُ: ٱم تميم السلفيّة