بسم الله الرحمن الرحيم
صوتية و تفريغها :
الشيخ سليمان بن سليم الرحيلي
- حفظه الله و رعاه-
السؤال : أحسن الله إليكم يقول السائل ماهي العلامات التي يُعرف بها الإخلاص لله في طلب العلم ؟ الشيخ سليمان بن سليم الرحيلي
- حفظه الله و رعاه-
الجواب :
الإخلاص لله مطلوب نفيس ,لأن عاقبته عظيمة, وكلما غلا و علا الشيء كلما كان الحصول عليه صعبا ,يحتاج إلى مجاهدة
و يحتاج إلى مصابرة ,و الإخلاص لله من أعلى المقامات و لذلك لا يناله كسول ولا كل أحد,و إنما يناله من راقب قلبه و كان كالحارس على قلبه , و جاهد نفسه و أدام نظرته إلى الناس عند تقربه إلى رب الناس سبحانه و تعالى .
و علامة الإخلاص يعرفها الإنسان من قلبه بأن يكون مقصوده إرضاء الله سبحانه و تعالى بأن ينفع نفسه بالعلم , و ينفع
غيره بالعلم ويحسن سيره إلى الله بالعلم ,فالإخلاص مكانه في القلب و علاماته في القلب و اللإنسان فقيه نفسه فيه و يجب
عليه أن يجتهد و يصابر ,و ليحذر من مكائد الشيطان ,فإن الشيطان إذا رأى المسلم مقبلا على الخير ,مقبلا على طلب العلم , ولم يستطع أن يصده,لأن الشيطان يا إخوة يقعد لطالب العلم على الطريق ,فإذا أراد أن يذهب ليطلب العلم
قال له : لماذا تذهب و تضيع وقتك , و أنت أكبر من الجلوس في مثل هذه الحلق ,أو هذا العلم أكبر منك, لماذا تذهب إليه
فإن غنم من الإنسان ما أراد كفاه , و إن لم يغنم منه ما أراد قعد له عند الدرس فصرفه عنه و شغله بشواغل عن الدرس
فإن جاهد الإنسان نفسه عمل على صرف قلبه بدعوة باطلة و هي أنك لست مخلصا,و المسألة جنة أو نار , و الذي لا يخلص في طلب العلم متوعد بالنار , فر بنفسك , انج بنفسك فأنت ما عندك إخلاص هذه من مكائد الشيطان ,فينبغي على طالب العلم أن يحذر من مكائد الشيطان , و يصبر و يصابر و يستمر في طريقه, و يراقب قلبه , وإن وجد خللا في قلبه جاهد و صابر و صبر , و هذا معنى قول السلف - رحمهم الله- :تعلمنا العلم للدنيا فأبى العلم إلا أن يكون لله ,يعني قد يكون عند الإنسان في أول الأمر شيء, لكن يصبر و يصابر و يرابط و يعالج نفسه و يذهب ولا ينقطع عن طلب العلم , فيؤول الأمر بالإنسان إلى الإخلاص لله عز وجل
و أنا أقول لطلاب العلم يا أخي لا تترك طلب العلم لخلل في نيتك و لو كان موجودا, و لكن حاول و اجتهد أن تعالج هذا الخلل و من أعظم العلاج طريقان :
الطريق الأول : أن تتطرح بين يدي الله و تسأل الله و لاسيما في المواطن التي ترجى فيها الإجابة كاخر الليل و عند السجود , و تفوض أمرك إلى الله , و تقول : يا ربي أنت أعلم بحالي , و أعلم بما في قلبي , اللهم أخرج منه ما لا تحب
و ابق فيه ما تحب , اللهم خلصني من هذا الخلل في نيتي , تسأل الله و تتطرح بين يدي الله و الله سبحانه و تعالى قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه , و لا تعجل فإن ربنا سبحانه و تعالى من كرمه و رأفته قد يؤخر جواب سؤالك لتزداد أجرا بدعائك
و ليسمع نجواك و اطراحك بين يديه , و كيف يمل المسلم من الدعاء و هو عبادة مع كونه وسيلة لتحقيق المطلوب هو عبادة فكيف يمل من الدعاء , استمر في الدعاء حتى و لو بقيت سنة و سنتين و ثلاث و أربع و أنت ترى شيئا من الخلل في قلبك استمر في الدعاء
الأمر الثاني : اجعل لك عملا خبيئة لا يطلع عليه أحد بينك و بين الله من صدقة من صيام من قراءة القرأن من قيام الليل
احرص على الا يعلم به أحد , فإن هذا من أقوى ما يُزاد به الإيمان و إذا زاد الإيمان رق القلب و إستقام الحال لصاحبه