تغريد
الطعن في أهل العلم والانصراف عما كتبوه ودوّنوه، وعدم الاستفادة منه؛ جهل وحمق:
الشَّيخ العلاَّمة محمَّد بن هادي المدخليّ حفظه الله
الطعن في أهل العلم، والانصراف عمَّا كتبوه ودوَّنوه، وعدم الاستفادة منه، وهذا جهل وحمق ـ وربِّ الكعبة ـ، فمَن ذا الذي يستغني عن <فتح الباري> للحافظ ابن حجر ـ مثلاً ـ، وكذا <شرح صحيح مسلم> للحافظ النووي، وأمثالها لغيرهم من علماء الإسلام ـ رحمهم الله ـ.
قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في <سير أعلام النبلاء>( 1 ): <قال الشيخ عزُّ الدين ابن عبد السلام ـ وكان أحد المجتهدين ـ: <ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل: <المحلى> لابن حزم، وكتاب <المغني> للشيخ: موفَّق الدين>
.قلت: [القائل: الذهبي]: لقد صدق الشيخ عزُّ الدين.
وثالثهما: <السنن الكبير> للبيهقي، ورابعها: <التمهيد> لابن عبد البر.
فمَن حصَّل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها؛ فهو العالم حقًَّا> انتهى.
قال محمَّد بن هادي: وخامسها عندي: <فتح الباري>.ويقارب كتاب <المغني> للموفَّق كتاب <المجموع، شرح المهذب> للنووي.
وأقول: يقاربه ويدانيه، أمَّا أنَّه يساويه فلا والله. فإنَّ الإمام موفَّقَ الدين قد طال عمره حتى قوي وازداد علمه، بينما النووي تُوفِّي مبكرًا، وكذلك فإنَّ الموفَّق قد أكمل شرح <مختصر الخرقي> كلّه بنفسه، فجاء كتابه <المغني> على وتيرة واحدة.
وهذا بخلاف النووي، فإنَّه قد كمل عمله بعده عدد من العلماء، فاختلف النفس في الشرح.
نعم، عندي أنَّ النووي أمكن في المعرفة بالصحيح والضعيف من الحديث من الموفَّق.
والله يغفر لهما جميعًا، ويسامحهما، ويجزيهما عنَّا وعنِ المسلمين خيرًا.
هذا آخر ما تيسَّر جمعه في هذه الرسالة الموجزة المباركة إن شاء الله تعالى.
وأسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يسلك بنا وسائر إخواننا المسلمين طريق مرضاته، وأن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقنا الفقه في الدين والثبات على الحقِّ حتى نلقاه. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
وصلَّى الله وسلَّم على خير خلقه نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه
محمد بن هادي بن علي المدخلي
20/ 12/ 1418ﻫـ
الهامش :
(1) سير أعلام النبلاء (18/ 193).
المصدر:
خاتمة كتاب كتاب الإقناع بما جاء عن أئمَّة الدعوة من الأقوال في الاتِّباع ص 105
تأليف فضيلة الشيخ محمَّد بن هادي بن علي المدخلي - حفظه الله
الشَّيخ العلاَّمة محمَّد بن هادي المدخليّ حفظه الله
الطعن في أهل العلم، والانصراف عمَّا كتبوه ودوَّنوه، وعدم الاستفادة منه، وهذا جهل وحمق ـ وربِّ الكعبة ـ، فمَن ذا الذي يستغني عن <فتح الباري> للحافظ ابن حجر ـ مثلاً ـ، وكذا <شرح صحيح مسلم> للحافظ النووي، وأمثالها لغيرهم من علماء الإسلام ـ رحمهم الله ـ.
قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في <سير أعلام النبلاء>( 1 ): <قال الشيخ عزُّ الدين ابن عبد السلام ـ وكان أحد المجتهدين ـ: <ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل: <المحلى> لابن حزم، وكتاب <المغني> للشيخ: موفَّق الدين>
.قلت: [القائل: الذهبي]: لقد صدق الشيخ عزُّ الدين.
وثالثهما: <السنن الكبير> للبيهقي، ورابعها: <التمهيد> لابن عبد البر.
فمَن حصَّل هذه الدواوين، وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها؛ فهو العالم حقًَّا> انتهى.
قال محمَّد بن هادي: وخامسها عندي: <فتح الباري>.ويقارب كتاب <المغني> للموفَّق كتاب <المجموع، شرح المهذب> للنووي.
وأقول: يقاربه ويدانيه، أمَّا أنَّه يساويه فلا والله. فإنَّ الإمام موفَّقَ الدين قد طال عمره حتى قوي وازداد علمه، بينما النووي تُوفِّي مبكرًا، وكذلك فإنَّ الموفَّق قد أكمل شرح <مختصر الخرقي> كلّه بنفسه، فجاء كتابه <المغني> على وتيرة واحدة.
وهذا بخلاف النووي، فإنَّه قد كمل عمله بعده عدد من العلماء، فاختلف النفس في الشرح.
نعم، عندي أنَّ النووي أمكن في المعرفة بالصحيح والضعيف من الحديث من الموفَّق.
والله يغفر لهما جميعًا، ويسامحهما، ويجزيهما عنَّا وعنِ المسلمين خيرًا.
هذا آخر ما تيسَّر جمعه في هذه الرسالة الموجزة المباركة إن شاء الله تعالى.
وأسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يسلك بنا وسائر إخواننا المسلمين طريق مرضاته، وأن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقنا الفقه في الدين والثبات على الحقِّ حتى نلقاه. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
وصلَّى الله وسلَّم على خير خلقه نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه
محمد بن هادي بن علي المدخلي
20/ 12/ 1418ﻫـ
الهامش :
(1) سير أعلام النبلاء (18/ 193).
المصدر:
خاتمة كتاب كتاب الإقناع بما جاء عن أئمَّة الدعوة من الأقوال في الاتِّباع ص 105
تأليف فضيلة الشيخ محمَّد بن هادي بن علي المدخلي - حفظه الله