تغريد
إلقامُ الحجرِ أبا شبر
هذا رد على الهابط السافل قليل الأدب خسيس الطباع
الحمد لله وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : فقد نُقِلَ عن الشعبي - رحمه الله - أنه قال : ( العلم ثلاثةُ أشبارٍ ، فمن نال منهُ شبرا شمخَ بأنفه وظنَّ أنَّه نالهُ ، ومن نال الشِّبرَ الثاني صغُرت إليه نفسهُ وعلم أنهُ لم ينَلْهُ ، وأمَّا الشبرُ الثالثُ فهيهات هيهات لايناله أحد ) .
لقد كفانا - رحمه الله - مُؤنةَ البحث عن سِرِّ وجودِ الغثاءِ ممَّن انتسبوا إلى العلم فلخّص ذلك في كونهم دخلوا شِبْره الأول ، فما إن يرد الواحد من الناس هذا الشبرَ حتى يُعليَ زعانفَه وينفُخَ ريشه كديكِ الحَبش ظنًّا منه أن الورى من بعده عيالٌ عليه وهذه بليةٌ لا لعًا لها .
نعم هذا هو حال < أبي شبر > وفي كل قريةٍ أبو شبر ، وممن حاز هذا اللقب بجدارة في هذه الأيام - أبو شبر مرابط - الغُندُرُ المشاغبُ المتطاوِل على خيرة عبادِ اللهِ فلم يسلم منه عالمٌ متبحرٌ ولا شيخ يعلم الناس أمور دينهم ولا حتى عوام الناس فوصفهم بأشنع الأوصاف ورماهم بأبشع التهم ، ولا نطيل في عدّ من تجرَّأ عليهم أبو شبر هذا فليس ذلك مقصد الإنشاء ، بل الغرض إلقامه حجرا بعدَ أن أطال لسانه البذيئ على شيخنا ياسين شوشار -حفظه الله - ، فقد سوّدَ هذا الأُغيْلِمُ - وهو يحسب أنه يحسن صنعا - مقالا غير مفيدٍ حشاهُ بالصَّلَفِ واللَّسانة وقلَّة الأدب ، يدّعي فيه - ودعواه باطلة - أنه كشف حقيقة الكاتب الذي لم يُعرب عن اسمه مخافة منه - أي من أبي شبر - !!؟
أفلم تعلم أيّها المريض أنّك تُتّقى لكونك من زمرة ﴿ بئس أخو العشيرة ﴾ من يتقيه الناس لفحشه وتطاوله لأنَّ " المتطاول - كبت الله باطله - يسلُّ لسانه على العباد فيتقيه المؤمنون ويترفَّعون عن منازلته فتكون العاقبة لهم فيرتفع شأنهم عليه ، ويكون قولهم الأعلى”¹ ، لاخوفا منك يامسكين فليس أحد يخشاك والحال معك كحال أمِّ الجبانِ التي لاتفرح ولاتحزن .
ثمَّ إنّ الناظر في خربشات هذا الأحمق ليتيقّن أنهُ من وُرّاد الشبر الأول ، فبالإضافة إلى مبادرته إلى الردود في كل مرة منتحلا عقليةَ عمرِو بن كلثوم ، إكثارُه من استعمال عبارات تعكس حالةَ ذهنه المتربعِ على خيالات الأطفال ، فتراه يتكلم بالأنا وأقول وأظن ، ويذكر من أمر الفروسية والشجاعة ، ويستعمل الخنجر والسيف والسهم والقنا والميدان والمبارزة والنزال والحرب ووووو - ماهذا ياهذا - مضيفا إليها بعض الجمل التي يستنسخها من الشاملة ليحشُوَ بها خربشاته ثم يُخرج إلينا مثل هذه الركاكة والركالة والسفه ، وقد قيل ( عقول الرجال تحت أقلامها ) وقيل ( الأقلام مطايا الأذهان ) وقد كانت كتاباتك ومازالت مطايا لذهنك المتصابي كشفت العَته الذي تعاني منه يامن أُسند إليك الأمر ، وإذا أسند الأمر إلى مثل هذا فكبر تسعا .
وعلاجُ الأبدان أيسرُ خطبا ** حين تعتل من علاج العقول .
” ظنّ المسكين أنه قد ركب نفسه فسارت به إلى ساحة العلم ورياضه ، لكنّ واقع حاله أن نفسه قد ركبته ونازعته فكلما أراد أن يسير إلى الأمام خطوة جرّته إلى الوراء خطوات فأضحى في رائعة النهار عُريا عن الفضائل واضمحل بين الملا ، كضرطة عير في عراء ”² .
يا أبا شبر : من كانت هذه حاله - وهي حالك - ليقبُحُ به التطاول على أسياده وإن رُمتَ تطبيبا لهذه الحال المزرية التي اعْتَرَتْك فيّمم وجهك قِبَلَ مسجدنا إذ به إمامٌ زعيمٌ بتأديبك أولُ ثم تعليمك ، هو الشيخ ياسين شوشار - حفظه الله - الدَّاعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فدع عنك كثرة اللجاج والملاحاة واثن ركبتيك عنده عسى الله أن ينفعنا وإياك بما يقوله .
ومما لا ينبغي إهماله من أمر ماسوده أبو شبر افتراعُ شبهة نفثها كما تنفث الحية سمها ، إدعاءه - وهو باطل - أن أهل السنة !!! في منطقتنا يخافون على الشيخ التمييع والارتماء في أحضان الحلبيين وقد وقعت له محن بسبب هذا ....
إيه يا أبا شبر ، إيه لوتعلم من هم أهل السنة الذين يثيرون المحن لندمت أن خطت أناملك ماخطت ، أمَّا أن نخشى على شيخنا فاللهم نعم ، بل ونخشى على أنفسنا كذلك ، ونحن نتقي ونسدد ونقارب والله الموفق وحده ، وإن كنت تقصد شيئا آخر فنقول : ( رمتني بدائها وانسلت ) .
وفي الأخير نقول لك ناصحين مشفقين : عوِّد نفسك على الأدب مع من هم أكبر منك علما وأدبا ومنزلة ، وعوّدها على النبل ومكارم الأخلاق ، وحاول نقلها من الشبر الأول إلى الثاني ففيه نجاتك واستقامةُ أوضاعك ، ودع عنك الإسهاب في الهرف فقد أسرفت على نفسك ، فإذا رأى الألبّاء أن حالك قد صَلُحت وأن ما بك قد انجلى فعند ذلك انصح الناس وأرشدهم ، أمّا وحالك هذه الحال البائسة فلا يحق لك أن تترأس مواكب الناصحين للخلق فأنت أولى بتلك النصائح أن تعمل بها :
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهُ ** هَلَّا لِنَفْسِكَ كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى ** كَيْمَا يَصِحُّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
وَأَرَاكَ تُصْلِحُ بِالرَّشَادِ عُقُولَنَا ** أَبَدًا وَأَنْتَ مِنَ الرَّشَادِ عَقِيمُ
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ ** عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا ** فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ يُقْبَلُ مَا تَقُولُ وَيُقْتَدَى ** بِالعِلْمِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ.
- توقيع طلبة الشيخ - حفظه الله - .
21 ربيع الأول 1440هـ
21 ربيع الأول 1440هـ
---------------
¹ التعالم ص 91
² التعالم ص 67