إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصيحة بعدم التعصب للآراء الفقهية الاجتهادية وأن لا يبنى عليها ولاء وبراء -الشيخ سليمان الرحيلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصيحة بعدم التعصب للآراء الفقهية الاجتهادية وأن لا يبنى عليها ولاء وبراء -الشيخ سليمان الرحيلي

    موقع الإمام الآجري:
    #سلسلة_تفريغات_المقاطع_القصيرة

    قال الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله تعالى:

    أسأل الله عز وجل أن يجعل ما نقول خير لنا وللأمة وأن ينفعنا وينفع المسلمين به، ثم إني أنبه الإخوة جميعا إلى أن المسائل الفقهية يجتهد فيها العلماء ويجتهد فيها الفقهاء، وكل يرجح أو يقرر ما يرى أنه أقرب إلى الدليل، وأنا دائما أنصح الإخوة وأقول: في مسائل الفقه لا تتعصب، بمعنى لا تجعل القول الذي ترجحه كأنه ابنك أو كأنه الدين ومن تركه خالف الدين، بعض الإخوة إذا كان يرجح قولا من أقوال العلماء في الفقه، يتعصب لهذا القول ويجعل كأنه الدين وإذا رأى شخصا يخالف ما يرجح قال: أعوذ بالله، لا حول [ولا قوة إلا بالله،] نسأل الله السلامة، ما هكذا يكون في الفقه.
    الفقه بابه واسع، ولكن يجب على الإنسان أن يرجح ما يرى أنه أقرب إلى الدليل، ولا يحمل على الناس، ولذلك يا إخوة نجد أن فقهاءنا يرجحون ولا يحمل بعضهم على بعض، بل قد يغلظ بعضهم في القول في وصف الفعل لكنه لا يغلظ على الفاعل، الشيخ الألباني مثلا رحمه الله قال عن القبض بعد الركوع قال: بدعة حجازية، فقلت: يصح فيها قول عمر رضي الله عنه: نعمة البدعة هذه، فإنها سنة والله سنة وإن خفيت على بعض الناس، لكن الشيخ قال: بدعة، وقال: بدعة حجازية، لكنه ما أغلظ على الشيخ ابن باز رحمه الله الذي يفعلها ويقرر أنها سنة، بل ذكر لي ولم أسمعه أن الشيخ يقول: لو صليت خلف الشيخ ابن باز لقبضت، لكن أنا ما سمعت هذا من الشيخ لكنه نقل لي، وهكذا يكون يا إخوة، لا يلزم يا طالب العلم يا من تسمع مني لا يلزم أن ترجح ما أرجح ولا أطلب منك هذا، ولا يصلح أن تكون صورة من شيخك، ولكن المطلوب أن تعلم وتفهم، وترجح بعلم، فافهمني وافهم ما أقول، ورجح ما ترى أنه أقرب إلى الدليل المنقول أو المعقول، وهذه القاعدة في المسائل، فيجب يا إخوة أن يكون عندنا سعة في الفقه، وقد ذكرت مرارا وتكرارا أن منهج السلف في الخلاف الفقهي هو أن يحاول رد الخلاف بالرد إلى الكتاب والسنة لعل الأقوال أن تتفق، هذا الواجب أولا، ولا نفرح بالخلاف ولا نقول: دعوا الناس، نقول: نرده إلى الكتاب والسنة لعلنا أن ننهي الخلاف في هذه المسألة، هذا أول واجب هذه طريقة السلف، فإن حصل -كما حصل لبعض الصحابة- فإن بعض الصحابة كان يرى رأيا ما علم بالسنة، فلما نقل له الحديث رجع إلى ما دل عليه الحديث، فإن لم يحصل هذا لإختلاف الأفهام واحتمال الأدلة فإن منهج السلف أنهم يرشدون الخلاف بأمرين:
    الأمر الأول: أن لا يترتب على الخلاف الإستهانة بالأدلة ولا السخرية بالقول المرجوح عند الإنسان، ما يترتب على الخلاف أن نترك الأدلة، نقول لا لا يا أخي لا تقل العلماء اختلفوا والباب واسع، لماذا تأتي وتقول لنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا، ما نحتاج، المسألة خلافية والباب واسع ولا تضيقون على الأمة يكفي أن أعداء الأمة يضيقون على الأمة، أنتم تضيقون عليهم تقولون حرام، ما دام فيها خلاف، ما يصلح ليس من منهج السلف لا يستهان بالدليل من أجل الخلاف، بل الدليل يعظم، وأن لا يترتب على هذا سخرية من القول الذي ترى أنه مرجوح، لأنه مهما يكن من أمر فهو منسوب إلى الدين وهو محتمل، مهما قلت ومهما رجحت، هو محتمل أن يكون هو الصواب.
    وذكرت مرارا وتكرار يا إخوة أن بعض الإخوة يسخرون من بعض هيئات الصلاة التي لا يرون أنها راجحة، قديما كان بعض الأحناف -غفر الله لنا ولهم- لأنهم يرون رفع اليدين فقط عند تكبيرة الإحرام ولا يرون رفع اليدين عند الركوع وعند الرفع من الركوع، فقال أحدهم لبعض العلماء، قال: وماذا يريد برفعه يديه؟ يريد أن يطير، يعني يقول لهذا الذي يرفع يديه في الصلاة كأنه يريد أن يطير، فقال له جملة جميلة جدا، قال نعم يطير إلى الجنة بالسنة، يريد أن يطير إلى الجنة بالسنة، هذه ثابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم تثبت عندكم، وبعضهم أجاب بجواب آخر فقال: وهل كان يريد أن يطير في تكبيرة الإحرام، أنت تقول يرفع يديه في تكبيرة الإحرام، فهل كان يريد أن يطير.
    والآن بعض طلاب العلم مثلا: يرى أنه لا تحرك الأصبع في التشهد وأنها يشار بها فقط، وهذا قول وسائغ ولمن رجحه أن يرجحه، لأن العلماء مختلفون في التحريك هل هو زيادة ثقة مقبولة أو شاذة والباب واسع، وإن كنا نرى أن السنة التحريك، لكن الباب واسع، بعضهم لأنه لا يرى[يقصد الشيخ لا يرى التحريك] قال: ولماذا يحرك يرقص، سبحان الله! ، ما تسخر بالقول المرجوح عندك لأنه ينسب إلى الدين وهو محتمل.

    والأمر الثاني: أن لا يترتب على الخلاف الفقهي إختلاف القلوب، بل القلوب متحابة وإن إختلفنا نصلي أنا وأنت في صف واحد، بعد الرفع من الركوع أنا أقبض وأنت مسدل أحبك وتحبني تراني على سنة وأراك على سنة، وهذه طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم، يختلفون في ألفاظهم وأقوالهم طلبا للحق ولا يختلفون في قلوبهم، وما كانت الأفعال الفقهية دليلا على سنة وبدعة، بعض الناس مساكين ينظر إلى بعض الأفعال فإذا رآها قال: ما شاء
    الله هذا سلفي هذا من أ

    هل السنة وإذا ما رآه

    ا قال: الله المستعان، نعوذ بالله من أهل الأهواء، بعضهم ينظر إليك هل تقبض بعد الركوع أو ما تقبض، إن كنت تقبض بعد الركوع قال: الله المستعان، لا حول ولا قوة إلا بالله، الحمد لله، نسأل الله الثبات، وبعضهم ينظر في ساعتك هل هي على اليمنى أو اليسرى فإن وجدها على اليسرى قال الشيخ: الله المستعان ضعيف السلفية.
    ما هكذا يكون، نختلف في المسائل لنقربها إلى الحق ولكن قلوبنا لا تختلف بل هي متآلفة متحابة، يونس الصدفي يقول: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة فلقيني من الغد فأخذني من يدي وقال: ألا يستقيم أن نكون إخونا وإن إختلفنا في مسألة، هذه طريقة السلف .
    فهذا يجب أن نفهمه يا الإخوة وأن نتخلص من التعصب للأقوال كأنها هي الدين وكأن المسألة سنة وبدعة، الأقوال الفقهية في المسائل الإجتهادية التي إختلف فيها العلماء واختلفوا في الترجيح ولا يزالون يختلفون، ونحن الآن نختلف فيما بيننا، وسيأتي بعدنا رجال إن شاء الله، أسأل الله أن يحفظ الدين وأهله ويختلفون في هذه المسائل، لكن الشأن كله أن نعظم الدليل وأن نجعل الدليل سقفا أعلى، وأن يسعى كل واحد منا أن يصل إلى هذا العلو.
    ثم بعد ذلك فإن إختلفنا في هذا أمر ليس بمنكر ولا يؤدي الى إختلاف القلوب.

    [موقع الإمام الآجري]


    تفريغ: أم عبد البر
    ٢٩ ذو الحجة ١٤٣٩ هـ.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X