إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الانتصار لمذهب الأئمة الأخيار في إثبات العلو لله الواحد القهار والرد على مفتي قناة النهار مادح الصوفية الأغمار (الحلقة الأولى)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الانتصار لمذهب الأئمة الأخيار في إثبات العلو لله الواحد القهار والرد على مفتي قناة النهار مادح الصوفية الأغمار (الحلقة الأولى)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من
    يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
    وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
    (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
    (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
    (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فوزا عظيما).
    أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
    ثم أما بعد:
    فقد روى الشيخان في صحيحيهما واللفظ للإمام مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا}.
    قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى في رسالة: {مرحبا يا طالب العلم} معلقا على هذا الحديث:
    يتخذونهم رؤوسا يظنون أنهم علماء، و هم جهال، جاهلون بالعقائد الاسلامية والشرائع الاسلامية، جاهلون بكتاب الله عز وجل وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، عندهم إقدام على الكبائر والرذائل، لماذا؟ لأنهم لا علم عندهم يحجزهم، ويكبح جماحهم، ويوقفهم عند حدودهم.
    فيقودون الناس بهذا الجهل وبهذا الضلال إلى الهلاك والمهالك، فيصبح الناس لا يفرقون بين الحق والباطل، ولا بين حلال وحرام، ولا يحترمون الأخلاق، ويختلط الحابل بالنابل، وتفسد المجتمعات، ويفسد النساء والرجال على أيدي كثير من جهلة الروافض، وجهلة الصوفية، وجهلة الأحزاب الضالة، قادوا الناس إلى المهالك والضلالات ا.هـ.
    صدق حفظه الله فما فشت البدع والضلالات، إلا من جراء سؤال الرعاع الهمج و أهل الجهالات، واعلم يا طالب الحق أن فاقد الشيء لا يعطيه، و أن الجاهل لا يصدر عن علم و بصيرة، وإنما يصدر عن هوى وخاطرة خطيرة، قال الإمام الزنجاني رحمه الله:


    وأجهل من تلقى من الناس معجب *** بخاطره يصغي إلى كل من هذر
    فدع عنك قول الناس فيما كفيته *** فما في استماع الزيغ شيء سوى الضرر ا.هـ.


    ولقد تجلت دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم في هذه الأزمان لكثرة موت العلماء، و إقبال الناس على الجهال وأهل الأهواء، وممن عرف بالجهل والتصدر في بلدنا هذا شمس الدين الجزائري، فجهله للباد باد، وضلاله كنار أوقدت على أوتاد، قال لي بعض من سكن البادية: قد يقول شمس الدين هذا كلمة يكون أهل البيت مجتمعون فيتفرقون، يشير إلى قلة حياءه، وسوء خلقه.
    ومع فرط جهله، وانعدام علمه فقد جعل من نفسه داعيا ومفتيا ومدرسا وقاضيا وهو كما قيل:


    تنصب للتدريس كل مهوس*** بليـد يسمـى بالفقيـه المدرس
    فحق لأهل العلم أن يتـمثلوا*** ببيت قديم قيل في كل مجلس
    هزلت حتى بدى من هزالها*** كلاها وحتى سامها كل مفلس


    ولو أنصف المسكين نفسه لما أتبعها هواها ولجملها بتقوى الله فزكاها ولعرفها موعظة خالقها ومولاها القائل في كتابه الكريم {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} والذي يظهر من حاله أنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه، وجعل كتاب ربه وراءه كأنه لا يراه، وسلك سبيل الغي وجعله منهجا وارتضاه، وليس ذلك منا زورا ولا بهتانا إنما بناء على ما قاله بلسانه في مقالة خبيثة له حيث قال فض الله فاه: أولا التهمة الأولى التي يتهم بها التصوف أنهم اتهموا الصوفية بوحدة الوجود ثم زعموا أن الله في السماء الصوفية متهمون عند السلفية باعتقاد وحدة الوجود ووحدة الوجود لها معان عديدة لها معنى صحيح وهو أن كل هذا الوجود صادر عن الواحد السماء صادرة عن الواحد الأرض صادرة عن الواحد كل الخلق صادر عن الواحد وهذا معنى صحيح ولكن لها معنى باطل وهو امتزاج الله بخلقه كما اعتقد النصارى في التثليث كما اعتقد النصارى أن عيسى هو ابن الله السلفية يتهمون الصوفية وبن عربي بأنهم يعتقدون وحدة الوجود ولكنهم في عقائدهم اعتقدوا أن الله يحل في السماء الله عند السلفية موجود في السماء والسماء خلق من خلقه فكيف يحل الخالق في المخلوق من الذي يعتقد إذا وحدة الوجود الذي يعتقد أن الله يحل في خلقه الذي يعتقد أن الله في السماء أم الذي ينزه الله عن المكان تعلم الناس أن الله تبارك وتعالى موجود حقيقة في السماء كوجود النجوم كوجود القمر ...... انتهى كلامه عامله الله بعدله.
    و لقد حوى هذا الكلام في طياته باطلا عظيما وضلالا مبينا من ذلك:
    ـ1ـ الإلحاد في أسماء الله وصفاته.
    ـ2ـ تصحيح منهج التصوف و أن ما قيل فيهم هو محض الاتهام.
    ـ3ـ محاولة تبرئة الصوفية من وحدة الوجود .
    ـ4ـ المغالطة في تعريف وحدة الوجود و أن لها معان عديدة.
    ـ5ـ الدفاع عن بن عربي الزنديق.
    ـ6ـ نصرته لمنهج المعطلة الخبيث و زعمه أن القول بأن الله في السماء يلزم منه الحلول.
    ـ7ـ تكذيبه للكتاب والسنة وخرقه للإجماع من حيث يشعر أو لا يشعر حيث قال: ثم زعموا { أي أهل السنة} أن الله في السماء.
    ـ8ـ جهل البليد بلغة العرب حيث جعل حرف الخفض {في} لا يحتمل إلا الظرفية.
    ـ9ـ رمي أهل السنة السلفيين بأنهم يقولون بأن الله موجود في السماء كوجود النجوم كوجود القمر.
    فأقول وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل: إن الجواب على هذا الباطل يكون في فصول كل فصل نتناول فيه بعون الله الجواب على شبهة من هذه الشبه مصداقا لقوله تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}
    و ترتيب الفصول كالآتي:
    الفصل الأول: بيان ما كان عليه السلف الكرام من إثبات صفة العلو لله تبارك وتعالى وأنه في السماء مستو على عرشه استواء يليق بجلاله والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة .
    ـ الفصل الثاني: تبرئة السلفين من التشبيه والتكيف والقول بوحدة الوجود، و أن الله في السماء كوجود القمر وكوجود النجوم تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا عظيما.
    ـ الفصل الثالث: بيان أن حرف الخفض {في} في لغة العرب بل في كتاب الله جل وعز يحتمل أكثر من معنى ومن ذلك يأتي بمعنى {على} كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
    ـ الفصل الرابع: بيان ما عليه الصوفية من الانحراف العظيم والحيد عن منهج السلف الكرام من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين.
    ـ الفصل الخامس: بيان ما رامه بن عربي من الضلال والزندقة وبيان موقف أهل السنة منه ومن منهجه.
    ـ الفصل السادس: بيان فساد منهج المعطلة وأنهم على خطر كبير من التكذيب والزيغ.
    ـ الفصل السابع: وجوب الالتزام بما كان عليه السلف الكرام من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و النهي عن سلوك سبل أهل البدع و الأهواء.


    فصل:
    في بيان ما كان عليه السلف الكرام من إثبات صفة العلو لله تبارك وتعالى وأنه في السماء مستو على عرشه استواءا يليق بجلاله والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة.
    فمن القرآن ما نقله شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته العظيمة العقيدة الواسطية:
    وقوله { الرحمن على العرش استوى} ، { ثم استوى على العرش} ، في سبعة مواضع في سورة الأعراف، قوله { إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} ، وفي سورة يونس عليه السلام { إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} ، وقال في سورة الرعد { الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش} ، وقال في سورة طه { الرحمن على العرش استوى} ، وقال في سورة الفرقان { ثم استوى على العرش الرحمن} ، وقال في سورة آلم السجدة { الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش } ، وقال في سورة الحديد { هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش }.
    وقوله { يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي}، وقوله { بل رفعه الله إليه }،{ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه }،{ يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا }، { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور* أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير }. هذا ما أردت نقله.
    وقوله تعالى { يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه } وقوله { ذي المعارج* تعرج الملائكة والروح إليه } وقوله تعالى { الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون*يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون} وقوله تعالى { يخافون ربهم من فوقهم }، وقوله تعالى { تنزيل من رب العالمين }، وقوله { نزل به الروح الأمين }.
    ومن السنة ما نقله شيخ الإسلام رحمه الله في ذات الرسالة:
    وقوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض { ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الأرض اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ } حديث حسن رواه أبو داود وغيره، وقوله صلى الله عليه وسلم { ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء } حديث صحيح، وقوله صلى الله عليه وسلم { والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه } حديث حسن رواه أبو داود وغيره، وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية { أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال اعتقها فإنها مؤمنة } رواه مسلم، انتهى كلامه رحمه الله.
    و روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال{ لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي }.
    وروى في الصحيح أيضا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قصة نزول بني قريضة على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ { لقد حكمت فيهم بما حكم به الملك من فوق سبع سماواته }.
    هذا وإليك أيها القارئ الكريم ما فهمه أئمة السلف من هذه الأدلة وما دانوا الله تبارك وتعالى به.
    من ذلك ما ذكره العلامة سليمان بن عبد الله بن عبد الوهاب رحمه الله في شرحه على كتاب التوحيد حيث قال:
    وشواهده في أقوال الصحابة والتابعين و أتباعهم، فمن ذلك قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه:


    شهـدت بــأن وعـد الله حـق *** وأن النار مثوى الكافرين
    وأن العرش فوق الماء طاف *** وفوق العرش رب العالمين
    و تحمـله ملائكـة شـداد *** ملائكة الإله مسومينا


    وروى الدارمي والحاكم و البيهقي بأصح إسناد إلى علي بن الحسين بن شقيق قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: نعرف ربنا بأنه فوق سبع سماواته على العرش استوى، بائن من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية.
    قال الدارمي حدثنا حسن بن الصباح البزار، حدثنا علي بن الحسين بن شقيق عن بن المبارك قيل له كيف نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه.
    ونقل من كتاب العلو للحافظ الذهبي رحمه الله قوله: وثبت عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى أنه قال: لما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كيف الاستواء؟ قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق.
    وقال بن وهب: كنا عند مالك فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله { الرحمن على العرش استوى } كيف استوى؟ فأطرق مالك رحمه الله وأخذته الرحضاء وقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال كيف؟ وكيف عنه مرفوع، وأنت صاحب بدعة، أخرجوه. رواه البيهقي بإسناد صحيح عن بن وهب ورواه عن يحي بن يحي أيضا ولفضه: قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول و الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
    قال الذهبي: فانظر إليهم كيف اثبتوا الاستواء لله، وأخبروا أنه معلوم لا يحتاج لفضه إلى تفسير، ونفوا عنه الكيفية.
    قال البخاري في صحيحه: قال مجاهد: استوى علا على العرش.
    وقال إسحاق بن راهوية: سمعت غير واحد من المفسرين يقول:{ الرحمن على العرش استوى } أي ارتفع.
    وقال محمد بن جرير الطبري في قوله تعالى { الرحمن على العرش استوى } أي علا وارتفع.
    وقال أبو عمر الطلمنكي في كتاب الأصول: أجمع المسلمون من أهل أن السنة الله تعالى استوى على عرشه بذاته ا.هـ.
    وقال في هذا الكتاب أيضا: أجمع أهل السنة على أن الله تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز، ثم ساق بسنده عن مالك قوله: الله في السماء وعلمه في كل مكان، ثم قال في هذا الكتاب: أجمع المسلمون من أهل السنة أن معنى قوله :{ وهو معكم أين ما كنتم } ونحو ذلك من القرآن، أن ذلك علمه، وأن الله فوق السماوات بذاته مستو على عرشه كيف شاء، وهذا لفظه في كتابه.
    وهذا كثير في كلام الصحابة والتابعين والأئمة، أثبتوا ما أثبته الله في كتابه و على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم على الحقيقة على ما يليق بجلال الله وعظمته، ونفوا عنه مشابهة المخلوقين، ولم يمثلوا، كما ذكرنا ذلك عنهم في هذا الباب.
    وقال الحافظ الذهبي: و أول من أنكر أن الله فوق عرشه هو الجعد بن درهم وكذلك أنكر جميع الصفات، و قتله خالد بن عبد الله القسري و قصته مشهورة، فأخذ هذه المقالة عنه الجهم بن صفوان إمام الجهمية، فأظهرها و احتج لها بالشبهات، وكان ذلك في آخر عصر التابعين، فأنكر مقالته أئمة ذلك العصر مثل الأوزاعي وأبي حنيفة و مالك والليث بن سعد والثوري و حماد بن زيد وحماد بن سلمة و ابن المبارك ومن بعدهم من أئمة الهدى، فقال الأوزاعي إمام أهل الشام على رأس الخمسين ومئة عند ظهور هذه المقالة ما أخبرنا عبد الواسع الأبهري بسنده إلى أبي بكر البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن علي الجوهري ببغداد حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا محمد بن كثير المصيصي سمعت الأوزاعي يقول: كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته. أخرجه البيهقي في الصفات ورواته أئمة ثقات. انتهى كلامه رحمه الله
    وقال بن أبي العز الحنفي رحمه الله في شرحه على العقيدة الطحاوية:
    وقد أنشد أبو رواحة رضي الله عنه شعره المذكور بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، و أقره على ما قال وضحك منه، وكذا أنشأه حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه قوله:


    شـهـدت بـإذن الله أن مـحمــدا *** رسول الذي فوق السماوات من عل
    وأن أبا يحي و يحي كلاهما *** لـــه عـمـل مـن ربـه مـتـقـبـل
    وأن الذي عاد اليهود بن مريم *** رسول أتى من عند ذي العرش مرسل
    وأن أخا الأحقاف إذ قام فــيهم *** يجاهد في ذات الإله و يعدل


    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { و أنا أشهد } ا.هـ.
    و قال الإمام أبي زكريا يحي بن يوسف الأنصاري الصرصري رحمه الله تعالى في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة:
    بمعتقد الثبت الإمام بن حنبل *** أدين فهو الناقل المتورع
    لئن لم أتابع زهده وتقاته *** فإني له في صحة العقد أتبع
    أمر أحاديث الصفات كما أتت *** على رغم غمر يعتدي و يشنع
    فلا يلج التعطيل قلبي و لا إلى *** زخارف ذي التأويل ما عشت أرجع


    وقال رحمه الله:
    سميع بصير ماله في صفاته *** شبيه يرى من فوق سبع ويسمع
    وخلق الطباق السبع والأرض واسع *** وكرسيه منهن في الخلق أوسع
    وما هن والكرسي إلا كحلقة *** إلى العرش والرحمن أعلى و أرفع
    قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه *** ومن علمه لم يخل في الأرض موضع
    و ليس بخاف عنه مثقال ذرة *** تضمنها بحر وبيداء بلقع
    و من قال إن الله جل بذاته *** بكل مكان جاهل متشيع
    إليه الكلام الطيب الصدق صاعد *** وأعمال كل الخلق تحصى وترفع ا.هـ.


    ولقد أجاد الإمام بن القيم رحمه الله في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية) حيث نقل الأدلة على علو الله عز وجل وعلى استوائه سبحانه على عرشه من الكتاب والسنة وكلام من وجد كلامه من رسل الله من لدن آدم إلى نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وكلام الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الاسلام والسنة رحمهم الله مثل: مسروق، عكرمة، قتادة، سليمان التيمي، مقاتل، والضحاك، الحسن، ومالك بن دينار، ربيعة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن الكواء، وعيد الله بن المبارك، حماد بن زيد، سفيان الثوري، وهب بن جرير، وغيرهم رحم الله الجميع، ثم ذكر أقوال أئمة التفسير، وأقوال أئمة اللغة الذين يحتج بقولهم، وأقوال الزهاد والصوفية أهل الاتباع وسلفهم، وأقوال أئمة الكلام من أهل الإثبات المخالفين للجهمية والمعتزلة والمعطلة، وأقوال شعراء الجاهلية والإسلام، وأقوال الفلاسفة المتقدمين والحكماء الأولين، وأقوال الجن المؤمنين المثبتين، بل وقول النمل وقصة حمر الوحش المشهورة ثم قال رحمه الله:
    فصل:
    ولعل قائلا يقول: كيف يحتج علينا في هذه المسألة بأقوال من حكيت قوله، ممن ليس قوله حجة، فأجلبت بها ثم لم تقنع بذلك حتى ذكرت أقوال الشعراء، ثم لم يكفك ذلك حتى جئت بالجن، ثم لم تقتصر حتى استشهدت بالنمل وحمر الوحش فأين الحجة في ذلك كله؟.
    وجواب هذا القائل أن نقول: قد علم أن كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وسائر أنبيائه عليهم الصلاة والسلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم، ليس عندكم حجة في هذه المسألة، إذ غاية أقوالهم عندكم أن تكون ظواهر سمعية، وأدلة لفظية معزولة عن اليقين، متواترها يدفع بالتأويل، وآحادها يقابل بالتكذيب، فنحن لم نحتج عليكم بما حكيناه، وإنما كتبناه لأمور:
    منها: أن يعلم بعض ما في الوجود، ويعلم الحال من هو بها جاهل.
    ومنها: أن يعلم أن أهل الإثبات أولى بالله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعي وأئمة الاسلام وطبقات أهل العلم والدين من الجهمية المعطلة.
    ومنها: أن نعرف الجهمي النافي لمن خالف من طوائف المسلمين؟ وعلى من شهد بالتشبيه والتمثيل؟ وعلى من أسجل بالتفكير؟ وعرض من مزق من الأئمة؟.
    ومنها: أن نعرف عساكر الاسلام والسنة وأمراءها، وعساكر البدع والتجهم، ليتحيز المقاتل إلى إحدى الفئتين على بصيرة من أمره، (ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم).
    ومنها: أن نعرف الجهمي النافي: لمن قد بارز بالعداوة وبغى الغوائل، وأسعر نار الحرب، ونصب القتال؟ أفيظن أفراخ المعتزلة ومخانيث الجهمية ومقلدوا اليونان، أن يضعوا لواء رفعه الله تعالى، وينكسوا علما نصبه الله تعالى، ويهدموا بناء شاده الله ورفعه، ويقلقلوا جبالا راسيات شادها وأرسلها، ويطمسوا كواكب نيرات أنارها وأعلاها، هيهات، هيهات، بئسما منتهم أنفسهم لو كانوا يعقلون، (ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون)، (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون*هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
    ولو شئنا لأتينا على هذه المسألة بألف دليل، ولكن هذه نبذة يسيرة جدا من كثير، قليله لا يقال له قليل، ومن هداه الله فهو المهتدي، ومن يضلل الله فما له من سبيل. اهـ من اجتماع الجيوش

    فانظر يا أخي الكريم ألهمنا الله و إياك رشدنا، إلى مستند أهل السنة السلفيين في ما ذهبوا إليه من القول بأن الله جل شانه، و عظم سلطانه، في السماء مستو على عرشه بائن من خلقه، واسأل صاحب الهوى الكذاب شمس الضلال، ناصر البدعة، ومحارب السنة، خلف المخانيث من المعطلة و الجهمية في هذا الزمن، من أين له ما رامه من الخنا؟ و ليسم لنا إماما من أئمة المسلمين ذهب إلى ما ذهب إليه من القول بالتعطيل و أن إثبات الصفات يلزم منه التشبيه و التمثيل؟ و أنى له ذلك وقد أجمع أئمة السلف كما سلف، على القول بأن الله جل وعلا فوق سماواته مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه المخلوقين، ولا يقال فيه كيف، قال تعالى { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }.


    فصل:
    في تبرئة السلفين من التشبيه والتكيف والقول بوحدة الوجود، و أن الله في السماء كوجود القمر وكوجود النجوم، تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا عظيما.
    قال الإمام المزني رحمه الله تعالى فيما كتبه لأهل المغرب في بيان عقيدة أهل السنة:
    سألتني أن أوضح لك من السنة أمرا تصبر نفسك على التمسك به، و تدرأ عنك به شبه الأقاويل، وزيغ محدثات الضالين، وقد شرحت لك منهاجا موضحا، لم آل نفسي و إياك نصحا، بدأت فيه بحمد الله ذي الرشد والتسديد.
    الحمد لله أحق من ذكر، وأولى من شكر، وعليه أثني، الواحد الصمد، ليس له صاحبة ولا ولد، جل عن التمثيل، فلا شبيه له ولا عديل، السميع البصير، العليم الخبير، عال على عرشه، وهو دان بعلمه من خلقه. إلى أن قال رحمه الله:
    جلت صفاته عن شبه صفات المخلوقين، وقصرت عنه فطن الواصفين، قريب بالإجابة عند السؤال، بعيد بالتعزز لا ينال، عال على عرشه، بائن من خلقه، موجود وليس بمعدوم ولا مفقود.
    وقال الإمام مالك بن أنس رحمه الله فيما رواه البيهقي من حديث بن وهب كما تقدم وهو قال بن وهب: كنا عند مالك فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله { الرحمن على العرش استوى } كيف استوى؟ فأطرق مالك رحمه الله وأخذته الرحضاء وقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال كيف؟ وكيف عنه مرفوع، وأنت صاحب بدعة، أخرجوه، ورواه عن يحي بن يحي أيضا ولفضه: قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول و الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
    وجاء في مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية لامية له في بيان عقيدة السلف، قال رحمه الله تعالى:


    والمؤمنون يرون حقا ربهم***و إلى السماء بغير كيف ينزل


    وقال الإمام أبو محمد البربهاري في كتابه العظيم شرح السنة:
    و لا يقول في صفات الرب تعالى كيف؟ إلا شاك في الله تبارك وتعالى.
    وقال الإمام الطحاوي في عقيدته الموسومة بالعقيدة الطحاوية: وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه.
    وقال الحافظ بن الحافظ أبو بكر بن أبي داود في حائيته في السنة:


    وقل ينزل الجبار في كل ليلة *** بلا كيف جل الواحد المتمدح
    إلى طبق الدنيا يمن بفضله *** فتفرج أبواب السماء وتفتح
    يقول ألا مستغفر يلقى غافرا *** ومستمنح رزقا وخيرا فيمنح
    روى ذاك قوم لا يرد حديــثهم *** ألا خاب قوم كذبوهم و قبحوا ا.هـ.


    وقال إمام أهل الحديث في هذا الزمن العلامة الألباني رحمه الله تعالى كما في السلسلة الصحيحة:
    و أما قول العامة و كثير من الخاصة، الله موجود في كل مكان أو في كل الوجود، ويعنون بذاته فهو ضلال بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود الذي يقول به غلاة الصوفية، الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق، و يقول كبيرهم: كل ما تراه بعينك فهو الله، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ا.هـ.
    وقال إمام أهل السنة في هذا الزمن الشيخ العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:
    س: ما الفرق بين الحلول ووحدة الوجود؟
    فأجاب حفظه الله: الحلول فيه مغايرة بين الحال والمحل، فيقول كالنصارى: الله حل في عيسى، ومثل الحلاج يقول: الله حل في، يعني الله حل في شخص معين، يغاير بين الخالق والمخلوق ويجعل الله حالا في هذا المخلوق، هذا كفر وزندقة؟ وأكثر منه كفرا وزندقة هو الإتحاد وهو اعتقاد أن ليس هناك فرق بين الخالق والمخلوق، متحدين، مثلا: كما يمزج الماء باللبن لا تستطيع أن تفرق بينهما؟ إتحاد، بهذا الشكل يقولون، فالله متحد بالخلق لا فرق بين الخالق والمخلوق، الله هو الخالق والمخلوق هو الخالق، هذا هو الاتحاد وذاك هو الحلول كما قلت لكم، وكلاهما إلحاد وزندقة. اهـ من المنتقى من فتاوى الشيخ ربيع 1ـص ـ442.
    فقد تبين ، لطالب الحق، بعد ما تقدم في كلام هؤلاء الأئمة الأعلام، أئمة الهدى، و مصابيح الدجى، أن أهل السنة السلفيين لا يقولون بأن الله في السماء كوجود القمر و كوجود النجوم، و أنهم لا يقولون في صفات الله كيف، و أنهم يثبتون المعنى ويفوضون الكيفية، فيثبتون لله ما أثبته لنفسه في كتابه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل و لا تحريف، و رأيت أيها القارئ اللبيب إنكارهم للقول بوحدة الوجود كما تقدم في كلام الإمام الألباني رحمه الله تعالى، وفي كلام الشيخ ربيع حفظه الله، وتبين لذي عينين كذب شمس الدين ورميه لأهل السنة بما ليس فيهم، فض الله فاه و أفواه الكاذبين، وهذا ليس منه ومن أمثاله بغريب لأن أهل البدع على مر العصور والأزمان عندما يعجزون عن مجارات أهل السنة بالحجة والبرهان، لجأوا إلى الكذب و البهتان.
    قال الشيخ بن عثيمين في تلخيصه للفتوى الحموية لشيخ الاسلام عليهما رحمة الله:
    وكل مبطل يتستر في باطله ويتظاهر بالحق فإنه يأتي بالدعاوي الباطلة التي يروج بها باطله، ولكن من وهبه الله علما وفهما وحكمة و حسن قصد فإنه لا يلتبس عليه الباطل ولا تروج عليه الدعاوى الكاذبة والله المستعان ا.هـ.


    فصل:
    في بيان أن حرف الخفض {في} في لغة العرب، بل في كتاب الله جل وعز يحتمل أكثر من معنى ومن ذلك يأتي بمعنى {على}:
    قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في تلخيص الحموية:
    فإن قيل إذا نفيتم أن يكون شيء من مخلوقات الله محيطا به فما الجواب عما أثبته الله لنفسه في كتابه و على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، و أجمع عليه المسلمون، من أن الله سبحانه في السماء؟ فالجواب: أن كون الله في السماء لا يقتضي أن السماء تحيط به و من قال ذلك فهو ضال إن قاله من عنده، و كاذب أو مخطئ إن نسبه إلى غيره فإن كل من عرف عظمة الله تعالى و إحاطته بكل شيء، وان الأرض جميعا قبضته يوم القيامة، و أنه يطوي السماء كطي السجل للكتب، فإنه لن يخطر بباله أن شيئا من مخلوقاته يمكن أن يحيط به.
    و على هذا فيخرج كونه { في السماء } على أحد معنيين:
    الأول: أن يراد بالسماء العلو فيكون المعنى أن الله في العلو أي في جهة العلو، والسماء بمعنى العلو ثابت في القرآن قال الله تعالى{ و ينزل عليكم من السماء ماءا } أي من العلو لا من السماء نفسها لأن المطر ينزل من السحاب.
    الثاني: أن تجعل في بمعنى على فيكون المعنى أن الله على السماء و قد جاءت في بمعنى على في مواضع كثيرة من القرآن وغيره قال الله تعالى { فسيحوا في الأرض } أي على الأرض ا.هـ.
    وقال الشيخ النحوي محمد باي بلعالم في شرحه على نزهة الحلوم في نظم منثور بن آجروم لعلامة النحو محمد بن أب التواتي رحمه الله:
    و من حروف الجر في تجر الظاهر والضمير نحو زيد في الدار و فيها ، و تأتي لمعان منها: الظرفية زمانا ومكانا، نحو في البلد، و في اليوم، و تأتي للسببية كحديث { دخلت امرأة النار في هرة حبستها }، و تأتي بمعنى على كقوله تعالى{ ولأصلبنكم في جذوع النخل } أي على و بمعنى من كقوله تعالى { فردوا أيديهم في أفواههم } ا.هـ.
    فصل:
    بيان ما عليه الصوفية من الانحراف العظيم والحيد عن منهج السلف الكرام من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين.
    قال بن الجوزي رحمه الله في كتابه تلبيس ابليس:
    ذم ابن عقيل للصوفية وحكايته أفعالهم.
    نقد مسالك الصوفية في تأويلاتهم:
    ولما قل علم الصوفية بالشرع صدر منهم من الأفعال والأقوال ما لا يحل مثل ما قد ذكرنا، ثم تشبه بهم من ليس منهم و تسمى بأسمائهم وصدر عنهم مثل ما قد حكينا، وكان الصالح منهم نادرا، ذمهم خلق من العلماء وعابوهم حتى عابهم مشائخهم.
    وبإسناد عن يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: لو أن رجلا تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق. وعنه أيضا أنه قال: ما لزم أحد الصوفية أربعين يوما، فعاد عقله إليه أبدا، وأنشد الشافعي:
    ودع الذين إذا أتوك تنسكوا *** وإذا خلوا كانوا ذئاب حفاف
    ثم قال:
    وبإسناد عن أحمد بن أبي الحواري يقول: حدثنا وكيع قال: سمعت سفيان يقول: سمعت عاصما يقول: ما زلنا نعرف الصوفية بالحماق إلا أنهم يستترون بالحديث ا.هـ.
    قال الفقير إلى عفو ربه: هذه شهادات الأئمة قبل أن يصير الأمر إلى ما صار إليه من الكفر والزندقة: قال الإمام الذهبي رحمه الله، نقلا عن كتاب كشف زيف التصوف لفضيلة الشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله:
    قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة وقد سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك، قيل له في هذه الكتب عبرة، فقال من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات و الوساوس، ما أسرع الناس إلى البدع، مات الحارث سنة ثلاث وأربعين ومائتين وأين مثل الحارث، فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين، كـ (القوت) لأبي طالب وأين مثل القوت؟ كيف لو رأى (بهجة الأسرار لابن جهضم)، و(حقائق التفسير للسلمي)؟ لطار لبه كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات، كيف لو رأى (الغنية للشيخ عبد القادر)؟ كيف لو رأى (فصوص الحكم و الفتوحات المكية)؟ لما كان الحارث لسان القوم في ذاك العصر، كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهوية، ولما صار أئمة الحديث مثل بن الدخميسي وبن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوص و بن سفيان، نسأل الله العفو والمسامحة أمين ا.هـ. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ا.هـ.
    قال ابن الجوزي رحمه الله: ذكر تلبيس ابليس على الصوفية في إنكارهم على من تشاغل بالعلم:
    لما انقسم هؤلاء بين متكاسل عن طلب العلم، وظان أن العلم هو ما يقع في النفوس من ثمرات التعبد، وسموا ذلك العلم: العلم الباطن، نهوا عن التشاغل بالعلم الظاهر.
    ثم ساق بسنده عن جعفر الخلدي، قال: لو تركني الصوفية لجئتكم بإسناد الدنيا، لقد مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث فكتبت عنه مجلسا واحدا، وخرجت من عنده فلقيني بعض من كنت أصحبه من الصوفية فقال: إيش هذا معك؟ فأريته إياه فقال: ويحك تدع علم الخرق وتأخذ علم الورق؟ ثم خرق الأوراق، فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى العباس ا.هـ.
    ولعل هذا الفعل من الصوفية كان سببا أصيلا فيما آل إليه متأخروهم من الضلال والزندقة والقول بوحدة الوجود ووحدة الأديان وهذا بعض ما جاء عن بعضهم من الكفر الصراح وجل ما في هذا الفصل من النقول فهو منقول من كتاب (التصوف المنشأ والمصادر) لفضيلة الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء:
    فصل: الصوفية مهبط الوحي
    قال ابن عربي كما في مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار ص 171 مطبعة السعادة مصر 1325هـ:
    اعلم يا بني أن العبد المحقق الصوفي إذا صفا وتحقق صار كعبة لجميع الأسرار الإلهية من كل حضرة وموقف، ويرد عليه في كل يوم جمعة ما دام في ذلك المقام ستمائة ألف سر ملكوتي، واحد منها إلهي، وخمسة أسرار ربانية، ليس لها في حضرة الكون مدخل ا.هـ.
    فصل: ابن عربي يعرج به إلى السماء، ويفعل به ما فعل بخاتم الأنبياء
    قال في كتابه الإسراء ص 18 من رسائل ابن عربي الطبعة الأولى ص حيدر آباد دكن الهند 1367هـ:
    بينما أنا نائم وسر وجودي متهجد قائم، جاءني رسول التوفيق، ليهديني سواء الطريق، ومعه براق الإخلاص، عليه لبد الفوز ولجام الإخلاص، فكشف عن سقف محلي، وأخذ في نقضي وحلي، وشق صدري بسكين السكينة، وقيل لي تأهب لارتقاء الرتبة المكينة، وأخرج قلبي في منديل، لآمن من التبديل، وألقي في طست الرضا، بموارد القضا، ورمي منه حظ الشيطان، وغسل بماء إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، ثم أتيت بالخمر واللبن، فشربت ميراث تمتم اللبن، وتركت الخمر حذرا أن أكشف السر بالسكر ..... استفتح لي سماء الأجسام فرأيت سر روحانية آدم عليه السلام ..... فاستفتح الرسول الوضاح، سماء الأرواح ..... قال لي: ( مرحبا وأهلا ) ا.هـ.
    وجاء عند عبد الكريم الجيلي كما في كتابه الإنسان الكامل ج 2 ص 12 ، 13
    عن أبي الحسن الخرقاني أنه قال: صعدت ظهيرة إلى العرش لأطوف به فطفت عليه ألف طوفة ـ أو كما قال ـ ورأيت حواليه قوما ساكنين مطمئنين فتعجبوا من سرعة طوافي، وما أعجبني طوافهم، فقلت: من أنتم، وما هذه البرودة في الطواف؟
    فقالوا: نحن ملائكة، ونحن أنوار وهذا طبعنا لا نقدر أن نجاوزه، فقالوا من أنت وما هذه السرعة في الطواف؟
    فقلت: أنا آدمي، وفي نور، ونار هذه السرعة من نتائج نار الشوق ا.هـ.
    قلت: لا يصدق هذا الكلام ويأبه به إلا من به خبل في عقله، أو مرض في قلبه.
    وقال في ذات الكتاب ص 65 ، 66:
    وكذلك يذكر النفزي الرندي المتوفى 792 هـ في تفسير قوله تعالى: { وملكا كبيرا}:
    أنه يرسل الله تعالى الملك إلى وليه ويقول له: استأذن على عبدي، فإن أذن لك فادخل وإلا فارجع، فيستأذن عليه من سبعين حجابا، ثم يدخل عليه ومعه كتاب من الله عز وجل عنوانه: من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت. فإذا فتح الكتاب وجد مكتوبا فيه، عبدي اشتقت إليك فزرني، فيقول: هل جئت بالبراق؟ فيقول: نعم، فيركب البراق فيغلب الشوق على قلبه، فيحمله شوقه ويبقى البراق إلى أن يصل إلى بساط اللقاء ا.هـ.
    فهل رأيت يا أخا الاسلام ضلالا أكبر من هذا وكفرا أصرح منه؟ وانظر إلى قوله { من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت } فلا حول ولا قوة إلا بالله، ومثل هذا عن القوم كثير وما رمنا في هذه العجالة إلا البيان والتحذير.
    فصل: في زعم الصوفية أن الله يكلمهم
    جاء في روضة التعريف للسان الدين بن الخطيب ص 537 ، 538 ط دار الفكر العربي القاهرة:
    عن الجنيد أنه قال: بت عند سري ليلة، فقال لي: أنائم أنت؟
    فقلت: لا.
    فقال: أوقفني الحق بين يديه، فقال: أتدري لما خلقت الخلق؟
    قلت: لا.
    قال: خلقتهم فادعوا محبتي، فخلقت الدنيا، فاشتغل بها من عشرة آلاف تسعة آلاف، وبقي ألف، فخلقت الجنة فاشتغل بها تسعمائة، وبقي مائة، فسلطت عليم شيئا من بلائي، فاشتغل تسعون وبقي عشرة.
    فقلت لهم: لا الدنيا أردتم، ولا في الجنة رغبتم، ولا من البلاء هربتم، فماذا تريدون؟
    قالوا: إنك تعلم ما نريد.
    قال سأنزل عليكم من البلاء ما لا تطيقه الجبال، أفتثبتون؟
    قالوا: ألست أنت الفاعل؟ قد رضينا بذلك، نحمد ذلك بك وفيك ولك.
    قال: أنتم عبادي حقا ا.هـ.
    فهل القارئ الكريم بحاجة لمن يظهر له ما تضمنه هذا الكلام من الباطل ويدلل على بطلان تكليم الله لهذا المتكلم، وعلى بطلان أن الله خلق الخلق واستعبدهم قبل خلق الدنيا والآخرة قال تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة }، وأن حصر عدد الخلق في عشرة آلاف باطل، وأن الصادقين في محبة الله عشرة ، وأن الرغبة والرهبة لا تقدح في كمال المحبة قال تعالى: { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين }، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم اعصمنا من الزلل ووفقنا لصالح القول العمل آمين.
    وهاهنا أبيات لفتح الله بوراس القيرواني أوردها صاحب الوصية الكبرى عبد السلام الفيتوري ص 75 ط مكتبة النجاح طرابلس ليبيا، أثبتها بيانا لما تقدم في هذا الفصل وردا على شمس الدين بأن الصوفية على عجرهم وبجرهم يعتقدون أن الله في السماء مستو على عرشه، فما تراه صانع
    وفي السماء السابعة شاهدت ربي وكلمته
    وفوق العرش والكرسي قد ناداني وخاطبته
    وما في اللوح المحفوظ من الآي والأمر والنهي قد حفظته
    وبيدي باب الجنان قد فتحته ودخلته
    وما فيه من الحور العين قد رأيته وحصيته
    ومن رآني ورأى من رآني وحضر مجلسي
    في جنة عدن وبستانها قد أسكنته ا.هـ.



    فصل:
    أولياء الصوفية يعلمون الغيب
    قال شهاب الدين السهروردي كما في الألواح العمادية ص 64 ط مركز تحقيقات فارسية إيران:
    الأنبياء والفضلاء المتألهون يتيسر لهم الاطلاع على المغيبات، لأن نفوسهم إما قوية بالفطرة، أو تتقوى بطرائقهم وعلومهم، فينتقشون بالمغيبات، لأن نفوسهم كالمرايا المصقولة تتجلى فيها نقوش من الملكوت.
    فقد يسري شبح إلى الحس المشترك، يخاطبهم ألد مخاطبة وهو في أشرف صورة، وربما يرون الغيب بالحس المشترك مشاهدة، وربما يسمعون صوت هاتف، أو يقرأون من سطور.
    فصل: تفضيل الصوفية للأولياء على الأنبياء
    جاء في جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص 5 المطبعة الوهيبية طرابلس 1398 هـ:
    وأن الأولياء لهم أربعة مقامات: الأول مقام خلافة النبوة، والثاني مقام خلافة الرسالة، والثالث مقام خلافة أولي العزم، والرابع مقام خلافة أولي الاصطفاء.
    فمقام خلافة النبوة للعلماء، ومقام خلافة الرسالة للأبدال، ومقام خلافة أولي العزم للأوتاد، ومقام خلافة أولي الاصطفاء للأقطاب.
    فمن الأولياء من يقوم في عالم مقام الأنبياء، ومنهم من يقوم في عالم مقام الرسل، ومنهم من يقوم في عالم مقام أولي العزم، ومنهم من يقوم في عالم مقام أولي الاصطفاء ا.هـ.
    وقال صاحب الإبريز عن أبي يزيد البسطامي ص 276:
    خضنا بحورا وقفت الأنبياء بسواحلها ا.هـ.
    وجاء في طبقات الشعراني ج 1 ص 68 ط دار العلم للجميع:
    مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي ا.هـ.
    وقال الحكيم الترمذي كما في نوادر الأصول ص 157 ، 158 ط الأستانا:
    وقد يكون في الأولياء من هو أرفع درجة، وذاك عبد ولي الله استعماله، فهو في قبضته يتقلب، به ينطق وبه يسمع وبه يبصر وبه يبطش وبه يعقل، شهره في أرضه وجعله إمام خلقه وصاحب لواء الأولياء وأمان أهل الأرض، ومنظر أهل السماء، وريحانة الجنان، وخاصة الله وموضع نظره، ومعدن سره وسوطه في أرضه يؤدب به خلقه، ويحي القلوب الميتة برؤيته، ويرد الخلق إلى طريقه، وينعش به حقوقه، مفتاح الهدى وسراج الوحي، وأمين صحيفة الأولياء وقائدهم، والقائم بالثناء على ربه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يباهي به الرسول في ذلك الموقف، وينوه الله باسمه في ذلك المقام، ويقر عين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أخذ الله بقلبه أيام الدنيا، ونحله حكمته العليا، وأهدى إليه توحيده ونزه طريقه على رؤية النفس، وظل الهوى، وائتمنه على صحيفة الأولياء، وعرفه مقاماتهم، وأطلعه على منازلهم، فهو سيد النجباء، وصالح الحكماء، وشفاء الأدواء، وإمام الأطباء، كلامه قيد القلوب، ورؤيته شفاء النفوس، وإقباله قهر الأهواء، وقربه طهر الأدناس، فهو ربيع يزهر نوره أبدا، وخريف يجني ثماره دأبا، وكهف يلجأ إليه، ومعدن يؤمل ما لديه، وفصل بين الحق والباطل، وهو الصديق والفاروق والولي والعارف والمحدث، هو واحد الله في أرضه ا.هـ.
    وأما التشبيه والتمثيل في مذهب الصوفية لا يعلم له مثيل، وإني ناقل هاهنا كلاما لأحد زنادقة الصوفية، وإني لأسأل الله الكريم باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب، أن لا يجعل آخر عهدنا بالدنيا هذا الكلام وأن لا يعذبنا بما فعله السفهاء منا، وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله، إن ربي لعلى كل شيء قدير، وبالإجابة جدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الكبير.
    قال ابن البان قبحه الله كما في المواقف الإلهية ص 164 إلى 169:
    أوقفني الحق على بساط الأسرار، وارتقيت إلى السماء الأولى ... ثم ارتقينا إلى السماء الثانية .... ثم انتهينا إلى السماء السابعة ... وفيها ملك على كرسي من نور ... وفي هذه السماء رضوان خازن الجنان، وأجمل الملائكة من جنده، وفيها إسرافيل رئيس عالم الجبروت، وهو الذي بشرني بالقرب والمنزلة الكريمة عند ربي، وبالسعادة في الآخرة والشفاعة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذه السماء رأينا إبراهيم الخليل مسندا إلى البيت المعمور... ثم انتهينا إلى سبعين حجابا آخر... حتى انتهيت إلى آخر حجاب هناك، وإذا بكرسي من اللؤلؤ منصبة قوائمه من الجوهر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر، فأخذ آخذ بيدي وأجلسني عليه، ثم نزل علي شيء ودخل جوفي من حيث لا أعلم، فقال لي شيء في قلبي: ها قد أكرمك مولاك بالسكينة الربانية، فلما أحس باطني بها سكن كل جارحة في، فكأني لم أرى أشياء ولم يهلني شيء.
    ثم نوديت من مكان قريب، وذلك من جهاتي الست: يا حبيبي ومطلوبي، السلام عليك، فغمضت عيني، وكنت أسمع بقلبي ذلك الصوت حتى أظنه من جوارحي لقربه مني، ثم نوديت: انظر علي، ففتحت عيني فصرت كلي أعينا، وكأن في باطني ما أراه في ظاهري، فصرت كأني برزخ بين كونين وقاب، كما يرى الرائي عند النظر في المرآة ما بخارجها، ثم سمعت بقارئ يقرأ قوله:{ ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير }.
    وإذا بذلك الحجاب قد رفع وأذن لي بالدخول، ولما دخلته رأيت الأنبياء صفوفا صفوفا ودونهم الملائكة، ورأيت أقربهم للحق أربعة أنبياء، ورأيت أولياء أمة محمد أقرب الناس إلى محمد، وهو أقرب الخلق إلى الله تعالى، وأقرب إليه أربعة أولياء، فعرفت منهم السيد محي الدين عبد القادر، وهو الذي تلقاني إلى باب الحجاب، وأخذ بعضدي حتى دنوت من سيدنا محمد صلى الله عليه وآله، فناولني يمينه فأخذته بكلتا يدي، فلا زال يجذبني ويدنيني حتى ما بقي بيني وبين ربي أحد، فلما حققت النظر في ربي ورأيته على صورة النبي، إلا أنه كالثلج أشبه شيء أعرفه في الوجود من غير رداء ولا ثياب، ولما وضعت شفتي على محل منه لأقبله أحسست ببرد الثلج سبحانه وتعالى، فأردت أخر صعقا، فمسكني سيدنا محمد صلى الله عليه وآله ا.هـ.
    وأخيرا بعد كل هذا الكفر والزندقة منه ومن أمثاله، يقرر رؤوس المتصوفة لمن أنصت لهم واغتر بترهاتهم، لا يجوز لك أن تبوح بالسر فتدخل النار، قال الشعراني كما في {اليواقيت والجواهر} ص 17 ط مصطفى البابي الحلبي مصر:
    وكان بعض العارفين يقول: نحن قوم يحرم النظر في كتبنا على من لم يكن من أهل طريقتنا، وكذلك لا يجوز لأحد أن ينقل كلامنا إلا لمن يؤمن به، فمن نقله إلى من لا يؤمن به دخل هو والمنقول إليه جهنم الإنكار، وقد صرح بذلك أهل الله تعالى على رؤوس الأشهاد وقالوا: من باح بالسر استحق القتل ا.هـ
    وهنا سؤال موجه إلى شمس الضلال: أيعلم هذا عن القوم أم لا؟ و كما قيل:
    فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
    فإن كنت لا تدري، وتزكي وتعدل وتمدح وتدافع، فهذه مصيبة، لأن الشرط في الشهادة العلم، قال تعالى{ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} وقال في شأن إخوة يوسف{ وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين} ومن المعلوم بالضرورة أن التزكية شهادة قال تعالى { ستكتب شهادتهم ويسألون }، وإن كنت تعلم وتمدح وتدافع فالمصيبة أعظم وما أظنك إن كان لك عقل أن تذهب إلى الثانية.
    واعلم أيها القارئ الكريم أن ضلال القوم لم يقف عند هذا الحد وما نقلنا هاهنا في هذه العجالة ما هو إلا غيض من فيض مما عليه الصوفية من المجازفات العظيمة، والآراء الدخيلة السقيمة، وبعد عن سبيل الطائفة الناجية الكريمة، ومن أراد مزيد اطلاع على ضلالهم، فعليه أن يرجع لما ألفه أئمة الاسلام في كشف زيفهم و عوارهم مثل: كتاب {تلبيس ابليس} للإمام بن الجوزي رحمه الله، وكتاب { الهدية الهادية } للشيخ العلامة تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله، وكتاب { كشف زيف التصوف } للعالم الهمام الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، وكتاب { التصوف المنشأ والمصدر } للشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله وكتاب {المورد العذب الزلال} للشيخ العالم العلامة أحمد ابن يحي النجمي رحمه الله.
    يتبع بإذن الله تعالى.


    وكتبه:
    العبد الفقير إلى عفو ربه

    أبو عبد الرحمن عمر مكي التيهرتي
    غفر الله له ولوالديه وللمسلمين.
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2018-08-30, 12:30 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X