الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
هذه بعض الفوائد مع التعليق جمعتها من كتاب الدعوة الى الله في أقطار مختلفة للشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي رحمه الله .
و الهدف من وراء هذه المقالة هو الحث والترغيب على قراءة هذا الكتاب النافع الماتع المميز عن غيره بكونه تطبيقي عملي في الميدان حيث وافق فيه القول العمل .
وايضا التعريف بهذا العالم الكبير الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله داعية التوحيد بحق فرحمه الله رحمة واسعة .
وما انتقيته هنا لربما تجده عند غيري ولا تكفيك فوائدي ولا فوائد غيري بل احرص على الكتاب لتطالعه وهو موجود في الشاملة وفي النت .
1- سبب تأليفه للكتاب :
قال رحمه الله :" أما بعد فيقول العبد الفقير إلى الكبير المتعالي , محمد بن تقي الدين بن عبد القادر الهلالي : سألني خلق كثير من الإخوان في المشرق والمغرب، أخص بالذكر منهم الأخ الداعي إلى الله على بصيرة الدكتور وجيها زين العابدين أن أؤلف كتابا يشتمل على سيرتي و ما لقيته في حياتي في الحل و الترحال ، و ما جرى علي و ما جرى علي في رحلاتي الكثيرة من حوادث و أخبار، و خاصة في الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة في المشرق و المغرب و ما صادفته في ذلك من نجاح و ضده، و ما جرى بيني و بين علماء تلك الأقطار من مباحثات و محاورات . ..." ص 9
قلت : وكثير من الكتب التي ألفها أصحابها كانت إجابة عن سؤال طرح أو تلمسا من صديق ناصح مثل العقيدة الواسطية وغيرها كموطأ الإمام مالك الذي كان بطلب من أبي جعفر المنصور
2- إقتصاره على ذكر ما يتعلق بالدعوة إلى الله
قال رحمه الله :" و لما رأيت ذلك كله بالتفصيل ـ بل ذكر ما بقي في ذاكرتي و لم يعفه النسيان ـ يحتاج إلى وقت طويل، و نفقات كثيرة، في طبعه و نشره، اقتصرت على ما يتعلق بالدعوة إلى الله تعالى في أقطار مختلفة من سنة1340 إلى1391 للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية " ص9
قلت : وفيه البداءة بالأهم فالمهم وهذه قاعدة شرعية مرعية
3- إستخدامه للشعر في الدعوة إلى الله خاصة في هجاء المعارضين لدعوة التوحيد
قال رحمه الله :" و ستجد أيها القارئ في أثناء هذا الكتاب قصائد كثيرة هجوت بها بعض المعارضين للدعوة إلى توحيد الله واتباع نبيه الكريم، و ما أردت بذلك إلا الانتصار للحق ولم أسم أحدا. و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم لحسان بن ثابت:"أهجم و روح القدس معك".
«اهج المشركين فإن روح القدس معك» - قاله لحسان -.
(صحيح) ... [حم ق ن] عن البراء. الصحيحة 801، مختصر مسلم 1714.
و لما أنشد عبد الله بن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم قوله :
خلوا بني الكفار عن سبيله……اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله……و يذهل الخليل عن خليله
قال له عمر: يا بن رواحة بين يدي رسول الله و في حرم الله تقول الشعر! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "خل عنه يا عمر فلهن أسرع فيهم من نضح النبل" أخرجه الترمذي و صححه
و قيل:إن الذي انشد ذلك الشعر هو كعب بن مالك"راجع فتح الباري في شرح أحاديث عمرة القضاء" ص 9-10
قلت : ينبغي على من وفقه الله لقول الشعر ونظم القصائد أن يخصص شيئا من وقته لنظم أبييات في نصرة دعوة التوحيد وهدم معاقل الشرك بشهب الحق ، و هذا ملحظ مهم بالنسبة للدعاية إلى الله أن يستعمل في دروسه وخطبه وومواعظه شيئا من الشعر الهادف .
4- تواضع الشيخ رحمه الله أن ماكتبه قد يكون فيه شيء من الخطأ فعلى من علمه أن يسد الخلل .
قال رحمه الله :" و لا أدعي العصمة و أرجوا الله أن يغفر لي كل خطأ و خطل فالجواد قد يكبوا و السيف قد ينبوا و الكمال لله سبحانه.
فإن تجد عيبا فسد الخللا……فجل من لا عيب فيه و علا ص 10
قلت : وهكذا ينبغي أن يكون طالب العلم والداعية إلى الله متواضع فيما يكتب من مقالات أو يؤلف من كتب وما يلقي من دروس وعظ وإرشاد وخطب وكلمات .
شعاره
فإن تجد عيبا فسد الخللا……فجل من لا عيب فيه و علا
5- تذكيره للداعية إلى الله بشأن الإخلاص :
قال رحمه الله :" …أيها الداعي قدم مراد الله يقدم مرادك. ما من داع يدعوا إلى أمر بجد و إخلاص إلا و يحصل على شيء ما سواء أكان محقا أم مبطلا لكن المبطل عاقبته خسران عاجل أو آجل, و المحق له العاقبة الحسنى في العاجل والآجل{فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}[سورة الرعد:17] ص 11
قلت : وأمر الإخلاص هو الذي تنبني عليه الأعمال وحديث إنما الأعمال بالنيات يبد أ به العلماء كتبهم لتصحيح النية وبيان أهميتها .
6- تذكيره للداعية إلى الله بسلاح العلم وقواعد الدعوة إلى الله
قال رحمه الله :" و لا بد أن يكون الداعي مع إخلاصه عنده شيء من العلم بما يدعوا إليه و شيء من العلم بقواعد الدعوة. ص11
قلت : ولهذا حذر جمع من أهل العلم من جماعة التبليغ إذ أنها لا تعير كبير اهتمام لمسألة التسلح بالعلم قبل الدعوة الى الله .
ومسألة قواعد الدعوة إلى الله مهمة جدا بالنسبة للداعية عليه أن يقرأ ما ألف في هذا المجال من كتب .مثل : منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله ومتعه بدوام الصحة والعافية
للتحميل : http://www.rabee.net/ar/books.php?cat=3&id=44
8- حرص طالب العلم على لقاء العلماء الربانيين الذين هم على النهج القويم :
قال رحمه الله :" و بعدما خرجت من الطريقة التيجانية و دخلت في الطريقة الحنفية توجهت إلى مصر .... و لقيت حامد الفقي بالقاهرة و الشيخ محمد بن عبد الرزاق حمزة بكفر عامر ..." ص 11
قلت : على طالب العلم الحرص على لقاء العلماء الذين يزورون بلده و يستغل فرص سفره إلى أقطار العالم أن يسأل أولا عن علماءها السلفيين ، ومن باب أولى أن لايضيع علماء بلده كالشيخ فركوس حفظه الله تعالى وإنا لمن المفرطين والله المستعان
9- حرص الداعية إلى الله على إنقاذ الناس من الضلال الذي هم عليه سواء شرك وكفر أو خرافة وبدعة
قال رحمه الله :" فقلت في نفسي: يجب علي أن أنقذهم من هذه الطريقة كما أنقذني الله منها " ص12 يقصد الطريقة التجانية
قلت : وهذا واجب الداعية إعلى الله وقدوته في ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم حينما جمع قومه ودعاههم ويقول : انقذوا أنفسكم من النار ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم
10- الدعاة إلى الله لابد وأن يمتحنوا في طريق دعوتهم
قال رحمه الله :" …اعلم أن الدعاة إلى الله يمتحنون على قدر إيمانهم و صبرهم و تجلدهم و منهم الشيخ عبد الظاهر أبوا السمح رحمه الله " ثم ذكر قصته ص 13
قلت : فلايتخيل من يقتحم هذا المضمار أن طريقه مفروشة ببساط أحمر؟ ، فيترك الدعوة عند أو صدمة نسأل الله التوفيق والثبات .
11- الداعية إلى الله لايداهن بل يقول الحق من أول وهلة .
قال رحمه الله :" و عقدت العزم على أن لا أداهن و لا أداجي في دين الله ما دمت حيا بل أقول الحق من أول وهلة, للربح أو للخسارة, و ما لقيت إلا الربح إلى حد الآن وسيأتيك الدليل فلا تعجل " ص 14
و هذا الكلام منه رحمه الله لانه في أول الأمر أظهر لهم أنه لايزال صوفيا تجانيا
قال رحمه الله :" فقلت في نفسي: يجب علي أن أنقذهم من هذه الطريقة كما أنقذني الله منها, ولكن خيل لي و أنا في أوائل الشباب أنني إذا صرحت لهم بانتقاد الطريقة ينفرون ولا يقبلون الدعوة, فأردت أن أخادعهم فأظهرت لهم أني لا أزال تجانيا. ص 12
طبعا هو أظهر لهم ذلك ليدعوهم لا ليسالمهم ويسالموه
قال رحمه الله : أخذت أتلطف معهم في انتقاد بعض الأمور كالاجتماع لذكر الوظيفة جماعة بلسان واحد . ص 12
قلت : وهكذا ينبغي على الداعية إلى الله أن يكون صداعا بالحق لايخاف في الله لومة لائم والشيخ تقي الدين رحمه الله من أحسن الأمثلة في الصدع بالحق وسيأتيك شيئ منها بحول الله وقوته يسر الله ذلك .
فإن تجد عيبا فسد الخللا……فجل من لا عيب فيه و علا
تحميل الملف من المرفقات
جمعه أخوكم عفا الله عنه : أبو محمد حسين
يسر الله ما شرعنا فيه من جمع الفوائد والتعليقات على هذا الكتاب الماتع النافع يوم السبت
10/02/2018 23/جمادى الاولى 1439