قال حفظه الله : « ... أضرب أمثلة توضح المقصود ، بعض الأباء مثلًا قد، يتعبُ في تربية ابنه و يقدمُ له أشياء كثيرة جدًا في سبيل اصلاحه و استقامته و ما إلى ذلك ثم يفاجىء بعد أن يكبُرَ الإبن أن يكون سيئًا في تعامله مثلًا مع والده أو عاقًا أو غيَر ذلك فإذا كان قدَّم ما قدَّم الوالد لإبنه لشيء يرجوه عند الله سبحانه و تعالى هذا ما ضاع له شيء ، و موعودع مدّخر و ثوابه يلقاه عاجلًا أو آجلًا ، لكن إن كان يعمل فقط لشيءٍ يرجوه من إبنه كم ستكون صدمته ؟! نعم ، كم ستكون صدمته عندما يكون بدل و بدل و بدل ثمَّ يفاجئ بإساءة الإبن ، و لهذا الإخلاص من فوائده أنه خلق مريح للإنسان في كل المواقف ، المُخْلِصُ لا ينزعجُ مثل غيره ، لأنَّ أصل النَّاس أجناس و معادن و أصناف و بعضهم تُحسنُ إليه و هو يحفرُ لك ، و بعضهم تحسنُ إليه و هو يفكرُ كيف يجازيك بأعلى ممّا قدّمت له ، فهم يتفاوتون فإذا كان يُقَدِمُ لهم و يعمل لأجلهم هذا يتعب ، فالإخلاص خلق مريح للمخلص لأنَّه يقدِّم أشياء كثيرة و هو يرجو ما عند الله ، فإذا فوجئ يومًا ممّن أحسنَ إليهم لا، ينزعجُ لأنَّه أصلًا لا يرجو منه شيئًا و لم يقدّم له أصلًا ، و إنّما قدّم ما قدّم لله و يبتغي عند الله و الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.... »