بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم،يقول ما توجيهكم في كيفية دعوة الأخ السلفي لعوام المسلمين؟
الشيخ:الأخ السلفي مثل غيره يدعو إلى الله،فأولا يجب أن يدعو إلى الله،أن يخلص وأن يكون نظيف القلب سليم القلب،لا يريد شهرة،ولا يريد جماهرية،ولا يريد مدحا ولا ثناء،وإنما يريد أن يرضي الله عز و جل ،بنفع المسلمين.
فلا بد في الداعية من أن يدعو إلى الله،لا يجوز أن يدعو إلى نفسه،من أجل الجماهرية و نحو ذلك.
ولا لجماعة ولا حزب،فبعض الناس يتخذون الدعوة وسيلة لتجميع الناس،على الأحزاب والجماعات،وهذه ليست دعوة إلى الله،هذه دعوة إلى الجماعة ودعوة والحزب.
فأول أمر:أن يدعو إلى الله.
وثاني أمر:أن يكون على بصيرة في دعوته،والبصيرة ما جاء في كتاب الله،وما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،لا يخترع أمور جديدة،تخالف ما في كتاب الله،وما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورأس ذلك أن يدعو إلى التوحيد،ولا سلفية بلا توحيد،وتعظيما للتوحيد وتقديما للتوحيد،فالتوحيد أولا.
فيحرص العبد على أن يدعو عباد الله إلى توحيد الله،فتوحيد الله أعظم حق وُصف،وأشرف فرض عُرف،لا حق أعظم منه،ولا حق فوقه،لا يكون الإنسان في خير إلا إذا أتى به.
فيُبدى بالدعوة إلى التوحيد،والدعوة إلى الرجوع إلى ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم،بالتي هي أحسن.
والأمر الثالث:أن تكون دعوته بالحكمة،أن يكون مُقربا لا مُباعدا،فيدعو إلى الحق بالحق.
ويحرص على الرفق،ما كان للرفق سبيل،فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه،وإذا اقتضى الشرع منه التعنيف صبر وعنف،لأن هذا هو أمر الله،وهو يدور مع أمر الله حيث دار،يُسلم لأمر الله،لا يقول أنا اتبع الرفق وإن اقتضى الشرع التعنيف،لأن هذا يخالف شرع الله،ولا يسلك طريق التعنيف،مع وجود طريق الرفق،وعدم تعين التعنيف.
الأمر الخامس:أن يتألف الناس بحقوقه،فيكون طيب الجيرة،يُعامل الناس بلطف،لأنهم عوام يدعوهم إلى الله،ويساعد الناس،يبتسم ويحرص على الابتسام،جاءني زائر و قال: يا شيخ والله عندنا شباب ما شاء الله،فيهم خير يصلون في المسجد ومحافظين على الصلاة،ويدعون الناس و...،لكنهم مثل الأسود،ما نراهم يبتسمون،قلت لهم ممازحا يحملون هم الأمة.
العامة نبتسم لهم ونتلطف بهم،وإذا جاء أمر الله،سلكنا الطريق الذي يأمرنا الله به،لا نحابي ولا نجامل،لكن مادمنا مع العوام وندعو العوام،نعاملهم بلطف ونبتسم لهم،نساعدهم نعينهم.
وهذا هو الطريق الذي يحصل به الإصلاح إن شاء الله،وأنا أعتقد أن هذه الأمة،لن ترى السعادة ولا العز ولا القوة،ولا النصرة ولا ارتفاع البلاء،إلا إذا عادت إلى ما كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والواجب علينا أن نسعى نحن طلاب العلم،في إعادة الأمة إلى ما كان عليه الصحابة أو مقاربة ذلك،ويكون ذلك بالأساليب الحكيمة النافعة،التي أذن الله عز وجل بها.
ولعل بهذا كفاية والله أعلم،وصلى الله على نبينا وسلم.
انتهى
تفريغ أم صهيب السلفية
مصدر التفريغ
تفريغ أم صهيب السلفية
مصدر التفريغ