تغريد
بسم الله الرحمن الرحيم
رفع اللوم على من نفع القوم
رفع اللوم على من نفع القوم
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فالزلة والخطأ من طبيعة البشر، فكل إنسان يزل ويخطي ويذنب.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)).
أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وحسنه الألباني.
والعالم ومن حصل به نفع كبير لأهل بلده قد يزل ويقع في خطأ فتغفر سيئته في بحر حسناته.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما صاحبكم فقد غامر» فسلم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى علي، فأقبلت إليك، فقال: «يغفر الله لك يا أبا بكر» ثلاثا، ثم إن عمر ندم، فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثم أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم، فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر، حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم، مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي» مرتين، فما أوذي بعدها.
أخرجه البخاري.
يؤخذ من هذا الحديث: يغتفر زلة من حصل به النفع الكبير ولا يؤخذ على خطئه.
فلما كان الخطأ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعتذر له النبي عليه الصلاة والسلام لما له من السابقة في الإسلام والنصرة دين الله ورسوله وبذل المال في سبيل الله والدعوة إليه.
وقد كان نفع أبو بكر رضي الله عنه كبيرا رفع اللوم عليه النبي عليه الصلاة والسلام، لهذا من حصل منه النفع الكبير لقومه يتجاوز عنه ما كان خطأه يحتمل.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحكم بالعدل والرحمة، وفي قضية أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقد أظهر النبي عليه الصلاة والسلام كيف يُغتفر الخطأ لشخص أسهم بشكل عظيم في نصرة الإسلام وكان له سابقات كبيرة.
ويجب علينا أن نتعلم من هذا الموقف التفهم والتقدير لأصحاب الجهد والتضحيات الذين قد يقعون في أخطاء في مسيرتهم، لكن يجب تقديرهم على ما بذلوه من جهد ودعوة ما كانت هذه الأخطاء لا تخرج المرء من دائرة أهل السنة.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍???? كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 11 رمضان سنة 1446 هـ
الموافق 11 مارس 2025 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 11 رمضان سنة 1446 هـ
الموافق 11 مارس 2025 ف
تعليق