إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بيان الفُروق بينَ مُصنَّف عبد الرزَاق ومصنَّف ابن أبِي شيبَة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بيان الفُروق بينَ مُصنَّف عبد الرزَاق ومصنَّف ابن أبِي شيبَة

    بسم الله الرّحمن الرحيم


    بيان الفُروق بينَ مُصنَّف عبد الرّزاق ومصنَّف ابن أبِي شيبَة


    منذ بداية تدوين السُّنّة وجمع الأحاديث المسندة؛ أثرى اجتهاد العلماء المحدِّثين الخير الكثير، والعلم الوفير، وكان ناتج جهودهم تأليف العديد من أنواع كتب الحديث؛ كالصِّحاح، والمسانيد، و الموطّآت، والمعاجم، والسّنن، والمصنّفات، والعلل، والأجزاء، والأطراف، والمسّدركات، والمستخرجات.
    وسنتناول هاهنا أهمّ ما ألّفه علماء الحديث في (المصنّفات)، ونتطرّق لبيان أهمّهما مع ذكر بعض الفروقات.

    والمصنّفات -كما قرّر أهل العلم- هي الكتب المرتّبة على الأبواب الفقهيّة، والمشتملة على الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة.

    ومن أهمّها؛ "المصنّف" لأبي بكر عبد الله بن أبي شيبة الكوفيّ، و"المصنّف" لأبي بكر عبد الرّزّاق الصّنعانيّ، و"المصنّف" لأبي سلمة حمّاد البصريّ، و"المصنّف" لبقيّ بن مخلد القرطبيّ، و"المصنّف" لأبي سفيان وكيع الكوفيّ.

    ومن أشهرها؛ مُصنَّف عبد الرّزَّاق ومصنَّف ابن أبِي شيبَة، وسأذكر أهمّ الفروق بينهما؛ ممّا ذكره أهل الدّراسات الحديثيّة، وأصحاب البحوث العلميّة، فنتطرّق لتعداد الفرق بينهما من ناحية منهجيّة التّأليف، وعدد الأحاديث والآثار، والتّبويب، والتّرتيب، والزّوائد.

    أولا: منهجية التّصنيف والتّأليف:
    فمصنَّف عبدالرّزّاق: غنيٌ بالأسَانيد العالية من الثّلاثيَات، مرتّب على الكتُب والأبواب الفقهِيّة، كثير الأحاديث الصَّحيحة فيه بالنِّسبة إلى جميع ما روَى في الكتاب، ولا يتكلّم على الأحَاديث صحّة أو ضعفا، ويرجح بين تِلك اجتهَادات السّلف ما استبان له صوابه، فيقول: "وبهَذا نأخذ"، وأنّه لا يقطع المتُون؛ بل يوردها برمّتها دون تَقطيع، وإن كانَت طويلة.
    وأما مصنَّف ابن أبِي شبية: أغلَب الآثَار التي أوردها عن السَّلف في الفقه والأحكَام، وحوى بعض الأبواب المُتعلّقة بالعقيدة، والهَدي النّبويّ، والرَّقائق، والتّارِيخ، والفضَائل، والرّدود.
    وبيّن السّلف أنّ "المُصنّف" لا يورد شيئاً منه؛ كالزُّهد، والتّارِيخ، والفضَائل، والفتن، والأوائل، وَنحوها، وقالوا: إنّ "مصنّف ابن أبي شيبة" طرأت عليه اجتهادات كثيرة ربّما من تلامِيذه أو من النّسَّاخ، والحقّ أنّ هذه الموضوعات ليست من اختِصاص "المصنف" في شيء، إنّما هي مستقلّة؛ كما هو معروف.

    ورتّبه عَلى الكتب الفقهيّة، وأدرج تحت كلّ كِتاب منها عددا من الأبواب، وَتحت كلّ باب عدداً من النّصُوص، أحسن ابن أبي شيبة ملائمة النّصوص التي تطابق التّرجمة الموضوعة للبَاب وأكثر فيه من التّبويب.
    ووقع ابن أبي شَيبة في بعض المرّات في تداخل ترتيب الأبواب دَاخل الكتاب، فقد أورد أبواباً من الطّهارة في الصّلاة، وأبواباً من الصّيام في الصَّلاة.
    وامتاز بدقّة نَقل الإسناد، وأحيانا يروي الحديث بالمعنى، وأكثرَ من شرح غريب الألفاظ، والآثارُ في المصنّف مرويّة بالأسانيد الموصولة ما عدا مواضِع يسيرة، وقد أدرج فيه تفسير آيات الأحكام عن السَّلف، واعتنى بالمتابعات والشَّواهد.

    ثانيًا: عَدد الأحَاديث والأثَار:
    ففي مصنَّف عَبدالرّزّاق: بلغ عدَد الأحاديث والآثَار فيه (21033) حديثاً وأثراً.
    وأمّا في مصَنّف ابن أبِي شيبة: بلغت نصُوص الكتاب في جملتها (38940) نصًّا مسندًا.

    تنبيه: وقد تختلّف أعدادها في كليهما بحسب اختلاف الدّراسات التي أجريت عليهما.

    ثالثًا: الزوائد:
    فعند مصنَّف عبد الرّزّاق: زوائدهُ على الكتُب السّتّة، فقد بلغت زوائده على الكتب السّتّة نحو (1750) حديثاً.
    أمّا في مصنَّف ابن أبي شيبة: بلغت هذه الأحَاديث الزّائدة في المسند على الكتب السّتَّة: (572) حديثاً.

    رابعًا: التّرتِيب والتَّبويب:
    ففي مُصنَّف عبد الرّزّاق: بلغت عدد كتُبه مع الجامع (32) كتاباً، فبدأه بكتَاب "الطّهارة"، وختمه بكتاب "أهل الكتابين"، وَعدد أبوابه (2536) باباً.
    وفي مُصنَّف ابن أبي شيبة: بلغت عدد الكتب التي في المُصنّف (39) كتاباً، وقد بدأه بـ "كتاب الطّهارة" وختَمه بـ"كتاب الجمل وصفين والخوارج"، وعدد أبوابه: (5494) بابًا.
    هذا ما استطعت نقله عن هذين المصنَّفين الجليلين، نفع الله بهما وأحسن الله لصاحبيهما ورزقهما الحسنى وزيادة، وبالله التّوفيق، ونسأله السّداد والهدى والرّشاد.

    كتبه:
    أبو أنس محمّد بن عمار

    -غفر الله له ولوالديه-


    ​​
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2025-01-13, 05:39 PM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X