إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التسلق على أمواج الفتن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التسلق على أمواج الفتن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    التّسلّق على أمواج الفتن

    إنّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله.
    أمّا بعد:
    فالذي يشرع للمرء عند الفتن أن يفرّ منها ويهرب منها هروبه من الأسد.
    عن عمران بن حصين رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمع بالدّجّال فلينأ عنه)). أخرجه أبو داود وأحمد والحاكم والطبراني والبزار والروياني؛ وصححه الألباني.
    قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)): ((وحذّر من أسباب الفتن والوقوع فيها في عدّة أحاديث ومنها قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم ((من سمع بالدّجّال فلينأ عنه))، أي: فليبعد خوفاً من فتنة الدّجّال فكلّ أسباب الفتن يجب على المرء الحذر منها والبعد عنها)) اهـ.
    أمّا المتسلّق إلى قمّة الفتن فهذا على خطر، وكلّما صعد درجة في الفتنة أشتدّ خطره.
    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تكون فتنة، النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، والراكب خير من المجري قتلاها كلها في النار)).
    أخرجه أحمد والحاكم والطبراني والبزار؛ وأودعه الألباني في ((الصحيحة)) (رقم: 3254).
    قال العلّامة ابن رجب رحمه الله في ((جامع العلوم والحكم)): ((وإنْ كان هذا على وجه ضرب المثالِ في الإسراع في الفتن؛ إلّا أنَّ المعنى: أنَّ من كان أقرب إلى الإسراع فيها، فهو شرٌّ ممن كان أبعد عن ذلك)) اهـ.
    فالمطلوب لمن تسلّق الفتن إن يترجل عنها، ويعقر جواده ويكسر سيفه، ويلزم مسجده.
    عن معقل بن يسار رضي الله عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((العبادة في الهرج كهجرة إليّ)). أخرجه مسلم.
    واعلم -رحمك الله- أنّ للفتن رجالا يخمدونها، وإذا تدخّل الصّبيان أجّجوا نارها، فلا تكن وقودا للنّار.
    فإنّ المتسلّقين في الفتن لهم مآرب شتىّ يجمعها حبّ الظّهور. وقديما قيل: (حبّ الظّهور يقسم الظّهور).
    وانظر يمنه ويسره -خاصّة في برامج التّواصل- كلّما لاحت فتنه، ترى المتهوّرين مندفعين، يسابقون العلماء، يأزّهم الصّغار التّقنيّين:
    هذا يسأل!
    وذلك يطلب كتابة ردّ!
    وغيره يطلب كلمة!
    والكلّ ينشر!
    ويزداد الطّين بلّه؛ أنّ أقوال العلماء منشورة، غير أنّ خربشات الصّغار تتسلّق وتتربّع على قمّة الفتن.
    فلا تطيش الطّائش وتركبه على أمواج الفتن فتزيد الفتنة، فتكون من المفتونين الفتانين.
    قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}[البروج: 10].
    هذا والله أعلم، وبالله التّوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
    كتبه
    عزالدّين بن سالم بن الصّادق أبوزخّار
    طرابلس الغرب: يوم السبت 22 رجب سنة 1445 هـ
    الموافق لـ: 3 فبراير سنة 2024 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2024-02-05, 11:20 AM.

  • #2
    الله المستعان
    صدقت يا شيخ عز الدين! وسلمت يمينك

    تعليق


    • #3
      الله يسلمك أخي الكريم.

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X