إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عجلوا بزكاة مالكم لمن افتقر ممن حلت بهم كارثة من زلازل وأعاصير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عجلوا بزكاة مالكم لمن افتقر ممن حلت بهم كارثة من زلازل وأعاصير

    بسم الله الرحمن الرحيم


    عجّلوا بزكاة مالكم لمن افتقر ممّن حلّت بهم كارثة من زلازل وأعاصير


    إنّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله.
    أمّا بعد:
    فلمّا كان المؤمنون كالجسد الواحد؛ يتألّم العضو بما حلّ بعضو آخر، هكذا المؤمن الصّادق يحزن لمصاب إخوانه، سواء في المشرق أو في المغرب، وهذا التّراحم سببه الأخوّة الدّينيّة، التي تُظهر التّرابط كالبناء المتماسك.
    عن النّعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى» متفق عليه.
    وعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا)) متفق عليه.
    البذل والسّخاء والجود والصّدقة تستحبّ في جميع الأوقات ويزداد تأكيدا عندما يعرض عارض.
    عن جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه، قال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في صدر النّهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النِّمار أو العباء، متقلّدي السّيوف، عامّتهم من مضر؛ بل كلّهم من مضر فتمعّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثمّ خرج، فأمر بلالا فأذّن وأقام، فصلّى ثمّ خطب فقال: (({يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة}[النساء: 1] إلى آخر الآية، {إن الله كان عليكم رقيبا}[النساء: 1] والآية التي في الحشر: {اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله}[الحشر: 18] تصدّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره - حتّى قال - ولو بشقّ تمرة)).
    قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفّه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثمّ تتابع النّاس، حتّى رأيت كومين من طعام وثياب.
    حتىّ رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلّل؛ كأنّه مُذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سنّ في الإسلام سنّة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنّة سيّئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)) أخرجه مسلم.
    ومن يبذل شيئا ولو قليلا أو أقلّ من القليل يبارك الله فيه.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «((من تصدّق بعدل تمرة من كسب طيّب، ولا يقبل الله إلّا الطّيّب، وإنّ الله يتقبّلها بيمينه، ثمّ يربّيها لصاحبه؛ كما يربّي أحدكم فلوّه، حتىّ تكون مثل الجبل)) متفق عليه.
    وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة)).
    ومن جفّت يده عن إعطاء الصّدقة المستحبّة فلا أقلّ من أن يقدّم زكاة ماله لعام طيّبة بها نفسه.
    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنّ العبّاس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحلّ، ((فرخّص له في ذلك)). أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد والدارمي والحاكم والدارقطني وابن الجارود والبيهقي؛ وحسنه الألباني.
    قال التّرمذيّ في ((جامعه)): ((وقد اختلف أهل العلم في تعجيل الزّكاة قبل محلّها، فرأى طائفة من أهل العلم: أنّ لا يعجّلها، وبه يقول سفيان الثّوري قال: أحبّ إليّ أن لا يعجّلها، وقال أكثر أهل العلم: إن عجّلها قبل محلّها أجزأت عنه، وبه يقول الشّافعي، وأحمد، وإسحاق)) اهـ.
    فيشرع تعجيل الزّكاة وتقديم لعام واحد عند أغلب من قال بجواز التّقديم.
    قال الله تعالى: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله}.
    تنبيه:
    تحذير ممّن يستغلّ عاطفة النّاس نحو إخوانه المصابين، فيعملون على جمع التّبرّعات لصالح خلايا مشبوهة أو لصالح الجيب الشّخصي.
    فلا تعطي -أخي- مالك إلّا لمن كان قويا أمينا.
    أسأل الله تعالى أن يجبر كسر المصابين ويفرّج هم المهمومين وينفّس عن كربهم
    كما أسأله سبحانه وتعالى أن يكتب من مات نتيجة الغرق أو الهدم في عِداد الشّهداء
    أنّه تعالى خير مسؤول،
    هذا والله أعلم
    وبالله التّوفيق، وآخر دعوانا
    أن الحمد لله ربّ العالمين.

    كتبه
    عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
    طرابلس الغرب: يوم الخميس 29 صفر سنة 1445 هـ
    الموافق لـ: 14 سبتمبر سنة 2023 ف
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2023-09-18, 10:16 AM.
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
يعمل...
X